المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "كيف احببت غيري وأنت غارق فى خيرى".



عميد اتحادي
26-03-2013, 11:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي



تعالوا نبدأ قصة الحب. "لما خلق الله الخلق كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش أن رحمتى تغلب غضبى" أى أن الله كتب عنده أنه سيعاملنا بالرحمة بل قبل أن يخلقنا أمر القلم أن يكتب محمد بن عبد الله وأتباعه خيرالامم

ومن حب الله لعباده أن أعد الجنة من ملايين السنين لضيافة احباءه. قال تعالى: ((وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) وأزلفت: إى تجهزت.


ومن حب الله لنا أن أرسل لنا خير البشر محمد (صلى الله عليه وسلم)


حملة عرشه يستغفرون لنا




الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ.


ثم ان الله عز وجل يقبل من عباده القليل ويرضى منهم بالقليل .






شرح حديث: إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ ...


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. رواه مسلم (2734)

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، وَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) ( الْأَكْلَةُ ) هُنَا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْأَكْلِ ، كَالْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ . وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ حَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى عَقِبَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ صِفَةَ التَّحْمِيدِ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُودَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ ، رَبَّنَا[1] وَجَاءَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَلَوْ اقْتَصَرَ عَلَى الْحَمْدِ لِلَّهِ حَصَّلَ أَصْلُ السُّنَّةِ .







الإمام النووي رحمه الله
شرح النووي على مسلم » كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار » باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب

--- فاصل ---

أريد أن تتخيلوا معى أنطلاق جبريل ونداءه فى أهل السماء. إن الله يحب فلان فأحبوه فيكتب له القبول فى الارض. بمعنى أن كل شىء فى الارض يحبك حتى ملبسك ومطعمك حتى دابتك ومكان سجودك.

سفيان الثورى عندما ذهب لزيارة أحد أصدقائه إسمه أبو المنصور أهداه عصفور فى قفص فقال له سفيان بل أشتريه منك لأنى أريد أن أطلق هذا العصفور من قفصه. فدفع سفيان دينار لصديقه وبعدما أطلق سفيان العصفور رجع الى المنزل وصنع عشاً له عند غرفته. ثم بعدما مات سفيان يقولون فوجدنا العصفور يطير معنا يتبع الجنازه. وكنا كل يوم نذهب نزور سفيان فى القبر ونرى العصفور عند قبر سفيان. وفى يوم من الأيام ذهبنا لزيارة قبر سفيان فوجدنا العصفور ميت على قبر سفيان. أحبه العصفور لأن الله كان يحبه.


والعلماء فهموا هذا الامر لذلك قالوا: "أوجب عليك وجوب خدمته(الطاعة) وفى الحقيقة ما أوجب عليك إلا دخول جنته" لذلك يعاتبك الله عز وجل بقوله: "كيف احببت غيرى وأنت غارق فى خيرى". لذلك جعل الله ديه اليد خمسمائة دينار ولكن لو سرقت هذه اليد ما قيمته اكثر من ربع دينار تُقطع. إى أن هذه اليد التى تساوى خمسمائة دينار إذا سرقت ما قيمته ربع دينار يكون حدها القطع. وعلل العلماء ذلك بقولهم: "لما كانت امينة كانت ثمينه فلما خانت هانت" إى أنها لما كانت أمينه على حب الله كانت ثمينه فلما خانت هذا الحب هانت على الله.

الوصية:

كما أن الله إذا احب عبد أمر جبريل أن ينادى فى أهل السماء كذلك أنت إذا أحببت قل لمن تحبه أنك تحبه فى الله.

وصلى اللهم على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين


والله أعلم