المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : براءة عبد الرزاق من تخطيئته في هذا الحديث بلا حجة.



أهــل الحـديث
25-03-2013, 04:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَحُجُّ عَنْ أَبِى قَالَ « نَعَمْ حُجَّ عَنْ أَبِيكَ فَإِنْ لَمْ تَزِدْهُ خَيْرًا لَمْ تَزِدْهُ شَرًّا ».

أخرجه ابن ماجه: المناسك (2904), والطبراني "الكبير" (12/245), وأبو نعيم "الحلية" (4/100), والفاكهي "أخبار مكة" (826), وابن حزم "حجة الوداع" (509) كلهم من طريق عَبْد الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يرفعه به.
وهذا إسناد رجاله ثقات. وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
ويزيد بن الأصم هو العامري البكائي ثقة من الوسطى من التابعين. وعنه أبو إسحاق الشيباني: سليمان بن أبى سليمان حافظ ثقة وعنه الثوري جليل القدر وعبد الرزاق ثقة. وإنما ذكر ابن عبد البر كلاما في التمهيد حملوا فيه على عبد الرزاق ولا يصح فقال
في "التمهيد" (9/129) : أما هذا الحديث فقد حملوا فيه على عبد الرزاق لانفراده به عن الثوري من بين سائر أصحابه وقالوا هذا حديث لا يوجد في الدنيا عند أحد بهذا الإسناد إلا في كتاب عبد الرزاق أو في كتاب من أخرجه من كتاب عبد الرزاق ولم يروه أحد عن الثوري غيره وقد خطئوه فيه وهو عندهم خطأ فقالوا هذا لفظ منكر لا تشبهه ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر بما لا يدري هل ينفع أم لا ينفع اهـ. ووافقه شيخنا الألباني فأطلق القول بنكارة المتن أو شذوذه انظر "الضعيفة" (5967) وعضد كلامه بما ذكره الحافظ في "الفتح" فقال: وَأَمَّا مَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَزَادَ فِي الْحَدِيثِ: {"حَجَّ عَنْ أَبِيكَ، فَإِِنْ لَمْ يَزِدْهُ خَيْرًا لَمْ يَزِدْهُ شَرًّا"} فَقَدْ جَزَمَ الْحُفَّاظُ بِأَنَّهَا رِوَايَةٌ شَاذَّة.
وأما البزار فَجعل الْمُنْفَرد بِهِ هُوَ الثَّوْري. قال البزار: لا نعلم رواه إلا الثوري ، ولا عن الثوري إلا عبد الرزاق ، فجعل المنفرد به هو الثوري. نقله عنه ابن الملقن "البدر المنير", وابن القطان "الوهم والايهام".
وإنما بنى ابن عبد البر كلامه على تفرد عبد الرزاق به من دون أصحاب الثوري الكبار كابن مهدي ووكيع. وبنى البزاركلامه على تفرد الثوري به عن الشيباني ويعر عليهما ما رواه علي بن مسهر عن الشيباني عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس مثله. أخرجه ابن أبي شيبة "مصنفه" (3/379).
فبرئ عبد الرزاق من وصمة الخطأ وبرئ الثوري كذلك وما بقي لابن عبد البر إلا أن ينسب الخطأ ليزيد بن الأصم وهو بعيد أو للشيباني والشيباني حافظ حجة ملقب بفقيه الحديث. قال ابن عبد البر نفسه عنه : هو ثقة حجة عند جميعهم.
بل الأقرب والأنسب أن يطلق الحديث على صحته أولى من تخطئة الثقات بلا حجة واضحة.