المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غــــيداء .. حـــلم لم يكـــتمل .. رثاء لابنتي



الاهلي الراقي
25-03-2013, 04:30 AM
هذه الكلمات كتبتها قبل سنوات بعد وفاة ابنتي الصغيرة بعد ولادتها مباشرة بسبب خطا طبي ...



غـــيداء ...

ياشمسا غربت قبل ان تشرق على حياتي

غــــداء ...

ابتسامة بريئة اغتيلت في مهدها

غــــيداء ...

يا اعذب صوت كنت اتمنى ان اسمعه ولكنك قتلت قبل ان تفتحي عينيك على الحياة

غــــيداء ...

يا احساس جميل سكن داخلي تسعة اشهر .. كنت اداعب حركاتك

اخاف من صمت حركاتك .. اسعد بسماع دقاتك وانتي في احشائي

راقدة كالملاك بعيدة عن صخب الحياة .. في آمان وهدوء ترقدين

غـــــيداء ...

يا امومة احسست بها قبل ان اراها ... قرأت كل شئ عنك قبل ان المسك

لاكون اما كما يجب ان اكون .. لم اترك اية تفاصيل

لهثت باحثة في الاسواق اشتري لك كل ثوب زهري جميل

تخيلتك بها تمرحين .. اشتريت العابك وثيابك

ووضعت سريرك الى جواري .. وهدهدته بقلبي وحبي

وغنيت لك اعذب الالحان .. كل شئ كان معدا لاستقبالك

الا انتي .. انتي ياحبيبتي لم تكوني هناك .. حيث يجب ان تكوني

غـــيداء ..

تحملت الآلام وقاسيت الوجع وكان كل الم يهون في سبيل احتضانك

رغم المي وعذابي .. سألت عنك كل من طرق بابي

اين غيداء ؟ لماذا لم تأتي لتنهل من امومتي اريد احتضانها

اريد ان اطبع قبلة على جبينها .. اريدهها في حضني تبكي بصوت عالي

واتضجر من بكائها ومن حبي لها لا ابالي

كانت الوجوه متجهمة .. والاعين حائرة

والاسئلة على لساني تبحث عن اجوبة

ولكن لا جواب سوى الدموع والعذاب

رحلت غيداء .. يا الهي رحلت ؟ كيف رحلت لقد رأيت وجهها الملائكي

وهي ممدة عى سرير ابيض وعيناي من شدة الالم لم تستطع ان تحدق بها جيدا

لكنها كانت كالقمر صحيحة سليمة ولكن قلبها الصغير لم يتحمل جرم اخطائهم

سحبوها بعنف فاصيبت راسها بكدمات قاتلة ولكنها كانت كالملاك جميلة

وكأنها عشقت النوم في احشائي .. فاكملته بعد خروجها

وكأنها خافت من الحياة قبل ان تفتح لها عينيها

وكأنها قالت .. الى الجنة اسبقك يا امي

ستجديني هناك اناديك فهلمي تعالي الى جواري

آه وآه وآه بكيت واحرقتني الدموع التي تبكيني

ذاب حلم سنيني رحلت حلمي الجميل قبل ان تبدأ حكايتي معها

غــــيداء ...

رحلتي قبل ان اطفئ نيران حنيني

كنت لحنا جميلا ولكني لم اسمعه .. قصيدة كتبتها بدمع عيني

رحلتي وتركتيني وحيدة .. كل ماحولي يبكيك

حتى سريرك يبكي .. حتى لعبتك الصغيرة كانت في انتظارك

ملابسك اشم رائحتك الطاهرة بها وانتي لم ترتديها ولكني اتخيلك وانت تلبسينها

اتخيل ضحكتك وبكاءك وكل شئ

رحلتي وفي القلب نار لم تنطفئ وايامي توشحت بوشاح اسود لفراقك

رحلتي وتركتي خلفك الف سؤال وسؤال

الى متى يغتالون البرآة باخطاء عابرة

قد لا تبكيهم قد يكون عقابهم سهلا

ولكن جريمتهم صداها هز اركاني

تنازلت عن حقي .. ليس ضعفا ولا خوفا

ولكني طلبتي حقي من المنتقم الجبار

اما عقاب الدنيا فلن يكون بقبح جريمتهم

التي كانت طعنة قاتلة لحملي على مدى تسعة اشهر

وداعا غيداء .. الى جنات الخلود يا ابنتي