المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه حكايتي... (الحلقة السادسة )



أسواق
25-03-2013, 12:50 AM
السلام عليكم



كان أسعد خبر سمعته في حياتي وانا ارى سيارة الاسعاف امام المدارس الثانوية تنقل المصابين بالإغماء من الفرح او العكس ...اناس يولولون من الغضب واناس يجرون من فرط الفرح وبين هذا وذاك كنت احمد الله على فرحة النجاح التي لا تضاهيها أية فرحة ..


اجتمعت مع قريباتي وصويحباتي رقصنا فرحا واحتفلنا وأمضينا أمسية رائعة ملوءها الدعابة والمرح كيف لا وقد فتح الله لي باب الرزق وسأتوظف من اول يوم من العام الدراسي المقبل وسأساعد والدي اللذين قدما لي الكثيررغم ان حالتهم المادية على أحسن ما يرام و سأتكفل بمصاريفي الخاصة وسأشتري ما تهفو اليه نفسي دون تردد

بت ليلتها أحلم وأحلم ...لقد ضمنت مستقبلي بفضل الله وادخلت السرور على قلبي والدي فأنا أول من أكمل تعليمه وتخرج كانا ينتظران ذالك ولكن فرحتهما ستكون أكبر لو تخرج احد اخوتي الذكور الذين اكتفيا بتقديم طلب للعسكرية وتم قبولهما بواسطة خال والدي الذي كان رئيسا عاما لسجون الداخلية
وبدآ حياتهما المهنية وما يتخلل ذلك من التفكير في البيت والزوجة والتجهيز وما سوى ذلك

بدأت العطلة الصيفية وكالعادة شددنا الرحال الى البحر ونصبنا خيمتنا ومكثنا قرابة الشهر نلهو ونسبح
ونلتقط الصور التذكارية...وككل الأيام الجميلة مرت الأيام كالحلم وعدنا الى المدينة حيث نقيم وفاجأنا خبر وفاة زوج عمتي المسكينة التي ظلت وحيدة الى يومنا هذا جلسنا معها اياما نعزيها ونواسيها وقدر الله ان ألتقي بابنة عمي التي أسرت إلي بأن نفس الشاب ذاك المقيم في المملكة جاء يطلب يدي ثانية ويلمح الى زوجها أن يقنعني بالزواج منه لأنه يريد أن يصحبني معه في عجلة

كانت أمي تردد على منزل عمتي حيث يقام العزاء في قرية قريبة من مدينتا وفي أحد الايام همست إلي أمي أن الشاب سيأتي الليلة الى بيتنا خاطبا تلعثمت ولم أدر ماذا أقول وكيف ستتم المسألة وماذا لو سمعت عمتي وكيف سيكون شعورها ...

جمعنا أمتعتنا ورجعنا في عجالة إلى البيت وتركنا أختي الكبرى وابنتها ذات السنوات الثمانية حينئذ
تركناها لتساعد عمتي وتقضي شوءونها
عدت والخجل يلفني ... سيأتي من يخطبني من والدي ماذا سأقول ؟؟؟ لا أريد الزواج !! لازلت صغيرة !!

جاء الليل وحان الموعد المرتقب ...وطرق الباب فخفق قلبي بشدة وكاد يخرج من بين ضلوعي ...
صحيح اننا في بلد يكثر فيه الاختلاط ولا يسمح فيه بتغطية الوجه ولكن يوم الخطبو والنظرة يوم تاريخي في حياة كل فتاة ...
استقبل والدي الشاب و أجلسه بجانبه وفرح بمقدمه كما يفعل مع كل ضيف وطفق يتحدث إليه عن السياسة والمجتمع والعلوم وفي كل له باع رغم تعليمه المحدود ...

بعد برهة ناداني والدي فتقدمت بخطى متعثرة وسلمت على الرجل وجلست وقد جف حلقي من شدة الارتباك وأومأ والدي الى إمي فقاما كلاهما وتركونا ...
ابتسم الرجل في وجهي لطمأنتي وبارك لي النجاح وسألني كيف قضيت عطلتي الصيفية وقال لي أرجو ان تقبليني زوجا لك وفي حال الموافقة أتمنى ان نعجل في الزواج لأن إجازتي أوشكت على الانتهاء
شرعت في الكلام مبينة له أني غير مستعدة نفسيا لموضوع الزواج وانه علينا ان نمنح أنفسنا فرصة للتفكير وتقليب الأمور وان يقيم كل منا الطرف الآخر في خلال سنة على أن يتم الزواج في السنة المقبلة ...

ذكرت له اني لم أجهز نفسي بعد ولم أشتر ماتحمله كل عروس إلى بيت زوجها من أواني وأثاث وغيرهما فرد علي بأن ذلك غير مهم وأن لديه ما يغطي الحاجة إلى ذلك...تعللت بأن زوج عمتي لم يمر على وفاته أسبوع وأن عمتي ستحزن فقال لي بالحرف غدا أذهب إليها واخطبك منها وأطيب خاطرها

تعللت وقدمت أعذارا كثيرة ولكن غلب القدر وحصل المكتوب وتمت الخطبة بشكل رسمي ومن بعدها بدأ الاستعداد لإتمام مراسم الزواج وفي خلال اسبوع او عشرة أيام أقيمت حفلة العرس وقضينا ليلتنا في الفندق لأنه لا يملك بيتا وبيت العائلة يعج بالمدعوين من أقاربهم وبعد يومين سافرنا إلى جزيرة سياحية ساحرة أقمنا فيها أمتع الأيام وكان زوجي بين الحين والآخر يذهب الى كبينة الهاتف ويتصل على الخطوط ليحجز للعودة وحين يفرغ من المكالمة يلتفت إلي وقد بللت الدموع خدي فيرمقني بنظرة أسى ويربت على كتفي قائلا الحمد لله أني أحببت زوجتي ولم أأتزوج حبيبتي...



تابعونا