المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاتمة الزمخشريين



أهــل الحـديث
23-03-2013, 09:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


منقول:



خاتمة الزمخشريين

بقلم تلميذه: عبد النور بن الحسين القحفة

في هذا اليوم السبت 12 جمادى الأولى 1434هـ دفن شيخنا الجهبذ المنتقد، والشيخ المجتهد، عز الآل، صدر المفسرين القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن أحمد الكبسي، العلوي، الحسني، الهاشمي، اليماني، الخباني المولد، الصنعاني الوفاة.

مولده ونشأته:
بمدينة يريم يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 1340هـ، ونشأ في كنف والده والتحق بكُتاب مدينة يريم لتعلم مبادئ العلم من خط وحساب وتجويد.

مشايخه:
أخذ عن عمه السيد العلامة الكبير محمد بن محمد الكبسي (تـ1382هـ): متن الأزهار في فقه الزيدية، ومتن الغاية في أصول الفقه، ومتني الشافية والكافية في الصرف والنحو، ومتن التلخيص في علوم البلاغة حفظا وقراءة لجميعها كما سمع سيرة ابن هشام كاملة وأكثر مسند الإمام أحمد بن حنبل.
وأخذ عن العلامة مطهر بن يحيى الكحلاني (تـ1377هـ): شرح الفاكهي، وحاشية السيد على كافية ابن الحاجب، وشرح الغاية وشرح ابن مفتاح على الأزهار والشرح المختصر على التلخيص، والمناهل الصافية في شرح الشافية للطف الله الغياث، والكشاف لجار الله الزمخشري.
وأخذ عن العلامة الجهبذ أحمد بن قاسم الشمط (تـ1373هـ): في شرح الغاية في أصول الفقه وشرح الأزهار، وشرح تلخيص، والمناهل الصافية في شرح الشافية للطف الله الغياث، والكشاف للزمخشري، وشرح الفاكهي، وحاشية السيد على الكافية. وأجازه إجازة عامة وخاصة. وأعاد الشرح الصغير على العلامة عبد القادر بن عبد الله (تـ1426هـ). وأخذ شرح قواعد الأعراب على العلامة أحمد العرجلي.
وأخذ على العلامة حسين الواسعي شرح الأزهار والفرائض للناظري وأعادهما مرات متعددة على العلامة عباس الوجيه مع قراءته عليه شرح الثلاثين المسألة لابن حابس الصعدي.
وأخذ عن العلامة الكبير أحمد بن ناصر الخولاني المقرئ الضرير شرح العمدة لابن دقيق العيد، واخذ عن العلامة عبد الله بن علي اليدومي التاج الجامع للأصول للشيخ ناصف كاملاً.
وأخذ عن العلامة المحقق يحيى بن لطف شاكر أكثر الروض النضير للسياغي وأجازه، وله مشايخ آخرين غير من ذكرتهم.

فهؤلاء من أردنا ذكرهم وكم سواهم قد طوينا نشرهم
أعماله:
تولى القضاء في الكثير من الجهات اليمانية، وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، متفق على جلالته، وعلو منزلته، وورعه وزهده، لا يختلف فيه اثنان، وأما الأحكام فكان فيصلا فيها، وقد كان يُراجع في أحكام صدرت أزيد من أربعين عاما فكان يذكرها ويذكر حكمه فيها كأنها صدرت منه الساعة.

تصدره للتدريس: كان شيخنا رحمه الله تعالى مفيد الطالبة فكان أينما حل عامرا وقته بالإفادة والتدريس فلا تخلو مدينة من المدائن التي تولى بها القضاء إلا وله فيها طلبة للعلم.
وأما آخر عقدين من عمره بعد أن تقاعد تفرغ تفرغا تاما للتدريس في الجامع الكبير بصنعاء فرحل إليه الطلبة وانتفعوا به وأعاد لهذا المسجد شعلته وأحيى المجالس الزمخشرية والآمالي التفتازانية فتراه إذا أقراء في الكشاف شبك أصابعه وأورد علينا درر المسائل وانهالت البلاغة فكأن من أمامك هو الزمخشري بعينه وابن المنير بمضايقاته ولا تعجب إن قلت لك من حالة الشيخ وهو يأتي بمتشابه الآيات فيسردها جملة واحدة ويبين لك أوجه الإعجاز فيها ودلالات مبانيها ومعانيها.
سألته ذات مرة عن كتاب ظهر في الأسواق لأحد مشايخ العراق يعرض فيها اللمسات البيانية والبلاغية في القران الكريم فقال: وقفت عليه كوقوف العطش على الماء إلا أنه لم يروي غليلي ويشفي عليلي يا بني لقد مرر على القران وتفاسيره مرارا وتكرارا فلم أجد من أجاد وأفاد في بيان معجزه ولمِ متفرقه وذكر تناسبه وتناسقه اللهم إلا ما تفرق في بطون كتب التفسير، وكم لشيخنا من النكت العلمية والفرائد العزيزة.
ومن عجيب همة شيخنا رحمه الله تعالى أنه كان يذهب إلى الجامع الكبير بصنعاء مشياً على القدم وهي مسافة تقرب من 2 كيلو متر أو تزيد وليس هذا فحسب بل كان مسكنه في الطابق الثالث ويصعد إليها في اليوم الواحد خمس مرات كل ذلك لإدراك صلاة الجماعة.
وعلى كل حال فهو معدود في أكابر الرجال الشارحين لتفسير الزمخشري، وإليه المنتهى في علوم الآلة من نحو وأصول وبلاغة وغيرها كما أنه واحد من القلائل الذين رأيتهم، أنموذجا للعلم والعلماء.
وأما خلافه بين الزيدية وأهل السنة فقد قارب حد الإنصاف، والخروج من التورط والانحراف والاعتساف، يعمل السنة ويتبعها، محافظ على الجماعة حتى أخر عمره.
فرحمه الله وأسكنه فراديس الجنان، وأنزل على قبره شآبيب الرحمة والرضوان.
كُتب على عجل ووجل.


تنبيه: يروي اليمنيون من علماء صنعاء وصعدة كشاف الزمخشري وكتابي الشافية والكافية لابن الحاجب والتلخيص للقزويني طبقة عن طبقة كابر عن كابر إلى مصنفي هذه الكتب وغيرها بالسماع المحقق الذي لا ريب فيه ولاشك.