ابن ذروه
23-07-2006, 12:31 AM
إذا عرف السبب بطل العجب!
طالب ثانوية يحصل على وظيفة تقدم لها 15 من حملة الماجستير!!
يكثر في أيامنا الحالية الحديث عن الفساد المنتشر في بعض المؤسسات، و تتوالى القصص و الحكايات التي ما تلبث أن تتحول إلى سيناريوهات بعد أن يتعمد البعض إضافة لقطات من نسج الخيال عليها! و لكن تبقى الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن معظم حالات الفساد التي يتناقلها الناس لا تحيد عن كونها أموراً حقيقية حدثت و ما زالت تحدث في البعض من مؤسساتنا.
الفساد الإداري مصطلح غير محدود، فمن الرشوة إلى تخطي بعض القوانين لصالح أفراد معينين إلى ترسية مناقصات على شركات معينة إلى توظيف الأقارب و تخطي الكفاءات. و عند النقطة الأخيرة نقف في هذا التقرير على حادثة أصبحت حديث الموظفين في إحدى المؤسسات الحكومية.
في مؤسسة حكومية يتسيدها مدير من فئة (الكل في الكل) و هي الفئة التي يعتقد أفرادها أن المؤسسات التي يديرونها ملك خاص و من حقهم تخطي القوانين فيها مثلما يشاؤون! في هذه المؤسسة استحدثت وظيفة جديدة بحاجة إلى كفاءة و خبرة، و تم الإعلان عنها في الصحف المحلية، و نظراً للمزايا التي تقدمها المؤسسة لموظفيها، فقد تقدم لشغل هذه الوظيفة 16 مواطناً.
الغريب في أمر هذه المجموعة التي تقدمت لشغل الوظيفة هو أن 15 فرداً منهم هم من الجامعيين الذي حصلوا على درجتي البكالوريوس و الماجستير في مجالات مرتبطة بالوظيفة، أما الفرد السادس عشر فهو طالب أنهى للتو شهادته الثانوية و ترك الجامعة بعد أن فشل في تحقيق نتائج مرضية في السنة الأولى! فهل يمكن أن نعتبر ذلك جرأة أم ثقة بالنفس أن يتقدم طالب ثانوية عامة لشغل هذه الوظيفة مع أن الإعلان الذي نشر في الصحف يعدد شروط الخبرة و الشهادات الجامعية؟!!
أما اللغز المحير فهو أن طالب الثانوية هذا قد فاز بالوظيفة رغم انف الجامعيين من حملة الماجستير!!، و رغم أنف اللجنة التي تولت تقييم الطلبات و عمل المقابلات مع المتقدمين!!، و رغم أنف جميع القوانين في المؤسسة!! و رغم أنف كل من يعتقد أنه يستطيع تحريك ساكن في هذه المؤسسة دون الرجوع للقصر العاجي الذي يسكنه مدير المؤسسة!!
هذا هو اللغز، أما حله، فهو بسيط للغاية، فطالب الثانوية هذا هو ابن سعادة المدير الذي أعطى أوامره لتوظيف ابنه قبل نشر إعلان الوظيفة الشاغرة في الصحف، و ما كان الإعلان سوى دعاية للمؤسسة و جهودها التوطينية!
نعم طالب الثانوية هذا يستحق هذه الوظيفة بأمر من سعادة المدير! و هو أفضل من جميع حملة شهادة الماجستير لأن هذا ما يراه سعادة المدير! و هو يستحق أن ينال راتب موظف جامعي رغم أن الشهادة التي يحملها هي ثانوية عامة، فلا ضرر من ذلك لأنه أولاً و أخيراً ابن سعادة المدير!!
أما قصة الفساد فهي لابد أن تختتم بعرض لائحة التوظيف التي تنص حرفياً على عدم قانونية توظيف الاقارب من الدرجة الأولى لمدير المؤسسة! لكن سعادته أمر بتخطي هذه اللائحة و غيرها من القوانين، لأنه أصلاً لا يجد من يردعه و يراقب أداءه الوظيفي، و لأن مصالح عائلة سعادته فوق كل شيء!! و سعادة ابنه من سعادة سعادته و سعادة عائلة سعادته! فالمسألة أولاً هي مسألة سعادة يزرعها سعادته في بيت سعادته، و ثانياً هي توفير سنوات الدراسة الجامعية و مصاريفها على ميزانية سعادته، فالولد الآن يستلم راتب موظف جامعي مع أنه لا يحمل سوى شهادة ثانوية بعد أن تخطى بنجاح امتحانات مواد اللغة العربية و التربية الإسلامية و الأحياء و الجيولوجيا و غيرها من المجلات المتقدمة في مدارسنا الحكومية!!
طالب الثانوية تولى مهام وظيفته التي لا يفقه فيها شيئاً، و ظل طريح الكرسي في مكتبه مثل الأطرش في الزفة، و من دورة إلى دورة و من سفرة إلى أخرى، و من بدلات و علاوات إلى حد التخمة! إلى حد استنزاف موارد المؤسسة، إلى حد القهر و الشعور بالظلم الذي ينتاب بقية الموظفين!
سؤال لابد أن يكون قد طرأ على بال كل من قرأ هذا التقرير، أين ديوان المحاسبة عن الخروقات و المخالافات الواضحة التي يرتكبها سعادة المدير؟
طالب ثانوية يحصل على وظيفة تقدم لها 15 من حملة الماجستير!!
يكثر في أيامنا الحالية الحديث عن الفساد المنتشر في بعض المؤسسات، و تتوالى القصص و الحكايات التي ما تلبث أن تتحول إلى سيناريوهات بعد أن يتعمد البعض إضافة لقطات من نسج الخيال عليها! و لكن تبقى الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن معظم حالات الفساد التي يتناقلها الناس لا تحيد عن كونها أموراً حقيقية حدثت و ما زالت تحدث في البعض من مؤسساتنا.
الفساد الإداري مصطلح غير محدود، فمن الرشوة إلى تخطي بعض القوانين لصالح أفراد معينين إلى ترسية مناقصات على شركات معينة إلى توظيف الأقارب و تخطي الكفاءات. و عند النقطة الأخيرة نقف في هذا التقرير على حادثة أصبحت حديث الموظفين في إحدى المؤسسات الحكومية.
في مؤسسة حكومية يتسيدها مدير من فئة (الكل في الكل) و هي الفئة التي يعتقد أفرادها أن المؤسسات التي يديرونها ملك خاص و من حقهم تخطي القوانين فيها مثلما يشاؤون! في هذه المؤسسة استحدثت وظيفة جديدة بحاجة إلى كفاءة و خبرة، و تم الإعلان عنها في الصحف المحلية، و نظراً للمزايا التي تقدمها المؤسسة لموظفيها، فقد تقدم لشغل هذه الوظيفة 16 مواطناً.
الغريب في أمر هذه المجموعة التي تقدمت لشغل الوظيفة هو أن 15 فرداً منهم هم من الجامعيين الذي حصلوا على درجتي البكالوريوس و الماجستير في مجالات مرتبطة بالوظيفة، أما الفرد السادس عشر فهو طالب أنهى للتو شهادته الثانوية و ترك الجامعة بعد أن فشل في تحقيق نتائج مرضية في السنة الأولى! فهل يمكن أن نعتبر ذلك جرأة أم ثقة بالنفس أن يتقدم طالب ثانوية عامة لشغل هذه الوظيفة مع أن الإعلان الذي نشر في الصحف يعدد شروط الخبرة و الشهادات الجامعية؟!!
أما اللغز المحير فهو أن طالب الثانوية هذا قد فاز بالوظيفة رغم انف الجامعيين من حملة الماجستير!!، و رغم أنف اللجنة التي تولت تقييم الطلبات و عمل المقابلات مع المتقدمين!!، و رغم أنف جميع القوانين في المؤسسة!! و رغم أنف كل من يعتقد أنه يستطيع تحريك ساكن في هذه المؤسسة دون الرجوع للقصر العاجي الذي يسكنه مدير المؤسسة!!
هذا هو اللغز، أما حله، فهو بسيط للغاية، فطالب الثانوية هذا هو ابن سعادة المدير الذي أعطى أوامره لتوظيف ابنه قبل نشر إعلان الوظيفة الشاغرة في الصحف، و ما كان الإعلان سوى دعاية للمؤسسة و جهودها التوطينية!
نعم طالب الثانوية هذا يستحق هذه الوظيفة بأمر من سعادة المدير! و هو أفضل من جميع حملة شهادة الماجستير لأن هذا ما يراه سعادة المدير! و هو يستحق أن ينال راتب موظف جامعي رغم أن الشهادة التي يحملها هي ثانوية عامة، فلا ضرر من ذلك لأنه أولاً و أخيراً ابن سعادة المدير!!
أما قصة الفساد فهي لابد أن تختتم بعرض لائحة التوظيف التي تنص حرفياً على عدم قانونية توظيف الاقارب من الدرجة الأولى لمدير المؤسسة! لكن سعادته أمر بتخطي هذه اللائحة و غيرها من القوانين، لأنه أصلاً لا يجد من يردعه و يراقب أداءه الوظيفي، و لأن مصالح عائلة سعادته فوق كل شيء!! و سعادة ابنه من سعادة سعادته و سعادة عائلة سعادته! فالمسألة أولاً هي مسألة سعادة يزرعها سعادته في بيت سعادته، و ثانياً هي توفير سنوات الدراسة الجامعية و مصاريفها على ميزانية سعادته، فالولد الآن يستلم راتب موظف جامعي مع أنه لا يحمل سوى شهادة ثانوية بعد أن تخطى بنجاح امتحانات مواد اللغة العربية و التربية الإسلامية و الأحياء و الجيولوجيا و غيرها من المجلات المتقدمة في مدارسنا الحكومية!!
طالب الثانوية تولى مهام وظيفته التي لا يفقه فيها شيئاً، و ظل طريح الكرسي في مكتبه مثل الأطرش في الزفة، و من دورة إلى دورة و من سفرة إلى أخرى، و من بدلات و علاوات إلى حد التخمة! إلى حد استنزاف موارد المؤسسة، إلى حد القهر و الشعور بالظلم الذي ينتاب بقية الموظفين!
سؤال لابد أن يكون قد طرأ على بال كل من قرأ هذا التقرير، أين ديوان المحاسبة عن الخروقات و المخالافات الواضحة التي يرتكبها سعادة المدير؟