المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجلٌ لا تكفيه كلمات!



نور الإيمان
22-07-2006, 03:20 PM
لا أعرف من أين أبدأ أو أنهي كلماتي، وكيف سأصف الشيء الكثير بالكم القليل، لكني رأيت فقرةً معبرةً بعض الشيء، تحكي عنه بقولها: (كأنه قبضة من أرض الشام، عجنت بنهري النيل والفرات، لوحتها شمس صحراء العرب ... فانطلقت بإذن الله، شمسًا عزيزةً أبية، تنافح عن الدعوة وتذود عن حياض الدين، ذلكم هو العلامة الكبير، الفقيه النجيب، الأديب الأريب، الشيخ علي الطنطاوي).

الميلاد والنشأة: ولد رحمه الله تعالى في مدينة دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 هـ الموافق 12 يونيو 1909 م من أسرة علم ودين، فأبوه وجده وعمه شيوخ كبارٌ ومشاهير في عصورهم، ومنذ بداية حياته شهد له التاريخ كثيرًا من المواقف الجليلة التي تحني الكبار لها رؤسهم إجلالا.

التحق بكلية الحقوق التي تخرج فيها عام 1933 ثم عمل مدرسًا في العراق، ولما عاد إلى دمشق عمل قاضيا شرعيا، ثم درس في العراق سنة 1936، ورجع إلى بلده فلم يلبث أن التحق بالقضاء فكان قاضيًا شرعيًا، وقد تدرج في مناصب القضاء حتى وصل أعلى درجاته.

هاجر إلى السعودية وعمل بالكثير من الكليات في مكة والرياض، ثم تفرغ للدعوة مستفيدا من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة، وكان لديه برنامج إذاعي يومي إسمه (مسائل ومشكلات) وبرنامج تلفزيوني أسبوعي بعنوان (نور وهداية).





الأدب الإسلامي: إن الحديث عن الشيخ من ناحية الأدب سيطول ويطول ... ولن ينتهي فهو يعتبر بالفعل من مجددي الأدب الإسلامي في هذا القرن، كتب كثيرا من الكتب في مواضيع شتى، وكان يكتب عن دمشق وعن حنينه إليها باستمرار مع أنه زار معظم العواصم العربية والإسلامية، وكان مما كتب عنها:

[ دمشق وهل توصف دمشق هل تصور الجنة لمن لم يرها من يصفها وهي دنيا من أحلام الحب وأمجاد البطولة وروائع الخلود من يكتب عنها - وهي من جنات الخلد الباقية - بقلم من أقلام الأرض فان

دمشق التي يحضنها الجبل الأشم الرابض بين الصخر والشجر المترفع عن الأرض ترفع البطولة العبقرية الخاضع أمام السماء خضوع الايمان الصادق.

دمشق التي تعانقها الغوطة الأم الرؤوم الساهرة أبدًا، تصغي إلى مناجاة السواقي الهائمة في مرابع الفتنة، و قهقهة الجداول المنتشية من رحيق بردى الراكضة دائمًا نحو مطلع الشمس ... ] .

بجانب ذلك كله - والمزيد - فإن الشيخ رحمه الله تعالى يعد رمزًا من رموز الدعوة الإسلامية، وله سجل مشرف بخدمة الإسلام والمسلمين، وإن أسلوبه السهل الجميل المحبب إلى النفوس يوصف بالممتنع لأنه يصعب تقليده ... عبارات جذابة مشرقة، سهلة على العالم الكبير والقارئ البسيط على حدٍ سواء، هو يخلط الحكمة بالوصف بالجمال

وكانت بداية انطلاقته الأدبية في صحف بلدته بالشام حيث احتل مكانة مرموقة فيها، وفي بعض كتاباته قال يخاطب نفسه الأمارة بالسوء:

[ نعم ... إن المرء لو قطعت يده أو رجله أو ذهب سمعه أو بصره، فلن تنقص نفسه شيئًا بل لقد يكون الأعمى الأصم أكمل نفسًا وأقوى عقلاً وأسمى روحًا من السميع البصير، وإنك لتعلمين هذا ولكنك نفس سوءٍ تريدين الإستمتاع بشهواتك، ونحن لا نحيا لنيل الشهوات.

قالت النفس الفاجرة: إذن ولم نحيا أيتها النفس المفكرة قالت: نحيا لكشف خبايا الوجود، لنستطلع طلع الكائنات، لنعرف نواميس الكون وأسرار الطبيعة ... من أجل هذا نحيا ] .

المرأة والأسرة: رزق الشيخ خمسا من البنات كان لفقد إحداهن - بنان الطنطاوي - الأثر الكبير في نفسه، لكنه احتسبها عند الله تعالى وصبر على فراقها، وكان الطنطاوي رحمه المولى الرحيم مربيًا ناجحًا بكل المقاييس كما شهدت له بناته وأحفاده، وقد كان مع المرأة راقيًا حتى لقب بناصر المرأة.

اهتماماته وانتاجه: حمل الطنطاوي على كاهله راية الإصلاح الديني في الميادين كافة: التشريعي والسياسي والاجتماعي، فكان فيما يؤلف ويحاضر الداعية المسلم الذي يهجم على الخرافات والتقاليد البالية والسلوكيات المستوردة، فيصحح عقائد الناس ويقوِّم أخلاقهم، كما كان يتصدى لظلم رجال السلطان وأصحاب الدعوات الهدامة بمنطق الحق القويم وسلاسة الأسلوب وعذوبة العبارة مما قيض له قبولاً عند عامة الناس، كما نصب له في الوقت نفسه كثيرًا من المعادين.

وكتبه في ميادين الإصلاح المختلفة كثيرة متعددة الاتجاهات تشهد له بعمق الفكرة وطول الباع وسلامة المنهج، وقد سبق زمانه في طروحاته الإصلاحية على صعيد التشريع والسياسة والاجتماع، ومن مؤلفاته:

رسائل الإصلاح/ بشار بن برد/ رسائل سيف الإسلام/ الهيثميات/ في التحليل الأدبي/ عمر بن الخطاب/ كتاب المحفوظات/ في بلاد العرب/ من التاريخ الإسلامي/ أبو بكر الصديق/ قصص من التاريخ/ رجال من التاريخ/ صور وخواطر/ في سبيل الإصلاح/ دمشق/ مقالات في كلمات/ الجامع الأموي/ في ِأندونيسيا/ ذكريات علي الطنطاوي.

نهايةٌ وفَقْد رحيل الداعية والأديب علي الطنطاوي غرس جرحًا في قلب الأمة لن يندمل، فقد كان مثالا للمسلم الغيور على دينه، الذي جمع بين الشهرة والتواضع والأدب والأخلاق والمواهب، وإنّا بفقدانه نفقد علمًا بارزًا من أعلام الدعوة والأدب الإسلامي، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ... هذه سيرته فأين السائرون وتلك مؤلفاته فأين القارئون وتلك سبيله فأين المقتفون


اختكم ختمه
منقول للفايده

الـوافـي
22-07-2006, 03:45 PM
أخيتي
ختمه
جزاك ربي الفردوس من الجنه على هذا النقل
بارك الله فيك وفي قلمك النير
أخوكم
أبو مهاوي

§¤°~®~°¤§ الزعيم§¤°~®~°¤§
27-10-2006, 09:28 PM
الأخت// نور الايمان

مشكورة على هذا النقل
ويجب أن نتذكر من لهم الفضل علينا
بعد الله سبحانه
وهم العلماء
أخوك// أبــو أروى

بـنـت الـشـيـوخ
27-10-2006, 11:08 PM
الغالـــــــــــــــــيه

ختمــــــــــــه

تكلمتي عن شيخ جليل

رحمه الله وتغمده بواسع رحمته

يعطيكـ العافيه

الامبراطورة
27-10-2006, 11:13 PM
يسلمووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووو

بـيـبـرس
28-10-2006, 01:27 AM
رحـم الله الـشـيـخ عـلـي الطـنـطـاوي رحـمـة واسـعـة ورزقـه الـفـردوس الأعـلـى مـن الـجـنـة
إيـه يـانـور
لـقـد حـركـت كـلـمـاتـك سـاكـنـا 0
لـعـن الله مـن قـتـل إبـنـتـه ولـعـن حـزب مـشـيـل عـفـلـق
يـعـطـيـك الـعـافـيـة
والله يـحـفـظـك ويـسـعـدك دنـيـا وآخـرة
مـودك / بـيـبـرس

دفا المشاعر
28-10-2006, 03:36 AM
الشيخ الكبير / علي الطنطاوي

من لا يعرف ذلك الشيخ الذي أفنى بعمره لإصلاح الغير ، ونشر سبل الخير !!

بناته كلتيهما تدرسان في جامعة من جامعات المملكة العربية السعودية ، واحدة منهما درستني منهج ( ثقافة اسلامية ) لتخصصها قسم دراسات إسلامية ..

الصراحة كانت شديدة التعقيد ، وخصوصاً أسئلتها التي ليست بسهلة ، وبها من التمويه ، وأخذت لديها أسوأ درجة بالنسبة لموادي الأخرى ، وكثير منهن كن راسبات في جيلي http://www.sfsaleh.com/vb/images/smilies/biggrin.gif

والأخرى التي ماتت ، قيل عنها أنها كانت مصابة بمرض السرطان الله يحفظنا منه ، وكانت تُعالج بالخارج ، وقتلت من مجرم قاتل ..

هذا ما سمعته والله أعلم عن خبر ابنته الميتة ، الله يرحم شيخنا وابنته رحمة واسعة ...

أما التي درستني في جامعتنا فوجدنا بأنه شتان وفرق بين طريقته وأسلوبه وتعامله ، وطريقتها وأسلوبها وتعاملها ..

سبحان الله فعلاً !!

الله يهديها ويصلحها ، وربما تغيرت إلى الأفضل ...

،
،
،

نور الايمان

جزاكِ الله خيراً على روعة طرحكـ / وجمال مضمونه الذي لا يخفى على الجميع ..

من التاريخ الباقي الأصيل النبيل للراحل العلامة الكبير / علي الطنطاوي رحمة الله عليه ..

باركـ الله فيك

ننتظر جديدك العاطر بكل شوق

0
0
0

^ أختكـ : دفا المشاعر ^

دفء البوح
28-10-2006, 03:46 AM
بارك الله فيك على طرحك المميز لهذا الموضوع


ورحم الشيخ رحمة واسعه



تحيتي

رامي أحـمـد
28-10-2006, 04:18 AM
مشكوره أختي على هذه النقله الرائعه ولا هنتي وجزاك الله خير..!.!.!.!.!

صدى المشاعر
28-10-2006, 02:51 PM
يعطيك العافية