المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : @@@@@... الحب يبقى ولا يستمر ...@@@@@



المرأة الحديدية
17-07-2006, 01:36 PM
الحب يبقي ولا يستمر.. ! (5)

تجارب الحياة، تتخللها الآمال والحلام والآلام تدججها..
لحظات من فرحة حب وسعادة وإن كانت لُوَيحِظَات فإنها تبدد من تلبد الأحزان ، فهناك نظريات قد تختلف تارة وتتفق أحياناً بصدد الحب .. بقائه وفقدانه ، إلا أن نظريتي التي أؤمن بها وأرددها دائماً ، وبل أثبتت الحياة لي مصداقيتها ، أن الحب يبقى ولا يستمر ! يسألني البعض عن التناقض الجليُّ في هذه المسألة ، فما دام الحب باقياً ما الذي يمنع استمراريته ؟

لكنه ليس تناقضاً ، بل إنهُ سيرُ الحياة .. لا تتوقف عند حد ، في كل دقيقة وثانية تمر بنا الساعات وقد لا نشعر بمرورها وفي كل مرة نتساءل : ترى أهي الساعة المرجوة ؟ أم هي تلك التي رحلت عنا ، أم تراها لم تأتي بعدُ وهي آتية لا محالة ، فحين نحب تنقلب حياتنا ويغوص الجذل في سحنتها وتصبح أشبه بصورة رائعة للألم ، ولوحة بديعة من لوحات الشقاء !

فإن من المتعارف عليه أن الحب يعبر عن ارتباط جسدي وعاطفي يشعر به شخصان الواحد تلو الآخر ، ومن المتوقع أن الوقوع في الحب أمراً بديهي لأن ينتهي بالزواج ( الارتباط القدسي) الذي يحلم به كل إنسان ، لكن الشكوى تتكون عند البعض ، فيما إن كان هذا الحب سيخلد للأبد أم لا ؟ والشكوك من فقدان هذا الحب بعد الزواج ، وكما يقولون ( إذا جاء الزواج من الباب ذهب الحب من الشباك ) وقَلَّ ما يكون هذا الأمر صحيحاً .
كل تلك افتراضات ومخاوف ، لكن الحقيقة هو أن الحب الحقيقي وبغض النظر عن أي اعتبارات أخرى باقياً في الأعماق لا ينتهي أبداً ( لكن ) والسؤل يكمن في لكن ؟!
فهناك من يعتقد أن ما يشاهدونه في السينما والتلفاز من رومنسيات وغراميات إنما هي حقيقة مطلقة مائة بالمائة ! وأن من يحب يكن مأسوراً طيلة حياته مقيداً بمن يحب ، وعلى سبيل المثال – حب قيس وليلى وأمثالهما كثير ، وكما يعتقدون أن هذا الحب سيزداد ويصبح أكثر رومنسية وشاعرية بعد الزواج ، خاصة بعد أن ينتج هذا الارتباط الثمرات الطيبة من بنين وبنات .

لكن .. !

نحن نعلم أن الحب أعمى ، فعين المحب عمياء ، وأذنيه صماء لا يرى الحقائق كما هي ، ولا يكاد يسمع إلا نداء من يحب ، لذا نجد المحبين يعيشون خيالاً دائماً مع من يحبون ، وفي اعتقادهم أن الزواج سيوسع هذه النظرة الخيالية لتصبح حلماً جميلاً مخلداً للحب لا ينتقص أبداً ، ويحدث هذا غالباً لارواء حرماناً تكون بداخلهم إثر غرائز فطرية ، نشأت من خلال التكوين البشري للإنسان ، أو لآي حرماناً أو نقص أرتشفه منذ الصغر .
إن الزواج مسألة كبرى لا تضاهيها نظرة فابتسامة فحب فزواج ، وعلى الرغم من وضوح الفكرة نجد البعض يتجاهلها ويصرُ على السعي وراء ما يسمونه الحب ثم الزواج ، مع العلم أن الحب ليس تجربة يعيشها كل إنسان فقليلاً ما ترتبط فكرة الحب بالزواج ، خاصة في عصرنا الحالي .

في الماضي كان الزواج يتم عن طريق الأهل من أجل تخليد النسل للمجتمع الواحد ، أو لحصر الممتلكات وما إلى غير ذلك من الأمور التي تفيد المجتمع ككل ، في هذه الحالات يأتي الحب فيها بعد الزواج ، ويكون أكثر رسوخاً واعترافاً وألفة ، إذ ينشأ كلا الطرفين أمام الآخر بكل ما فيهما من حلو ومر ولا يعيشون خيالاً ويحققون حلماً بالوهم ، فقط هو الواقع وقد يصبح كالحلم إذا اكتملت عناصر التفاهم والتضحية والإيثار والوفاء بينهما .

إن تلك النظرة الحالمة التي يعيش فيها المحب قد يجانبها شيء من الصحة ، إن كانت نظرة واقعية للأمور بكل ما فيها وما ستؤول إليه ،فإن لكل إنسان خصائصه التي تميزه عن غيره وقد تختلف أو تتفق مع الآخرين والتي ستظهر مع العشرة وسير الأيام ، فإن كان الإنسان مرناً مهيئاً لتقبل كل ما هو جديد ومتغير ، حتماً عليه ومن خلال ذلك التكيف مع الظروف المحيطة به أن يصل إلى درجة الرضى ، فيجد الحب في كل ما يراه أو يصدر من رفيق دربه ، وإن كان هناك اعتراضاً لبعض الأمور ، فتكون بالرضى وقبول تلك النفس على أنها نفس أخرى تختلف عنه ، فكراً ورأياً وتصرفاً ، فلكل إنسان خصوصيته التي تختلف عن غيرها ، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، أما إذا كانت النظرة خيالية بحتة ، محلقة دائماً في السماء ، تسير بها الأيام وهي تنتظر ذاك الحب الخالد الذي لا تشوبه أيةُ شائبة ، هنا حتماً ستصدم في واقع مرير لم تكن لتتوقعه .

لذا نعود للإجابة على السؤال والتناقض في بقاء الحب وعدم استمراريته ، وحول الشكوى والشكوك فيما إن كان الحب سيخلد أم أنه سينتهي بعد الزواج !
إن الحب باقياً ما بقيت الروح في الجسد خاصة إذا كان الارتباط وثيقاً ولفترة زمنية طويلة ، فالعشرة وإن طالت تجعل نوع مميز من الألفة والتعود والعادة القوية التي تتحكم في المرء دون أن يشعر بها ، أي أن يكون هناك أساساً متين البنيان لا تهزه الهزات ، وبل يكون درع حماية لأي عارض مفاجئ ، لكنه لا يستمر كما كان عليه بتلك المشاعر الملتهبة والأحاسيس المتأججة والنرجسية التي تتراءى لكل منهما تجاه الآخر ؛ إذ يتبلور الحب بطريقة مختلفة عما كان عليه قبل الزواج أو في السنوات الأولى منه ، فبدلاً من العواطف الوجدانية الناطقة والأحلام الوردية التي تبني أسوار من الوهم ، يصبح حباً من نوع آخر ، حباً بنيَ على التفاهم والمحبة والمشاركة والولاء والإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهما ومن يعولان .

هنا نجد أن الحب موجودٌ في الوجدان ، لكنه لم ولن يستمر بنفس اندفاع المحب وتهور العاشق ، وتبقى المحبة الصادقة كضوء الشمس لا يمكن أن يحجبها أحد ، هنا تتحقق نظريتي التي تكمن بداخلي ، أحس بها وأرددها دائماً ؟! مهما عظم شأن المحبين وكبر.. فإن ( الحب يبقى ولا يستمر .. ؟ )

رأي :
وللحب آياتٌ تبيَّن بالفتى
شحوبٌ وتعرى من يديه الأشاجع
وما كل ما منَّتك نفسك خالياً
تُلاقِي ، ولا كلُّ الهوى أنت تابعُ



نشر في جريدة المدينة وفي مواقع عدة
أ/ سلوى دمنهوري

المرأة الحديدية

خالديه وأفتخر
17-07-2006, 02:22 PM
طرح موفق غاليتي

دمتِ ودام لنا تميزكـ ,,

السفيره
17-07-2006, 02:38 PM
مشكوره على هذا النقل

الـــــــــمفيد

تحياتي

@دلوعة ماما@
17-07-2006, 03:41 PM
مشكوررررررررررررررررررررر ررررررررررررررره
اختي
موضوع جدآ حلو

المرأة الحديدية
22-07-2006, 09:55 PM
طرح موفق غاليتي

دمتِ ودام لنا تميزكـ ,,

أشكرك بالغالية المرور والمشاركة

دمتِ بود

المرأة الحديدية
22-07-2006, 09:57 PM
مشكوره على هذا النقل

الـــــــــمفيد

تحياتي
والشكر لك يالغالية
دمت بكل والود

المرأة الحديدية
22-07-2006, 09:58 PM
مشكوررررررررررررررررررررر ررررررررررررررره
اختي
موضوع جدآ حلو

والأحلى مرورك يالغالية

دمت بود