المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا رئيس رعاية الشباب لا تكن كرأس حربة لا يسجِّل الأهداف رغم توافر الفرص



عميد اتحادي
16-03-2013, 07:10 PM
البيروقراطيون الفاسدون أهدروا المال العام على رياضة منهارة لا تحقِّق إنجازات

يا رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس رعاية الشباب.. لا تكن كرأس حربة لا يسجِّل الأهداف رغم توافر الفرص

http://sabq.org/files/news-image/147036.jpg?1363380531 (http://sabq.org/files/news-image/147036.jpg?1363380531)

الرياضة لم تعد ركضاً حول المضمار، وتنظيم مباريات حواري، وتصريحات إعلامية مفلسة، ووجاهة مجتمع فارغة، يتصدرها مترفو القصور، ولم تكن أبداً تعصباً "بليداً"، ومهنة يلجأ لها متدنو التعليم والعاطلون عن العمل، وتغلفها نظرة اجتماعية قاصرة، لا تقيم لها وزناً ولا شأناً.. الرياضة - وفق مفهوم العالم المتحضر - هي نشاط مجتمع، ومتعة ورقي، وإدارة لها أسسها ومعاييرها، وتخطيط مستقبلي واعٍ، وواجهة مشرقة لأمم تتنافس لرفع اسمها، وعلمها، وإظهار طاقات شبابها، وإبراز مواهب نجومها، ثم صناعة رابحة تدر الملايين، وتدعم اقتصاديات الدول.

لكن المحير هو أن الرياضة في بلادنا لا تزال - رغم كل ما مضى من عقود زمنية - بيئة طاردة للمواهب الحقيقية، ومضيعة لوقت الشباب، ومتعة ناقصة، لا تحقق لهم ما يتطلعون له ويريدونه؛ لأن من يتصدرها حالياً هم لاعبون غير موهوبين، ومدربون غير مؤهلين، وبيروقراطيون عاثوا فيها تسطيحاً وتجهيلاً، يتملقهم أصحاب المصالح، والمتسلقون، ومعدومو المسؤولية، وبائعو الضمير الوطني.. فلا عجب إن تدهورت رياضتنا، وانهارت كرة قدمنا، وهدرت أموالنا، وضاعت طاقات شبابنا في اتحادات رياضية غير منتجة، تعاني الإهمال، وسوء الإدارة، وتسلط الفاسدين الجشعين الذين ما زالوا ينقبون في حطام رياضتنا عن مصالحهم الخاصة، ويبحثون بشغف عن مكاسب شخصية بين بقايا عرشنا الكروي.

وأمام هذا الوضع المقلوب.. نتوجه بأسئلتنا إلى صاحب المناصب الرياضية المهمة "رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الرئيس العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل"، ونقول له:

- لماذا يا سمو الأمير الرئيس تقف اللجنة الأولمبية السعودية والرئاسة العامة لرعاية الشباب عاجزتَين عن النهوض برياضتنا واتحاداتنا الرياضية؟

- ما مبرر العيش على "فتات" الذكريات الرياضية، والفرح الطاغي بإنجازات هشة، لا ترضي طموحنا، وتجاوزناها منذ عقود مضت؟

- لماذا اللجنة والرئاسة بعيدتان عن الواقع، ومنعزلتان، لا تعيان دورهما في المجتمع، ولا تملكان قوة الرأي، والجرأة، والمرونة، والمبادرة، وأخذ زمام الأمور؟

- لماذا لا تزالان تتفرجان على "سقوطنا" الرياضي في كل الألعاب "القوى، والسلة، واليد، والطائرة، والتنس..إلخ"، وكأن الأمر لا يعنيهما؟

- أين ما أعلنت عنه قبل عامين في المدينة المنورة عن قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتنفيذ عدد من المنشآت الرياضية بميزانيات ضخمة، تضمنت مدناً رياضية، واستادات رياضية، ومعسكرات دائمة للشباب، وملاعب كرة قدم رديفة، وملاعب خارجية للألعاب المختلفة، وصالات رياضية ومقار للاتحادات الرياضية؟

- أين ما ذكرته عن إنشاء مدينة الأمير ناصر بن عبد العزيز الرياضية بوادي الدواسر، والمدينة الرياضية بنجران، والمدينة الرياضية في الجوف، والمدينة الرياضية في الخرج؟

- أين مقار أندية الطائي بحائل، والأمجاد بصبيا، وضمك بخميس مشيط .. إلخ؟

- أين التطوير في ملاعب أندية الممتاز كالحزم ونجران والشعلة وغيرها، التي لا تعكس مدى التطور الحضاري للمملكة؟

- لماذا بعض المسؤولين الرياضيين تسيطر شركاتهم على تنفيذ أعمال الصيانة والنظافة في بعض المرافق الرياضية بملايين الريالات - كما يتردد-؟

- لماذا ترصد المليارات لإنشاء ملاعب رياضية، تكلفتها الحقيقية أقل في الدول الأجنبية؟

- كيف أهدرت اللجنة والرئاسة الأموال التي خصصها ولاة الأمر – حفظهم الله- للنهوض بالرياضة في خطط علمية، لا تزال "غير مدروسة"، وأعيت أصحاب العقول في فَهم مخرجاتها؟

- أين الشخصيات الرياضية الفاعلة من رئاسة الاتحادات الرياضية ولجانها؟

- لماذا يا سمو الأمير لا تحاسب "المترفين" الذين يملؤون الاتحادات الرياضية "صخباً" معتقدين أن الجميع يعملون في "قصورهم" وفي مجالسهم الخاصة، فيشترون الولاءات، ويدفعون الرشاوى، ويفسدون في الملاعب الرياضية؟

- لماذا بتنا نسمع ونرى كل هذا الانفلات ونتقبله كوضع طبيعي، وهو الذي لم نعرفه في زمن أمير الرياضة الحقيقي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز- رحمه الله-؟

- أين هيبة رياضتنا الخليجية، والعربية، والإقليمية، والدولية؟ ومتى نكون أصحاب المراكز الأولى في كل الألعاب الرياضية؟

- ماذا أعددت للأولمبياد القادم في البرازيل 2016م؟ وماذا ستقدم لنا من إنجازات ترفع رأسنا أمام الأمم الأخرى؟ ونأمل ألا تكون إنجازات الوفد السعودي - كالعادة - مجرد ميدالية وحيدة يتيمة في الفروسية، يتكالب الجميع للتصوير معها!!

- ونأمل أن تجيب عن سؤالنا الآتي: ماذا قدمت أنت للشباب السعودي؟ وبماذا تفخر من إنجازات رياضية غير استقالتك من اتحاد كرة القدم؟!

فيا صاحب مناصب الرياضة المهمة.. يا سمو الأمير رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الرئيس العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب.. يا من يجمع بين المهام الرياضية الكبرى.. دع عنك التصريحات الإعلامية التي لا فائدة منها، وتجنب الحوارات الفضائية التي استهلكتك، وابتعد عن "التغريدات" الوعظية التي لا تناسبك؛ فلا تزال شاباً نتطلع من خلاله لإعادة قطار رياضتنا لينطلق في كل المحطات المهمة.. متأملين منك ألا تتفرج على الفرص التي تمر أمامك كرأس حربة لا يعرف كيف يسجِّل الأهداف أمام المرمى الواسع جداً!.. فكل الاحتمالات واردة، والمهمة صعبة.

منقول
http://sabq.org/oJyfde