ريموو
09-10-2003, 07:47 AM
من وحي المآسي التي تجري حاليا في فلسطين، باقة اشعار للشاعر احمد مطر 00
صنـدوق العجائب
فـي صِغَـري 00 فَتَحْـتُ صُـندوقَ اللُّعَـبْ .
أخْرَجـتُ كُرسيّاً موشّـى بالذّهَـبْ 00 قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الخَشَـبْ
في يدِهـا سيفُ قَصَـبْ 00 خَفَضـتُ رأسَ دُميَتي 00 رَفعْتُ رأسَ دُمـيتي
خَلَعتُهـا 0000 نَصَبتُهـا 000 خَلعتُها 0000 نَصبتُها
حـتّى شَعَرتُ بالتّعَـبْ 00 فما اشتَكَـتْ مـن اختِلافِ رغبتي 00 ولا أحسـّتْ بالغَضـبْ !
وَمثلُها الكُرسـيُّ تحتَ راحَـتي 00 مُزَوّقٌ بالمجـدِ .. وهـوَ مُستَلَبْ .
فإنْ نَصَبتـهُ انتصـبْ 00 وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ ! 00 أمتَعني المشهـدُ،
لكـنّ أبـي 00 حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ 00 وخَبّـأَ اللعبـةَ في صُـندوقِها 00 وشَـدَّ أُذْنـي .. وانسحَـبْ !
**
وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي 000 وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنَّ لُعبتي 00 قـدْ جسّـدَتْ 0000 كُلَّ سلاطينِ العـرَبْ !
(1)
نَمْـلةٌ بي تحتَمـي 00 تحـتَ نعْلـي تَرْتَمـي .
أمِنَـتْ ..
مُنـذُ سنينٍ 00 لـمْ أُحـرِّكْ قَـدَمـي !
(2)
لستُ عبـدَاً لِسـوى ربّـي ..
وربّـي : حاكِمـي !
(3)
كي أُسيـغَ الواقِـعَ المُـرَّ 00 أحلّيـهِ بِشيءٍ 00 مِـنْ عصـيرِ العَلْـقَمِ !
(4)
مُنـذُ أنْ فَـرَّ َزفيري 00 مُعرِباً عـنْ أَلَمـي 00 لـمْ أذُقْ طعـمَ فَمـي !
(5)
المفقـوووووووووووود
رئيسُنا كانَ صغيراً وانفَقَـدْ 00 فانتـابَ أُمَّـهُ الكَمَـدْ 00 وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ
تبحـثُ في كُلِّ البَلَـدْ 00 قِيلَ لها : لا تَجْـزَعـي 00 فَلَـنْ يضِـلَّ للأبَـدْ .
إنْ كانَ مفقـودُكِ هذا طاهِـراً 00 وابنَ حَـلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحـَـدْ .
صاااااااااااااااااااااااا ااحــتْ :
إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ !
00000000000000000000000000000000000000000000
البكاء الأبيض
كنت طفلا 00 عندما كان أبي يعمل جنديا 00 بجيش العاطلين! 0000 لم يكن عندي خدين.
قيل لي 000 إن ابن عمي في عداد الميتين 0000 وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي 00000 سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين 00 غير أني، فجأة، شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟! 00 رد بصوت لا يبين: ولدي.. مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي: يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟! 00 كيف يبكيه أبي، الآن، ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
***************
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال 00 أشتهي لو أنني كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلاً 00 لم أكن أفهم ما معنى 00 بكاء الفرِحِين!
000000000000000000000000000000000000000000000000
الحاكم الصالح
وصفوا لي حاكما00 لم يقترف، منذ زمان، 00 فتنة أو مذبحة!
لم يكذب!
لم يخن!
لم يطلق النار على من ذمّه! 00 لم ينثر المال على من مدحه! 00 لم يضع فوق فم دبابة!
لم يزدرع تحت ضمير كاسحة! 00 لم يجر! 00 لم يضطرب!
لم يختبئ من شعبه 00 خلف جبال الأسلحة!
هو شعبيٌّ 00 ومأواه بسيط 00 مثل مأوى الطبقات الكادحة!
زرت مأواه البسيط ، البارحة
.. وقرأت الفاتحة!
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
الممكن والمستحيل
لو سقط الثقب من الإبرة! 00 لو هوت الحفرة في حفرة! 00 لو سكِرت قنينة خمرة!
لو مات الضِّحك من الحسرة! 00 لو قص الغيم أظافره 00 لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا 00 وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ..
لن أؤمن بالمرة 00 أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً 00 أن يصبح، يوماً، إنسانا 00 أو أن بها أدنى فرق ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر 00 أو أن الحرية.. حرة!
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
لافتة
في بقعة منسية 00 خلف بلاد الغال
قال لي الحمال: من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال 00 أوشكت أن أكشف عن عروبتي، لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال 00 قررت أن أحتال
قلت بلا تردد: أنا من الأدغال 00 حدق بي منذهلا
وصاح بانفعال: حقا من الأدغال؟! قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم من عرب الشمال؟!
000000000000000000000000000000000000000000
صنـدوق العجائب
فـي صِغَـري 00 فَتَحْـتُ صُـندوقَ اللُّعَـبْ .
أخْرَجـتُ كُرسيّاً موشّـى بالذّهَـبْ 00 قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الخَشَـبْ
في يدِهـا سيفُ قَصَـبْ 00 خَفَضـتُ رأسَ دُميَتي 00 رَفعْتُ رأسَ دُمـيتي
خَلَعتُهـا 0000 نَصَبتُهـا 000 خَلعتُها 0000 نَصبتُها
حـتّى شَعَرتُ بالتّعَـبْ 00 فما اشتَكَـتْ مـن اختِلافِ رغبتي 00 ولا أحسـّتْ بالغَضـبْ !
وَمثلُها الكُرسـيُّ تحتَ راحَـتي 00 مُزَوّقٌ بالمجـدِ .. وهـوَ مُستَلَبْ .
فإنْ نَصَبتـهُ انتصـبْ 00 وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ ! 00 أمتَعني المشهـدُ،
لكـنّ أبـي 00 حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ 00 وخَبّـأَ اللعبـةَ في صُـندوقِها 00 وشَـدَّ أُذْنـي .. وانسحَـبْ !
**
وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي 000 وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنَّ لُعبتي 00 قـدْ جسّـدَتْ 0000 كُلَّ سلاطينِ العـرَبْ !
(1)
نَمْـلةٌ بي تحتَمـي 00 تحـتَ نعْلـي تَرْتَمـي .
أمِنَـتْ ..
مُنـذُ سنينٍ 00 لـمْ أُحـرِّكْ قَـدَمـي !
(2)
لستُ عبـدَاً لِسـوى ربّـي ..
وربّـي : حاكِمـي !
(3)
كي أُسيـغَ الواقِـعَ المُـرَّ 00 أحلّيـهِ بِشيءٍ 00 مِـنْ عصـيرِ العَلْـقَمِ !
(4)
مُنـذُ أنْ فَـرَّ َزفيري 00 مُعرِباً عـنْ أَلَمـي 00 لـمْ أذُقْ طعـمَ فَمـي !
(5)
المفقـوووووووووووود
رئيسُنا كانَ صغيراً وانفَقَـدْ 00 فانتـابَ أُمَّـهُ الكَمَـدْ 00 وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ
تبحـثُ في كُلِّ البَلَـدْ 00 قِيلَ لها : لا تَجْـزَعـي 00 فَلَـنْ يضِـلَّ للأبَـدْ .
إنْ كانَ مفقـودُكِ هذا طاهِـراً 00 وابنَ حَـلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحـَـدْ .
صاااااااااااااااااااااااا ااحــتْ :
إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ !
00000000000000000000000000000000000000000000
البكاء الأبيض
كنت طفلا 00 عندما كان أبي يعمل جنديا 00 بجيش العاطلين! 0000 لم يكن عندي خدين.
قيل لي 000 إن ابن عمي في عداد الميتين 0000 وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي 00000 سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين 00 غير أني، فجأة، شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟! 00 رد بصوت لا يبين: ولدي.. مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي: يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟! 00 كيف يبكيه أبي، الآن، ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
***************
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال 00 أشتهي لو أنني كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلاً 00 لم أكن أفهم ما معنى 00 بكاء الفرِحِين!
000000000000000000000000000000000000000000000000
الحاكم الصالح
وصفوا لي حاكما00 لم يقترف، منذ زمان، 00 فتنة أو مذبحة!
لم يكذب!
لم يخن!
لم يطلق النار على من ذمّه! 00 لم ينثر المال على من مدحه! 00 لم يضع فوق فم دبابة!
لم يزدرع تحت ضمير كاسحة! 00 لم يجر! 00 لم يضطرب!
لم يختبئ من شعبه 00 خلف جبال الأسلحة!
هو شعبيٌّ 00 ومأواه بسيط 00 مثل مأوى الطبقات الكادحة!
زرت مأواه البسيط ، البارحة
.. وقرأت الفاتحة!
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
الممكن والمستحيل
لو سقط الثقب من الإبرة! 00 لو هوت الحفرة في حفرة! 00 لو سكِرت قنينة خمرة!
لو مات الضِّحك من الحسرة! 00 لو قص الغيم أظافره 00 لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا 00 وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ..
لن أؤمن بالمرة 00 أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً 00 أن يصبح، يوماً، إنسانا 00 أو أن بها أدنى فرق ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر 00 أو أن الحرية.. حرة!
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
لافتة
في بقعة منسية 00 خلف بلاد الغال
قال لي الحمال: من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال 00 أوشكت أن أكشف عن عروبتي، لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال 00 قررت أن أحتال
قلت بلا تردد: أنا من الأدغال 00 حدق بي منذهلا
وصاح بانفعال: حقا من الأدغال؟! قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم من عرب الشمال؟!
000000000000000000000000000000000000000000