المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم يعني طلبة الحديث "



أهــل الحـديث
16-03-2013, 03:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم يعني طلبة الحديث "
في السلسلة الصحيحة للشيخ للألباني رحمه الله :

280 - " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم . يعني طلبة الحديث " .



أخرجه تمام في " الفوائد " ( 1 / 4 / 2 - نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي ) عن
عبد الله بن الحسين المصيصي ، و أبو بكر بن أبي علي في " الأربعين " ( ق 117 /
1 ) عن موسى بن هارون ، و الرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي و الواعي "
( ق 5 / 2 ) و عنه العلائي في " بغية المتلمس " ( 2 / 2 ) عن ابن إ3
شكاب ، و الحاكم ( 1 / 88 ) عن القاسم بن مغيرة الجوهري و صالح بن محمد بن حبيب
الحافظ كلهم عن سعيد بن سليمان ( زاد موسى بن هارون و الجوهري و صالح : الواسطي
) حدثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال
: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... فذكره .
و قال الحاكم : " هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن
سليمان و عباد بن العوام ، ثم الجريري ، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة ، فقد
عددت له في " المسند الصحيح " أحد عشر أصلا للجريري ، و لم يخرجا هذا الحديث
الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث ، و لا يعلم له علة ، و لهذا الحديث طرق
يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد ، و أبو هارون ممن سكتوا
عنه " .
و وافقه الذهبي ، و قال العلائي عقبه :
" إسناده لا بأس به ، لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي ، فيه لين يحتمل ، حدث
عنه أبو زرعة و أبو حاتم الرازي ، و غيرهما " .
قلت : ليس هو النشيطي و ذلك لأمور :
الأول : أنه جاء مصرحا في بعض الطرق كما رأيت أنه ( الواسطي ) ، و النشيطي بصري
و ليس بواسطي .
الثاني : أن شيخه في هذا السند عباد بن العوام لم يذكر في ترجمة النشيطي ،
و إنما في ترجمة الواسطي .
الثالث : أن بعض الرواة لهذا الحديث عنه لم يذكروا في ترجمته أيضا و إنما في
ترجمة الواسطي مثل صالح بن محمد الحافظ الملقب بـ ( جزرة ) .
فثبت مما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنما هو الواسطي و هو ثقة احتج به الشيخان
كما تقدم في كلام الحاكم ، و توثيقه موضع اتفاق بين أهل العلم بالرجال ، اللهم
إلا قول الإمام أحمد في " كتاب العلل و معرفة الرجال " ( ص 140 ) :
" كان صاحب تصحيف ما شئت " .
و ليس في هذا الحديث ما يمكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره ! فينبغي أن تكون
صحته موضع اتفاق أيضا ، لكن قد جاء عن أحمد أيضا غير ذلك ، ففي " المنتخب "
لابن قدامة ( 10 / 199 / 1 ) :
" قال مهنا : سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان ( قلت : فساقه بسنده )
فقال أحمد : ما خلق الله من ذا شيئا ، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد " .
قلت : و جواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين :
إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي ، و حينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه
له في نظرى لثقته كما سبق .
و إما أن يكون عنى أنه النشيطي الضعيف ، و هذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه
الواسطي . على أنه لم يتفرد به ، فرواه بشر بن معاذ العقدي ، حدثنا أبو عبد
الله - شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد - : حدثنا الجريري عن أبي نضرة عنه .
أنه كان إذا رأى الشباب قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أمرنا أن نحفظكم الحديث ، و نوسع لكم في المجالس .
أخرجه الرامهرمزي و من طريقه الحافظ العلائي و قال :
" أبو عبد الله هذا لم أعرفه " .
لكن للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد :
1 - عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي عنه أنه كان يقول :
" مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم " .
أخرجه الرامهرمزي و أبو خالد هذا لم أعرفه .
2 - عن شهر بن حوشب عنه به و زاد :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيأتيكم أناس يتفقهون ، ففقهوهم
و أحسنوا تعليمهم " .
أخرجه عبد الله بن وهب في " المسند " ( 8 / 167 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في
" كتاب العلم " ( 50 / 1 ) عن ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر .
قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء : شهر فمن دونه . و لكنه أحسن حالا من
حديث أبي هارون العبدي الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحاكم ، كذلك ذكر
ابن معين ، ففي " المنتخب " :
" عن إبراهيم بن الجنيد قال : ذكر ليحيى بن معين حديث أبي هارون هذا فقال :
قد رواه ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد مثله .
فقيل ليحيى : هذا أيضا ضعيف مثل أبي هارون ؟ قال : لا ، هذا أقوى من ذلك و أحسن
حدثناه ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ليث " .
قلت : كذا في الأصل ليس فيه " ابن زحر " و هو في المصدرين السابقين من رواية
يحيى بن أيوب عنه عن ليث . فالله أعلم .
و بالجملة فهذه الطرق إن لم تزد الطريق الأولى قوة إلى قوة ، فلن توهن منها .
و له شاهد من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ :
" إنه سيضرب إليكم في طلب العلم ، فرحبوا ، و بشروا ، و قاربوا " .
أخرجه الرامهرمزي عن زنبور الكوفي حدثنا رواد بن الجراح عن المنهال بن عمرو عن
رجل عنه .
و هذا سند ضعيف ، للرجل الذي لم يسم ، و زنبور لم أجد له ترجمة . و العمدة على
ما تقدم .
و للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد ، و شاهد آخر عن أبي هريرة بأسانيد واهية
جدا ، و لذلك استغنيت عن ذكرهما ، و فيما ذكرنا كفاية . و قد تكلمت على أحد
الطريقين المشار إليهما في تعليقنا على " الأحكام الكبرى " لعبد الحق الإشبيلي
( رقم الحديث 71 ) و صححه .
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر ، فقال الدارمي ( 1 / 99 ) : أخبرنا إسماعيل ابن أبان
حدثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال :
" كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال : مرحبا بطلبة العلم ، و كان يقول :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم " .
قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير عامر بن إبراهيم فلم أعرفه و ليس هو عامر
بن واقد الأصبهاني ، فإن هذا من شيوخ القمي المتوفى سنة ( 174 ) و ذاك من
الرواة عن القمي ، و توفي سنة ( 202 ) ، إلا أن يكون من رواية الأكابر عن
الأصاغر . و الله أعلم .