المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلك الحياة وهذه أثقالها ,,, وزن الحديد بها فعاد ضئيلا



أهــل الحـديث
16-03-2013, 01:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من روائع شوقي :
نال البطل المصري (السيد نصير) الجائزة الأولى في مسابقة رفع الأثقال العالمية ، وأقيم له حفل تكريمي بالقاهرة ، أنشدت به قصيدة عامرة لشوقي قال فيها :
إن الذي خلق الحديد وبأسه
جعل الحديد لساعديك ذليلا
زحزحته فتخاذلت أجلاده
وطرحته أرضا فصل صليلا
لم لا يلين لك الحديد ولم تزل
تتلو عليه وتقرأ التنزيلا
وهذا كلام جيد ، ولكن الرائع المعجب حقا ، ما اتجه إليه شوقي حين أخذ يسائل البطل (سيد نصير) عن الأثقال النفسية التي هي أشد هولا من الأثقال الحسية ، فهو يقول له متسائلا : أحلمت دينا فادحا؟ أحملت حقدا مبيدا؟ أرأيت ضلما شنيعا من غادر؟ أسمعت كلمة من ثقيلة من منعم لم يراع شعورك؟ أرأيت طغيان اللئيم حين يصير مثريا غنيا؟ أشهدت صاحب الجاه المختلس حين يتكبر على من هم أفضل منه وأكرم؟ أشهدت الغبي المحظوظ بمنصبه يستمع من آيات الثناء ما لا يستحق؟ إن ذلك كله أعظم فداحة ، وأثقل عبئا من أطنان الحديد التي حملتها بساعديك؟
يقول شوقي :
قل لي نصير، وأنت بر صادق
أحملت إنسانا عليك ثقيلا؟
أحملت دينا في حياتك مرة
أحملت يوما في الظلوع غليلا؟
أحملت ظلما من قريب غادر
أو كاشح بالأمس كان خليلا؟
أحملت منا بالنهار مكررا
والليل من مسد إليك جميلا؟
أحملت طغيان اللئيم إذا اغتنى
أو نال من جاه الأمور قليلا؟
أحملت في النادي الغبي إذا التقى
من سامعيه الحمد والتبجيلا؟
تلك الحياة وهذه أثقالها
وزن الحديد بها فعاد ضئيلا


وهذا والله هو الشعر !!.


# المصدر من كتاب :
طرائف ومسامرات .
الدكتور محمد رجب البيومي .