حسن المعيني
15-07-2006, 03:28 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..وبعد :
( من يدير الأزمات حينما تتخاذل الحكومات ؟! )
تساؤل وقبله أود ذكر بعض الاحترازات :
1- حينما يرد هنا ذكر مصطلح ( حكومة أو حكومات ) فلست اعني بها حكومة بعينها بقدر ما أعني كل متخاذل على أي تراب عربي درج ونشأ وحكم ولم يستشعر عظم أمانة ما يجب عليه تجاه أمته .
2- وحتى لا نوصم بالقومية أو الاقليمية حينما نخص الحكومات العربية فقط أو يقول قائل إننا حجمنا قضايانا الاسلامية وجعلناها خاصة بشعبٍ أو تراب دون آخر في حين أن الواجب طرحها على أنها قضية معتقد تهم كل المسلمين في شتى أصقاع العالم شرقاً وغرباً .. فأقول :
إن تخصيصي هنا الحديث عن الحكومات والشعوب العربية ليس تحجيماً للقضية وإنما لأنهم هم الأقرب جغرافياً ، ولأنهم يعيشون في عمق الحدث وبؤرته ، ولأن مشروع الزحف الصهيوني سيطالهم جميعاً وبلا استثناء ، إن لم يهبوا جميعاً وينفضوا عنهم غبار الذلة والتبعية والمسكنة والاسترحام والاسترقاق لعدوٍ غاشم لا يعرف سوى لغة المدفع والدبابة فقط
3- حينما نكتب حرفاً أو كلمة أو مقالاً أو نطرح تساؤلاً فإن طرحه يكون للتاريخ وللتاريخ فقط إذ أن التاريخ يكتب ويسجل وكل كاتبٍ إما أن يشهد له التاريخ ولو بعبارة حق قالها وساهم بها ، أو أن يلعنه حيا وميتاً يوم امتلك ولو أداةً واحدة من أدوات الكتابة ثم لم يجعل لقضايا أمته الساخنة ولو نزراً يسيراً منها .
*
*
*
كلنا أيها السادة يتابع ويشاهد ما يدور قريباً منا ، من ذلك الصلف الصهيوني الغاشم الذي يقتل ويسفك ويدمر ولا شيء يردعه ولا يرده عن ذلك الهجوم الغاشم البربري ، والكل صغارنا قبل كبارنا قد أدركوا خطورة القضية من قديم ، وكثير من الشعوب قد حاولت أن تصنع موقفاً من ذلك ، غير أن حكوماتنا العربية وللأسف الشديد خذلت شعوبها مرارا وتكرارا لأن سياساتها في الحقيقة مبنية على أساس الحفاظ على الكيان الصهيوني الذي يدعمه إبتداءً الكيان الامريكي المتسلط
كل ما سبق أيها السادة من كلام معروف لدى الجميع وقد كرر كثيراً ، تحدث به من تحدث وكتمه من كتم غير أننا نورد هنا تساؤلات نرجو من كل من امتلك قلماً جريئاً وصريحاً أن يجيب :
أولاً :- وأعود للعنوان - من يدير الأزمات حينما تتخاذل الحكومات ؟؟
ولي بعض الرؤى حول هذا التساؤل ومنها :
1- حينما تتخاذل الحكومات ولا تستطيع حتى أن توجه قرار إدانة وتنديد من تلك التي كنا قد تعودنا عليها من قديم ، وقد اتخمنا بها ، وأرهقت مسامعنا بتكرارها ، فحين إذن فالشعوب في رأيي هي من تدير الأزمة ويكون ذلك بالتالي :
أولا ً : بغرس روح العزة الاسلامية ، والاعتزاز بالعقيدة في نفوس الأفراد والجماعات والأسر ، وإعادة الثقة إلى قلوب الأمة ، حيث أن هذه الروح قد حاول أعداؤنا سلبنا إياها على المدى الطويل ،وقد نجحوا وللأسف الشديد في تمرير كثير من المخططات التي سلبت أجيالنا اعتزازهم بدينهم وعقيدتهم ومبدأهم .
ويقوم بهذا الدور الذي هو إعادة روح الاعتزاز والثقة :
الوالدان مع أبنائهما ،
والأخ مع إخوته ،
والمعلم مع طلابه ،
وخطيب المسجد مع جماعة مسجده ،
والتاجر مع زبائنه ،
والموظف مع مراجعيه ومرتادي مكتبه ،
وسائق الأجرة مع ركابه ،
والكاتب في الصحيفة أو المجلة مع قرّائه ومتابعيه ،
والمساهم في منتديات الانترنت مع متابعيه ومرتادي منتداه كذلك ،
والمؤلف فيما يكتب مع وجوب الميل إلى الطرح العملي بعيداً عن التنظير والحشو والفلسفة التي اعتادها كثير من الكتاب ،
ويقوم بهذا الدور كذلك الشاعر والأديب من خلال شحذ الهمم وإذكاء العزيمة والدعوة إلى الشموخ ، وذكر مآثر هذه الأمة ومواطن عزتها وإبائها وسالف أمجادها عبر تلك الصور الشعرية التي تترك أثرها في النفوس المؤمنة ،
ويقوم بهذ الدور كذلك وتخصيصاً لا بد منه ( الأم ) مع أبنائها حينما تهدهد صغارها وتؤرجح بهم وتردد أهازيج العزة والكرامة بدين الاسلام وذكر ما يريد الأعداء بنا وما يجب على صغارنا كبارنا تجاه ذلك ،
وتقوم بهذا الدور الفتاة مع زميلاتها وصديقاتها عبر اتصال أو جلسة شاي أو حتى محادثة عبر الماسنجر أو رسالة إيميل ،
وكذلك الشباب مع أقرانهم وزملائهم وأقاربهم .
ولكم أن تواصلوا وتواصلوا في تعداد كل من يتطيع بالقايام بهذا الدور كل حيب موقعه ومكانه سواءً كان موظفاً في أرقى الأماكن ، أو كان متبعاً بغنماته شعف الجبال وبطون الأودية البعيدة .ولكم ان تلاحظوا أن كل ما سبق عمل شعوبي فردي في المقام الأول ولم نتطرق لذكر حكومةٍ لأن كل ذلك يكون حينما تتخاذل الحكومات
(( إسأل نفسك أيها القاريء أو القارئه من خلال موقعك ما ذا ستصنع الآن مع من حولك في إذكاء هذه الروح ))
ثانياً / تستطيع الشعوب صناعة قرارات جريئة وواضحة بعيداً عن التشنج والانفعال ودون تسيير المظاهرات الشكلية التي ربما تضر أكثر مما تنفع في كثير من الأحيان وذلك عبر المؤسسات المختلفة حينما يكون هناك خطاب واعٍ ومسئول يتقدم به أهل الخبرة والدراية والحكمة إلى حكوماتهم ليخبروهم بشيءٍ واحد وواحد فقط هو / أنهم لا يريدون منصباً ولا يبحثون عن كرسي ولا عن وجاهة بقدر ما هم يبحثون عن موقف مشرّف لنصرة الأمة ورد أعدائها ، والاستعداد لبذل كل نفيسٍ وغالٍ في سبيل وحدة الأمة والارتقاء بها وكبت أعدائها ، ويبينون لتلك الحكومات كذلك بأنهم ليسوا طلاب جاهٍ أو حكمٍ أو إنفصال أو خروجٍ عن الطاعة أو شق لعصاها أو طلاب إنقلابات - أبداً - وإنما هم مسلمون يشعرون بالألم والحرقة والقهر حينما تضرب فلسطين ولبنان على مرأى ومسمع من تلك الحكومات ثم هم لم يحركوا ساكناً ، وإذا تحامل منهم متكلم فمقطع النبرات ثم يسوق قرار إدانة لمقاومة نزيهةٍ وشريفة متناسياً كل الاعتبارات والقيم الانسانية .
وبذلك فإن الأزمة ستدار وتوجه ولو طال المدى بفعل الشعوب الكريمة العزيزة لا الحكومات المتخاذلة
((وهنا فيما سبق دور خاص فردي ودور جماعي وغيره كثير ليس هذا مجال ذكره تحاشياً للإطالة ))
سؤال آخر : لماذا الصمت العربي المقيت ؟؟ وأين تكمن المشكلة ؟؟ في الحكام أم في الشعوب ؟؟
ومن وجهة نظري أن الوزر يتحمله الجميع غير أن الحكومات تذهب بالوزر الأكبر في ذلك وتفصيله كالتالي :
ما عاد هناك من أحدٍ يشك أو يجهل أن حكوماتنا العربية تسيرها أمريكا- وهي راعية اسرائيل- أنّا شاءت وكيف شاءت وحسبما أرادت ، ومن يعترض على ذلك فهو بلا شك يعيش غيبوبة ثقافية لن يفيق منها إلا يوم أن يستنشق بارود المحتل وقد قصفت مدافعه حيّه أو داره أو مسجده ، والحكام العرب حينما خضعوا لأمريكا فإنما ذلك لكي تحفظ لهم عروشهم التي يفوق تمسكهم بها تمسك أحدهم بدينه وعرضه وشرفه ومبدإه ومعتقده ، وحينما كان الأمر كذلك مارست هذه الحكومات شتى ألوان التضييق على شعوبها ، وحجرت على أفكارهم وأقلامهم وحتى مشاعرهم متناسية تلك الحكومات أن كثرة الضغط وزيادته يولد الانفجار إن عاجلاً أو آجلاً ، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر .ولا أدل على ذلك التضييق من إقفال وإغلاق كافة الدول العربية منافذها وحدودها أمام المجاهدين الذين يريدون بذل أرواحهم رخيصةً في سبيل حماية مقدساتهم وتطهير تراب فلسطين الحبيبة ، بل تجاوز ذلك إلى منع تهريب أي سلاح ولو كان رشاشاً خفيفاً ، أو خنجراً أو سكيناً إلى أرض فلسطين ليدافعبه أولئك العزل عن أنفسهم .
ولسنا ندري ما عذر حكوماتنا العربية في ذلك ؟ وبماذا سيجيبون التاريخ يوم أن يستجوبهم ؟ وبعد ذلك ماذا سيقولون لرب العزة والجلال يوم يسألهم عن تخاذلهم وعدم نصرتهم لإخوانهم مع قدرتهم على ذلك .
وأما الشعوب فلا أحد ينكر ما تعيشه من خدرٍ وغفلةٍ وبعدٍ واضح عن المنهج وما ذلك إلا بما سهلته لهم تلك الحكومات من ألوان الملهيات المغريات والشهوات مستهدفة بذلك الناشئة والشباب لأنهم هم المد الهادر والاعصار القادم في نظر الأعداء
وكذلك مما يعاب على كثير من الشعوب تطبيلها الكاذب وتزلفها المقيت لتلك الحكومات التي ربما أنها قد سلبتهم أدنى مقومات العيش ونهبت خيرات أوطانهم ودفعت بها بعيداً إلى حوزة المتسلط الغربي وكلما حاور محاور تلك الشعوب ، ردوا بنعم ونعم التي لا يجيدون إلا هي : بحجة الوطنية .
غير أننا لا نكر أن في الشعوب خير كثير وأنه لو فتح المجال لها في مواجة بني صهيون أقسمت بالله وأنا بذلك موقن ومؤمن إيماني بالاسلام أنهم سيكتسحون اسرائيل بل ويخفونهم من على الخارطة بأقل ما يمكن أن يضربه محلل للأحداث طويل نفسه من الوقت .
(( ننتظر الشعوب العربية لكي تقنع حكوماتها بضرورة السماح لهم وفتح الحدود أمامهم ليزيلوا بني صهيون ))
سؤال آخر : فلسطين وغزة من قبل ، واليوم لبنان ، وغداً سوريا ، وبعد غدٍ .....؟؟ ولا حراك ولا موقف ، فمتى ستكون اليقظة من هذا السبات يا ترى ؟ وهل ستنفع الحكومات العربية شعوبها يوم أن تداس كرامتها في قعر دارها ؟ أم أن أولئك الحكام سيحزمون أمتعتهم صبيحة الفاجعة ليتجهوا مأزورين إلى نزلهم المعدة لهم هناك خلف البحار ، تاركين شعوبهم المغلوبة على أمرها تعالج غصص النكبة والقهر غير عابئة ولا مكترثةٍ بعويل النساء ولا صراخ الأطفال ولا نسف المدائن والقرى والممتلكات ، وإذاقة الشعوب أوان المذلة والاضطهاد ؟؟؟؟؟؟
سؤال آخر : متى نستطيع أو نجرؤ - عفواً - على قول : (( لا )) وبملء فمنا ؟؟ ومتى نستطيع التخلص من ((نعم )) ؟
يا أنت يا شيماء إن شعوبنا=جبلت على الاذعان والانصات
وعلى مضاجعة المهانة لم تزل=مهدودة الأركان والعزمات
مذ يولد العربي والاذلال في=عينيه يبدو بارز القسمات
وعلى" نعم " يحيا ويستجدي بها=كيما يطيب العيش كل فتات
أبناء يعرب من " نعم" قد أشربوا=كأساً فلم يجنوا سوى النكبات
والآخرون تطوروا وتقدموا=لما أجادوا النطق باللآءات
*
*
*
السادة القراء : أعتبر ما سلف من كلام جزءٌ أول في الموضوع حتى لا نطيل ، ونخلص منه إلى تساؤلا ت نطرحها أمامك ولك ولقلمك أن يكتب ما يعتقده ويؤمن به تجاه هذه الأحداث وتذكر بأنك تكتب للتاريخ والتاريخ لا يجامل ولا يرحم .
أولاً : من يدير الأزمات حينما تخاذل الحكومات ؟؟
ثانياً : هل أنت شخصياً قادر أو قادرة على القيام بدور من موقعك تساهم فيه بتوجيه دفة الأزمة ؟
ثالثاً : لماذا الصمت العربي المطبق ؟ وأين يكمن الخلل - في الحكام أم في الشعوب ؟
رابعاً : من يتحمل وزر ما يدور في فلسطين ولبنان في نظرك ؟
خامساً: هل تؤيد فتح الدول العربية لحدودها أمام المجاهين من شعوبها لدحر بني صهيون أم لا ؟ ولماذا ؟
سادساً : هل ترى من تعارضٍِ بين الولاء والوطنية لوطنك أيا كان ، وبين نصرة قضايا الأمة والاحتراق لها ،أم لا ؟
سابعاً : ماذا بعد لبنان اليوم ؟؟*
*
(( لها سبعة أبواب لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم ))
*
*
*
*
*
ولجميع خالص التحايا ،،
*
*
نديم السها / حسن المعيني
( من يدير الأزمات حينما تتخاذل الحكومات ؟! )
تساؤل وقبله أود ذكر بعض الاحترازات :
1- حينما يرد هنا ذكر مصطلح ( حكومة أو حكومات ) فلست اعني بها حكومة بعينها بقدر ما أعني كل متخاذل على أي تراب عربي درج ونشأ وحكم ولم يستشعر عظم أمانة ما يجب عليه تجاه أمته .
2- وحتى لا نوصم بالقومية أو الاقليمية حينما نخص الحكومات العربية فقط أو يقول قائل إننا حجمنا قضايانا الاسلامية وجعلناها خاصة بشعبٍ أو تراب دون آخر في حين أن الواجب طرحها على أنها قضية معتقد تهم كل المسلمين في شتى أصقاع العالم شرقاً وغرباً .. فأقول :
إن تخصيصي هنا الحديث عن الحكومات والشعوب العربية ليس تحجيماً للقضية وإنما لأنهم هم الأقرب جغرافياً ، ولأنهم يعيشون في عمق الحدث وبؤرته ، ولأن مشروع الزحف الصهيوني سيطالهم جميعاً وبلا استثناء ، إن لم يهبوا جميعاً وينفضوا عنهم غبار الذلة والتبعية والمسكنة والاسترحام والاسترقاق لعدوٍ غاشم لا يعرف سوى لغة المدفع والدبابة فقط
3- حينما نكتب حرفاً أو كلمة أو مقالاً أو نطرح تساؤلاً فإن طرحه يكون للتاريخ وللتاريخ فقط إذ أن التاريخ يكتب ويسجل وكل كاتبٍ إما أن يشهد له التاريخ ولو بعبارة حق قالها وساهم بها ، أو أن يلعنه حيا وميتاً يوم امتلك ولو أداةً واحدة من أدوات الكتابة ثم لم يجعل لقضايا أمته الساخنة ولو نزراً يسيراً منها .
*
*
*
كلنا أيها السادة يتابع ويشاهد ما يدور قريباً منا ، من ذلك الصلف الصهيوني الغاشم الذي يقتل ويسفك ويدمر ولا شيء يردعه ولا يرده عن ذلك الهجوم الغاشم البربري ، والكل صغارنا قبل كبارنا قد أدركوا خطورة القضية من قديم ، وكثير من الشعوب قد حاولت أن تصنع موقفاً من ذلك ، غير أن حكوماتنا العربية وللأسف الشديد خذلت شعوبها مرارا وتكرارا لأن سياساتها في الحقيقة مبنية على أساس الحفاظ على الكيان الصهيوني الذي يدعمه إبتداءً الكيان الامريكي المتسلط
كل ما سبق أيها السادة من كلام معروف لدى الجميع وقد كرر كثيراً ، تحدث به من تحدث وكتمه من كتم غير أننا نورد هنا تساؤلات نرجو من كل من امتلك قلماً جريئاً وصريحاً أن يجيب :
أولاً :- وأعود للعنوان - من يدير الأزمات حينما تتخاذل الحكومات ؟؟
ولي بعض الرؤى حول هذا التساؤل ومنها :
1- حينما تتخاذل الحكومات ولا تستطيع حتى أن توجه قرار إدانة وتنديد من تلك التي كنا قد تعودنا عليها من قديم ، وقد اتخمنا بها ، وأرهقت مسامعنا بتكرارها ، فحين إذن فالشعوب في رأيي هي من تدير الأزمة ويكون ذلك بالتالي :
أولا ً : بغرس روح العزة الاسلامية ، والاعتزاز بالعقيدة في نفوس الأفراد والجماعات والأسر ، وإعادة الثقة إلى قلوب الأمة ، حيث أن هذه الروح قد حاول أعداؤنا سلبنا إياها على المدى الطويل ،وقد نجحوا وللأسف الشديد في تمرير كثير من المخططات التي سلبت أجيالنا اعتزازهم بدينهم وعقيدتهم ومبدأهم .
ويقوم بهذا الدور الذي هو إعادة روح الاعتزاز والثقة :
الوالدان مع أبنائهما ،
والأخ مع إخوته ،
والمعلم مع طلابه ،
وخطيب المسجد مع جماعة مسجده ،
والتاجر مع زبائنه ،
والموظف مع مراجعيه ومرتادي مكتبه ،
وسائق الأجرة مع ركابه ،
والكاتب في الصحيفة أو المجلة مع قرّائه ومتابعيه ،
والمساهم في منتديات الانترنت مع متابعيه ومرتادي منتداه كذلك ،
والمؤلف فيما يكتب مع وجوب الميل إلى الطرح العملي بعيداً عن التنظير والحشو والفلسفة التي اعتادها كثير من الكتاب ،
ويقوم بهذا الدور كذلك الشاعر والأديب من خلال شحذ الهمم وإذكاء العزيمة والدعوة إلى الشموخ ، وذكر مآثر هذه الأمة ومواطن عزتها وإبائها وسالف أمجادها عبر تلك الصور الشعرية التي تترك أثرها في النفوس المؤمنة ،
ويقوم بهذ الدور كذلك وتخصيصاً لا بد منه ( الأم ) مع أبنائها حينما تهدهد صغارها وتؤرجح بهم وتردد أهازيج العزة والكرامة بدين الاسلام وذكر ما يريد الأعداء بنا وما يجب على صغارنا كبارنا تجاه ذلك ،
وتقوم بهذا الدور الفتاة مع زميلاتها وصديقاتها عبر اتصال أو جلسة شاي أو حتى محادثة عبر الماسنجر أو رسالة إيميل ،
وكذلك الشباب مع أقرانهم وزملائهم وأقاربهم .
ولكم أن تواصلوا وتواصلوا في تعداد كل من يتطيع بالقايام بهذا الدور كل حيب موقعه ومكانه سواءً كان موظفاً في أرقى الأماكن ، أو كان متبعاً بغنماته شعف الجبال وبطون الأودية البعيدة .ولكم ان تلاحظوا أن كل ما سبق عمل شعوبي فردي في المقام الأول ولم نتطرق لذكر حكومةٍ لأن كل ذلك يكون حينما تتخاذل الحكومات
(( إسأل نفسك أيها القاريء أو القارئه من خلال موقعك ما ذا ستصنع الآن مع من حولك في إذكاء هذه الروح ))
ثانياً / تستطيع الشعوب صناعة قرارات جريئة وواضحة بعيداً عن التشنج والانفعال ودون تسيير المظاهرات الشكلية التي ربما تضر أكثر مما تنفع في كثير من الأحيان وذلك عبر المؤسسات المختلفة حينما يكون هناك خطاب واعٍ ومسئول يتقدم به أهل الخبرة والدراية والحكمة إلى حكوماتهم ليخبروهم بشيءٍ واحد وواحد فقط هو / أنهم لا يريدون منصباً ولا يبحثون عن كرسي ولا عن وجاهة بقدر ما هم يبحثون عن موقف مشرّف لنصرة الأمة ورد أعدائها ، والاستعداد لبذل كل نفيسٍ وغالٍ في سبيل وحدة الأمة والارتقاء بها وكبت أعدائها ، ويبينون لتلك الحكومات كذلك بأنهم ليسوا طلاب جاهٍ أو حكمٍ أو إنفصال أو خروجٍ عن الطاعة أو شق لعصاها أو طلاب إنقلابات - أبداً - وإنما هم مسلمون يشعرون بالألم والحرقة والقهر حينما تضرب فلسطين ولبنان على مرأى ومسمع من تلك الحكومات ثم هم لم يحركوا ساكناً ، وإذا تحامل منهم متكلم فمقطع النبرات ثم يسوق قرار إدانة لمقاومة نزيهةٍ وشريفة متناسياً كل الاعتبارات والقيم الانسانية .
وبذلك فإن الأزمة ستدار وتوجه ولو طال المدى بفعل الشعوب الكريمة العزيزة لا الحكومات المتخاذلة
((وهنا فيما سبق دور خاص فردي ودور جماعي وغيره كثير ليس هذا مجال ذكره تحاشياً للإطالة ))
سؤال آخر : لماذا الصمت العربي المقيت ؟؟ وأين تكمن المشكلة ؟؟ في الحكام أم في الشعوب ؟؟
ومن وجهة نظري أن الوزر يتحمله الجميع غير أن الحكومات تذهب بالوزر الأكبر في ذلك وتفصيله كالتالي :
ما عاد هناك من أحدٍ يشك أو يجهل أن حكوماتنا العربية تسيرها أمريكا- وهي راعية اسرائيل- أنّا شاءت وكيف شاءت وحسبما أرادت ، ومن يعترض على ذلك فهو بلا شك يعيش غيبوبة ثقافية لن يفيق منها إلا يوم أن يستنشق بارود المحتل وقد قصفت مدافعه حيّه أو داره أو مسجده ، والحكام العرب حينما خضعوا لأمريكا فإنما ذلك لكي تحفظ لهم عروشهم التي يفوق تمسكهم بها تمسك أحدهم بدينه وعرضه وشرفه ومبدإه ومعتقده ، وحينما كان الأمر كذلك مارست هذه الحكومات شتى ألوان التضييق على شعوبها ، وحجرت على أفكارهم وأقلامهم وحتى مشاعرهم متناسية تلك الحكومات أن كثرة الضغط وزيادته يولد الانفجار إن عاجلاً أو آجلاً ، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر .ولا أدل على ذلك التضييق من إقفال وإغلاق كافة الدول العربية منافذها وحدودها أمام المجاهدين الذين يريدون بذل أرواحهم رخيصةً في سبيل حماية مقدساتهم وتطهير تراب فلسطين الحبيبة ، بل تجاوز ذلك إلى منع تهريب أي سلاح ولو كان رشاشاً خفيفاً ، أو خنجراً أو سكيناً إلى أرض فلسطين ليدافعبه أولئك العزل عن أنفسهم .
ولسنا ندري ما عذر حكوماتنا العربية في ذلك ؟ وبماذا سيجيبون التاريخ يوم أن يستجوبهم ؟ وبعد ذلك ماذا سيقولون لرب العزة والجلال يوم يسألهم عن تخاذلهم وعدم نصرتهم لإخوانهم مع قدرتهم على ذلك .
وأما الشعوب فلا أحد ينكر ما تعيشه من خدرٍ وغفلةٍ وبعدٍ واضح عن المنهج وما ذلك إلا بما سهلته لهم تلك الحكومات من ألوان الملهيات المغريات والشهوات مستهدفة بذلك الناشئة والشباب لأنهم هم المد الهادر والاعصار القادم في نظر الأعداء
وكذلك مما يعاب على كثير من الشعوب تطبيلها الكاذب وتزلفها المقيت لتلك الحكومات التي ربما أنها قد سلبتهم أدنى مقومات العيش ونهبت خيرات أوطانهم ودفعت بها بعيداً إلى حوزة المتسلط الغربي وكلما حاور محاور تلك الشعوب ، ردوا بنعم ونعم التي لا يجيدون إلا هي : بحجة الوطنية .
غير أننا لا نكر أن في الشعوب خير كثير وأنه لو فتح المجال لها في مواجة بني صهيون أقسمت بالله وأنا بذلك موقن ومؤمن إيماني بالاسلام أنهم سيكتسحون اسرائيل بل ويخفونهم من على الخارطة بأقل ما يمكن أن يضربه محلل للأحداث طويل نفسه من الوقت .
(( ننتظر الشعوب العربية لكي تقنع حكوماتها بضرورة السماح لهم وفتح الحدود أمامهم ليزيلوا بني صهيون ))
سؤال آخر : فلسطين وغزة من قبل ، واليوم لبنان ، وغداً سوريا ، وبعد غدٍ .....؟؟ ولا حراك ولا موقف ، فمتى ستكون اليقظة من هذا السبات يا ترى ؟ وهل ستنفع الحكومات العربية شعوبها يوم أن تداس كرامتها في قعر دارها ؟ أم أن أولئك الحكام سيحزمون أمتعتهم صبيحة الفاجعة ليتجهوا مأزورين إلى نزلهم المعدة لهم هناك خلف البحار ، تاركين شعوبهم المغلوبة على أمرها تعالج غصص النكبة والقهر غير عابئة ولا مكترثةٍ بعويل النساء ولا صراخ الأطفال ولا نسف المدائن والقرى والممتلكات ، وإذاقة الشعوب أوان المذلة والاضطهاد ؟؟؟؟؟؟
سؤال آخر : متى نستطيع أو نجرؤ - عفواً - على قول : (( لا )) وبملء فمنا ؟؟ ومتى نستطيع التخلص من ((نعم )) ؟
يا أنت يا شيماء إن شعوبنا=جبلت على الاذعان والانصات
وعلى مضاجعة المهانة لم تزل=مهدودة الأركان والعزمات
مذ يولد العربي والاذلال في=عينيه يبدو بارز القسمات
وعلى" نعم " يحيا ويستجدي بها=كيما يطيب العيش كل فتات
أبناء يعرب من " نعم" قد أشربوا=كأساً فلم يجنوا سوى النكبات
والآخرون تطوروا وتقدموا=لما أجادوا النطق باللآءات
*
*
*
السادة القراء : أعتبر ما سلف من كلام جزءٌ أول في الموضوع حتى لا نطيل ، ونخلص منه إلى تساؤلا ت نطرحها أمامك ولك ولقلمك أن يكتب ما يعتقده ويؤمن به تجاه هذه الأحداث وتذكر بأنك تكتب للتاريخ والتاريخ لا يجامل ولا يرحم .
أولاً : من يدير الأزمات حينما تخاذل الحكومات ؟؟
ثانياً : هل أنت شخصياً قادر أو قادرة على القيام بدور من موقعك تساهم فيه بتوجيه دفة الأزمة ؟
ثالثاً : لماذا الصمت العربي المطبق ؟ وأين يكمن الخلل - في الحكام أم في الشعوب ؟
رابعاً : من يتحمل وزر ما يدور في فلسطين ولبنان في نظرك ؟
خامساً: هل تؤيد فتح الدول العربية لحدودها أمام المجاهين من شعوبها لدحر بني صهيون أم لا ؟ ولماذا ؟
سادساً : هل ترى من تعارضٍِ بين الولاء والوطنية لوطنك أيا كان ، وبين نصرة قضايا الأمة والاحتراق لها ،أم لا ؟
سابعاً : ماذا بعد لبنان اليوم ؟؟*
*
(( لها سبعة أبواب لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم ))
*
*
*
*
*
ولجميع خالص التحايا ،،
*
*
نديم السها / حسن المعيني