المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القول الفصل فى ( القوامة )



أهــل الحـديث
15-03-2013, 09:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هل القوامة تكليف أم تشريف ؟
أعتقد من خلال مشاركاتى السابقة .. ومناقشتى للأخوة .. أن هذا هو محور الخلاف بيننا .... أتمنى أن يتم حسمه الآن .. فإن أصلحت فأعينونى ... وإن أسأت فقومونى ...... وبالمناسبة ... أنا هذه المرة سأعرض كلامى وأصمت !! .. وأرجو منكم رجاءاً خاصاً ... أن تعقبوا عليه .... فقد راجعت نفسى كثيراً .... وفكرت فى كلامكم جميعاً ..... وشعرت أننى كان لدى بعض التعصب لرأيي وبعض الإنفعال الزائد ... لهذا قررت أن أكتب هذا الموضوع بهدوء وبدون أى إنفعال ... لا لكى أثبت شيئاً بعينه .... أو لأنتصر لنفسى أو لأى أحد آخر ... أنا فقط أريد أن أعرف الحق ... فإذا كان الله عز وجل قضى بأفضلية الرجال على النساء ..... فأنا لا إعتراض لى على قضائه .... فهو الحكيم العليم ... وقد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ...... وإن كان الحق كما أظن أنا وأعتقد ... فقد رضيت أيضاً ... وبالنسبة للملاحدة ..... فهم ليسوا أكثر علماً من الله عز وجل .... وما قضى الله به نافذ رغم أنفهم ..... فإن حاولوا الإعتراض على شروق الشمس من الشرق .. فليس على أن أثبت لهم أنها تشرق من الغرب !!!!
بسم الله نبدأ .....:
يقول الله تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .
هذه الآية تثبت أن للرجل سلطة على المرأة داخل الأسرة فهو أميرها ورئيسها وكبيرها ... متفقون على هذا بلا خلاف .
والسؤال :
هل كون الرجل فى منصب أعلى من المرأة داخل مؤسسة الأسرة يستلزم كونه أفضل منها ؟
قلنا : لا ....... لأن الله أعطى المرأة منصباً آخر ..... أعلى من الرجل .. داخل مؤسسة الأسرة أيضاً ... وهذا المنصب : هو منصب الأمومة ....... أمك ثم أمك ثم أمك ... ثم أبيك ........ فهنا نجد المرأة وقد صار لها منصباً ودرجة ..... ليس للرجل مثلها .
فلو كانت القوامة .... أفضلية من جهة أنها ولاية وإمارة ....... فللمرأة ولاية لا تقل أهمية عنها ..... فهى المسئولة عن تشكيل 70 % من قيم ومبادئ المجتمع برجاله ونسائه... إلا أن تأثيرها على الرجال يكون أكثر بالمناسبة !! ..... وهذا لأن الحضانة من حق المرأة وحسب وهى تستمر حتى سن سبع سنوات .... والسبع سنوات الأولى من حياة الطفل هى التى يتشكل فيها 90 % من قيمه ومبادئه (كتاب خط الحياة د : تاد جميس وويات وودسمول ) ... (مستشهداً به د: إبراهيم الفقى فى كتاب : قوة التحكم فى الذات) ....... فلو قلنا أن 20 % من قيم الطفل يكتسبها من الأصدقاء أو المدرسة يبقى الـ 70 % الباقية من نصيب الأم .
وكون الأم تأثيرها أكبر على شخصية الرجل ..... ففى ذلك ( عقدة أوديب ) ... وهى شهيرة فى عالم الطب النفسى .
ولو كانت القوامة ..... أفضلية من جهة أنها درجة رفيعة ليس للمرأة مثلها ...... فللمرأة درجة رفيعة أيضاً ..... لا يأخذها الرجل أبداً ... ومهما فعل ... فلها أماً ثلاثة حقوق بينما للأب حق واحد.
هذا إذا نظرنا للقوامة على كونها تشريفاً ..... وحسب .
ولكن الذى أراه :
أن القوامة تكليف وتشريف معاً ......... فهذه بتلك !!
ويدل على ذلك هذا الحديث :
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
فمع كل ( إمارة ) ..... وجدت ( المسئولية ) ....... ومع كل ( تشريف ) وجد ( التكليف ) .
مثلاً : الرجل له على المرأة سلطة ليس لها مثلها وحق يتفرد هو به .... وهى سلطة التأديب والإصلاح .... ولو بالهجر أو بالضرب غير المبرح .... بينما المرأة ... لا حق لها فى أن تؤدب زوجها ... بل تشكوه لولى الأمر من قاض وغيره فيقوم هو بتعزيره وتأديبه .
ولكن : المرأة لها حق أيضاً ليس للرجل ... هذا الحق هو حق الإنفاق وتوفير الحياة الكريمة .....
فلها أن ينفق عليها وليس له أن تنفق عليه ........ يشترى لها متطلباتها ولا تشترى له متطلباته يعمل من أجلها ولا تعمل من أجله ...... بل الأدهى من هذا كله : ليس له أن يأخذ شيئاً من مالها بدون رضاها وطيب خاطرها ولو كانت من أصحاب الملايين ... ولها أن تأخذ من ماله ما يكفيها هى وولدها بالمعروف دون إسراف ولو كان من الفقراء !!
هل بعد هذا تشريف وتفضيل؟!!!
هى ملكة مصانة فى بيتها والرجل مفروض عليه أن يسعى ويعمل ويكافح من أجلها ......
هذا لم أقله أنا وحسب بل قال به العريفى أيضاً... حفظه الله .
وقال إبن باز رحمه الله مستشهداً (بآية القوامة) فى إحدى فتاويه : المرأة فى الإسلام مصانة والرجل خادم لها رغم أنه كان يعتقد بأفضلية جنس الرجال على جنس النساء بسبب الآية ذاتها !!
بإختصار ( الذى أراه ) :
أن الرجل سلطان فى بيته من ناحية ....... وخادم من ناحية أخرى .
والمرأة سلطانة فى بيتها من ناحية ....... وخادمة من ناحية أخرى .
ففى النهاية تتحقق المساواة .... ولكن بطريقة عادلة ...... وهذا أحد أسرار عظمة الإسلام .
ملاحظة أخيرة : أكثر ما دفعنى إلى البحث فى هذا الأمر هو هذا الحديث : إنما النساء شقائق الرجال ...... ببساطة : لو كان الرجل عموماً أفضل من المرأة أو فى درجة غير الدرجة التى هى فيها ..... كان من المستحيل إذاً حدوث الندية بينهما .. ولو كانت الندية فى الأحكام الشرعية خصوصاً ..... لما صلح أن يقول رسول الله صلوات الله عليه وسلامه لفظة شقائق هكذا .... نكرة للعموم .... وأن يأتى بأسماء الأجناس على عمومها .... فهذا إطلاق للعام على الخاص !!!!! ........
وخاصة أن الحديث عندما ذكر فى ذيل قصة تؤيد أن الندية هنا هى فى الأحكام الشرعية وحسب .... ضعفه العلماء !! ..... لكنهم صححوه هكذا منفرداً : إنما النساء شقائق الرجال .
و أيضاً لما كان لعموم الخطاب فى هذه الآية تفسير : ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
هذا وأدعو الله لى ولكم بالهداية والرشاد ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.