المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخﻻق أهل القرآن



أهــل الحـديث
15-03-2013, 02:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال محمد بن الحسين: ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره , ممن لم يحمله , وأحب أن يكون من أهل القرآن وأهل الله وخاصته , وممن وعده الله من الفضل العظيم ما تقدم ذكرنا له , وممن قال الله عز وجل: {يتلونه حق تﻼوته} قيل في التفسير: يعملون به حق العمل وممن قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع الكرام السفرة , والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران» وقال بشر بن الحارث: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد القرآن قبل الملك بين عينيه فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه يعمر به ما خرب من قلبه , يتأدب بآداب القرآن , ويتخلق بأخﻼق شريفة تبين به عن سائر الناس , ممن ﻻ يقرأ القرآن: فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعﻼنية , باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه , بصيرا بزمانه وفساد أهله , فهو يحذرهم على دينه , مقبﻼ على شأنه , مهموما بإصﻼح ما فسد من أمره , حافظا للسانه , مميزا لكﻼمه , إن تكلم تكلم
بعلم إذا رأى الكﻼم صوابا , وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا , قليل الخوض فيما ﻻ يعنيه , يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه , يحبس لسانه كحبسه لعدوه؛ ليأمن شره وشر عاقبته , قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك , إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم , يكره المزاح خوفا من اللعب , فإن مزح قال حقا , باسط الوجه , طيب الكﻼم , ﻻ يمدح نفسه بما فيه , فكيف بما ليس فيه؟ يحذر نفسه أن تغلب على ما تهوى مما يسخط موﻻه , ﻻ يغتاب أحدا , وﻻ يحقر أحدا , وﻻ يسب أحدا , وﻻ يشمت بمصيبه , وﻻ يبغي على أحد , وﻻ يحسده , وﻻ يسيء الظن بأحد إﻻ لمن يستحق يحسد بعلم , ويظن بعلم , ويتكلم بما في اﻹنسان من عيب بعلم , ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم , وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل , حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه , إن مشى بعلم , وإن قعد قعد بعلم , يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده , ﻻ يجهل؛ فإن جهل عليه حلم , ﻻ يظلم , وإن ظلم عفا , ﻻ يبغي , وإن بغي عليه صبر , يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه , متواضع في نفسه , إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير , يطلب الرفعة من الله , ﻻ من المخلوقين , ماقتا للكبر , خائفا على نفسه منه , ﻻ يتآكل بالقرآن وﻻ يحب أن يقضي به الحوائج , وﻻ يسعى به إلى أبناء الملوك , وﻻ يجالس به اﻷغنياء ليكرموه , إن كسب الناس من الدنيا الكثير بﻼ فقه وﻻ بصيرة , كسب هو القليل بفقه وعلم , إن لبس الناس اللين الفاخر , لبس هو من الحﻼل ما يستر به عورته , إن وسع عليه وسع , وإن أمسك عليه أمسك , يقنع بالقليل فيكفيه , ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه يتبع واجبات القرآن والسنة , يأكل الطعام بعلم ويشرب بعلم , ويلبس بعلم , وينام بعلم , ويجامع أهله بعلم , ويصطحب اﻹخوان بعلم , ويزورهم بعلم , ويستأذن عليهم بعلم , ويسلم عليهم بعلم , ويجاور جاره بعلم , يلزم نفسه بر والديه: فيخفض لهما جناحه , ويخفض لصوتهما صوته , ويبذل لهما ماله , وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة , يدعو لهما بالبقاء , ويشكر لهما عند الكبر , ﻻ يضجر بهما , وﻻ يحقرهما , إن استعانا به على طاعة أعانهما , وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها , ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن اﻷدب؛ ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما ﻻ يحسن بهما فعله , يصل الرحم , ويكره القطيعة , من قطعه لم يقطعه , ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه , يصحب المؤمنين بعلم , ويجالسهم بعلم , من صحبه , نفعه حسن المجالسة لمن جالس , إن علم غيره رفق به , ﻻ يعنف من أخطأ وﻻ يخجله , رفيق في أموره , صبور على تعليم الخير , يأنس به المتعلم , ويفرح به المجالس , مجالسته تفيد خيرا , مؤدب لمن جالسه بأدب القرآن والسنة , إن أصيب بمصيبة , فالقرآن والسنة مؤدبان؛ يحزن بعلم، ويبكي بعلم، ويصبر بعلم، يتطهر بعلم، ويصلي بعلم، ويزكي بعلم ويتصدق بعلم، ويصوم بعلم، ويحج بعلم ويجاهد بعلم، ويكتسب بعلم، وينفق بعلم , وينبسط في اﻷمور بعلم , وينقبض عنها بعلم قد أدبه القرآن والسنة , يتصفح القرآن؛ ليؤدب به نفسه , ﻻ يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله بجهل , قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل , همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله: من اتباع ما أمر , واﻻنتهاء عما نهى , ليس همته متى أختم السورة؟ همته متى أستغني بالله عن غيره؟ متى أكون من المتقين؟ متى أكون من المحسنين؟ متى أكون من المتوكلين؟ متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أكون من الصادقين؟ متى أكون من الخائفين؟ متى أكون من الراجين؟ متى أزهد في الدنيا؟ متى أرغب في اﻵخرة متى أتوب من الذنوب؟ متى أعرف النعم المتواترة؟ متى أشكره عليها؟ متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أفقه ما أتلو؟ متى أغلب نفسي على ما تهوى؟ متى أجاهد في الله حق الجهاد؟ متى أحفظ لساني؟ متى أغض طرفي؟ متى أحفظ فرجي؟ متى أستحي من الله حق الحياء؟ متى أشتغل بعيبي؟ متى أصلح ما فسد من أمري؟ متى أحاسب نفسي؟ متى أتزود ليوم معادي؟ متى أكون عن الله راضيا؟ متى أكون بالله واثقا؟ متى أكون بزجر القرآن متعظا؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغﻼ؟ متى أحب ما أحب؟ متى أبغض ما أبغض؟ متى أنصح لله؟ متى أخلص له عملي؟ متى أقصر أملي؟ متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟ متى أعمر قبري , متى أفكر في الموقف وشدته؟ متى أفكر في خلوتي مع ربي؟ متى أفكر في المنقلب؟ متى أحذر مما حذرني منه ربي من نار حرها شديد وقعرها بعيد وعمقها طويل , ﻻ يموت أهلها فيستريحوا , وﻻ تقال عثرتهم , وﻻ ترحم عبرتهم , طعامهم الزقوم , وشرابهم الحميم , {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب} ندموا حيث ﻻ ينفعهم الندم , وعضوا على اﻷيدي أسفا على تقصيرهم في طاعة الله , وركونهم لمعاصي الله فقال، منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي} وقال قائل: رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وقال قائل: {يا ويلتنا ما لهذا الكتاب ﻻ يغادر صغيرة وﻻ كبيرة إﻻ أحصاها} وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فﻼنا خليﻼ} وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في أنواع العذاب فقالوا: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسوﻻ}فهذه النار يا معشر المسلمين يا حملة القرآن , حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه , فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها مﻼئكة غﻼظ شداد ﻻ يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} وقال عز وجل: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم , وما عهده إليهم , أﻻ يضعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده , وﻻ يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره , فعذبهم بأنواع العذاب , فقال عز وجل: {وﻻ تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} ثم أعلن الله للمؤمنين أنه ﻻ يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة فقال عز وجل: {ﻻ يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}فالمؤمن العاقل إذا تﻼ القرآن استعرض القرآن , فكان كالمرآة , يرى بها ما حسن من فعله , وما قبح منه , فما حذره موﻻه حذره , وما خوفه به من عقابه خافه , وما رغبه فيه موﻻه رغب فيه ورجاه , فمن كانت هذه صفته , أو ما قارب هذه الصفة , فقد تﻼه حق تﻼوته , ورعاه حق رعايته , وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا , ومن كان هذا وصفه , نفع نفسه ونفع أهله , وعاد على والديه , وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي اﻵخرة