المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي عقيدة صاحب "البدائع"؟



أهــل الحـديث
14-03-2013, 05:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته
قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع" :

وَأَمَّا بَيَانُ ما يَجِبُ على الْغُزَاةِ الِافْتِتَاحُ بِهِ حَالَةَ الْوَقْعَةِ وَلِقَاءِ الْعَدُوِّ ، فَنَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ : إنَّ الْأَمْرَ فيه لَا يَخْلُو من أَحَدِ وَجْهَيْنِ :
إمَّا أنْ كانت الدَّعْوَةُ قد بَلَغَتْهُمْ ، وَإِمَّا أن كانت لم تَبْلُغْهُمْ ، فَإِنْ كانت الدَّعْوَةُ لم تَبْلُغْهُمْ ، فَعَلَيْهِمْ الِافْتِتَاحُ بِالدَّعْوَةِ إلَى الْإِسْلَامِ بِاللِّسَانِ ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ} وَلَا يَجُوزُ لهم الْقِتَالُ قبل الدَّعْوَةِ ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ وَإِنْ وَجَبَ عليهم قبل بُلُوغِ الدَّعْوَةِ بِمُجَرَّدِ الْعَقْلِ ، فَاسْتَحَقُّوا الْقَتْلَ بِالِامْتِنَاعِ ، لَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ قِتَالَهُمْ قبل بَعْثِ الرَّسُولِ عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَبُلُوغِ الدَّعْوَةِ إيَّاهُمْ فَضْلًا منه وَمِنَّةً ؛ قَطْعًا لِمَعْذِرَتِهِمْ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَإِنْ كان لَا عُذْرَ لهم في الْحَقِيقَةِ لِمَا أَقَامَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من الدَّلَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ التي لو تَأَمَّلُوهَا حَقَّ التَّأَمُّلِ وَنَظَرُوا فيها لَعَرَفُوا حَقَّ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عليهم ، لَكِنْ تَفَضَّلَ عليهم بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عليهم أجْمَعِينَ ؛ لِئَلَّا يَبْقَى لهم شُبْهَةُ عُذْرٍ فَيَقُولُونَ {رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ}وَإِنْ لم يَكُنْ لهم أَنْ يَقُولُوا ذلك في الْحَقِيقَةِ لِمَا بَيَّنَّا.

هل من تعليق على هذا المعتقَد؟