زلة قلم.. وخطأ غـيـر مقـصود

[عميد اتحادي]

نعم.. أخطأ، وهـو يعـترف بذلك، ويقولها بكل شجاعـة.. نعم.. لقـد أخطأت، واعـترافي بخطئي ليس عـيباً إنما هـو مقـدمة للإصلاح والاستدراك، كما أن الاعـتراف بالخطأ فضيلة.. وهـو أيضا من شيم الرجال.. ولا بد من توضيح أمر هام، وهـو أنني ارتكبت خطأ ولم ارتكب خطيئة، والفـرق بينهما شاسع وكبير، إضافة إلى أن الخطأ لم يكن مقصوداً أبداً بل كان للأسف الشديد نتيجة «زلة قلم».

من منا معـصوم من الخطأ؟ هـل أنت أيها القارئ الكريم معـصوم من الخطأ؟

لا أحـد من البشر يستطيع أن يقول أنه لم يرتكب في حياته خطأ واحداً عـلى الأقل مهما عـلا شأنه أو صغـر.. يقول عـليه الصلاة والسلام: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» رواه الترمذي.

لقد أحب -ولا يزال- عـمله بكل صدق وإخلاص وأمانة، وهـو معـروف بين زملائه بسماحة خلقه وطيب معـشره ونقاء سريرته وصفاء روحه وأحاسيسه ورقة مشاعـره، وكان يرى في المكان الذي يعـمل به بيته الثاني، فقد أحب وظيفـته و «الدار» التي يعمل بها كحبه لأبنائه.

نعلم جميعاً أن الخطأ سلوك بشري كلنا نقع فـيه، صغـيرنا وكبيرنا، فقيرنا وغـنينا.. ومهما كانت ثقافـتـنا ودرجتنا العـلمية.. أو مكانتنا الاجتماعـية أو الوظيفة التي نشغـلها، وفي كثير من الأحيان، يكون الخطأ صغـيراً فـنكبره ونضخمه ونعـطيه حجماً أكبر من حجمه، مما قـد يأخذ مكاناً أكـثر مما يستحق بعـقـولنا.. وهـذا ليس من المعـقول أو المقبول أبداً.. مع أن الواجب في مثل هـذه الحالات، معالجة الخطأ بحكمة وروية حتى لا تتفاقم الأمور، وأياً كان الأمر، فإننا بكل تأكيد نحتاج بين الفينة والأخرى، إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء مهما كان حجمها، فقد لا يشعـر المخطئ أحياناً أنه مخطئ، ولا ريب أن لمعالجة الأخطاء فـن خاص بذاته.

هـناك مشاعـر وأحاسيس تمر بنا في لحظة مؤثرة، لـن أقـول بأنه من المستحيل بل من الصعـب أن تترجمها الحروف، فـنحاول عـبثاً بعـثرتها بأقلامنا دون أن تبلغ ذلك الصدى الذي تركته في نفوسنا.. وأعجب حقـيقة: لم في كثير من الأحيان نغـفـر لأنفسنا أخطاء ارتكبناها قـد تكون كبيرة وتؤثر بالمحيطين بنا والعـمل الذي نؤديه، ولا نغـفـر خطأ ارتكبه الاخرون؟

ويحضرني الآن مثل إنجليزي معـروف يقول: عـندما أكون عـلى صواب.. لا أحـد يتذكـر.. ولكن عـندما أكون عـلى خطأ.. لا أحد ينسى!


اتمنى لكم قراءة ممتعه فتكم بالف صحة وعافيه