تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تفعل إن لم تجد المجتمع الذي تعيش فيه موافقا لما ترغبه ؟



الاهلي الراقي
14-03-2013, 03:50 AM
ماذا تفعل إن لم تجد المجتمع الذي تعيش فيه موافقا لما ترغبه ؟

سؤال يحتاج إلى إجابة

ولكن

لابد وأن تكون الإجابة منطقية تتوائم مع الواقع

وليس مع أحلامنا

ما من شك انك لو سألت أي إنسان نقي السريرة سليم الصدر ما الذي

يريده في هذه الحياة ؟

سيجيبك فورا أن جل آماله هو أن يعيش في عالم نقي صاف خال من

المشاكل والمشاحنات يسوده الألفة والمحبة والتعاون ورقي التعامل

وحب الآخرين .

نعم الكثير منا يحلم بمدينة الفارابي - المدينة الفاضلة - تلكم المدينة التي

لا وجود لها حقيقة إلا في مخيلة الفلاسفة امثال ارسطو وتلميذه الفارابي

فالحقيقة أن مدينة بهكذا مواصفات لا وجود لها

بل لن تجدها إلا في الجنة

لماذا ؟

لأن الباري عزوجل يقول ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ )

نعم نزع الغل من الصدور لن يكون إلا في الجنة وهو قول الحق تبارك

وتعالى لأنها المكان الذي لا يليق به إلا طهارة النفس وسلامة القلب

وبنزع الغل من القلوب غدوا في الجنة إخوانا على سرر متقابلين.

نعم هي الحقيقة وإن كانت مرة لن تجد ذلك العالم الذي تود أن تعيش فيه

كما تحب كما أنك لن تستطيع أن تكيف المجتمع ليكون لك كما تريد .

فما الحل إذا ؟

الحل أن تعيش واقعك كما هو وتكيف نفسك مع الواقع ولا نعني هنا

بالتكيف بأن تأتي بنفس أفعال أهل السوء كأن تحقد مع الحاقدين او

تكذب مع الكاذبين

لا إن ما نعنيه هو أن تعيش حياتك كما أمرك الله ملتمسا رضاه في كل

افعالك وأن تصبر على الأذى كما صبر رسول الهدى صلوات ربي وسلامه

عليه وصحبه الكرام مؤمنا بأن الابتلاء هو من سنن الله في الأرض

قال تعالى ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ

لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِنْ تَصْبِرُوا

وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)

نعم فهذا رسول الله وصحبه أوذوا في الله ولكنهم صبروا بغية الأجر لأن

لأن الله يقول (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )

فالصبر مطلوب على هذا الأذى لأنه حقيقة الإيمان .

فاصبر على ما أصابك فهو خير لك

قال تعالى على لسان لقمان في وصيته لابنه ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ


عَزْمِ الْأُمُورِ) وفي الآية الثاني يقول سبحانه(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )

وفي الآية الثانية فيها صبر عن الانتقام ممن آذاني بل أوضح فيها أن

الصبر على الأذى والمغفرة هي من عزم الأمور وهي بلا شك أفضل من الانتقام .

فمغفرتك لمن آذاك يريح قلبك ويبعد عنه الغل وحب الانتقام وفي ذات

الوقت مجاهدة على الصبر لما فيه من عظم الأجر .

بقلمي Ahmed.s