المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكاد أهلك ..



أهــل الحـديث
13-03-2013, 03:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني أشعر أني على وشك الهلاك ..
الكبر .. الرياء .. العجب ..
هذه كلها فيَّ ..
كم أحتاج من جهد للخلاص ..
فكلما ظننت أن قلبي قد طهر منها يأتي موقف فيفضحني فذات مرة يداخلني الكبر أن يحدثني بفائدة من هو أقل علما مني ..
وموقف آخر يكشف رغبتي في أن يظهر عملي للناس !!
وأحيانا أجد نفسي المقصرة الظالمة تتذكر ما عملته من خير أو معروف أو صدقة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تربية فأفرح به ..

رفقا بي أرجوكم .. يعلم الله أني أبكي حسرة وندما لكن نعبت من نفسي ، مررت بظروف نفسية كبيرة ركبت في شخصيتي تلك الصفات الذميمة ..

فمثلا نظرا لأن الوسط الذي أعيش فيه ( أهلي ) ليسوا طلبة علم .. ( فيهم خير لكن عاديون لديهم تقصير في السنن ومعرفة ما يجب واحيانا تقصير في الفرائض ) وأنا - وأعوذ بربي من هذه الكلمة - طالبة علم .. فكنت كثيرا ما أظهر أعمالي أمامهم لعلهم يتعلمون ويتأثرون ويقتدون بي ..
فغلب هذا الطبع فيّ وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ومن طبعي تلك الفترة الحدة .. فلا أحبذ النصيحة المباشرة لهم خصوصا أن الفئة المستهدفة أكبر مني وأقول تعليمهم بهذه الطريقة أفضل ..

- لاحظت من نفسي يخالجها الكبر على الناس :
.اذا ظهر منهم سوء في الدين فأشعر بنفور فلا أحبذ الحديث إليهم إلا بفوقية أقصد منها ردعهم ولكنه صار أشد من ذلك !
. إذا كان الشخص متعالم ويريد أن يفيدني لا أجد نفسي تقبل منه !
. إذا ظهر منه في أكثر من مرة الإساءة لي .

وقد علمت أن هذه الطريقة خطأ وفاسدة فسادا كبيرا لأنها جرتني إلى الظلم في التعامل رغم أن غضبي للدين ..
فمرة مكثت عند أحد محارمي عدة أشهر ورأيت زوجته مقصرة ( لا تصلي إلا أحيانا ، لا تقرأ كلام الله ، لا تحرص على تربية أولادها على الصلاح ... )
فكنت أنصح بطريقة غير مباشرة كأن أتكلم أمامها عن حكم ترك الصلاة .. فلم أجد تغيرا منها .. ثم نصحتها مباشرة ولكن للأسف بصراخ - عفا الله عني - ولم تستجب .. فحصلت ذات مرة مشكلة فأخبرت زوجها بمسألة الصلاة لينصحها وقلت له هذه ابنتك - وأنا صادقة - رأت هذه الرؤيا قي أمها وكانت الرؤيا سيئة جدا .
وربي بعد عام واحد - رغم جفاء زوجها وإعراضه عنها بسبب مشاكل - لكن أدركت أن رحمة الله واسعة فقد تغير حال زوجته ووضع الله لها القبول عند الناس
لحسن خلقها - وأنا أشهد لها بذلك - وبدأت تتغير في كل شيء فأصبحت تحرص على الصلاة وتحفظ القرآن ..
وتغيرت معاملة زوجها لها وأصبح يحترمها ..

فجلست مع نفسي وقلت ياترى ما سبب كل هذا التغيير في حياتها ؟

والله ما علمت عليها إلا التواضع وعدم الكبر وحسن الظن بالناس ومحبة الخير لهم ، وتسعى لخدمتهم بأعمال جليلة ..
فلما صلحت نيتها أصلح الله لها أمرها ..

فالله الله يا طلاب العلم بالنية الصالحة والحذر من ثالوث الهلاك ( الكبر ، العجب ، الرياء )

وأرجو منكم الدعاء لي ونصحي بأي أمر يفيدني في هذه الخلاص من هذه الصفات المهلكة ..

والله حينما قرأت قصة الرجل المتعلق بأستار الكعبة ( اللهم سلم سلم ) وذكر أن أخ له تنصر وآخر تهود وثالث تمجس .. قلت هذا حالي فأنا على وشك الهلاك إلا أن يتداركني الله برحمته ..

أجزم أن هذه الصفات الثلاث إضافة للحسد - وهو أهونها - سبب لهلاك العبد فقد رأيت وربي عقاب الله ولكن حلمه وسعة رحمته غمرتني ..

لا تنسىوني من دعواتكم وأوصوا من تعرفون من العجائز الصالحات أن يدعون الله لي بالسلامة والثبات وأن يرضى الله عني وألقاه بالرضوان ...