المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علة حديث: إن الله خلق كل صانع وصنعته



أهــل الحـديث
11-03-2013, 10:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
... وبعد ،،،

فهذا حديثٌ يُروَى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، واختُلف عنه:
1- فرواه أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة مرفوعاً. رواه عنه:
> مروان بن معاوية [البخاري في خلق أفعال العباد ص46 والحاكم 85 وابن أبي عاصم في السنة 358 والبزار 2837 وغيرهم]
> والفضيل بن سليمان [ابن أبي عاصم في السنة 357 وابن عدي في الكامل 7/130 والحاكم 86]
> ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [القطيعي في الألف دينار 217 وعنه ابن بشران في الجزء الثاني من أماليه 1243]
> وأبو خالد الأحمر [المحاملي في أماليه رواية ابن يحيى البيع 325 ومِن طريقه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 942]
2- ورواه الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قوله. قاله أبو معاوية ووكيع عنه [البخاري في خلق أفعال العباد ص46].

والموقوف أشبه. ذاك ثلاث قِطَعٍ يرويها أبو مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعاً:
> جاءت بتمامها في حديث أبي خالد الأحمر ولفظه: {المعروف كله صدقة. وإن الله عز وجل صانع كل صانع وصنعته. وإن آخر ما تعلَّق به أهل الجاهلية مِن كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت}.
> ورَوَى القطعةَ الأولى والأخيرة مِنها عن أبي مالك يزيدُ بن هارون [أحمد 23441 والحسين بن حرب في البر والصلة 306].
> ورَوَى القطعة الأولى عن أبي مالك: أبو عوانة [أبو داود الطيالسي 419 ومسلم 1005 وإبراهيم الحربي في غريب الحديث 1/188] وعباد بن العوام [ابن أبي شيبة 25426 وعنه مسلم 1005] وسفيان الثوري [أحمد 23370 والبخاري في الأدب المفرد 233 وأبو داود 4947] وشعبة [أحمد 23379] وأبو معاوية [أحمد 23252] ومروان بن معاوية [الحسين بن حرب في البر والصلة 305].
> ورَوَى القطعة الأخيرة عن أبي مالك: أبو معاوية [أحمد 23254 والبزار 2835] وعباد بن العوام [الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1536] وحفص بن غياث [أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/335].

فأمَّا القطعة الأخيرة، فقد أخطأ فيها أبو مالك. وإنما رواها ربعي، عن أبي مسعود الأنصاري لا حذيفة. قاله منصور بن المعتمر [علل ابن أبي حاتم 2538 وعلل الدارقطني 358 و 1052]. وهكذا أخرجه البخاري في صحيحه على الصواب [3483 و 3484]. قال ابن عبد البر [التمهيد 20/68]: ((هذا الحديث خطأ، ويقولون إن الخطأ فيه مِن أبي مالك الأشجعي. رواية منصور عندهم صواب)). اهـ وأمَّا القطعة الثانية، فرواها أبو وائل عن حذيفة قوله غير مرفوع. وأمَّا القطعة الأولى، فهي التي رواها ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجها مسلم في صحيحه. ولذلك اشتبه على ابن حجر حديثنا هذا فقال [إتحاف المهرة 4229]: ((أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد عن علي بن المديني. وأظن أن مسلماً أخرجه)). اهـ ومسلم إنما أخرج القطعة الأولى فقط. والأشبه أن أبا مالك سمع من ربعي هذه الأحاديث في مجلس واحد، فدخل له حديثٌ في حديثٍ وساقها بإسنادٍ واحدٍ عن حذيفة مرفوعاً. وإنما بان خطؤه مِن الأوجه الأخرى التي جاءت بها هذه الأحاديث.

والله أعلى وأعلم