تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : @@@@@... من أنت... @@@@@



المرأة الحديدية
10-07-2006, 10:04 AM
من أنت ...؟
قد يفاجئوك البعض بسؤال : من هو صديقك ؟
وبعفوية مفرطة وتلقائية حميمة تكون إجابتك سريعة للتّعريف عن ذاك الصديق .. ؟! والحري بك أن تتريث قبل الإجابة ، لتفكر قبل أن تمنح مفاتيح الثقة لأيٍّ كان ، (ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة )
فأغلبية البشر أصبحوا يجيدون الظهور على المسرح وإتقان فن التمثيل ، من دراما وتراجيديا ،
حتى الحب بات من الأدوار المهمة والمتقنة وأيمُّا إتقان ، يأسر القلوب ويعمي البصيرة ، فإن كنت ممن قلبه يتولى زمام أمره ، فإنك مهزوم لا محالة ، لأنه يلمس أوتار القلب منك لتنظر إليه من منظارك لذاتك البريئة العفيفة ( وكلٌ يرى الناس بعين طبعه ) مما يحتم عليك التنازل عن شكوكك والاستعاضة عنها بحسن الظن ، فلقد أتقنوا عليك فن المجاملة المصطبغة بالمحبة الخالصة والكرم والبذل والعطاء ، وذاك الأسلوب المنمق في التعامل والكلمة التي تأسرك من دون قيو د (فإن أنت الكريم ملكته) – من هنا يكون لك الصديق الأمثل إلى أن يأتي حين ، تنجلي فيه الأمور وتظهر الحقيقة المؤلمة بعد سقوط الأقنعة المزيفة ، وما كانت تهدف إليه من أغراض ومصالح شخصية تجعل كل ما أمامك ينهار في لحظة لم تكن تتوقعها وبعد فوات الأوان ؛ ومن ثم يأتي اللوم على نفسك لثقتك المفرطة والتي أُعطِيت لأولئك المتجردون من الإنسانية ، بالتمادي في استغلالا بياض فؤادك وكرمك للوصول إلى أهدافهم .
فنحن وفي معظم الأحيان نستهين بمعنى الصداقة ، ونرضى بقبول أيّ إنسان كائن ما يكون بالتقرب إلينا وإدخاله في دائرة معارفنا ، وإن رأينا منه عيباً أو سلوكاً منحرفاً ، نقول : كلنا عيوب وذاك شأنه ما دام لا يظهر لنا إلا الخير ، في حين أن نظرة الآخرين نحونا تختلف عمّا نضمره نحن من خيرٍ ومودة وأُلفة لكل من هم حولنا ، إذ تكثر التساؤلات ويعمّ الهرج والمرج ، ونحن يا غافل لك الله ، نسوح في هذه الأرض ولا ندري في أي تيار جرفنا ، ولا إلى أي مصير سرنا ، وبإرادتنا أتحنا الفرصة لألئك المتحذلقين والمتملقين والوُصُلييّن المخادعين لتحقيق أطماعهم وطموحاتهم من خلال تساهلنا وثقتنا وإيماننا بهم كأصدقاء .
ترى : هل صديقك حقاً ، ذاك الذي أفصحت عنه منذ الوهلة الأولى ؟
هل هو الصاحب في السفر ؟ هل هو صديق وقت الضيق ؟ أم تراه الودود في وقت النكبات والمحن والرفيق في الرخاء والشدة ، الذي لا غنى لك عنه ولا مفر لك من استشارته ؟
إن الصداقة شيء مهم في حياتنا لما لها من عظيم الشأن ، والأثر في استدراك الأمور وتفاديها أو الاستمرار فيها ، إنها المحبة الخالصة التي قد صبغة بصبغة روحية لـتآلف بين القلوب فتجمعها على المودة والرحمة والكلمة الطيبة ، فعند حلول الشدائد تتآزر الأفئدة لتصبح قوة لا تقصفها الرياح ، أما في لحظات الفرحة يجتمع شملها على المحبة والغبطة والسرور ، فالصديق هو من صَدَقَكَ وليس من صادقك ، من آثرك وتأثر بك ، رحمك و
اطمأن لوجودك إلى جانبه ، إن كل واحد منا يتوق إلى مصاحبة من يتصف بمكارم الأخلاق ويتقرب ممن هم أهل لها ليشار إليه بالبنان ( هو ذا صديقي ) الصادق الصدوق الخير الأمين ، لذا لابد من أن نختار من يعبر معنا عن هذا المعنى الأخلاقي الكبير (صديق )
فالصادق لا يصاحب كذّاباً والشخص المتواضع لا يصاحب مغروراً ، فالمغرور إن رأى منك حسنة نسبها إليه وإن بدت منه إساءة نسبها إليك ، فالإنسان المخلص لا يصاحب مخادعاً أو منافقاً والعكس تماماً ، وإن حدث ذلك تكن صحبة مؤقتة لا تلبث أن تقتلعها الرياح العاتية ، حتى وإن كان هواءً بارداً طيّاراً ، لأنها صداقة واهية أحد طَرفيها هشاً ليس له قاعدة أو أساس تتكئ عليه ولا تدوم طويلاً .
فالصداقة لها معنى كبير لا يستهان به ، وما أحوجنا إليها ، فكما نحتاج للماء والهواء ، نحتاج حتماً إلى الصداقة الحقّة ، وهذا ما يعطينا الحق للتريث والتأني والتردد في اختيار الصديق الصدوق ، والإفصاح عنه منذ البدء إذ يجب علينا التأكد من ماهية تلك النفس الملتصقة بنا على الدوام ، فليس ضرورياً أن يكـون كل من عرفناه وتحدثنا إليـه وصـحبناه يسـتحق كلمة صـديق ،
فالإعلان عنه لمن حولك ينبئهم بمن تكون ، إذ تتراء لهم كثير من الصور والمعاني ، التي سرعان ما تتركز في أذهانهم بما يعرفونه عن ذاك الشخص وينتهي بهم الأمر إلى أنك أنت ذاك الصديق ، فالمتعارف عليه وما ندركه نحن من خلال تجارب الحياة ، أن العلاقات لا تقوم إلا على النماذج المتشابهة ، فكلٌ يلوذ إلى وليفه ، والنفس مائلة إلى أشكالها والطيور واقعة على أمثالها .
فلا تصاحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه خلسة وأنت لا تعلم .
فقل : لي من صديقك أقول لك .. من أنت ؟ !

رأي حكيم :
ويبقى الصالح من الرجال صالحاً حتى يصاحب فاسداً فإذا صاحبه فسد ، مثل ماء الأنهار تكون عذبة حتى تخالط ماء البحر ، فإذا خالطته ملُحت وأفسدها .

أ/ سلوى دمنهوري
نشر في جريدة المدينة وفي عدة مواقع

المرأة الحديدية

الـوافـي
10-07-2006, 10:45 AM
بقى الصالح من الرجال صالحاً حتى يصاحب فاسداً فإذا صاحبه فسد ، مثل ماء الأنهار تكون عذبة حتى تخالط ماء البحر ، فإذا خالطته ملُحت وأفسدها
أفضل ما قرأت عيني
أختي الغاااااااااااااااااليه
المرأة الحديده
لله درك على النقل والاختيار

أخوكم
أبو مهاوي

المرأة الحديدية
10-07-2006, 10:49 AM
أفضل ما قرأت عيني
أختي الغاااااااااااااااااليه
المرأة الحديده
لله درك على النقل والاختيار

أخوكم
أبو مهاوي

صباحك مشرق يالغالي

ومرور عاطر ذادني إشراقة

دمت بالطيب لكل الود