المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بصيرة العلم. مثال: (وهب بن منبّه رحمه الله)



أهــل الحـديث
10-03-2013, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
كنت أقرأ في (تاريخ دمشق)، فتعجّبْتُ من فهم وبصيرة وهب بن منبّه رحمه الله؛ وما ذلك إلا لأجل العلم والصلاح.
أنقل لكم بعضَ كلامه في قصة طويلة؛ يحسن للقارئ الرجوع إليها لكثرة الفوائد فيها.
قال رحمه الله: ( قد أدركت صدر الإسلام فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم رأيه قط إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج.
ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل، وقطع الحج من بيت الله الحرام، وإذا لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يسثغيثون برؤوس الجبال، كما كانوا في الجاهلية؛ وإذا لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة، ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة الآف يقاتل بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر؛ حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه، ودينه، ودمه، وأهله، وماله، لا يدري أين يسلك أو مع من يكون!
غير أن الله بحكمه وعلمه ورحمته، نظر لهذه الأمةِ فأحسن النظر لهم؛ فجمعهم، وألف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج، فحقن الله به دماءهم، وستر به عوراتهم وعوارت ذراريهم، وجمع به فرقتهم، وأمن به سلبهم، وقاتل به عن بيضة المسلمين عدوهم، وأقام به حدودهم، وأنصف به مظلومهم، وجاهد بظالمهم رحمة من الله رحمهم بها، فقال الله تعالى في كتابه " ولو دفاع الله الناس بعضهم ببعض " إلى " العالمين " وقال " واعتصموا بحبل الله جميعا " حتى بلغ " تهتدون " وقال الله تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا " إلى " الإشهاد " فأين هم من هذه الآية فلوا كانوا مؤمنين نصروا!
وقال " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " إلى " لهم الغالبون " فلو كانوا جند الله غلبوا ولو مرة واحدة في الإسلام).اهـ..