المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل تفرد بها الامام الالباني رحمه الله تعالي



أهــل الحـديث
10-03-2013, 10:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسائل تفرد بها الشيخ الالباني رحمه الله بالتنبيه عنها

مسائل وقضايا تفرد شيخنا محمد ناصر الألباني رحمه الله – تعالى – في التنبيه عليها (1).

إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيِّئات أعمالِنا ، من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ، أما بعد : -
فإن خير الكلام كلام الله تبارك وتعالى ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، بإرسال النبي المصطفى، والرسول المجتبى، نبينا محمد http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif–المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين ، فقد تركنا على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .

http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/19.gif

ورحم الله شيخنا الألباني وجعل الفردوس الأعلى مأواه ، فقد رحل بعد أن جدّد بفضل من الله – تعالى - شباب الأمة في دينها عقيدة ، وعملا ، حديثا ، وفقها ، وسلوكا . ودأب على تحصيل العلم وتعليمه منذ نعومة أظفاره حتى أتاه اليقين .
فأحيا بفضل من الله - تعالى - عليه وعلى الأمة الإسلامية سنناً بعد مواتها ، وعلوماً بعـد سباتها .
وذلك يبدو جليا في كتاباته ، ومؤلفاته ، وتحقيقاته ، وتخريجاته ، وما أثراها من علم وخير واجتهاد ، فبيّن الحق ودحض به الباطل ، ولم يخش في الله لومة لائم ، فكان صنواً لمن سبقه من السلف الصالح ، منارات الهدى ، وحملة الدين أصحاب الحديث الذين يُقتدى بهديهم في الأيام الحالكات .
لأن أصحاب الحديثِ هم أصحابُ النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا ...رحمهم الله تعالى - نحسبهم كذلك والله حسيبهم ، ولا نزكي على الله أحدا - .
ذكر الشيخ الفاضل محمد إبراهيم الشيباني - حفظه الله تعالى ونفع بعلمه – في كتابه القيّم [ حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه جـ 2 ] .

مسائل وقضايا تفرد شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التنبيه عليها قال في مقدمتها :
1 : ــ تحريم الذهب المحلق على النساء :
[ تفرده بتحريم الذهب المُحَلَّق على النساء ، لنصوص نادرة وقع عليها أثناء اشتغاله بالحديث النبوي لأكثر من خمسين عاما. ولو أن أكثر الفقهاء والعلماء ، وأهل البدع والزيغ والإنحراف ، خالفوه فيها إلا أنه يعتبر ما وقع عليه في هذا الباب هو الصواب والحق الذي سيقابل الله – تعالى – به ] انتهى كلام الشيخ محمد إبراهيم الشيباني حفظه الله - تعالى - . انظر : [ كتاب حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه" جـ 2ص 465 ] .

وقد أورد شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – أدلة في كتابه القيم " آداب الزفاف " فقال :
[ واعلم أن النساء يشتركن مع الرجال في تحريم خاتم الذهب عليهن ، ومثله السوار ، والطوق من الذهب لأحاديث خاصة وردت فيهن ، فيدخلن لذلك في بعض النصوص المطلقة التي لم تقيد بالرجال ] . أذكر نصا واحدا من النصوص والأدلة التي استدل بها : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى عليه وسلم - : ( من أحب أن يحلق حبيبه بحلقة من نار فليحلقه بحلقة من ذهب ومن أحب أن يطوّق حبيبه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب ومن أحب أن يسورحبيبه سوارا من نار فليطوقه طوقا ) . وفي رواية : فليسوره سوارا من ذهب ، ولكن عليكم بالفضة ، فالعبوا بها [ العبوا بها ، العبوا بها ] ) أخرجه أبو داود ( 2 / 199 ) وأحمد ( 2 / 378 ) من طريق عبد العزيز بن محمد بن عن أسيد البراد عن نافع بن عباس عن أبي هريرة - رضي الله عنهم - مرفوعا .
وقال رحمه الله - تعالى - : وهذا سند جيد ، رجاله ثقات رجال مسلم غير أسيد هذا ، فوثقه ابن حبان ، وروى عنه جماعة من الثقات ، وحسن له الترمذي في الجنائز ( 1 / 187 ) وصحح له جماعة ، ولذا قال الحافظ صدوق .
وقد ثبته الشوكاني في نيل الأوطار ( 21 / 70 ) .
وقال المنذري في الترغيب ( 1 / 273 ) إسناده صحيح .
قلت : " والقول لشيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - " وقد تابعه عن أسيد زهير بن محمد التميمي عند أحمد ( 2 / 233 ) والرواية الأخرى مع الزيادة له .
وتابعه أيضا ابن أبي ذئب رواه أبو الحسن الأخميمي في حديثه ( 2 / 9 / 2 ) .
ورواه في المسند ( 4 / 414 من طريق أخرى عن أسيْد إلا أنه قال : أبي موسى أو أبي قتاده ، هكذا على الشك ، وأخرجه ابن عدي أيضا ( 233 / 1 ) ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان ( 1 / 104 ــ 105 ) مختصرا عن أبي قتادة بدون شك ] انتهى كلامه رحمه الله - تعالى – وجعل الفردوس الأعلى مأواه.
ومن رغب الزيادة فليرجع إلى كتاب آداب الزفاف للشيخ الألباني رحمه الله - تعالى -

2 : ــ أشار إلى تصحيح حديث أسماء بنت ابي بكر -رضي الله عنهما - ( " يا أسماء ! إن المرأة إذا بلغت المحيض ، لم يصلح أن يرى منها شيئ إلا هذا وهذا " وأشار إلى وجهه وكفيه ) وأنه يتقوى بكثرة طرقه . وقد ذكرها الشيخ رحمه الله– تعالى – في كتاب حجاب المرأة المسلمة : ــ
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - دخلت على رسول الله - صلى عليه وسلم - وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله - http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif - وقال لها : ( " يا أسماء ! إن المرأة إذا بلغت المحيض ، لم يصلح أن يرى منها شيئ إلا هذا وهذا " وأشار إلى وجهه وكفيه ) رواه ابو داود ( 2 / 180ــ 183 ) ، والبيهقي ( 2 / 226 و6 / 86 ) ، والطبراني في " مسند الشاميين " ( ص511 ــ 512 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 3 / 1209 ) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد بن دريك عن عائشة - رضي الله عنها - ( زاد بن عدي : وقال مرّة عن " أم سلمة " بدل عائشة"- رضي الله عنهما -) . قال أبو داود عقبه " هذا مرسل ، خالد بن دريك لم يدرك عائشة - رضي الله عنها - " .
قلت : ــ والقول لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى - : [ وسعيد بن بشير ضعيف كما في " التقريب " للحافظ ابن حجر . لكن الحديث قد جاء من طرق أخرى يتقوى بها :
1 : ــ أخرج أبو داود في " مراسيله " ( رقم 437 ) ــ كما تقدم ــ بسند صحيح عن قتادة أن النبي - صلى عليه وسلم قال - : ( إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل ) قال شيخنا رحمه الله – تعالى - : وهو مرسل صحيح يتقوى بما بعده ، وليس فيه ابن دريك ولا ابن بشير .
2 : ــ أخرج الطبراني في " الكبير " ( 34 / 143 / 378 ) ، و " الأوسط " ( 2 / 230 / 8959 ) ، والبيهقي من طريق ابن لهيعة عن عياض بن عبدالله أنه سمع إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري يخبر عن أبيه أظنه عن أسماء بنت عميس أنها قالت : [ دخل رسول الله - http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif - على عائشة بنت أبي بكر وعندها أختها أسماء بنت أبي بكر وعليها ثياب شامية واسعة الأكمام ، فلما نظر إليها رسول الله -http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif - قام فخرج ، فقالت عائشة - رضي الله عنها - : تنحّي ، فقد رأى رسول الله - http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif - ما كرهه ، فتنحّت ، فدخل رسول الله - http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif - ، فسألته عائشة - رضي الله عنها - : لمَ قام ؟ قال : ( أو لم تري إلى هيئتها ؟ ! ، إنه ليس للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هذا وهذا ، وأخذ بكفيه ) ( كذا في البيهقي ، والصواب " بكميه " كما في مصادر التخريج ) ، ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم يبد إلا وجهه . وقال البيهقي : إسناده ضعيف .
قلت : وعلته ابن لهيعة هذا ، واسمه عبدالله الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي ، وهو ثقة فاضل ، لكنه كان يحدث من كتبه فاحترقت ، فحدث من حفظه فخلّط ، وبعض المتأخرين يحسن حديثه ، وبعضهم يصححه . وقد أورد حديثه هذا الهيثمي " في مجمع الزوائد " ( 5 / 137 ) برواية الطبراني في " الكبير " و" الأوسط " . ثم قال : " وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح " .
والذي لا شك فيه أن حديثه في المتابعات والشواهد لا ينزل عن رتبة الحسن ، وهذا منها .
وقد قوى البيهقي الحديث من وجهة أخرى ، فقال بعدما ساق حديث عائشة - رضي الله عنها - ، وبعد أن روى عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره في تفسير : ( إلا ما ظهر منها ) ، أنه الوجه والكفان ، قال : مع هذا المرسل قول من مضى من الصحابة - رضي الله عنهم - في بيان ما أباح الله من الزينة الظاهرة ، فصار القول بذلك قويا " . ووافقه الذهبي في " تهذيب سنن البيهقي " ( 1/ 38 / 1) .
قلت : والصحابة الذين يشير إليهم : عائشة ، وابن عباس ، وابن عمر - رضي الله عنهم - ، قالوا : واللفظ الأخير " الزينة الظاهرة : الوجه والكفان " . قال : وروينا معناه عن عطاء بن رباح وسعيد بن جبير ، وهو قول الأوزاعي " .
وقد روى ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4 / 38 / 1 ) : حدثنا زياد بن الربيع عن صالح الدهان عن جابر بن زيد عن ابن عباس - م - أنه قال : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) ، قال : الكف ورقعة الوجه كذا رواه إسماعيل القاضي كما في " نظر ابن القطان " ( 20 / 1 )، وهذا سند صحيح .
ثم وصل ابن أبي شيبة الأثر المذكور عن ابن عمر ما ، وسنده صحيح أيضا .
ويزيده قوة جريان العمل عليه ، كما سترى في الأحاديث والآثار الآتية : . . .) انظر : [ جلباب المرأة المسلمة ص 58 ــ 60 ] .
وقد أورد شيخنا رحمه الله - تعالى - عدة أدلة وأحاديث وآثار صحيحة في حول هذا الموضوع في كتاب " جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنّة " . انظر : ( ص 51 ــ 103 ) ، ( صحيح الجامع 7847 ) ، ( الإرواء 1795 ) ، ( المشكاة 4372 ) .



3: ــ وضع خط فوق الكلام ــ للدلالة على أهميته :
رحم الله شيخنا محمد ناصر الدين الألباني حامل لواء التصفية والتربية ، وجعل الفردوس الأعلى مأواه ، فقد كان شديد الحرص على الإتباع ، شديد الحرص على مخالفة الكفار، حاثاّ عليه ، حتى في أبسط شؤون الحياة ، لتبقى الشخصية المسلمة ، الشخصية الرائدة ، المتميزة ، المعتزة بدينها وشرعها . وكان رحمه الله - تعالى - يقول : إن الموافقة الظاهرة تدل على الموافقة الباطنة ، ومن مخالفته للكفار ـــ من كُتـّـاب الغرب ــ وضع الخط فوق الكلام [ علامة على أهمية المسألة ] وليس تحتها ، وهذا موجود في أكثر كتبه ، قال رحمه الله - تعالى - : [ إن وضع الخط فوق الكلمات المراد لفت النظر إليها ، هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدّثيـن . وأما وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوروبيين وقد أمرنا بمخالفتهــم ] انتهى .


ملاحظة : أتمنى أن نتمكن من تحقيق صنيع علمائنا على جهاز الحاسوب أيضا بإذن الله – تعالى - .

4 : ــ تفرد رحمه الله - تعالى - في أسلوب كتابة الحديث والأسانيد
تفرد شيخنا رحمه الله - تعالى - بأسلوب كتابة الحديث والأسانيد بوضع نقطتين بعد حدثنا مثل : حدثنا فلان : حدّثنا فلان : حدّثنا فلان :
وتفرد الشيخ على المتقدمين والمتأخرين فيها ، فأما المتقدمون فلا يكتبونها ، وأما المتأخرون فيكتبون بدلا منها فاصلة (،) . </B>