المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كن مثل طعم الماء عذبا وباردا على الكبد الحرى لكل صديق



الاهلي الراقي
09-03-2013, 06:50 PM
المصدر: منتديات ترانيم

كن كالماء عذب بارد سلسبيل

وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا
على الكبد الحرى لكل صديق

تأملت الماء وما فيه من عبر ومنافع فأيقنت أن الشاعر قد أصاب ، حين طلب منا أن نكون لمن حولنا كالماء البارد على الظما....فكيف نكون ذلك؟.

يمكننا معرفة الإجابة عن طريق إستعراض أربع من خصائص الماء وتطبيقها على قلوبنا وعقولنا ...



أولها البحث عن التوازن :

الماء يتدفق من الأسفل إلى الأعلى بحثا عن المستوى الخاص به ،وإذا كان في حالة عدم توازن فإنه يتدفق حتى تحقق له قوته الإنسجام والإتزان المطلوب .
وإنه مما يحقق السعادة في الحياة .... الوسطية والتوازن ..وسط في العبادة فلا غلو ينهك الجسد ، ولاتفريط تطرح منه النوافل وتخدش منه الفرائض .
وسط في الخلق :بين الجد المفرط واللين المتداعي ، بين العبوس الكالح والضحك المتهافت ، بين العزلة الموحشة ، والخلطة الزائدة عن الحد ... وكثيرا ماتقع المشكلات والخلافات نتيجة سيطرة العقل على العاطفة أو العكس ، وإهمال متطلبات الأسرة بحكم الإنشغال بهموم العمل والإنغماس في ملذات الدنيا على حساب الآخرة {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولـا تنس نصيبك من الدنيا}.(القصص/77).



ثانيها الإمتصاص:

أيا كان الشيء الذي يلقى داخل كيان مائي، فإن الماء يستجيب على النحو المناسب له إنه لايستعد ولا يحمل في قلبه الحقد بل يتلقى فحسب ... ويعود مرة أخرى إلى الهدوء.

فليكن صدرك مقبرة تدفن السهام القاتلة ، والكلمات الجارحة فإن سمعت من شخص كلمة نابية أو هجاءا لاذعا فأمتها بالتجاهل وكأنه يقصد غيرك ...وقديما قال السلف : "الإحتمال دفن المعائب".


ما يضير البحر أمسى زاخرا
إن رمى فيه غلام بحجر

ثالثها الإصرار:

بلا كلل ولا ملل يسير الماء في طريقه بخطى تابثة ... فلا يتوقف ولا يتذمر

بل شعاره:

لأستسهلن الصعب أو أردك المنى
فما انقاذت الأمال إلا لصابر

والدرس الذي نتعلمه ... ليكن لك حلما في هذه الحياة تسعى لتحقيقه ، بدلا من لن تكون مجرد شيء صغير لاوزن له ولاقيمة ، هدفا يترك آثرا خالدا في نفوس الآخرين ،وبصمة واضحة ترفع قدرك عند الله وترسم البسمة على الشفاه.

إن حلما كهذا يحتاج للصبر والجلد.

وقل من جد في أمر ليطلبه
واستصحب الصبر وإلا فاز بالظفر


رابعها وأجملها: الحفاظ على الجوهر

رغم أن شكل الماء دائم التغير ، سواء أكان يبدو في شكل الثلج أو البخار أو كان ساكنا بهدوء ... أو مندفعا بعنف إلا أن جوهر الماء يظل مكونا من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين واحدة.

ومنذ أن خلق الله آدم إلى أن ينهي العالم . لم يتفق إثنان في الصورة الخارجية للجسم بحيث ينطبق شكل هذا مع ذاك {واختلـاف ألسنتكم وألوانكم } (الروم/22).
فلماذا يريد البعض أن يتفقوا مع الآخرين في صفاتهم وقدراتهم ومواهبهم ؟

إن التقليد في الحركات واللحظات ونبرة الصوت والإلتفات وأد للشخصية وانتحار معنوي للذات...

فلاتذب في شخصية غيرك ... وكن أنت صاحب المبدأ السليم ... والعقل النير الكبير مهما تغير المكان وتباعد الزمان .


كن مثل الماء عذب و بارد !!

فاعمل لإسعاد السوى وهنائهم
إن شئت تسعد الخياة وتنعما

أيقظ شعورك بالمحبة أن غفــــا
لولا الشعور الناس كالدمـــــى

أحبب فيغدو الكوخ كونـــانـيـرا
وأبغض يمسي الكون سجنا مظلما



مما راقـ لـي