المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعر الدولار الأمريكي و اسعار النفط



أهــل الحـديث
08-03-2013, 06:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


حتى نفهم طبيعة و أسباب العلاقة بين سعر العملات و بالأخص اسعار الدولار و سعر النفط قد يكون من المفيد تذكر الحقائق التالية:

النفط يتم تسعيره و بيعه و شراؤه بالدولار الأمريكي. كل النفط في العالم الآن يسعر بالدولار و لكن بعض الدول تشترط أن تسلم العوائد باليورو.هذا لا يعني أبدا أن يتم تسعير البترول باليورو، ولايوجد نفط في العالم الآن يسعر باليورو. أغلب البلدان تسلم عوائد النفط بالدولار الأمريكي. شركات البترول الدولية تستثمر في بلدان مختلفة، و هذا يعني أن تكاليفها تكون بالدولار أو بعملات مختلفة في الوقت الذي تبيع فيه نفطها في الأسواق العالمية بالدولار الأمريكي. أحد أهم أسباب انخفاض سعر الدولار هو زيادة العجز في الميزان التجاري الأمريكي. و ذلك معناه أن زيادة الفرق بين الصادرات و الواردات يسهم في تخفيض الدولار الأمريكي.

ما هو أثر خفض سعر صرف الدولار على النفط على المدى القصير؟

أثر انخفاض سعر صرف العملة الأمريكية على البعد القصير يختلف عن تأثير انخفاضه على المدى البعيد اختلافاً جذرياً، ولكن كليهما ينتج عنه ارتفاع سعر البترول. فانخفاض سعر العملة الأمريكية على المدى القريب يؤدي الى زيادة المضاربات في بورصة النفط الآجلة، و يزيد الطلب على البترول شكلياً، الأمر الذي يرفع أسعاره، و يضاعف عجز ميزان المدفوعات الأمريكي، و ذلك يؤدي بدوره إلى خفض سعر صرف العملة الأمريكية، وهكذا دواليك.

و ترجع المضاربات في النفط في هذه الحالة إلى أسباب متعددة أهمها أن انخفاض سعر الدولار يجعل السلع المقيّمة بالدولار الأمريكي أقل كلفة، بمعنى أن ربحها يكون أفضل من الخيارات الأخرى. و منها كذلك أن خفض قيمة الدولار يوازيه انخفاض في سعر الفائدة، و ذلك يجعل الطرق الاستثمارية المرتبطة بأسعار الفائدة أقل جاذبية للمستثمرين. و هناك أسباب أخرى أدت في الشهور الأخيرة الى زيادة المضاربات في بورصات النفط الآجلة منها أزمة الرهن العقاري التي جعلت المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في العقارات و قطاع المصارف الذي يمول لسوق العقارات.

ما هو تأثير انخفاض سعر الدولار الأمريكي على المدى الطويل؟

حيث أن البترول يتم تسعيره بالدولار الأمريكي، و بناء على الحقائق المذكورة أعلاه، فإن خفض قيمة الدولار الأمريكي يؤدي إلى خفض القدرة الإنتاجية و ازدياد الطلب على البترول. انخفاض الإنتاج و ازدياد الطلب يؤديان إلى زيادة أسعار النفط.
مثلا خفض قيمة الدولار يخفض القيمة الشرائية لصادرات النفط، الأمر الذي يخفض الاستثمارات في مجال الاكتشاف و التنقيب و الصيانة، و من ثم خفض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان قيمة العملة الأمريكية مرتفعاً.

ينتج عن انخفاض الدولار الأمريكي زيادة الطلب على البترول في الدول التي ترتفع قيمة عملاتها بالنسبة الى الدولار لأن النفط يصبح أقل كلفة في هذه الحالة. فعلى سبيل المثال، إذا كان سعر الدولار يعادل اليورو، وكان سعر البترول 100 دولار أمريكي ، فإن سعر النفط يساوي 100 يورو كذلك. فإذا انخفض سعر صرف الدولار وأصبح اليورو يساوي 2 دولار و ظل سعر البترول كما هو، فإن سعر النفط سيصبح 50 يورو فقط. بالنسبة الدول المتعاملة باليورو انخفضت أسعار النفط بمقدار النصف بسبب خفض سعر صرف الدولار الأمريكي.
أما في الولايات المتحدة فإن خفض سعر صرف الدولار الأمريكي أدى الى ، اضافة الى عوامل أخرى، في زيادة الطلب على البترول. فقد نتج عن انخفاض الدولار ارتفاع تكاليف العطلات في أوروبا، الأمر الذي اضطر الكثير من العائلات الأمريكية على قضاء الإجازات داخل االولايات المتحدة حيث سافروا بسياراتهم العائلية المعروفة باستهلاكها الكبير للبنزين، الأمر الذي أدى الى ازدياد الطلب عليه.

الخلاصة فإنه يمكن القول إن سياسات الولايات المتحدة المالية التي تدعم دولار ضعيف أسهمت، ومازالت و ستظل في رفع سعر البترول. وإذا قرر أحد أن يلوم أمريكا على سياساتها فإن هذا الأمر يعني أن ضعف الدولار هو صفة "قوة" وليس صفة ضعف ! المصدر اسعار العملات (http://www.currencyrates24.com/)