المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه حكايتي ،،،،،، (الحلقة الخامسة )



أسواق
08-03-2013, 04:40 AM
السلام عليكم




مرت سنوات المدرسة الثلاث وجاءت السنة الرابعة ...سنة الحصاد كنت قلقة متوترة منذ بداية السنة
أخاف الا تكلل جهودي بالنجاح , لم أكن متميزة في الرياضيات وهي المادة الأساسية مع العربية والفرنسية حيث اي نقص في درجات هذه المواد الثلاث يؤدي الى الرسوب ..وبسب كثرة التوتر والتفكير أصبت بمرض نفسي رافقني طوال السنة الرابعة وهي سنة جني الثمار

قبل ان أدخل في تفاصيل المرض دعوني أقص عليكم حدثا قلب كياني .... كما ذكرت لكم كنا نقضي العطلة الصيفية على شاطىء البحر وصادف في تلك السنة أن قدم مجموعة من عائلات أقربائنا يصطافون منهم ابناء عمتي وعائلاتهم وبنت عمي وزوجها وآخرون ... كنت ألحظ أن زوج ابنة عمي وهو في سن والدي يراقب حركاتي وانا كالطفلة الهو ولا أعبأ بشيء ولم أفقه سببا لذلك إلا عندما رجعنا بعد انقضاء الإجازة وجاء يوما يسأل عن والدي او والدتي وكنت مع أختي في البيت ...

عادت أختي بعد أن فتحت له الباب وتحدث معها برهة ووجهها تعلوه ابتسامة خجولة قائلة : فلان جاء يخطبك لأخيه المقيم في السعودية !!! نزل علي الخبر نزول الصاعقة كيف لا وانا لم أفكر يوما في النصف الآخر شكله وعمره ومركزه وكما ذكرت آنفا أن طلاق أختي سبب لي عقدة ...كرهت الرجال وسيرتهم ولم أفكر يوما في الزواج ...تلعثمت وبدا علي التوتر وقلت لأختي اصرفوهم لا حاجة لي في الزواج سأكمل تعليمي ولا أريد ان اشغل فكري بالموضوع واريد ان أتفرغ لدروسي ومذاكرتي فأنا في سنة الفصل أخيب او أصيب

أعود للحديث عما اصابني كان المرض أشبه بحالة هلع وفزع شديدين بكاء دائم ,,توهم بأن عندي مرض عضوي أشكو من ألم في القلب واحس أن اطرافي مخدرة ,, أدخلت والدي في دوامة من التفكير والقلق زرت أصنافا شتى من الأطباء تناولت أدوية مختلفة أحيانا أتصل على والدي من المدرسة ويأتي ليأخذني ...أمي دائمة القلق وكثيرة الشرود حزينة على حالتي المتردية والمرض كله وهم في وهم
ولكن للأسف لم يوجد الطبيب المناسب الذي يعالج لإخراج مريضه من مرضه وليس ليربح من ورائه دراهم معدودة

كانت تنتابني حالة من البكاء امام زميلاتي فيهرعن الي للتخفيف عني فهذه تحضنني والثانية تسقيني ماء والأخرى ترقيني... لا أأعرف كيف كنت أستوعب الدروس وأذاكر للامتحانات وبعد طول تجوال بين عيادات المدينة وأطباء البلد أخبرنا بوجود طبيب نفسي ذو خبرة عالية من المستشفيات الفرنسية شددنا الرحال اليه الى منطقة بعيدة ... وبعد جلسة سين وجيم وأسئلة عن جوانب من حياتي نظر إلى والدي وقال بحدة ابنتكم لا تعاني من شيء فقط عندها دلال إذا أصيبت بنوبة البكاء تلك اتركوها في غرفة ولا تعيروها أي اهتمام

استغربت لهذا التشخيص وهذه الوصفة المجانية المدمرة وخرجت وانا أردد امام والدي أهذا دكتور ؟؟؟
هذا انسان محطم لا يفهم في نفوس المرضى ...

مرت الفصول الدراسية الثلاث وحانت ساعة الصفر وبدأ العد التنازلي للاختبارات النهائية وجاءت ساعت الحسم التي تعلقت الآمال بها وانتظرها ابويا قبل انتظاري لها والحمد لله مرت أيام المراجعة في البيت على ما يرام كنت أتناول القهوة التي تعدها أمي لأستطيع السهر وتحمل ساعات المذاكرة الطويلة
وبعد تناولها أخلد إلى نوم عميق ورغم ذلك تكللت جهودي بالنجاح وكان يوم إعلان النتائج يوما تاريخيا
فقد كنت أرقب النتيجة و إحساسي يتأرجح بين الخوف والأمل...وكانت أمي متفائلة إلى أبعد الحدود قامت منذ الصباح الباكر تنظف وتحضر الاواني وحاجيات المناسبة

كان أسعد خبر سمعته في حياتي وانا ارى سيارة الاسعاف امام المدارس الثانوية تنقل المصابين بالإغماء من الفرح او العكس ...اناس يولولون من الغضب واناس يجرون من فرط الفرح وبين هذا وذاك كنت احمد الله على فرحة النجاح التي لا تضاهيها أية فرحة ...نواصل



تابعونا