المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَمَنْطَقْ .,!



عميد اتحادي
08-03-2013, 04:10 AM
فِيْ لَحْظَةٍ تَأْتِيْ رِيَاحُ الشِّمَالِ لـِ تَقْتَلِعَ أَقْنِعَةَ الفِكْرِ
لـِ تُعَرِّيْ أَجْسَادَ الأَدَبِ عَلَىْ أَرْضِ الحَقِيقَةِ
,

بـِ حِنْكَةِ عَقْلٍ شَيْطَانِيٍّ وبـِ جَرَّةِ قَلَمٍـ نَتُوهُ خَلْفَ فُنُونِ حَمَاقَاتِهِمْـ
نَسْتَخْلِصُ العَسَلَ النَّقِيَّ مِنْ زَهْرَاتِ فِكْرِهِمْـ المُغَلَّفِ
نَرْتَكِبُ حَمَاقَةَ الإِنْصِهَارِ ونَنْتَقِيْ خِطَابَاتِ التَّمْجِيدِ
وكـَ أَنَّنَا نَصْنَعُ مَعَهُمْـ التَّارِيخَ خَلْفَ سَرَابِ العَنْكَبُوتِيَّةِ
لـِ نُمَارِسَ لُعْبَةً لاَ نُتْقِنُهَا سِوَىْ فِيْ عَالَمِـ الرَّقَمِيَّةِ
وهُمْـ فِيْ نِفَاقٍ مُبِينٍ يَطْمَحُونَ لـِ المِثَالِيَّاتِ الصَّارِخَةِ
,

دَوْمًا نَنْظُرُ لِـ نِصْفِ الكَأْسِ المَمْلُوءِ ونَتَجَاهَلُ النِّصْفَ الفَارِغِ
وكَمَا قَالَهَا أَحَدُ الأُدَبَاءِ ذَاتَ يَوْمٍـ "كُلُّ مَا لاَ يُرَىْ أَصْدَقُ بِـ كَثِيرٍ مِنْ مَا يُرَىْ"
الشَّفَافِيَّةُ هِيَ الَّتِيْ تَقْبَعُ خَلْفَ المَكْنُونِ ومَا بُعْثِرَ فَقَطْ هُرَاءُ أَبْجَدِيَّاتٍ مُنَمَّقَةٍ
أَحْمَقٌ يَا أَنْتَ إِنْ إِعْتَقَدْتَ أَنَّ الحَرْفَ سَـ يَسْتُرُ قَبَاحَتَكَ
أَبْلَهٌ يَا أَنْتَ حِينَ تَرْتَدِيْ حِلَّةَ الفِكْرِ لـِ تَرْوِيْ عَطَشَ المَارَّةِ
غَبِيٌّ بِمَا يَكْفِيْ لِـ تُصَدِّقَ مَا تَدَّعِيْ أَنَّهُ أَدَبٌ
,

قِفْ قَلِيلاً وتَذَكَّرْ أَنَّ صَفْعَةَ الحَقِيقَةِ مُوجِعَةٌ
لاَ أَدَبَ بـِ دُونِ خُلُقٍ ولاَ فِكْرَ بـِ دُونِ مَبَادِئٍ
قَدْ يَجِفُّ مِدَادَ القَلَمِـ ذَاتَ يَوْمٍـ لـِ تَتَعَرَّىْ الأَقْنِعَةْ
فَـ تَتَلاَشَىْ رُوَيْدًا رُوَيْدًا خَلْفَ أَسْوَارِ الزَّمَنِ
سـَ تُسْدَلُ سَتَائِرُ الحَكَايَا لِـ تُحَالَ أَوْرَاقَكَ إِلَىْ مُفْتِيْ الأَدَبْ
وتُحْرَقُ أَشْعَارُكَ فِيْ مِحْرَقَةِ النِّسْيَانِ
كُنْ نَقِيًّا كَـ حَرْفِكَ واِعْتَزِلْ أُمْسِيَاتِ الشَّيَاطِينِ ومَسَارِحِ التَّمْثِيلِ
وعُدْ إِلَىْ رُشْدِكَ عَلَّكَ تَحْظَىْ بِـ مَجَالِسِ الأَنْقِيَاءِ
فـَ خَلْفَ النُّصُحِ كُهُوفٌ وأَخَادِيدْ حَاوِلْ الوُصُولَ لَهَا قَبْلَ أَنْ تَصِلَ هِيَ إِلَيْكَ
لاَ تَكُنْ كـَ الرَّاقِصَةِ الَّتِيْ تَبْحَثُ عَنْ جُمْهُورٍ يَتَلَذَّذُ بِـ مَفَاتِنِهَا
عَلَىْ الأَقَلْ هِيَ تَفْعَلُ مَاهِيَ عَلَيْهِ بِـ شَفَافِيَّةٍ !
,

يَا قَارِئِيْ الأَمْرُ يَحْتَاجُ وَقْفَةً مَعَ النَّفْسِ
كُنْ سَفِيرَ حَرْفِكَ أَمَامَـ نَفْسِكَ
ولاَ تَقِفْ أَمَامَـ المَرَايَا المَكْسُورَةِ
أُنْقُدْ نَفْسَكَ قَبْلَ نَقْدِ المُجْتَمَعِ
تَمَنْطَقْ ولاَ تُزَيِّفْ هَوِيَّتَك