المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما الحياة الدنيا إلا متااااااااااااع



الـوافـي
04-07-2006, 08:42 AM
فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) آل عمران: 185

وقال الشاعر :

كل ابن أنثى و إن طالت سلامته *** يوما على آله حدباء محمول



إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا في هذه الدنيا، قال تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) البقرة، 281 يوم طالما نسيناه، يوم هو آخر الأيام، يوم تغص فيه الحناجر، فلا يوم بعده ولا يوم مثله، إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير، وكل جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود.

ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور، كل بحسب عمله، تلك اللحظة التي يلقي فيها الإنسان آخر النظرات على الأبناء والبنات والإخوان، يلقي فيها آخر النظرات على هذه الدنيا، وتبدو على وجهه معالم السكرات، وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات.

إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله تعالى، فهو يناديه: رباه، رباه: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) المؤمنون: 99،100

إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي، فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم ؟!!

إن الغربة الحقيقة إنما هي غربة اللحد والكفن، فهل تذكرت انظراحك على الفراش، وإذا بأيدي الأهل تقلبك، فأشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق، ثم أسلمت الروح إلى بارئها، والتفت الساق بالساق، ثم قدموك بعد ذلك ليصلي عليك، ثم أنزلوك في القبر وحيدا فريدا، لا أم تقيم معك، ولا أب يرافقك، ولا أخ يؤنسك.

وهناك يحس المرء بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة، وفي لحظة واحدة ينتقل العبد من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم إن كان ممن تاب وأمن وعمل صالحا، أو ينتقل إلى دار الجحيم والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى جل وعلا.

لقد طويت صفحات الغرور، وبدا للعبد هول البعث والنشور، مضت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات .. فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما على الحسنات أو على السيئات، ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر ، فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت وانقضت أيامها سريعا، وها هو الآن يستقبل معالم الجد أمام عينيه، ويسلم روحه لباريها، وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة. في لحظة واحدة أصبح كأنه لم يك شيئا مذكورا … فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة، فإما عيشة سعيدة، أو عيشة نكيدة والعياذ بالله.

ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها، وتفاوت عمارها، فقبر يتقلب في النعيم والرضوان المقيم، وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم، فهو ينادي ولكن لا مجيب، وهو يستعطف ولكن لا مستجيب.

ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الموعد واليوم المشهود، اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، وصاح الصائح بصيحته فخرج الموتى من تلك الأجداث وتلك القبور إلى ربهم حفاة عراة غرلا، فلا أنساب، ولا أحساب، ولا جاه ولا مال، (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) المؤمنون: 101-104

إنه اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، إنه اليوم الذي تتبدد عنده الأوهام والأحلام، إنه اليوم الذي تنشر فيه الدواوين وتنصب فيه الموزاين، إنه اليوم الذي يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، واليوم الذي يود المجرد لو يفتدي فيه من العذاب ببنيه وصحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه.

فيا أخي الحبيب :

يا من تعصي الله تصور نفسك وأنت واقف بين الخلائق ثم نودي باسمك: أين فلان ابن فلان؟ هلم إلى العرض على الله، فقمت ترتعد فرائصك، وتضطرب قدمك وجميع جوارحك من شدة الخوف، قد تغير لونك، وتحل بك من الهم والغم والقلق ما الله به عليم.

وتصور وقوفك بين يدي بديع السموات والأرض، وقلبك مملوء من الرعب، وطرفك خائف، وأنت خاشع ذليل. قد أمسكت صحيفة عملك بيدك، فيها الدقيق والجليل، فقرأتها بلسان كليل، وقلب منكسر، وداخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك محسنا وعليك ساتراً . فبالله عليك، بأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فلعلك وعظيم جرمك؟ وبأي قدم تقف عدا بين يديه؟ وبأي طرف تنظر إليه؟ وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم الجليل، ومسائلته وتوبيخه؟

وكيف بك إذا ذكرّك مخالفتك له، وركوبك معاصيه، وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك، وقلة اكتراثك في الدنيا بطاعته؟!

ماذا تقول إذا قال لك: يا عبدي، ما أجللتني، أما استحييت مني؟! استخففت بنظري إليك؟! ألم أحسن إليك؟! ألم أنعم عليك؟! ما غرك بي؟

أخي الحبيب :

تذكر أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم وقد ابيضت وجوههم بآثار الحسنات، خرجوا بذلك الأثر العظيم من الله الكريم، وما عظم المقام عليهم، تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون … تذكر عندما يقول الرب تبارك وتعالى بحقهم : يا ملائكتي، خذوا بعبادي إلى جنات النعيم، خذوهم إلى الرضوان العظيم، فأصبحوا بحمد الله في عيشة راضية، وفتحت لهم الجنان، وطاف حولهم الحور والولدان، وذهب عنهم النكد والنصب، وزال العناء والتعب.

وتذكر في المقابل تلك النفس الظالمة المعرضة عن منهج الله تعالى العاصية له، عندما يقول الله تبارك وتعالى بحقها: يا ملائكتي، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني، فوقفت تلك النفس الآثمة الظالمة على نار تلظى وجحيم تغيظ وتزفر، وقد تمنت تلك النفس أن لو رجعت إلى الدنيا لتتوب إلى الله وتعمل صالحاً، لكن هيهات هيهات أن ترجع، فكبكبت على رأسها وجبينها، وهوت في تلك المهاوي المظلمة، وتقلبت بين الدركات والجحيم، والحسرات والزفرات… فلا إله إلا الله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك بين من كان ف النعيم ومن كان في الجحيم . وصدق الله تعالى إذ يقول: (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) الأنفطار: 13،14

فيا أخي الحبيب :

يا من تقرأ هذه الرسالة : قف قليلا وحاسب نفسك كثيراً :

فإن كنت ممن يسارع في الطاعات والقربات ويتجنب المعاصي والمخالفات فاحمد الله على ذلك، واسأله الثبات حتى الممات، وهنيئا والله لك ما أنت مقدم عليه بإذن الله.

وإن كنت غير ذلك فتب إلى الله وارجع إلى الهدى، ولا داعي للعناد والإصرار على المعاصي التي ستعرضك لعذاب الله ، فإنك والله لأعجز من أن تطيق شيئا من هذا العذاب، إن الجبال الشم الراسيات لو سيرت بالنار لذابت من شدة حرها! فأين أنت أيها الإنسان الضعيف من تلك الجبال؟ إنك تصبر على الجوع والعطش، وتصبر على الضر وعلى التكاليف، لكن والله الذي لا إله إلا هو لا صبر لك على النار … ألا فأنقذ نفسك من النار ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تندم ولات ساعة مندم، واعلم أن الصبر عن محارم الله في هذه الدنيا أيسر والله بكثير من الصبر على عذابه يوم القيامة.

ثم اعلم أخي أن طريق الاستقامة والالتزام ليس فيه تعقيد وكبت حرية كما يظنه البعض، بل إن طريق الاستقامة والالتزام كله سعادة، كله لذة، كله راحة، كله طمأنينة، وماذا يريد الإنسان في هذه الحياة غير ذلك؟! أما حياة المعصية والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا، ثم عذاب وهوان في الآخرة.

فجرب يا أخي هذا الطريق من الآن ولا تتردد، فإني والله لك من الناصحين، وعليك من المشفقين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نور الإيمان
04-07-2006, 11:15 AM
اخـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــىالوافى
جزاك الله خيرا على اموضوع الهادف والمتكامل
سلمت اناملك الذهبيه
كلامات منتقاه
من له عقل يفكربه فليتعظ بما كتبته لنا
ماسطرته لنا جعله الله من موازين حسناتك
موضوع رائع والاروع اننى حفظته لدى بالمفضله للرجوع عليه
اخى الوافى
لدى اضافه بسيطه مع انك وفيت وكفيت بعض أسباب الثبات:

1- الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى: فليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله، وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها، وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه:{وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا[74]}[سورة الإسراء]. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله: [لَا وَمُصَرِّفِ الْقُلُوبِ]رواه النسائي وابن ماجة بسند جيد. مما يؤكد أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره.



2- الإيمان بالله تعالى: قال عز وجل:{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ...[27]}[سورة إبراهيم] والإيمان الذي وُعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل. فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن، والمنشط والمكره، هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات، قال الله تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا...[66]}[سورة النساء]. فالمثابر على الطاعة، المبتغى وجه الله بها؛ موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.



3- ترك المعاصي والذنوب: صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها: فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ] رواه البخاري ومسلم.

وأما الصغائر: فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ]رواه أحمد.



خـل الذنـوب صغيرهـا وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقـرن صـغـيرة إن الجبال مـن الحصى

4- الإقبال على كتاب الله: تلاوةً، وتعلمًا، وعملًا، وتدبرًا: فإن الله سبحانه أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد؛ تثبيتاً للمؤمنين، وهداية لهم وبشرى، قال الله تعالى:{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[102]}[سورة النحل]. فكتاب الله هو الحبل المتين، والصراط المستقيم، والضياء المبين، لمن تمسك به وعمل.



5- عدم الأمن من مكر الله: فإن الله سبحانه قد حذر عباده مكره، فقال عزوجل:{ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[99]}[سورة الأعراف]. وقد قطع خوف مكر الله تعالى ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان وقال الله تعالى:{ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ[39]سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ[40]}[سورة القلم].



أما المحسنون من السلف والخلف، فعلى جلالة أقدارهم، وعمق إيمانهم، ورسوخ علمهم، وحسن أعمالهم؛ فقد سلكوا درب المخاوف، يخافون سلب الإيمان، وانسلاخ القلب من تحكيم الوحي والقرآن، حتى صاح حاديهم يقول:



والله ما أخشى الذنـوب فإنها لعلى سبيل العفو والغفران

لكنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن

فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس فإنه مادام نَفَسُك يتردد، فإنك على خطر، قال ابن القيم رحمه الله:'إن العبد إذا علم أن الله سبحانه وتعالى مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأنه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويرفع من يشاء، ويخفض من يشاء، فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله:{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ[8]}[سورة آل عمران]. فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم'.



6- سؤال الله التثبيت: فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال تعالى:{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ[27]}[سورة إبراهيم]. فألحوا على الله بالسؤال: أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة، والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد، ولك فيمن تقدمك من المؤمنين أسوة حسنة، فإن من دعائهم: :{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ[8]}[سورة آل عمران]. وما ذكره الله عنهم:{...رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[250]}[سورة البقرة]. وقد كان أكثر دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ]رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد.



7- نصر دين الله الواحد الديان، ونصر أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين: قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[7]}[سورة محمد]. ونصر دين الله وأوليائه يكون بطرائق عديدة، لا يحدها حد:

1- فالدعوة إلى الله بجميع صورها.. نصر لدين الله .

2- وطلب العلم.. نصر لدين الله .

3- والعمل بالعلم.. نصر لدين الله.

4- وجهاد الكفار، والمنافقين، والعصاة.. نصر لدين الله.

5- والرد على خصوم الإسلام، وكشف مخططاتهم.. نصر لدين الله.

6- والبذل في سبيل الله، والإنفاق في وجوه البر.. نصر لدين الله.

7- والذب عن أهل العلم والدعوة، وأهل الخير والصحوة.. نصر لدين الله.

وطرائق نصر دين الله وأوليائه كثيرة، ولا تحقرن من هذه الأعمال شيئاً، فقاعدة الطريق: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ] رواه البخاري ومسلم. قال ابن القيم رحمه الله:



هـذا ونصـر الـدين فـرض لازم لا للكفاية بل على الأعيان

بيد وإما باللسان فإن عـ ـجزت فبالتوجه والدعا بجنان.

8- الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى: من العلماء والدعاة: الذين هم أوتاد الأرض، ومفاتيح الخير، ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات، وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك، فتوردك المهالك، قال ابن القيم رحمه الله -حاكياً عن نفسه وأصحابه-:'وكنّا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض؛ أتيناه – أي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله عنّا، وينقلب انشراحًا، وقوةً ويقينًا وطمأنينةً'.



9- الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي: فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله نبيه بالصبر، فقال:{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...[28]}[سورة الكهف]. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:[مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ]رواه البخاري ومسلم.



فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

10- كثرة ذكر الله تعالى: كيف لا وقد قال:{...أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[28]}[سورة الرعد]. وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ]رواه البخاري. وقد أمر الله عباده بذكره كثيرا فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا[41]وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[42]هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا[43]}[سورة الأحزاب]. فذكر الله كثيرًا، وتسبيحه كثيرًا سبب لصلاته سبحانه وصلاة ملائكته التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور.. فيا حسرة الغافلين عن ربهم، ماذا حرموا من خيره، وفضله، وإحسانه؟!



11- ترك الظلم: فقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جل ذكره: :{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ[27]}[سورة إبراهيم]. فاتقوا ظلم أنفسكم بالمعاصي والذنوب، واتقوا ظلم أهليكم بالتفريط في حقوقهم، والتضييع لهم، واتقوا ظلم من استرعاكم الله إياهم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.



هذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك.

من خطبة:' وسائل الثبات وأسبابه ' للشيخ /خالد المصلح

سطّام
04-07-2006, 01:47 PM
جزاك الله خير

وبارك الله فيك

الـوافـي
04-07-2006, 01:52 PM
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°أخيتي ختمه
هذه الاظافه عبارة عن مقال
ازادك الله من فضله
وكما قلت إذا ظهر القمر غابت النجوم
فأنتى قمر المنتدى

لك فاااااااااااائق أحترامي وتقديري
أخوكم
أبو مهاوي°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

الـوافـي
04-07-2006, 01:53 PM
جزاك الله خير

وبارك الله فيك

شرفني مروركم الكريم

الوافي

طيف
04-07-2006, 10:04 PM
جزاك الله كل الخير

الـوافـي
05-07-2006, 07:13 AM
جزاك الله كل الخير

شرفني مروركم الكريم

الوافي

ارين
05-07-2006, 07:53 AM
نعم مالحيـــاه الدنيا الا متــــاع ..!!

رائع ماذكرتك اخي ..!!

ولكننا دائما نقرأ ..ونعرف جيدا ماهو المصير ..!!

وماهو كائن ..!!

وماذا سنواجه ..!!

ولكننا نعانى من الداء العضال ..!!!

نعاضي من غفلتنا ..!

فقط بمجرد تخيلتنا اننا سنموت ربما سنحاسب انفسنا اكثر ..!!

ولكننا نلهو في دنيانيا وكأننا مخلدون ..!!


ماأجلمنا حينما نتذكر قولنا رسولنا ..!!
((اكثروا من ذكر هادم اللذات ))

حتما سنستشعر بان حياتنا زائله لامحاله ..!

وانها لاتساوي عن الله جناح بعوضه ..!!


اخي الفاضل ..!!

جميل منكم تذكرينا بما لهونا وغفلنا عنه ..!
فكم قلوبنا تحتاج لمثلك ذلك ...

اكرر شكري لكم ..

اختكم ..
ارين

الـوافـي
05-07-2006, 08:11 AM
نعم مالحيـــاه الدنيا الا متــــاع ..!!

رائع ماذكرتك اخي ..!!

ولكننا دائما نقرأ ..ونعرف جيدا ماهو المصير ..!!

وماهو كائن ..!!

وماذا سنواجه ..!!

ولكننا نعانى من الداء العضال ..!!!

نعاضي من غفلتنا ..!

فقط بمجرد تخيلتنا اننا سنموت ربما سنحاسب انفسنا اكثر ..!!

ولكننا نلهو في دنيانيا وكأننا مخلدون ..!!


ماأجلمنا حينما نتذكر قولنا رسولنا ..!!
((اكثروا من ذكر هادم اللذات ))

حتما سنستشعر بان حياتنا زائله لامحاله ..!

وانها لاتساوي عن الله جناح بعوضه ..!!


اخي الفاضل ..!!

جميل منكم تذكرينا بما لهونا وغفلنا عنه ..!
فكم قلوبنا تحتاج لمثلك ذلك ...

اكرر شكري لكم ..

اختكم ..
ارين

أختي الغاااااااااااااااااااااا اااااااااااااليه

أرين
كم أتحرج عندما أرد على قلمك النير الذي يسطع بنور الايمان
أنتم من رسم الطريق أمام الكثيييييييييييير الى البر والتقوى
ولكن من لا يعرفكم لا يثمنكم
فأنتم الداعيه والواعظه فجزاكم ربي الفردوس من الجنه
ومهما قلت فلن أوفيكم فأنتم كاشمة تضئ للاخرين وتحرق نفسها
لكم مني فااااااااااااااااااااائق أحترامي وتقديري
أخوكم
أبو مهاوي

القلب الدافئ
18-07-2006, 10:18 AM
أخي الغاااااااااااااااااااااا اااااااااالي
أبو مهاوي
كم يسعدني تصفح مقالاتكم الشيقه
فأنتم بحق تلامسو جراح الامه
أخي جزاك ربي الجنه ورفع الله من قدرك
وألبسك ثوب الطاعه وسددعلى الحق خطاكم

أخوكم
القلب الدافــــــــــــــــــــ ـــئ

خــــالـــــد
18-07-2006, 10:45 AM
الوافـي
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
هذا المتاع قليل أيضاً ..

أشكرك يالغالي على ما طرحت لنا من فوائد عظيمة

وجزاك الله الفردوس الأعلى

مميز في طرحك , وأتمنى أن أقرأ لك الجديد المفيد

تقبل مني وافر التحية والتقدير
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192

الـوافـي
18-07-2006, 11:30 AM
أخي الغاااااااااااااااااااااا اااااااااالي
أبو مهاوي
كم يسعدني تصفح مقالاتكم الشيقه
فأنتم بحق تلامسو جراح الامه
أخي جزاك ربي الجنه ورفع الله من قدرك
وألبسك ثوب الطاعه وسددعلى الحق خطاكم

أخوكم
القلب الدافــــــــــــــــــــ ـــئ

أخي الغااااااااااااالي
جزيت خيرا على المرور
أخوكم
أبو مهاوي

الـوافـي
18-07-2006, 11:32 AM
الوافـي
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
هذا المتاع قليل أيضاً ..

أشكرك يالغالي على ما طرحت لنا من فوائد عظيمة

وجزاك الله الفردوس الأعلى

مميز في طرحك , وأتمنى أن أقرأ لك الجديد المفيد

تقبل مني وافر التحية والتقدير
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192


أخي الغاااااااااااااااااااااا االي
خـــــــــــــــــالــد
كم يسعدني مروركم ويعطر مقالي
أنتم بحق اسطورت هذا المنتدى ونبراسه
لك مني فاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااائق حبي وأحترامي
أخوكم أبو مهاوي

**ســــــــلام**
19-07-2006, 12:01 PM
جزاك الله كل خير


ووفقك لكل خير


وأعانك على فعل كل خير



أختك سلام

الـوافـي
19-07-2006, 12:10 PM
جزاك الله كل خير

ووفقك لكل خير
وأعانك على فعل كل خير

أختك سلام
http://images.abunawaf.com/2006/07/image_13631.gif
هلا ومسهلا
أخيتي
ســـــــــــــلام
تعطر مقاااااااالي بمروركم الكريم
أخوكم
أبو مهاوي
http://images.abunawaf.com/2006/07/image_13631.gif