المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يصح هذا الدعاء عن جعفر الصادق؟



أهــل الحـديث
04-03-2013, 11:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخرج الزبير بن بكار [ت256هـ] في (الأخبار الموفقيات:ص52) قال: حدثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح، قال: سمعت الفضل بن الربيع يحدث عن أبيه الربيع، قال: "قدم المنصور المدينة، فأتاه قومٌ، فوشوا بجعفر بن محمد وقالوا: إنه لا يرى الصلاة خلفك، وينتقصك، ولا يرى التسليم عليك.
فقال لهم: وكيف أقف على صدق ما تقولون؟ قالوا: تمضي ثلاث ليال فلا يصير إليك مسلِّماً. قال: إن في ذلك لدليلاً. فلما كان في اليوم الرابع، قال: يا ربيع ايتني بجعفر بن محمد، فقتلني الله إن لم أقتله،
قال الربيع: فأخذني ما قدم وما حدث، فدافعت بإحضاره يومي ذلك، فلما كان من غد، قال: يا ربيع أمرتك بإحضار جعفر بن محمد فوريت عن ذلك، آتني به، فقتلني الله إن لم أقتله، وقتلني الله إن لم أبدأ بك إن أنت لم تأتني به، قال الربيع: فمضيت إلى أبي عبدالله، فوافيته يصلي إلى جنب أسطوانة التوبة.
فقلت: يا أبا عبد الله، أجب أمير المؤمنين للتي لا شوى لها، فأوجز في صلاته وتشهد وسلم. وأخذ نعله ومضى معي، وجعل يهمس بشيء أفهم بعضه، وبعضاً لم أفهم، فلما أدخلته على أبي جعفر سلم عليه بالخلافة، فلم يرد عليه السلام، وقال: يا مرائي، يا مارق، مَنَّتكَ نفسُك مكاني فوريت علي، ولم تر الصلاة خلفي، والتسليم علي؟ فلما فرغ من كلامه، رفع جعفر رأسه إليه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن داود النبي r، أُعطِيَ فشكر، وإن أيوب r ابتُلِيَ فصبر، وإن يوسف ظُلِمَ فغفر، وهؤلاء صلوات الله عليهم أنبياؤه، وصفوته من خلقه، وأمير المؤمنين من أهل بيت النبوة، وإليهم يئول نسبه، وأحق من أخذ بآداب الأنبياء، من جعل الله له مثل حظك يا أمير المؤمنين؟ يقول الله جل ثناؤه: )يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين( [الحجرات:6]، فتثبَّت يا أمير المؤمنين يصح لك اليقين. قال: فسري عن أبي جعفر، وزال الغضب عنه. وقال: أنا أشهد أبا عبدالله أنك صادق وأخذ بيده فرفعه، وقال: أنت أخي وابن عمي، وأجلسه معه على السرير، وقال: سلني حاجتك، صغيرها وكبيرها. قال: يا أمير المؤمنين، قد أذهلني ما كان من لقائك وكلامك عن حاجاتي، ولكني أفكر وأجمع حوائجي إن شاء الله. قال الربيع: فلما خرج قلت له: يا أبا عبد الله، سمعتك همست بكلام أحب أن أعرفه، قال: نعم إن جدي علي بن الحسين عليهم السلام أجمعين، يقول: من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرساً، فليقل: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر بقدرتك علي، فلا أهلكن وأنت رجائي، فكم من نعمة قد أنعمت عليَّ قلَّ عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قلَّ لك عندها صبري. فيا من قلَّ عند نعمته شكري، فلم يحرمني، ويا من قلَّ عند نقمته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، ويا ذا النعماء التي لا تُحصى، ويا ذا الأيادي التي لا تنقضي، بك أستدفع مكروه ما أنا فيه، وأعوذ بك من شرِّه يا أرحم الراحمين. قال الربيع: فكتبت بالدعاء، ولم يلتق مع أمير المؤمنين المنصور ولا سأله حاجة حتى فارق الدنيا. اهـ.
وأخرج ابن أبي الدنيا [ت281هـ] في (الفرج بعد الشدة:ج1ص69ر70) قال: حدثني عيسى بن أبي حرب الصفار، والمغيرة بن محمد، قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثني الحسن بن الفضل بن الربيع، قال: حدثني عبد الله بن الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، قال: حدثني أبي قال: حج أبو جعفر سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة، فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به تعباً، قتلني الله إن لم أقتله، فأمسكت عنه رجاء أن ينساه، فأغلظ لي في الثانية، فقلت: جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين، قال: ائذن له، فأذنت له، فدخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: لا سلم الله عليك يا عدو الله، تلحد في سلطاني، وتبغيني الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك، قال جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أُعطِي فشكر، وإن أيوب ابتُلِي فصبر، وإن يوسف ظُلِم فغفر، وأنت أسمح من ذلك. فنكس طويلا ثم رفع رأسه، فقال: إلي وعندي يا أبا عبد الله، البريء الساحة، والسليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم، ثم تناول بيده فأجلسه معه على مفرشه، ثم قال: يا غلام، علي بالمنفحة والمنفحة: مدهن كبير فيه غالية فأتي به، فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة، ثم قال له: في حفظ الله وكلاءته، يا ربيع الحق أبا عبد الله جائزته وكسوته، فانصرف، فلحقته، فقلت: إني قد رأيت قبل ذلك ما لم تر، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت، رأيتك تحرك شفتيك، فما الذي قلت؟ قال: نعم، إنك رجل منا أهل البيت، ولك محبة وود، قلت: "اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك علي، ولا أهلك وأنت رجائي، ربِّ كم من نعمة أنعمت بها عليَّ قلَّ لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قلَّ لك عندها صبرى، فيا من قلَّ عند نعمه شكري فلم يحرمني، ويا من قلَّ عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وبك أدرأ في نحره، وأعوذ بك من شره، اللهم أعني على ديني بدنياي، وعلى آخرتي بتقواي، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي مالا يضرك، وأعطني مالا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجا قريباً، وصبراً جميلاً، ورزقاً واسعاً، والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية. اهـ.

هل يصح هذا الإسناد؟