المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الله سبحانه في مكان ؟



أهــل الحـديث
04-03-2013, 09:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


فهذا ما يصول بعض الأشاعرة وأتباعهم على أهل السنة ، وهم ينطلقون في نفي المكان عن الله ليس لأن النصوص الشرعية صرحت بذلك ولا أن قواعد الشريعة تمنع من ذلك بل للأسف لأن أرسطوا هو الذي منع من ذلك بجعله " الأين " من أعراض الجوهر المخلوق !!!
فهو أول من قال بالمقولات العشر وهي : (الجوهر، الكمّ، الكيف، الوضع، الأين،المتى، النّسبة، أن يفعل، أن ينفعل، الملكيّة) وجعل الأين منها وجعله من الأعراض ،والقوم سلموا له عقولهم وأسلموا له دينهم برغم النصوص المصرحة بالأين وهو سؤال النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه عن " الأين " لله فقال للجارية كما في الصحيح : " يا جارية أين الله ؟ فقالت : في السماء " فهل هناك في الدني اصرح من هذا مناقضة للنصوص ؟!! ،ومع ذلك فهم في مقابل هذه النصوص الصريحة يتهارجون ويتغافلون ويحرفون ويدورون وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
ومهما قلنا لهم بأن الله سبحانه ليس في مكان بل هو سبحانه فوق العرش حيث لا مكان هناك ،ليس موجود إلا هو جل وعلا ، قالوا بل أنتم تقولون إنه في مكان حيث أن كونه فوق العرش يعني أنه في مكان !!!
ولنبين تدليس هؤلاء ومنافرتهم لأدلة الكتاب والسنة أقول :

- المكان يطلق ويراد به معنييان :
الأول : هو الموضع أو هو ما يحوي الشيء ويحيط به بحيث يكون الشيء داخله وفيه ..
قال الراغب الأصفهاني[المكان عند أهل اللغة الموضع الحاوي للشىء]
وهذا المعنى باطل في حق الله ،ومن يقصد هذا المعنى بنفي المكان عن الله فهو مصيب وقوله حق ، ومن يثبت هذا المعنى ممن يقول بأن الله في مكان فهو مبطل وقوله مردود عليه كائناً من كان ولا كرامه ...

- المعنى الثاني للمكان : وهو معنى اعتباري منتزع من كونه سبحانه فوق خلقه فهو بالنسبة لخلقه في جهة فوق ...
فمن أطلق القول بأن الله في مكان وقصد هذا المعنى فه محق وقوله صحيح وموافق لما تواتر من الأدلة ، وهذا المعنى هو ما قصده بعض الأئمة ممن أثبت المكان لله سبحانه وتعالى ، فهو جل وعلا فوق عرشه ،والعرش سقف مخلوقاته ،وليس ثمة مكان فوق العرش ، فهو وحده سبحانه وحده فوق جميع خلقه ..

- ثم إن المكان نفسه كحقيقة ليس موجوداً بصورة مستقلة ! فالمخلوق بحسب تفسير هؤلاء المتكلمين إما جسم أو عرض ،فالمكان إن وجد في الخارج فلا شك أنه جسم يحوي جسماً غيره فيكون مكاناً له ،فإذا كان الرب سبحانه خارج هذا العالم وفوقه فهو ليس في مكان على هذا المعنى .
والله أعلم