تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تراجع الشيخ مشهور سلمان عن تصحيحه لقصة المحدِّث الذي تحوّل رأسه لرأس حمار، ونقده لها



أهــل الحـديث
04-03-2013, 07:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




تراجع الشيخ مشهور سلمان عن تصحيحه لقصة المحدِّث الذي تحوّل رأسه لرأس حمار، ونقده لها


نقل الشيخ مشهور في كتابه " القول المبين " عن صاحب " فتح الملهم " ( 2/ 64 ) قال:
قال ابن حجر عن بعض المحدّثين : أنه رحل إلى دمشق لأخذ الحديث عن شيخٍ مشهورٍ بها ، فقرأ عليه جملة ، لكنه كان يجعل بينه و بينه حجاباً ، ولم ير وجهه ، فلما طالت ملازمتُه له ، ورأى حرصه على الحديث ، كشف له الستر ، فرأى وجهه : وجه حمار ، فقال له : احذر يا بُنيَّ أن تسبق
الإمام ، فإني لما مرّ بي في الحديث استبعدتُ وقوعه ، فسبقتُ الإمام ، فصار وجهي كما ترى. اهـ.

قال الشيخ مشهور سلمان حفظه الله في " قصص لا تثبت " ( 8 / 264 ): انطلى عليَّ أمر هذه القصة في كتابي " القول المبين في أخطاء المصلين " ( ص 261 )، وانتشرت بسبب ذكري لها فيه، ولم أتبيّن حينئذٍ مصدرها، وكنتُ أظنُّ أن ابن حجر هو العسقلاني، حتى يسّر الله لي نسخة خطّية محفوظة في مكتبة تشستربتي بإيرلندة لابن حجر الهيتمي بعنوان " الإجازة في علم الحديث " وفيها ( ق 3 / أ- ب ) ... ( قال أبو معاوية البيروتي: هنا نقل الشيخ كلام ابن حجر الهيتمي عن القصة وتأييده لها بطوله ).

ثم نقل مشهور سلمان الكلام التالي من " جؤنة العطار " ( 7 / 74 ):
... وأما الحكاية فما أراها إلا خرافة من وضع القصّاص، فالمسخ وإنْ صحَّت الأحاديث بأنه سيقع في هذه الأمة ونطق به هذا الحديث، إلا أنه ورد أنّ الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاث، وفي هذه الحكاية أنه عاش يسمع الحديث، ثم غريب جدَّا أن يبتلي الله عالماً به، ثم يبقى فيه بقية للقراءة والعلم وإسماعه مع ما هو فيه، وغريب جدًّا أن يتردّد إليه أصحاب الحديث للسَّماع منه خلف حجاب، ولا يتعرّفون خبره حتى يعلموا أثقة هو فيروون عنه أم غير ثقة، وكذلك كونه يتَّخذ حجاباً بينه وبين الناس ستراً على نفسه، ثم يفضح نفسه لهذا الطالب من دون سؤال منه، ثم مَن هو هذا العالم المحدِّث ؟! ومَن هو هذا الطالب الذي حكى عنه هذه الأعجوبة؟! والآية العظيمة من آيات النبوة؟! فإنّ من القواعد المقرَّرة أيضاً عقلاً ونقلاً أنّ ما كان مخالفاً للعادة؛ فإنَّ العادة تدعو أنْ يُنقَل متواتراً بين الناس، والعلم عند الله تعالى.