المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجم مجموعة من الرواة 7



أهــل الحـديث
03-03-2013, 10:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تراجم مجموعة من الرواة 7

بسم الله الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فهذه تراجم لمجموعة من الرواة عسى الله أن ينفعني وإياكم بها.



رواه مسند أبي يعلى * الموصلي *

أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي عن أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي عن أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري عن الإمام أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي



أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي *


( راوية مسند أبي يعلى الموصلي والسنن الكبرى للبيهقي وغيرهما من الكتب)

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة : زاهر بن طاهر بن محمد ، أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن بن أبي بكر الشحامي. ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة ، ورحل في طلب الحديث وعمر ، وكان مكثراً متيقظاً صحيح السماع ، وكان يستملي على شيوخ نيسابور ، وسمع منه الكثير بأصبهان والري وهمذان والحجاز وبغداد وغيرها ، وأجاز لي جميع مسموعاته ، وأملى في جامع نيسابور قريباً من ألف مجلس ، وكان صبوراً على القراءة عليه ، وكان يكرم الغرباء الواردين عليه ويمرضهم ويداويهم ويعيرهم الكتب، وحكى أبو سعد السمعاني أنه كان يخل بالصلاة قال : وسئل عن هذا ، فقال : لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات. ومن الجائز أن يكون به مرض ، والمريض يجوز له الجمع بين الصلوات ، فمن قلة فقه القادح رأى هذا الأمر المحتمل قدحاً. توفي زاهر في ربيع الآخر من هذه السنة بنيسابور ، ودفن في مقبرة يحيى بن يحيى.}
قال ابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (1/43): { اخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن احمد بن يوسف الشحامي المعدل بنيسابور أنبأ الاستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري ........ }
قال ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (1/31): { وأخبرنا الشيخ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد المعدل الشحامي بنيسابور قال قرىء على أبي عثمان سعيد بن محمد بن حمدان الحيري وأنا حاضر قيل له أخبركم أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري قالا ......... }
قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" (1) : { أبو القاسم الشحامي : زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي ، أبو القاسم المستملي ، ثقة الدين شيخ مشهور ، ثقة معتمد ، من بيت العلم والزهد والورع والحديث والبراعة في علم الشروط والأحكام ، وأبوه أبو عبد الرحمن بارع وقته.
سمع زاهر الكثير من مشايخ الطبقة الثانية ، كأبي سعد الكنجروزي ، والبحيرية ، والبيهقي ، وأكثر عنه من تصانيفه ، وحصل النسخ ، وجمع أبوابا من مسانيد المشايخ ، وأملى قريبا من عشرين سنة في الحظيرة المنسوبة إليهم ، وقرئ عليه الكثير من التصانيف والمتفرقات. روى عنه أبو الحسن الحافظ (2) والخلق. }
____________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : "المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور" هو مختصر كتاب "السياق لتاريخ نيسابور" تأليف عبد الغافر الفارسي الذي وضع كتابه هذا ذيلا على كتاب "تاريخ نيسابور" للحاكم. أي أن ما يذكره الصريفيني هو مختصر لكلام أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر * الفارسي * النيسابوري الحافظ البارع المتقن اللغوي (451 - 529 هـ ). والله تعالى أعلى وأعلم.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن الحافظ هو عبد الغافر بن إسماعيل.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { ذِكر المتوَفّين في عَشر الخمسين وخمسمائة :سُكينة بنت الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد أم سلمة النيسابورية ، امرأة عبد الخالق بن زاهر الشحّامي (1).
امرأة ، صالحة ، خيّرة. سمعت من : جدها إسماعيل ، وأبي بكر بن خلف الشيرازي ، وأبي نصر بن رامش. ومولدها سنة سبع وسبعين وأربعمائة. روى عنها : عبد الرحيم السمعاني. }
__________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : عبد الخالق هو ابن زاهر بن طاهر الشحامي وقد تزوج من بنت عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أي أن عبد الغافر (451 - 529 هـ) ليس من أقران زاهر (446 - 533 هـ) فحسب بل قام بتزويج بنته من ابن زاهر ، مما يعني أنه يعرفه معرفة جيدة فهو من أقرانه وبلدياته وبينهم نسب ، اضف إلى ذلك أنه روى عنه ، فتوثيقه لزاهر يعتد به ويقدم على قول من تكلم في زاهر من الغرباء ، ولو كان عبد الغافر وجد شيئا يقدح في رواية زاهر لنبه على ذلك ولم يكن ليروي عنه ، أيضا لو كان يعلم إخلاله بالصلاة لكان ذكره ، وربما علمه ولم يذكره لثقته فيما يرويه زاهر ، وربما لم يبتلى زاهر بهذا الأمر إلا على كِبَر.
وعندما ترجم عبد الغافر وجيه أخا زاهر أثنى عليه وعلى عبادته وأخلاقه ولم يوثقه في الحديث مع أنهما سمعا معا من عبد الحميد البحيري ، وهذا يعني أن عبد الغافر ليس من المتساهلين في التوثيق ، وقد وثق زاهر ولم يوثق وجيه الذي تكلم في إخلال أخيه بالصلاة.

قال ابن نقطة في "إكمال الإكمال" : { وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي النيسابوري سمع من أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي وأبي يعلى الصابوني وأبي عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبي القاسم القشيري حدث عنه الحفاظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي وأبو سعد بن السمعاني وأبو العلاء الهمذاني في جماعة من المتأخرين أدركنا من أصحابه جماعة فوق العشرة مولده في ذي الحجة من سنة ست واربعين وتوفي في الرابع عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة بنيسابور. }
قال ابن نقطة في "التقييد" ترجمة رقم 336 : { زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن احمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان أبو القاسم الشحامي.
سمع من أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي أكثر مسند أبي يعلى الموصلي من رواية أبي عمرو بن حمدان عنه ، وحدث عن أبي بكر البيهقي الحافظ بالسنن الكبير من تصنيفه ، وغير ذلك ، وسمع من جماعة منهم أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني وأبو المظفر سعيد بن منصور القشيري وأبو بكر محمد بن منصور بن خلف المغربي وأبو القاسم القشيري ويعقوب بن أحمد الصيرفي ، وقدم بغداد وحدث بها ، وبهمذان وأصبهان وهراة ، وجمع من حديثه الألف السباعيات ، وحديث مالك وسفيان وغير ذلك.
حدث عنه الحفاظ أبو القاسم علي بن عساكر الدمشقي وأبو سعد بن السمعاني وحدثنا عنه جماعة منهم عبد الوهاب بن علي بن سكينة ببغداد وزاهر بن احمد الثقفي وأبو مسلم بن الأخوة ومحمود بن احمد المضري ومحمد بن محمد بن الجنيد ومحمد بن محمد الخوارزمي وأسعد بن سعيد بن روح وعبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخطيب وعلي بن القاسم الرئيس وغيرهم بأصبهان. وسماعاته صحيحة وهو ثقة في الحديث.
قال أبو سعد السمعاني : إنه ولد يوم الاثنين رابع عشر ذي الحجة من سنة ست وأربعين وأربعمائة ، وتوفي ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة بنيسابور ، وذكر أنه كان يخل بالصلوات. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان. أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن النيسابوري ، الشحامي ، الشروطي. المحدث المستملي. ولد في ذي القعدة سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة بنيسابور، واعتنى به أبوه فسمعه الكثير ، وبكر به ، واستجاز له الكبار.
وسمع أيضاً "مسند أبي يعلى" من أبي سعد الكنجروذي ، و "السنن الكبير" للبيهقي ، منه. وسمع "الأنواع والتقاسيم" من علي بن محمد البحاثي ، عن محمد بن أحمد الزوزني ، عن أبي حاتم البستي. وسمع كتاب "شعب الإيمان" و "الزهد الكبير" و "المدخل إلى السنن" وبعض "تاريخ الحاكم" أو أكثره ، من أبي بكر البيهقي.
وسمع : أباه ، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابزني ، وأبا سعد الكنجروذي المذكور ، وأبا عثمان سعيد بن أبي عمرو البجيري ، وسعيد بن لأبي سعيد العيار ، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي ، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري ، وسعيد بن منصور القشيري ، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس ، وأحمد بن منصور المغربي ، وأبا بكر محمد بن الحسن المقريء ، ومحمد بن علي الخشاب ، وأبا الوليد الحسن بن محمد البلخي ، وخلقاً سواهم في مشيخته التي وقعت لنا بالإجازة العالية.
وأجاز له : أبو حفص بن مسرور الزاهد ، وأبو محمد الجوهري ، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي. وحدث بنيسابور ، وبغداد ، وهراة ، وهمذان ، وإصبهان ، والري ، والحجاز. واستملى بعد أبيه على شيوخ نيسابور كأبي بكر بن خلف الشيرازي فمن بعده. وكان شيخاً متيقظاً ، له فهمٌ ومعرفة ، فإنه خرج لنفسه "عوالي مالك" و "عوالي سفيان بن عيينة" ، والألف حديث "السباعيات" . وجمع عوالي وقع له من حديث ابن خزيمة في نيفٍ وثلاثين جزءاً ، وعوالي وقع له من حديث السراج ، نحواً من ذلك. وعوالي عبد الله بن هاشم ، وعوالي عبد الرحمن بن بشر ، و "تحفة العيدين" ، ومشيخته.
وأملى بنيسابور قريباً من ألف مجلس ، وصار له أنس بالحديث.
وكان ذا نهمة في تسميع حديثه ، رحل في بذله كما يرحل غيره في طلب الحديث ؛ وكان لا يضجر من القراءة.
قال ابن السمعاني : كان مكثراً متيقظاً ، ورد علينا مرو قصداً للرواية بها ، وخرج معي إلى إصبهان ، لا له شغل إلا الرواية بها. وازدحم عليه الخلق. وكان يعرف الأجزاء.
وجمع ، ونسخ ، وعمر. فقرأت عليه " تاريخ نيسابور " في أيامٍ قلائل ، فكنت أقرأ من قبل طلوع الشمس إلى الظهر ، ثم أصلي وأقرأ إلى العصر ، ثم إلى المغرب. وربما كان يقوم من موضعه. وكان يكرم الغرباء يعيرهم الأجزاء ، ولكنه لا يخل بالصلاة إخلالاً ظاهراً وقت خروجه معي إلى إصبهان ، فقال لي أخوه وجيه : يا فلان ، اجتهد حتى تقعد هذا الشيخ ولا يسافر ويفتضح بترك الصلاة. وظهر الأمر كما قال أخوه ، وعرف أهل إصبهان ذلك وشنعوا عليه ، حتى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه ، وضرب على سماعاته منه.
وأنا فوقت قراءتي عليه التاريخ ، ما كنت أراه يصلي ، وأول من عرفنا ذلك رفيقنا أبو القاسم الدمشقي ، قال : أتيته قبل طلوع الشمس ، فنبهوه فنزل ليقرأ عليه وما صلى ، وقيل له في ذلك ، فقال : لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات كلها. ولعله تاب في آخر عمره ، والله يغفر له.
وكان خبيراً بمعرفة الشروط ، وعليه العمدة في مجلس القضاء.
قلت : روى عنه : أبو القاسم بن عساكر ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو بكر محمد بن منصور السمعاني والد أبي سعد ، ومنصور بن أبي الحسن الطبري ، وصاعد بن رجاء الهمذاني ، وعلي بن القاسم الثقفي ، وعلي بن الحسين بن زيد الثقفي ، وأسعد بن سعيد ، ومحمود بن أحمد المقريء. وعبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء العطار ، وأبو العمد عبد الوهاب ابن سكينة ، وزاهر بن أحمد الثقفي ، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي ، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجنيد ، وعبد النبي بن عثمان الهمذاني ، وإبراهيم بن بركة البيع المقريء ، وعبد الله بن المبارك بن دوما الأزجي ، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني وإبراهيم بن محمد بن حمدية ، وعبد الخالق ابن عبد الوهاب الصابوني ، وثابت بن محمد المديني الحافظ ، وعلي بن محمد بن يعيش الأنباري ، ومحمد بن أبي المكارم أسعد القاضي ، ومودود بن محمد الهروي ثم الإصبهاني ، والمؤيد بن محمد الطوسي ، وأبو روح عبد المعز الهروي ، وزينب الشعرية. وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر بنيسابور. ولا ينبغي أن يروى عن تارك الصلاة شيء البتة. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { زاهر بن طاهر ابن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن مرزبان ، الشيخ العالم ، المحدث المفيد المعمر ، مسند خراسان ، أبو القاسم بن الامام أبي عبد الرحمن ، النيسابوري الشحامي المستملي الشروطي الشاهد. ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وأربع مئة.
واعتنى به أبوه (1) ، فسمعه في الخامسة وما بعدها ، واستجاز له.
أجاز له أبو الحسين عبد الغافر الفارسي ، وأبو حفص بن مسرور ، وأبو محمد الجوهري مسند بغداد. وسمع من أبي عثمان سعيد بن محمد البجيري ، وأبي سعد الكنجروذي، ومحمد بن محمد بن حمدون، وأبي يعلى بن الصابوني، وأبي بكر محمد بن الحسن المقرئ، ومحمد بن علي الخشاب، وأبي الوليد الحسن بن محمد الدربندي، وأبي بكر البيهقي، وسعيد بن منصور القشيري، وأبي سعد أحمد بن أبي شمس، وأحمد بن منصور
المغربي ، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وعدد كثير ، وسمع من علي بن محمد البحاثي كتاب ابن حبان ، وسمع من البيهقي " سننه " الكبير ، ومن الكنجروذي أكثر " مسند " أبي يعلى. وروى الكثير ، واستملي على جماعة ، وخرج ، وجمع ، وانتقى لنفسه السباعيات (2) ، وأشياء تدل على اعتنائه بالفن ، وما هو بالماهر فيه ، وهو واه من قبل دينه. وكان ذا حب للرواية ، فرحل لما شاخ ، وروى الكثير ببغداد وبهراة وأصبهان وهمذان والري والحجاز ونيسابور ، واستملي على أبي بكر ابن خلف الاديب فمن بعده ، وخرج لنفسه أيضا عوالي مالك، وعوالي ابن عيينة، وما وقع له من عوالي ابن خزيمة، فجاء أزيد من ثلاثين جزءا، وعوالي السراج (3)، وعوالي عبدالرحمن بن بشر (4)، وعوالي عبدالله بن هاشم (5)، و " تحفتي العيدين "، و " مشيخته "، وأملى نحوا من ألف مجلس ، وكان لا يمل من التسميع.
قال أبو سعد السمعاني : كان مكثرا متيقظا ، ورد علينا مرو قصدا للرواية بها ، وخرج معي إلى أصبهان لا شغل له إلا الرواية بها ، وازدحم عليه الخلق ، وكان يعرف الاجزاء ، وجمع ونسخ وعمر ، قرأت عليه " تاريخ " نيسابور في أيام قلائل ، كنت أقرأ فيه سائر النهار ، وكان يكرم الغرباء ، ويعيرهم الاجزاء ، ولكنه كان يخل بالصلوات إخلالا ظاهرا وقت خروجه معي إلى أصبهان ، فقال لي أخوه وجيه : يا فلان ، اجتهد حتى يقعد ، لا يفتضح بترك الصلاة ، وظهر الامر كما قال وجيه ، وعرف أهل أصبهان ذلك ، وشغبوا (6) عليه ، وترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه ، وأنا فوقت قراءتي عليه "التاريخ" ما كنت أراه يصلي ، وعرفنا بتركه الصلاة أبو القاسم الدمشقي ، قال : أتيته قبل طلوع الشمس، فنبهوه ، فنزل لنقرأ عليه ، وما صلى ، وقيل له في ذلك ، فقال : لي عذر ، وأنا أجمع الصلوات كلها (7) ، ولعله تاب ، والله يغفر له، وكان خبيرا بالشروط ، وعليه العمدة في مجلس الحكم ، مات بنيسابور في عاشر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة (8).
قلت : الشره يحملنا على الرواية لمثل هذا.
وقد حدث عنه : أبو موسى المديني، والسمعاني، وابن عساكر (9) ، وصاعد بن رجاء ، ومنصور بن أبي الحسن الطبري، وعلي بن القاسم الثقفي، ومحمود بن أحمد المضري، وأبو أحمد بن سكينة، وأبو المجد زاهر الثقفي، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجنيد، وعبد الباقي بن عثمان الهمذاني، وإبراهيم بن بركة البيع، وإبراهيم بن حمدية ، وعلي بن محمد بن علي بن يعيش، ومودود ابن محمد الهروي، والمؤيد بن محمد الطوسي، وزينب الشعرية ، وعبد المعز بن محمد الهروي، وخلق كثير. وعاش سبعا وثمانين سنة. }
________________
(1) طاهر، مرت ترجمته في الجزء الثامن عشر برقم (231).
(2) منه نسخة في الظاهرية ضمن مجموع 89 (ق 260 - 275) ويوجد أيضا نسخة من " السداسيات " له ضمن مجموع 107 (ق 284 - 288) بخط الضياء وروايته.
انظر " فهرس الظاهرية للمنتخب من كتب الحديث " للالباني: 317، 318.
(3) هو الحافظ أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي النيسابوري المتوفى سنة 313 ه، مرت ترجمته في الجزء الرابع عشر برقم (216)، ومن حديثه أحد عشر جزءا تحتوي على فوائده برواية زاهر الشحامي صاحب الترجمة وهي في الظاهرية بدمشق مجموع 84 (ق 1 - 211) انظر " فهرس منتخب الحديث " 295.
(4) هو الحافظ الثقة أبو محمد عبدالرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، المتوفى سنة 260 ه، مرت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم (138)، وذكر المؤلف في ترجمته أنه سمع عواليه برواية زاهر الشحامي صاحب الترجمة.
(5) هو الحافظ المتقن أبو عبد الرحمن عبدالله بن هاشم ابن حيان المتوفى سنة 265 ه، مرت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم (126) وقد سمع المؤلف أيضا عواليه برواية زاهر.
(6) في " القاموس ": وشغبهم وبهم وعليهم كمنع وفرح : هيج الشر عليهم ، وورد في " المستفاد ": وشنعوا.
(7) قال ابن الجوزي : ومن الجائز أن يكون به مرض ، والمريض يجوز له الجمع بين الصلوات ، فمن قلة فقه هذا القادح رأى هذا الامر المحتمل قدحا. انظر " المنتظم " 10 / 80.
(8) الخبر في " المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " 119، 120.
(9) انظر " مشيخة ابن عساكر " 66 / 2، 67 / 1.

قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" : { زاهر بن طاهر الشحامي ، صدوق في الرواية ، لكنه يخل بالصلوات، علا سنده وتكاثروا عليه ، وروى عنه ابن عساكر الكثير. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة : وزاهر بن طاهر أبو القاسم الشحّامي النيسابوريّ ، المحدّث المستملي الشروطيّ. مسند خراسان. روى عن أبي سعد الكنجروذي والبيهقي وطبقتهما. ورحل في الحديث أوّلاً وآخراً. وخرّج التخاريج ، وأملى نحواً من ألف مجلس. ولكنه كان يخلّ بالصلوات ، فتركه جماعة لذلك. توفي في ربيع الآخر. }
قال ابن الدمياطي في "المستفاد من ذيل تاريخ بغداد" : { زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد ابن المرزبان بن علي بن عبد الله بن المرزبان الشحامي ، أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن بن أبي بكر المستملي : من أهل نيسابور - شيخ وقته في علو الإسناد ، بكر به أبوه فأسمعه من أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي وأبي عثمان سعيد بن محمد النجيرمي وأبي سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبي عثمان سعيد بن أحمد العيار وأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي في آخرين. وسمع بنفسه وجمع لنفسه مشيخة. وكان يستملى على الشيوخ ، وحدث بالكثير ، وكتب عنه الحفاظ.
قدم بغداد في سنة خمس وعشرين وخمسمائة ، وحدث بها ، سمع منه ابن ناصر في آخرين.
أخبرنا شهاب الحاتمي (1) بهراة ، قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : زاهر بن طاهر الشحامي أبو القاسم شيخ متيقظ مكثر ، جمع ونسخ بخطه ، وكان صاحب أصول ، وعمر حتى حمل عنه الكثير ، ورحل في رواية الحديث ونشره مثل ما يرحل الطلاب في جمعه ، ورد علينا مرو قاصدا للرواية بها وحج ، وسمع منه الكثير ببغداد وهمذان والري والحجاز ، ورجع إلى نيسابور ، وكان صبورا لا يضجر من القراءة عليه حتى قرأت عليه (تاريخ نيسابور) للحاكم أبي عبد الله في أيام قلائل ، كنت أمضي قبل طلوع الشمس فأقرأ إلى وقت غروبها ، وكان يقعد ويستمع ، ولكنه كان يخل بالصلوات إخلالا ظاهرا ، ووقت خروجه إلى أصبهان قال لي أخوه وجيه : أجهدت في قعوده ولا تخرج ، فإن أمر صلاته مختل ، ونفتضح من أهل أصبهان ! فظهر الأمر كما قال أخوه ، وعرف أهل أصبهان ذلك ، وشنعوا عليه حتى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ الرواية عنه. وقيل لزاهر في ذلك ، فقال : لي عذر ، وأنا أجمع بين الصلوات كلها.
ولعله تاب ورجع عن ذلك في آخر عمره. وكان صحيح السماع كثيره.
مولده رابع عشر ذي القعدة سنة ست وأربعين وأربعمائة. وتوفي ليلة الرابع عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخسمائة بنيسابور. ودفن بمقبرة يحيى بن يحيى - رحمه الله تعالى وإيانا. }
_________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الضوء شهاب الحاتمي * الهروي مجهول الحال ــ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني * هو محدث المشرق الإمام الحافظ الكبير الأوحد الثقة صاحب التصانيف الكثيرة والرحلة الواسعة والملقب بتاج الإسلام ــ ومن ثم ففي ثبوت هذا الأثر نظر لجهالة حال شهاب الحاتمي لكني لاحظت أن كثيرا من الآثار التي يرويها شهاب الحاتمي عن السمعاني صحيحة أوردها السمعاني في "الأنساب" أو "الذيل" ، نعم قد أجد آثارا يرويها الحاتمي عن السمعاني ولا أجد من تابع الحاتمي لكني لم يقابلني آثار رواها الحاتمي عن السمعاني وورد عن السمعاني ما يعارضها لذا فالذي أراه أن رواية شهاب الحاتمي عن السمعاني مقبولة يعتد بها.
وقد ذكر ابن الجوزي الذي هو من أقران السمعاني أن السمعاني قال إنه كان يخل بالصلوات وسئل عن هذا ، فقال : لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات. وأيضا ذكر ابن نقطة عن السمعاني أنه كان يخل بالصلوات. مما يعني ثبوت هذه الحكاية. وقد زاد الذهبي في "التاريخ" عن السمعاني أن أول من نبههم لإخلاله بالصلاة هو رفيقه أبو القاسم ابن عساكر فقال : أتيته قبل طلوع الشمس ، فنبهوه فنزل ليقرأ عليه وما صلى. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الذهبي في "الميزان" : { زاهر بن طاهر أبو القاسم الشحامي مسند نيسابور صحيح السماعلكنه يخل بالصلاة فترك الرواية عنه غير واحد من الحفاظ تورعاوكابر وتجاسر آخرون. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : { زاهر بن طاهر ، أبو القاسم الشَّحَّامي ، مسند نيسابور ، صحيح السماع ، لكنه كان يخل بالصلوات ، فتَرَك الروايةَ عنه غيرُ واحد من الحفاظ تورعا ، وكاسر آخرون ، انتهى.
وقد اعتذر زاهر عن ذلك بأصبهان ، وقال : لي عُذر وأنا أجمع ، ويحتمل أنه كان به سلس بول ، وقد قال ابن النجار : كان صدوقا من أعيان الشهود.
وذكر قصة الصلاة فقال نقلا عن ابن السمعاني : إنه كان يرحل الى البلاد ليُسْمَع عليه ، كما يَرحل الطالب ليَسْمع ، ولما أراد الرحيل الى أصبهان ، قال لي أخوه : قد كنت أمرته أن لا يخرج الى أصبهان ، فإنه يفتضح عند أهلها بإخلاله بالصلاة ، فأبى ، ووقع الأمر كما قال أخوه ، فشنّعوا عليه ، وترك كثير منهم الرواية عنه.
إلى أن قال : ولعله تاب ورجع عن ذلك في آخر عمره. مات في ربيع الآخر سنة 533 عن بضع وثمانين. }
قال ابن الجزري في "طبقات القراء" : { زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد أبو القاسم الشحامي المستملي ثقة صحيح السماع كان مسند نيسابور، روى الحروف سماعاً من غاية ابن مهران عن أبي سعيد أحمد بن إبراهيم المقري، روى الحروف عنه المؤيد بن محمد الطوسي وزينب ابنة عبد الرحمن الشعرية وقرأ عليه الحروف أحمد بن إسماعيل ابن يوسف القزويني، توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي * صحيح السماع صدوق في الرواية ، مكثر متيقظ ، له فهم ومعرفة ، صاحب أصول ، لكنه كان يخل بالصلوات ، حتى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الأصبهاني الحافظ المعروف بـ بنحِك الرواية عنه تورعا ، وضرب على سماعاته منه.
والذي يظهر لي أنه يُعْتَمَد على مروياته لأنه صدوق في الرواية صحيح السماع متيقظ صاحب أصول ولم يرد فيه جرح في رواية الحديث ككذب أو ضعف أو غيره ولم يرمى ببدعة مكفرة أو بدعة مفسقة أخرى كشرب خمر أو غيره بل كان يكرم الغرباء الواردين عليه ويمرضهم ويداويهم ويعيرهم الكتب وقد قال ابن النجار : "كان صدوقاً من أعيان الشهود" ، وقال عبد الغافر : "ثقة الدين شيخ مشهور ، ثقة معتمد ، من بيت العلم والزهد والورع والحديث والبراعة في علم الشروط والأحكام" ، وقال ابن نقطة : "أدركنا من أصحابه جماعة فوق العشرة ، وسماعاته صحيحة وهو ثقة في الحديث ، وذكر السمعاني أنه كان يخل بالصلوات "
وقد تزوج عبد الخالق بن زاهر بن طاهر من بنت عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أي أن عبد الغافر (451 - 529 هـ) ليس من أقران زاهر (446 - 533 هـ) فحسب بل قام بتزويج بنته من ابن زاهر ، مما يعني أنه يعرفه معرفة جيدة فهو من أقرانه وبلدياته وبينهم نسب ، اضف إلى ذلك أنه روى عنه ، فتوثيقه لزاهر يعتد به ويقدم على قول من تكلم في زاهر من الغرباء ، ولو كان عبد الغافر وجد شيئا يقدح في رواية زاهر لنبه على ذلك ولم يكن ليروي عنه ، وأيضا لو كان يعلم إخلاله بالصلاة لكان ذكره ، وربما علمه ولم يذكره لثقته فيما يرويه زاهر ، وربما لم يبتلى زاهر بهذا الأمر إلا على كِبَر.
وعندما ترجم عبد الغافر وجيه أخا زاهر أثنى عليه وعلى عبادته وأخلاقه ولم يوثقه في الحديث مع أنهما سمعا معا من عبد الحميد البحيري ، وهذا يعني أن عبد الغافر ليس من المتساهلين في التوثيق ، وقد وثق زاهر ولم يوثق وجيه الذي تكلم في إخلال أخيه بالصلاة.
وقد روى ابن عساكر والسمعاني عن عبد الخالق بن زاهر ، وترجمه السمعاني ، مما يعني أنهما يعرفانه جيدا ، ولا أدري لم يسألاه عن إخلال والده بالصلاة.
وقد روى ابن عساكر عن زاهر فأكثر عنه جدا ( روى عنه أكثر من 1500 أثر في تاريخ دمشق ) وأيضا روى عنه السمعاني ، ولو كانا يريان شيئا يقدح في روايته ما كانا ليرويان عنه ، وقد وصفه ابن عساكر بالمعدل ، وهو من ثبت له وصف العدالة ، وأسباب الطعن الأساسية في العدالة هي الكفر والكذب والفسق والغلو في البدعة ، وزاهر كان من أعيان الشهود ، فلو ثبت تركه للصلاة ما كانوا ليقبلون شهادته.
وعلى كل حال ما أُخِذَ على زاهر هو أنه كان يخل بالصلوات ، والصلاة أمرها عظيم بلا شك ، لكنه لم يتركها بالكلية بل كان يخل بها والاخلال غير الترك وقد اعتذر وقال إنه معذور ويجمع الصلوات ، لكن الغريب أنه لو كان اخلاله بالصلاة من عذر لكان أخوه أدرى بهذا العذر ولكان أخبر السمعاني به حتى لا يُساء الظن بأخيه ، وربما كان أخوه يعلم العذر لكنه خشي أن لا يكون هذا العذر مقبولا عند الناس فيُساء الظن بأخيه ، وقد كان هناك صحابي يشرب الخمر ويُؤتى به ويُضرب ومع ذلك شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يحب الله ورسوله ، وبالطبع هذا لا يعني إقرار زاهر على فعله لكنه قد يكون معذورا أو قد يكون ابتلي بهذا الذنب ، ولم يرد فيه شيء آخر قادح ، وقد قال الذهبي: "وما هو بالماهر في هذا الفن ، وهو واه من قبل دينه ، والشره يحملنا على الرواية لمثل هذا"
وقد قال الذهبي في الميزان : "فتَرَك الروايةَ عنه غيرُ واحد من الحفاظ تورعا" ، وهذه العبارة فيها نظر لأن ما ذكره السمعاني أن الذي ترك الرواية عنه تورعا هو أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل ولم يذكر أحدا غيره بل لقد روى عنه السمعاني وابن عساكر الذين ذكرا إخلاله بالصلاة.
وقد اعتمد العلماء على رواية زاهر والكتب التي رواها مثل السنن الكبرى للبيهقي ومسند أبي يعلى الموصلي وغيرهما ولم يأخذوا عليه شيئا في هذه الكتب وذلك لأنه صاحب أصول وصحيح السماع وصدوق في الرواية بل قد وثقه ابن نقطة في الرواية ووثقه عبد الغافر الفارسي.
والعجيب أن زاهر الشحامي كان صبورا لا يضجر من القراءة عليه وقد كان ذا حب للرواية فرحل في رواية الحديث ونشره ، وحج ، وهذا فيه مشقة كبيرة ، فكيف يتكبد هذه المشقة ولا يصبر على أداء الصلاة التي تستغرق عدة دقائق وهو يعلم أنه لو علم الناس أنه يخل بالصلاة فسيتركون الرواية عنه وهو يحب الرواية.
والخلاصة : أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي * المستملي كان يخل بالصلوات ، فقيل له في ذلك ، فقال : "لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات كلها" ، ورغم ذلك فهو صحيح السماع ، صاحب أصول ، مكثر متيقظ ، له فهم ومعرفة ، صدوق أو ثقة في الرواية ، فلا ينزل حديثه عن الحسن. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الكامل 11 / 71، البداية 12 / 215، كشف الظنون 1 / 370، هدية العارفين 1 / 372، الرسالة المستطرفة 74، تاريخ بروكلمان 6 / 246 (النسخة العربية).





أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي * ( الجنزروذي * )

قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو سعد الكنجروذي : محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد أبو سعد ابن أبي بكر الكنجروذي الفقيه الأديب النحوي ، مشهور من أهل الفضل ، وله قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح ، كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم ، سمع الكثير وأدرك الأسانيد العالية في الأدب وغيره وأدرك ببغداد أئمة النحو والأدب ، وحدث سنين عن أبي عمرو بن حمدان وأبي أحمد التميمي والحاكم أبي أحمد الحافظ وأبي الحسن بن دهثم الطرسوسي وأبي سعيد الرازي وأبي الحسن العبدوي وأبي الفضل العطار وطبقتهم ، وختم بموته أكثر هذه الروايات ، وقد أجاز لي وخطه قائم بذلك عندي وهو مما أعتد به وأعده من الإتفاقات الحسنة ، وله شعر حسن متين يليق بأمثاله.
وقد جرت بينه وبين القاضي أبي جعفر الزوزني البحاثي محاورات آلت إلى وحشته فوق القاضي الزوزني إليه بسبها سهام هجائه وجعله عرضا بنا عليه في ذلك كتبا مزج فيها الهزل بالجد ورماه بما برأه الله تعالى منه وعافاه عنه ولم يلحق وجه عدالته وفضله وديانته مما ذكره فيه غيره ، ولا وجدت له في أيامه فترة إلى أن تغمده الله برحمته وتوفي سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الكنجروذي : بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى كنجروذ ، وهي قرية على باب نيسابور ، في ربضها ، وتعرب فيقال لها: جنزروذ ، وقد ذكرتها في الجيم ، وأما المشهور بهذه النسبة : أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الاديب الكنجروذي، من أهل نيسابور ، كان أديبا فاضلا ، عاقلا ، حسن السيرة ، ثقة ، صدوقا ، عمر العمر الطويل ، حتى حدث بالكثير ، وسمع أقرانه منه ، وكان سمعه أبوه أبو بكر عن جماعة ، منهم : أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري ، وأبو أحمد الحسين بن علي التميمي ، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الادريسي ، وأبو بكر محمد بن محمد بن عثمان الطرازي ، وجماعة سواهم. روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وأبو محمد هبة الله بن سهل السيدي ، وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم اللبيكي ، وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري ، وأبو سعد بن أبي صادق صادق المتطيب بنيسابور ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي. بمرو وأصبهان. وحدث عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ في كتبه. وكانت وفاته في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. }
قال ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب" (3 / 113) : { الكَنْجَرُوذي : بفتح أولها وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء وسكون الواو وفي آخرها ذال معجمة - هذه النسبة إلى كنجروذ ، وهي قرية على باب نيسابور ، وتعرب فيقال لها جنزروذ ، وقد ذكرت في الجيم. اشتهر منها الأديب أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي النيسابوري ، كان أديبا فاضلا صدوقا ، سمع أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري وأبا سعد الادريسي وغيرهما ، روى عنه الإمام أبو بكر البيهقي وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو المظفر بن أبي القاسم القشيري وزاهر بن طاهر الشحامي وغيرهم ، وتوفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وعمر طويلا. م }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الكنجروذي الشيخ الفقيه ، الإمام الأديب ، النحوي ، الطبيب ، مسند خراسان ، أبو سعد (1) ، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر النيسابوري ، الكنجروذي والجنزروذي. وجنزروذ: محلة (2).
ولد بعد الستين وثلاث مئة. وحدث عن : أبي عمرو بن حمدان، وأبى سعيد عبدالله بن محمد الرازي، وحسينك بن علي التميمي، وأبي الحسين بن دهثم، وأبي الحسين أحمد بن محمد البحيري، ومحمد بن بشر البصري، وشافع ابن محمد الاسفراييني، وأبي بكر بن مهران المقرئ، والحافظ أبي أحمد الحاكم، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأحمد بن محمد البالوي، وأحمد بن الحسين المرواني، وطبقتهم.
وعنه : البيهقي ، والسكري ، وروى الكثير ، وانتهى إليه علو الاسناد.
حدث عنه : إسماعيل بن عبد الغافر، وأبو عبد الله الفراوي ، وهبة الله بن سهل السيدي ، وتميم بن أبي سعيد الجرجاني ، وزاهر الشحامي ، وعبد المنعم بن القشيري ، وخلق سواهم.
قال عبد الغافر بن إسماعيل : له قدم في الطب والفروسية ، وأدب السلاح. كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم ، أدرك الاسانيد العالية في الحديث والادب ، وأدرك ببغداد أئمة النحو ، وسمع منه الخلق ... إلى أن قال : وختم بموته أكثر هذه الروايات ، وله شعر حسن ، أجاز لي جميع مسموعاته ، وخطه عندي (3). قلت: توفي في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة. سمعنا كثيرا من حديثه بالاجازة العالية. }
______________
(1) في " اللباب " و " الوافي " و " بغية الوعاة " : أبو سعيد.
(2) قال ياقوت : هي قرية من قرى نيسابور : وأضاف أنه ذكر المترجم في كتابه الادباء.
ولم نجده في المطبوع من " معجمه ".
(3) انظر " بغية الوعاة " 1 / 157.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة : محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر. أبو سعد بن أبي بكر النيسابوري الكنجروذي الفقيه الأديب النحوي الطبيب الفارس ، شيخ مشهور.
قال عبد الغافر : له قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح. كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم. أدرك الأسانيد العالية في الحديث والأدب ، وأدرك ببغداد أئمة النحو.
وحدث عن : أبي عمرو بن حمدان، وأبي الحسين أحمد بن محمد البحيري، وأبي سعيد بن محمد بن بشر البصري، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي بكر أحمد بن الحسن بن مهران، وأحمد بن محمد البالوي، وأحمد بن الحسن المرواني، وأبي أحمد الحاكم، والحسين بن علي التميمي حسينك، وأبي الحسين بن دهثم الطرسوسي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وطبقتهم.
وسمع منه الخلق سنين. وختم بموته أكثر هذه الروايات ، وله شعر حسن.
قلت : روي عنه : إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبو عبد الله الفرّاوي، وهبد الله السيّدي، وتميم بن أبي سعيد الجرجاني، وزاهر بن طاهر، وعبد المنعم بن الشيري.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: وقد أجاز لي جميع مسموعاته وخطه عندي ، وهو مما أعتدُ به وأعدّه من الاتفاقات الحسنة.
قلت : توفي بنيسابور في صفر. وقد سمعت جملة من عواليه بالإجازة. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة ثلاث وخمسين وأربعمئة : وأبو سعد الكنجروذي ، محمد بن عبد الرحمن بن محمد النيسابوري ، الفقيه النحوي الطبيب الفارس ، قال عبد الغافر : له قدمٌ في الطب والفروسية وأدب السلاح ، كان بارع وقته ، لاستجماعه فنون العلم ، حدّث عن أبي عمرو بن حمدان وطبقته ، وكان مسند خراسان في عصره ، توفي في صفر. }
قال السيوطي في "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة" : { محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن محمد الكنجروذي ، أبو سعيد الفقيه النحوي الأديب.
قال عبد الغافر في "السياق": شيخ مشهور من أهل الفضل ، وله قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح ؛ كان بارع وقته ، لاشتماله على فنون العلم. سمع الحديث وأدرك الأسانيد العالية في الأدب وغيره. وحدث عن أبي أحمد الحافظ وطبقته ، وعنه خلق. وله شعر حسن. وجرت بينه وبين أبي جعفر الزوزني محاورات أدت إلى وحشته ، فهجاه بسببها ، وجعله غرضاً ، ورماه بما برأه الله منه. مات في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي * ( الجنزروذي * ) النيسابوري أثنى عليه عبد الغافر الفارسي فقال : "الفقيه الأديب النحوي ، مشهور من أهل الفضل ، وله قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح ، كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم ، سمع الكثير وأدرك الأسانيد العالية في الأدب وغيره وأدرك ببغداد أئمة النحو والأدب " ، ووثقه أبو سعد السمعاني فقال : "كان أديبا فاضلا ، عاقلا ، حسن السيرة ، ثقة ، صدوقا ، عمر العمر الطويل ، حتى حدث بالكثير ، وسمع أقرانه منه ". ومن ثم فهو صدوق حسن الحديث. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
معجم البلدان 2 / 171، إنباه الرواة 3 / 165 - 166، تلخيص ابن مكتوم: 218، الوافي بالوفيات 3 / 231، طبقات ابن قاضي شهبة 1 / 78.





أبو عمرو بن حمدان *


أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري *


( راوية مسند أبي يعلى الموصلي )

قال الخليلي في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (757) : { أبو عمرو محمد بن أحمد بن حَمْدان النيسابوري : ثقةٌ ، عارفٌ بهذا الشأن. سمع الحسن بن سفيان ، وأبا يعلى ، ومَنْ بَعْدَهُما من شيوخ العراق ، وخراسان. سَمِعْتُ الحاكم أبا عبد الله يُثْني عَلَيْه ، ويُوَثِّقه. مات سنة تِسع وسبعينَ وثلاثمائة (1). كَتَب إليَّ بأحادِيثِهِ. }
______________
(1) وفي مصادر الترجمة : مات سنة 376 هـ.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ست وسبعين وثلثمائة : محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن مسنان الزاهد أبو عمر الحيري سمع جماعة من العلماء ، وصحب جماعة من الزهاد ، وكان عالماً بالقراءات ، والنحو ، وكان متعبداً ، وكان المسجد منزله نيفاً وثلاثين سنة ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، وقالت له زوجته حين وفاته : قد قربت ولادتي ، فقال : سلميه إلى الله تعالى فقد جاءوا ببراءتي من السماء ، وتشهد ، ومات في الحال. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الحيري : بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى الحيرة وهي بالعراق عند الكوفة ، وبخراسان بنيسابورفأما حيرة الكوفة أول من نزل بها مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة ، وبه سميت ، وقيل هو بناها وقيل هو بنى بها بيعة ونزلها ، وقيل سمي الحيرة لانهم تحيروا في بقائهم المنزل ، وقيل إن بخت نصر حبس جماعة من العرب وبنى لهم حيرا حبسهم فيه في هذا الموضع ، وقيل إن تبعا لما غزا اليمامة وقتل جديساسا من (1) بلاد العجم فانتهى إلى موضع الحيرة فخلف بها
ضعفاء العسكر والعبيد وقال لهم حيروا ههنا - وهي بالحميرية : انزلوا - فسمي الموضع حيرة ، وقيل بل تحير تبع وأصحابه في نواحيها. وهي محلة مشهورة بنيسابور إذا خرجت منها على طريق مرو ، خرج منها (2) جماعة من المحدثين والائمة ، منهم .............. وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري ، من الثقات الاثبات ، سمع أبا يعلى الموصلي والحسن بن سفيان والبغوي والباغندي وغيرهم ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو نعيم الاصبهاني ، وآخر من روى عنه أبو سعد الكنجروذي ، توفي في سنة ثمانين وثلاثمائة (3). }
__________
(1) كذا ، والصواب " إلى " أو " يريد " ونحوه.
(2) يعني من حيرة نيسابور، فأما حيرة العراق فيرجع إلى ذكرها فيما بعد.
(3) في التقييد عن تاريخ نيسابور : " توفي أبو عمرو رحمه الله ليلة الخميس الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلثمائة ، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة وصلى عليه أبو أحمد الحافظ ".

قال ابن نقطة في "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد" ترجمة رقم 24 : { محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان أبو عمرو الحيري النيسابوري
رحل به والده أبو جعفر إلى نسا فسمعه من الحسن بن سفيان المسند ورحل به إلى العراق والجزيرة فسمع بالموصل المسند من أبي يعلى حدث عنه أبو نعيم الحافظ وعبد الغافر الفارسي ومحمد بن عبد الرحمن الكنجروذي ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريح نيسابور : محمد بن أحمد بن حمدان ابن علي بن عبد الله بن سنان الزاهد أبو عمرو بن أبي جعفر الحيري وكان من القراء المجتهدين والنحاة وله السماعات الصحيحة والأصول المتقنة سمع بنيسابور أبا عمرو أحمد بن نصر وجعفر الحافظ وسماعه سنة خمس وتسعين وفيها مات إبراهيم بن أبي طالب إلا أنه لم يسمع منه وسمع بنسا من الحسن بن سفيان الكتب وبجرجان عمران بن موسى وخرج إلى العراق فسمع أحمد بن عبد الجبار الصوفي وحامد بن محمد بن شعيب البلخي وبالبصرة محمد بن الحسين بن مكرم وبالجزيرة أبا يعلى وأقرانه وبالأهواز عبدان بن أحمد العسكري
توفي أبو عمرو رحمه الله ليلة الخميس الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة وصلى عليه أبو أحمد الحافظ. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة ست وسبعين وثلاثمائة : محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان ، أبو عمرو بن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري. الزاهد المقريء المحدث النحوي. كان المسجد فراشه نيفاً وثلاثين سنة ، ثم لما عمي وضعف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحيرة من نيسابور. رحل به أبوه.
قال الحاكم : سماعاته صحيحة ، وصحب الزهاد ، وأدرك أبا عثمان الحيري الزاهد ، وسمع سنة خمس وتسعين ومائتين.
سمع : أبو بكر بن زنجويه بن الهيثم ، وأبا عمرو أحمد بن نصر ، وجعفر بن أحمد الحافظ ، ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسع وتسعين مسنده ، ومسند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة ، ومن أبي يعلى الموصلي مسنده ، ومن عبدان الأهوازي، وعمران بن موسى بن مجاشع، وزكريا بن يحيى الساجي، وأحمد بن يحيى الصوفي، والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، وعلي بن سعيد العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العباس السراج، وابن خزيمة. روى عنه : الحاكم أبو عبد الله ، وأبو نعيم الحافظ ، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهروي، وأبو حفص بن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وآخرون.
وهو أخو أبي العباس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني. قال الحاكم : ولد له بنت وهو ابن تسعين سنة ، وتوفي وزوجته حبلى ، فبلغني أنها قالت له عند وفاته : قد قربت ولادتي. فقال : سلمته إلى الله تعالى ، فقد جاءوا ببراءتي من السماء ، فتشهد ومات في الوقت ، رحمه الله. قال : وتوفي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه ، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة. وصلى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ.
قلت : قد وقع لنا بالإجازة جملة من عواليه ، وله جزء سؤالات كان يحفظه ، وقع لي أيضاً بعلو قراءته على ابن عساكر ، عن أبي روح ، أنا زاهر ، أنبا أبو سعد الكنجرودي ، عنه. وقال ابن طاهر : كان يتشيع. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { أبو عمرو بن حمدان الإمام المحدث الثقة ، النحوي البارع ، الزاهد العابد ، مسند خراسان ، أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري. ولد سنة ثلاث وثمانين ومئتين. وارتحل به والده الحافظ أبو جعفر إلى العجم ، والعراق ، والجزيرة ، والنواحي ، وسمعه الكثير ، وطلب هو بنفسه ، وكتب وتميز ، وبرع في العربية ، ومناقبه جمة رحمه الله.
ارتحل إلى الحسن بن سفيان النسوي في سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ست عشرة سنة ، أو أكثر فسمع منه الكثير ، وإلى الأهواز فأكثر عن عبدان الجواليقي ، وإلى الموصل فأكثر عن أبي يعلى ، وإلى جرجان فأكثر عن عمران بن موسى بن مجاشع السختياني ، وسمع بالبصرة من زكريا الساجي ، ومحمد بن الحسين بن مكرم ، وإلى بغداد فأخذ عن أحمد ابن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب البلخي، والهيثم بن خلف الدوري ، ومحمد بن جرير الطبري ، وروى أيضا عن أحمد بن محمد ابن عبد الكريم الجرجاني، وابن خزيمة، والسراج، ومحمد بن عبدالله ابن يوسف الدويري، وعبد الله بن محمد بن يوسف السمناني، وأبي عمرو أحمد بن نصر الخفاف، وأبي قريش محمد بن جمعة، ويعقوب بن حسن النسائي، وعبد الرحمن بن معاذ النسائي، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن محمد ابن سليمان الباغندي، وعلي بن حمدويه الطوسي، وجعفر بن أحمد بن سنان، وعلي بن سعيد العسكري القطان، وعبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة، وعلي بن الحسين البشاري، وحمزة بن محمد الكوفي، ومحمد بن زنجويه بن الهيثم، ومحمد بن أحمد بن عبدالله الراذاني بنسا، وأحمد بن محمد بن عبيدة الثعالبي، وأبي العباس بن عقدة، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني، وإبراهيم بن علي العمري، ومحمد بن أحمد بن نعيم، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وأبي بكر ابن أبي داود، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي، وشعيب بن محمد الزارع، والحافظ أبي بكر أحمد بن علي الرازي، وأبي القاسم البغوي، وإبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن هارون بن حميد، وأحمد بن محمد بن بشار بغدادي يعرف بابن أبي العجوز، ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني، والحافظ أحمد بن يحيى ابن زهير التستري، وغيرهم، وتفرد بالرواية عن طائفة منهم.
حدث عنه : أبو عبد الله الحاكم ، وأبو سعيد النقاش ، وأبو حازم العبدوي، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهروي، وأبو نعيم الاصبهاني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو حفص بن مسرور، أبو الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبدالرحمن بن الكنجروذي، ومحمد ابن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، ومحمد بن عبد العزيز النيلي الشافعي، وآخرون.
قال الحاكم : ولد له بنت ، وعمره تسعون سنة ، وتوفي وزوجته حبلى ، فبلغني أنها قالت له عند وفاته : قد قربت ولادتي ، فقال : سلمته إلى الله ، فقد جاؤوا ببرأتي من السماء ، وتشهد ، ومات في الوقت.
قال الحاكم : سمعت أبا عمرو يعد ما عنده من المسانيد المسموعة ، فقال : مسند ابن المبارك ، ومسند الحسن بن سفيان ، ومسند أبي بكر بن أبي شيبة ، ومسند أبي يعلى الموصلي ، ومسند عبد الله بن شيرويه ، ومسند السراج ، ومسند هارون بن عبد الله الحمال.
قال الحاكم : كان المسجد فراشه نيفا وثلاثين سنة ، ثم لما عمي وضعف ، نقل إلى بعض أقاربه بالحيرة ، وكان من القراء والنحويين ، وسماعاته صحيحة ، رحل به أبوه ، وصحب الزهاد ، وأدرك أبا عثمان والمشايخ ، وسمع من محمد بن زنجويه في سنة خمس وتسعين ومئتين ، توفي في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاث مئة ، وهو ابن ثلاث وتسعين أو أربع وتسعين سنة ، وصلى عليه الحافظ أبو أحمد الحاكم. وقال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي: كان يتشيع.
قلت: تشيعه خفيف كالحاكم. وقع لي جملة من عواليه، وخرجت من طريقه كثيرا. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة ست وسبعين وثلثمائة : وفيها أبو عمرو بن حَمْدَان الحِيْري ، وهو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي النيسابوري النحوي ، مسند خراسان. توفي في ذي القعدة ، وله ثلاث وتسعون سنة. سمع بنيسابور ، ونسا ، والموصل ، وجُرجان ، وبغداد ، والبصرة. روى عن الحسن بن سفيان ، وزكريا الساجي ، وعبدان ، وخلائق ، وكان مقرئا عارفا بالعربية ، له بصر بالحديث ، وقدم في العبادة. كان المسجد فراشه ثلاثين سنة ، ثم لما ضعف وعمى حوّلوه. }
قال ابن حجر في "لسان الميزان" : {محمد بن أحمد بن حمدان ، أبو عمرو ، محدث نيسابور ، زاهد ثقة. رحل إلى الحسن بن سفيان وإلى أبي يعلى. قال ابن طاهر : كان يتشيع. قلت : ما كان الرجل ولله الحمد غالياً في ذلك ، وقد أثنى عليه غير واحد ، انتهى.
قال الحاكم : كان من القراء المجتهدين والنحاة ، وله السماعات الصحيحة والأصول المتقنة ، توفي في ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاث مئة (1) وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة. }
__________________
(1) وفاته في "الإرشاد" سنة 379 وفي "الأنساب" سنة 380. والصواب كما أرخه الحاكم - ونقله عنه في "التقييد" - " ليلة الخميس الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاث مئة ، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة وصلى عليه أبو أحمد الحاكم " . قلت : مات أبو أحمد سنة 378 كما في "سير أعلام النبلاء" 376:16 و"العبر" 11:3.

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان * الحيري النيسابوري ثقة زاهد عابد ، سماعاته صحيحة ، وأصوله متقنة ، وكان فيه تشيع خفيف. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الوافي بالوفيات: 2 / 46، طبقات السبكي: 3 / 69 - 70، النجوم الزاهرة: 4 / 150، بغية الوعاة: 1 / 22.





أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين *


ابن أبي حفص ابن شاهين

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداد بن سِرَاج بن عبد الرحمن ، أبو القاسم الواعظ المعروف بابن شاهين.
سَمِعَ أباه ، وابن مالك القطيعي ، وأبا محمد بن ماسِي ، وأبا بحر محمد بن الحسن البَرْبهاري ، وحُسَنْيك النيسابوري ، ومحمد بن المظفر.
كتبتُ عنه ، وكان صدوقاً ينزلُ بالجانب الشرقي في المعترض وراء الحَطَّابين ، وماتَ في يوم الخميس رابع شهر ربيع الأول من سنة أربعين وأربع مئة ، ودَفِن من الغَدِ في مقبرةِ باب حرب. وقيل : إن مولِدَهُ كان في سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الشاهيني : بفتح الشين المعجمة ، والهاء المكسورة ، بينهما الالف ، ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شاهين " ، وهو اسم لجد المنتسب إليه ، منهم : أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ بن سراح بن عبد الرحمن الواعظ الشاهيني المعروف بابن شاهين ، وكان أصله من مرو الروز ، ونسب إلى جده لامه أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين الشيباني من أهل بغداد ..................
وابنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر الشاهيني ، كان صدوقا صالحا ، سمع أباه وأبا محمد بن ماسي البزار ، وأبا بكر بن مالك القطيعي ، وأبا بحر محمد بن الحسن بن كوثر
البربهاري ، ومحمد بن مظفر ، وغيرهم ، روى عنه أبو بكر الخطيب ، وعبد العزيز بن محمد النخشبي (1) ، وكانت ولادته في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، ومات في شهر ربيع الاول من سنة أربعين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب. }
____________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي * حافظ كبير وثقة متقن ، كان له معجم عن شيوخه ، ومات كهلا سنة 456 أو 457. وتصديق السمعاني لأبي القاسم بن شاهين إما أن يكون تبع فيه الخطيب البغدادي أو قد يكون عبد العزيز النخشبي ذكره في معجم شيوخه فتبعه السمعاني. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة أربعين وأربعمائة : عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان ، أبو القاسم الواعظ ابن شاهين. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلثمائة. أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، قال : سمع عبيد الله أباه وابن مالك القطيعي وأبا محمد بن ماسي وأبا بجر البربهاري ومحمد بن المظفر كتبت عنه وكان صدوقاً ينزل بالجانب الشرقي المعترض وراء الحطابين ومات في ربيع الآخر من هذه السنة ودفن بمقبرة باب حرب. }
قال ابن الأثير في "الكامل" : { ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة : وعبيد الله بن عمر أحمد ابن عثمان أبو القاسم الواعظ المعروف بابن شاهين ، ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن شاهين الشيخ الصادق المعمر ، أبو الفتح (1) ، عبيد الله (2) بن أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين ، البغدادي الواعظ.
سمع من : أبيه الحافظ حفص ، وأبي بحر البربهاري ، وأبي بكر القطيعي ، وأبي محمد بن ماسي ، وحسينك التميمي ، وعدة.
حدث عنه : الخطيب ، وجعفر بن أحمد السراج ، وأبو علي محمد ابن محمد بن المهدي ، وآخرون.
قال الخطيب : كتبت عنه ، وكان صدوقا. مات في ربيع الاول ، سنة أربعين وأربع مئة.
قلت: سمعنا من طريقه كتاب "سجود القرآن" للحربي ، بسماعه من أبي بحر ، عنه. }
________________
(1) في " البداية والنهاية ": أبو القاسم.
(2) في " البداية والنهاية ": هبة الله.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة أربعين وأربعمائة : عبيد الله بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين. البغدادي الواعظ أبو القاسم. سمع : أباه ، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاريّ ، وأبا بكر القطيعي ، وابن ماسي ، وحسينك النيسابوريّ. قال الخطيب : كتبت عنه ، وكان صدوقاً.
مات في ربيع الأول. قلت : وروى عنه : جعفر السراج ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي. أظنه آخر أصحاب أبي بحر. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة أربعين وأربعمئة : وأبو القاسم عبيد الله بن أبي حفص ، عمر بن شاهين. روى عن أبيه ، وأبي بحر البربهاري ، والقطيعي ، وكان صدوقاً عالي الإسناد ، توفي في ربيع الأول. }
قال أبو الفداء ابن كثير في "البداية والنهاية" : { ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة : هبة الله بن عمر بن أحمد بن عثمان أبو القاسم الواعظ المعروف بابن شاهين ، سمع من أبي بكر بن ملك ، وابن ماسي والبرقاني. قال الخطيب : كتبت عنه وكان صدوقا ، ولد في سنة إحدى وخمسين وثلثمائة ، وتوفي في ربيع الآخر منها ، ودفن بباب حرب. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * هو ابن أبي حفص ابن شاهين وقد صدقه الخطيب البغدادي وأبو سعد السمعاني والذهبي. والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين *


عمر بن أحمد الواعظ *


صاحب تاريخ أسماء الثقات والتفسير الكبير وغيرهما


297 - 385 هـ

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ بن سراج بن عبد الرحمن أبو حفص الواعظ المعروف بابن شاهين.
سمع شعيب بن محمد الذارع وأبا خبيب بن البرتي وأحمد بن محمد بن الهيثم الدقاق وأبا عبد الله ابن عفير ومحمد بن هارون بن المجدر ومحمد بن محمد الباغندي وأحمد بن محمد بن هاني الشطوي وأحمد بن محمد بن الحسن الربعي وأبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود وأحمد بن محمد بن المغلس وأحمد بن محمد بن أبي شيبة في أمثالهم من يتسع ذكرهم.
أخبرنا عنه ابنه عبيد الله ومحمد بن أبي الفوارس وهلال الحفار والبرقاني والأزهري والخلال والأزجي والعتيقي والتنوخي والجوهري وخلق كثير غيرهم. وكان ثقة أميناً ، يسكن الجانب الشرقي في ناحية المعترض.
أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي ، قال: ذكر لنا أبو حفص بن شاهين أنه عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداد بن سراج بن عبد الرحمن ، وقال : كذا وجدت نسبي في كُتُب أبي وأصلنا من مروروذ من كور خراسان ، وجدي لأمي اسمه أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين الشيباني ، ومولدي وجدته في كتاب أبي على ظهر كتاب حدثه بما فيه محمد بن علي بن عبد الله الوراق عن أبي نعيم عن مسعر فقرأتُ مولدي على كتابه : ولد ابني عمر في صفر سنة سبع وتسعين ومئتين.
وأول ما كتبتُ الحديث مما عَقَلتُهُ وكتبت بيدي في سنة ثمان وثلاث مئة وكان لي إحدى عشرة سنة ، وكذا كتب ثلاثة من شيوخنا في هذا السن ، فتبركت بهم ، فأما شيخنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز فأملى علينا إملاء ، قال : وجدتُ في كتاب جدي أحمد بن منيع : ولد ابني أبو القاسم عبد الله بن محمد يوم الإثنين في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومئتين ، ومات يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاث مئة ، وصليت عليه ودفن بباب التبن ، وأول ما كتبَ سنة خمس وعشرين عن إسحاق الطالقاني وغيره ، فكان ابتداء كتبه للحديث يعني وله إحدى عشرة سنة ، وأما أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان وعشرين ومئتين ، ومات في آخر سنة ثمان عشرة ، فكان عمره تسعين سنة ، وأول ما كتب فيما بلغني عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني سنة تسع وثلاثين ، وصليت عليه ودفن بباب الكوفة ، وأما عبد الله بن سليمان بن الأشعث فإنه ذُكِرَ أنه قال : ولدت سنة ثلاثين ومئتين ، وسمعتُهُ يقول : رأيت جنازة إسحاق بن راهويه وكنتُ مع ابنه في الكُتَّاب ، وأول ما كتب عن محمد بن سلمة المرادي بمصر سنة إحدى وأربعين ومئتين. قال : فقال لي أبي : يا بني أول ما كَتَبتَ كتبتَ عن رجل صالح. ومات في آخر سنة ست عشرة وثلاث مئة في أيام التشريق ، وصليت عليه ودفن بباب البستان.
قلت : قوله أول ما كتب عبد الله بن سليمان عن محمد بن سلمة وهمٌ ، وإنما هو عن محمد بن أسلم الطوسي. وقد ذكره أبو حفص في موضع أخر على الصواب ، وأوردناه في أخبار أبي بكر بن أبي داود.
حدثنا التنوخي ، قال : قال لنا ابن شاهين : وُلدتُ في صفر سنة سبع وتسعين ومئتين ، وأول سماعي في سنة ثمان وثلاث مئة ، فتفاءلت في ذلك بشيوخي النبلاء ، ورَجوتُ أن أكون مثلهم.
قلت : وكذلك أنا أول ما سمعتُ الحديث وقد بلغت إحدى عشرة سنة لأني ولدت في يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة ، وأول ما سمعتُ في المحرم سنة ثلاث وأربع مئة.
أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي ، قال : قال لنا أبو حفص بن شاهين : وُلدتُ في صفر سنة سبع وتسعين ومئتين ، وأول ما كتبت الحديث سنة ثمان وثلاث مئة ، وصنفت ثلاث مئة مصنف وثلاثين مصنفاً ، أحدها "التفسير الكبير" ألف جزء ، و "المسند" ألف وخمس مئة جزء ، و "التاريخ" مئة وخمسين جزءاً ، و "الزهد" مئة جزء ، وأول ما حدَّثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
سمعت ابن الساجي القاص يقول : سمعتُ من ابن شاهين شيئاً كثيراً ، وكان يقول كتبتُ بأربع مئة رطلا حبراً.
حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي ، قال : سمعت أبا حفص بن شاهين يقول يوماً : حَسَبتُ ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبع مئة درهم. قال الداودي : وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم ، قال : وقد مكث ابن شاهين بعد ذلك يكتبُ زماناً.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب ، قال : أخبرنا محمد بن أبي الفوارس ، قال (1) : كان ابن شاهين ثقة مأموناً ، قد جمع وصنف ما لم يصنف أحد.
سمعت محمد بن عمر الداودي (2) يقول : كان ابن شاهين شيخاً ثقةيشبه الشيوخ إلا أنه كان لحاناً. وكان أيضاً لا يعرف من الفقه قليلاً ولا كثيراً ، وكان إذا ذُكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول : أنا محمدي المذهب. ورأيته يوماً اجتمع مع أبي الحسن الدارقطني فلم ينبس أبو حفص بكلمة واحدة هيبة وخوفاً أن يخطئ بحضرة أبي الحسن.
قال الداودي : وقال لي الدارقطني يوماً : ما أعمى قلب ابن شاهين! حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير وسألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ ، فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود وفَرَّقه في الكتاب وجعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر ، وإنما هو عن أبي الجارود زياد بن المنذر.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن يزداذ إمام جامع الكرج بها قال : قال لي أبو بكر ابن البقال (3) : كان ابن شاهين يسألني عن كلام الدارقطني على الأحاديث ، فأخبره فيعلقه ، ثم يذكره بعد ذلك في أثناء تصانيفه. قال لي ابن يزداذ : وكان ابن شاهين عند ابن البقال ضعيفاً (3). وذكر لي ابن البقال عنه أنه قال: رجعتُ من بعض سفري فوجدتُ كُتُبي قد ذَهبت ، فكتبتُ من حفظي عشرين ألف حديث ، أو قال : ثلاثين ألف حديث ، استدراكاً مما ذهب (3).
سمعتُ محمد بن عمر الداودي يقول : سمعتُ ابن شاهين يقول : أنا أكتب ولا أعارض (4).
وحدثنا البرقاني (5) ، قال : قال لي ابن شاهين : جميعُ ما خَرَّجتُه وصَنَّفتُه من حديثي لم أعارضهُ بالأصول ، يعني ثقةً بنفسِهِ فيما ينقلُه. قال البرقاني : فلذلك لم أستكثر منه زُهداً فيه.
سمعت الأزهري ذكر ابن شاهين ، فقال : كان ثقة ، وكان عنده عن البغوي سبع مئة أو ثمان مئة جزء ، الشك من الأزهري ، قال : وذكرتُ لأبي مسعود الدمشقي أن ابن شاهين لا يُخرِجُ إلينا أصولَهُ وإنما يحدِّث من فروعٍ ، فقال : إن أخرَجَ إليك ابن شاهين حديثاً مكتوباً على خزفة فاكتُبه (6).
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري ، قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : سمعت الدارقطني يقول (7) : أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين يلج على الخطأوهو ثقةٌ.
سمعت أبا نعيم الحافظ بأصبهان يقول : توفي أبو حفص بن شاهين يوم الأحد الحادي عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مئة ودفن بباب حرب عند قبر أحمد بن حنبل.
أخبرنا العتيقي (8) ، قال : توفي أبو حفص بن شاهين ، فذكر مثل قول أبي نعيم غير أنه قال : لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة ، قال : وكان صاحبَ حديث ثقةً مأموناً.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزَجي ، قال : توفي ابن شاهين يوم الأحد الثاني عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مئة. }
___________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي * المحتسب * صدوق حسن الحديث مكثر. والله تعالى أعلى وأعلم.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل الداودي * المعروف بـ ابن الأخضر * وثقه الخطيب والذهبي. والله تعالى أعلى وأعلم.
(3) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عبد الله محمد بن عمر بن يزداذ * يزداد * إمام جامع الكرج ، لم أجد له أي ذكر في كتب التراجم والمتون الكثيرة التي لدي في المكتبة الشاملة ولم أجد أحدا روى عنه سوى الخطيب الذي روى عنه حديثين فقط أحدهما في "تاريخ بغداد" والآخر في "تالي تلخيص المتشابه" ومن ثم فهو مجهول العين ــ أبو بكر أحمد بن عمر بن علي الوراق المعروف بـ ابن البقال * ثقة صالح عنده علم بالرجال والعلل. ومن ثم فهذا الأثر لا يثبت عن ابن البقال. والله تعالى أعلى وأعلم.
(4) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل الداودي * المعروف بـ ابن الأخضر * وثقه الخطيب والذهبي. والله تعالى أعلى وأعلم.
(5) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو بكر البرقاني * هو الامام العلامة الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثين. والله تعالى أعلى وأعلم.
(6) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري * الصيرفي * ابن السوادي * قال فيه الخطيب: "كان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعاً ومن المعنيين به والجامعين له مع صدق وأمانة وصحة واستقامة وسلامة مذهب وحسن معتقد ودوام درس للقرآن سمعنا منه المصنفات الكبار والكتب الطوال" ، ووثقه ابن نقطة وابن كثير ، ووثقه الذهبي فقال: "المحدث الحجة المقرئ كان من بحور الرواية" ــ أبو مسعود * إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي * هو مصنف "كتاب أطراف" الصحيحين وهو حافظ ، متقن ، ناقد ، عالم بالعلل ، دَيِّن ، لا ينزل حديثه عن الحسن ، وهو أحد من برز في هذا العلم. والله تعالى أعلى وأعلم.
(7) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري * اللبان * لا ينزل حديثه عن درجة الحسن. وقد روى ابن عساكر هذا الأثر من طريق آخر عن حمزة السهمي بسند حسن وعنده ( يلح على الخطأ ) بدلا من ( يلج على الخطأ ). والله تعالى أعلى وأعلم.
(8) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي * ثقة مكثر يفهم ما عنده ، لكنه يتساهل في توثيق الشيوخ كما قال الأزهري. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال : سمعت أبا بكر بن شاذان يقول (1) : سمعت ابن منيع يقول : ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين. قال ابن شاذان : ومات في ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة عن مائة سنة وأربع سنين. قال الداودي : وأخبرنا ابن شاهين في الإجازة أنه سمع ابن منيع يذكر مولده في سنة أربع عشرة ومائتين قال : وابن شاهين أتقن. }
____________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل الداودي * المعروف بـ ابن الأخضر * وثقه الخطيب والذهبي ــأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان * البغدادي البزاز ثقة ثبت متقن مكثر صحيح السماع وصاحب أصول حسان. والله تعالى أعلى وأعلم.

قال الأمير ابن ماكولا في "الإكمال" : { وأما سراح بسين مهملة مفتوحة وحاء مهملة فهو أبو حفص عمر ابن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ بن سراح بن عبد الرحمن ، يعرف بابن شاهين الثقة المأمون ، كتب الكثير وسمعه بالعراق ومصر والشام والبصرة وفارس ، وجمع الأبواب والتراجم ، وصنف كثيرا. }
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" باختصار شديد جدا : { عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن ازداد بن سراح بن عبدالرحمن أبو حفص البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين. سمع بدمشق ............. وكان من الثقات المكثرين الجوالين.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم قال : سمعت الدارقطني يقول : أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين يلح على الخطأ ، وهو ثقة (1).
أنبأنا أبو عبد الله بن أبي العلاء وغيره قالوا : أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال (2) : قال أبي أبو الوليد : أبو حفص شيخ لأبي ذر ثقة.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمداني بمرو وأبو بكر محمد بن الحسين بن علي وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن حسنون البزاز قالوا : قال لنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي : توفي أبو حفص بن شاهين يوم الأحد عاشر ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. }
__________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) :أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي * ثقة مكثر ، صاحب نسخ وأصول ، وله أنس بمعرفة الرجال دون معرفة أخيه أبي محمد ، وهو ثبتٌ في ابن النَّقُور لكثرة ملازمته له وسماعه منه ــ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة * الإسماعيلي الجرجاني حفيد الإمام أبي بكر الإسماعيلي كان من الكبار المحتشمين والأفاضل المتقدمين ، تام المروءة ، حسن الأخلاق ، واسع العلم ، يعظ ويملي على دراية وفهم ، صدقه أبو شجاع الديلمي وابن الجوزي والذهبي ووثقه عبد الغافر وابن الدمياطي وأطنب السمعاني في الثناء عليه وهذا يجعل حديثه لا ينزل عن الحسن. والله تعالى أعلى وأعلم.
(2) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء * المصيصي ثم الدمشقي سمع منه ابن عساكر شيئا يسيرا ووثقه ، ووثقه الذهبي فقال: "ثقة صحيح السماع" ــ أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف الباجي * كان فاضلاً ديناً ورعا ، من كبار المالكية ، معدوداً في الأذكياء ، وله تصانيف تدل على حذقه وتوسعه في المعارف ، روى عن أبيه معظم علمه ، وأذن له أبوه في إصلاح كتبه في الأصول فتتبعها.ومن ثم فهذا سند حسن عن أبي الوليد الباجي.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن شاهين الشيخ الصدوق ، الحافظ العالم ، شيخ العراق ، وصاحب التفسير الكبير ، أبو حفص ، عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي الواعظ.
مولده بخط أبيه في صفر سنة سبع وتسعين ومئتين. وقال هو : أول ما كتبت الحديث بيدي في سنة ثمان وثلاث مئة.
سمع أبا بكر محمد بن محمد الباغندي ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا خبيب العباس بن البرتي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وشعيب بن محمد الذارع وأبا علي بن محمد بن سليمان المالكي ، ويحيى بن صاعد ، وأبا حامد الحضرمي ، وأبا بكر بن زياد ، ومحمد بن هارون بن المجدر ، والحسين بن أحمد بن بسطام ، ونصر بن القاسم الفرائضي ، ومحمد بن صالح بن زغيل ، ومحمد بن زهير الابلي.
وارتحل بعد الثلاثين ، فسمع بدمشق من أحمد بن سليمان بن زبان ، وأبي إسحاق بن أبي ثابت ، وأبي علي بن أبي حذيفة.
وجمع وصنف الكثير ، وتفسيره في نيف وعشرين مجلدا كله بأسانيد.
حدث عنه : أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه ، وأبو سعد الماليني ، وأبو بكر البرقاني ، وأحمد بن محمد العتيقي ، وابنه عبيد الله بن عمر ، وأبو محمد الجوهري والحسن بن محمد الخلال ، وأبو طالب العشاري ، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ، وأبو القاسم التنوخي ، وخلق كثير.
قال أبو الفتح بن أبي الفوارس : ثقة مأمون ، صنف ما لم يصنفه أحد.
وقال أبو بكر الخطيب : كان ثقة أمينا ، يسكن بالجانب الشرقي.
وقال الامير أبو نصر : هو الثقة الامين ، سمع بالشام ، والعراق ، وفارس ، والبصرة ، وجمع الابواب والتراجم ، وصنف كثيرا.
الخطيب : أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي ، أن ابن شاهين قال لهم : أول ما كتبت سنة ثمان وثلاث مئة ، وصنف ثلاث مئة مصنف ، أحدها "التفسير" ألف جزء ، و "المسند" ألف وثلاث مئة جزء ، و "التاريخ" مئة وخمسين جزءا ، و "الزهد" مئة جزء ، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
قال الخطيب : سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداوودي ، سمعت أبا حفص بن شاهين ، يقول : حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت ، فكان سبع مئة درهم : قال الداوودي : وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم ، قال : وكتب أبو حفص بعد ذلك زمانا.
قال حمزة السهمي : سمعت الدارقطني يقول : ابن شاهين يُلِحُّ على الخطأ وهو ثقة.
وقال أبو الوليد الباجي : هو ثقة.
وقال أبو القاسم الازهري : كان ثقة ، عنده عن البغوي سبع مئة جزء.
قال الخطيب : وسمعت محمد بن عمر الداوودي يقو ل: ابن شاهين ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحانا ، وكان أيضا لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا ، وإذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره ، يقول : أنا محمدي المذهب ، قال لي أبو الحسن الدارقطني يوما : ما أعمى قلب أبي حفص بن شاهين حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير ، وسألني أن أصلح ما فيه من الخطأ ، فلقيته قد نقل تفسير أبي الجارود ، وفرقه في الكتاب ، وجعله عن أبي الجارود ، عن زياد بن المنذر وإنما هو اسم أبي الجارود ، ثم قال الداوودي : وسمعت ابن شاهين يقول : أنا أكتب ولا أعارض ، وكذا حكى عنه البرقاني ، يعني : ثقةً بنفسهِ فيما ينقُل ، وقال البرقاني : فلذلك لم أستكثر منه زهدا فيه.
قلت : وتفسيره موجود بمدينة واسط اليوم وقال الداوودي : رأيت ابن شاهين ، اجتمع مع الدارقطني يوما ، فما نطق حرفا.
قلت : ما كان الرجل بالبارع في غوامض الصنعة ، ولكنه راوية الاسلام ، رحمه الله.
قال العتيقي : مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.
قلت : عاش تسعا وثمانين سنة ، وعاش بعد الدارقطني أياما يسيرة.
وما قبلهما في العام الزاهد القدوة المحدث ، أبو الفتح ، يوسف بن عمر القواس. }
قال الذهبي في "التذكرة" : { ابن شاهين الحافظ الامام المفيد المكثر محدث العراق أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين صاحب التصانيف ، سمع محمد بن محمد ابن الباغندي ومحمد بن هارون بن المجدر
وأبا خبيب العباس بن البرتي وشعيب بن محمد الذارع وأبا القاسم البغوي وأبا على محمد بن سليمان المالكي وطبقتهم ، وله رحلة إلى دمشق لقى فيها أبا اسحاق بن أبي ثابت وطبقته.مولده سنة سبع وتسعين ومائتين وسمع سنة ثمان وثلاث مائة.
روى عنه أبو سعد الماليني وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الخلال وأبو محمد الجوهري وأبو الحسين بن المهتدي بالله وخلق كثير وابنه عبيد الله بن عمر. قال ابن ماكولا : ثقة مأمون سمع بالشام وفارس والبصرة ، جمع الأبواب والتراجم وصنَّف شيئًا كثيرًا ، قال أبو الحسين بن المهتدي بالله : قال لنا ابن شاهين : صنفتُ ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفًا ، منها التفسير الكبير ألف جزء ، ومنها المسند ألف وثلاثمائة جزء ، والتاريخ مائة وخمسون جزءًا، والزهد مائة جزء.
قال محمد بن عمر الداودي القاضي : سمعت ابن شاهين يقول : حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبعمائة درهم.
قلت : تفسيره على ما ذكر لي شيخنا عماد الدين الحزامي بواسط في نحو من ثلاثين مجلدًا.
قال الأزهري : وابن شاهين ثقة عنده عن البغوي سبعمائة جزء.
وقال ابن أبي الفوارس: ثقة مأمون صنف ما لم يصنفه أحد.
قال حمزة السهمي : سمعت الدارقطني يقول : ابن شاهين يلج على الخطاء وهو ثقة. قال الخطيب : سمعت محمد بن عمر الداودي يقول : ابن شاهين ثقة ، يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحَّانًا ولا يعرف الفقه ، وكان إذا ذكر له مذهب أحد يقول : أنا محمدي المذهب ، رأيته يومًا اجتمع مع الدارقطني فما نطق حرفًا هيبة وخوفًا أن يخطئ بحضرة أبي الحسن ، قال لي أبو الحسن يومًا : ما أعمى قلب ابن شاهين ، حمل إليَّ تفسيره وسألني أن أصلح ما أجد فيه ، فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود في موضع جعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر ، وإنما هو أبو الجارود زياد بن المنذر.
وقال البرقاني : قال لي ابن شاهين : جميع ما صنفته لم أعارضه بالأصول , يعني ثقة بنفسه. قال البرقاني : لم أكثر عنه زهدًا فيه.
وقال الأزهري : كان عند ابن شاهين عن البغوي سبعمائة جزء وسمعته يقول : أنا أكتب ولا أعارض.
قال العتيقي : مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
قلت: مات بعد الدارقطني بأيام. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" وما بين القوسين زاده ابن العماد : { سنة خمس وثمانين وثلثمائة : وأبو حفص ابن شاهين ، عمر بن أحمد بن عثمان البغداديّ ، الواعظ المفسّر الحافظ ، صاحب التصانيف ، وأحد أوعية العلم ، توفي بعد الدَّارقطني بشهر ، وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين ، فسمع من الباغندي. ومحمد بن المجدَّر والكبار ، ورحل إلى الشام والبصرة وفارس. قال أبو الحسين بن المهتدي بالله : قال لنا ابن شاهين : صنّفت ثلاثمئة وثلاثين مصنّفاً ، منها : التفسير الكبير ، ألف جزء ، والمسند ألف وثلاثمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءاً. قال ابن أبي الفوارس : ابن شاهين ثقة مأمون ، جمع وصنّف ما لم يصنّفه أحد. وقال محمد بن عمر الداودي : كان ثقةً ، لحاناً ، وكان لا يعرف الفقه ، ويقول : أنا محمدي المذهب.
[ وممن أخذ عنه الماليني والبرقاني وخلق كثير وقال السيوطي في كتابه "مشتهى العقول ومنتهى النقول" : منتهى التفاسير لابن شاهين ألف مجلد ، والمسند له ألف وخمسمائة مجلد ، ومداد تصانيفه انتهى إلى ثمانية وعشرين قنطارا قال ابن الجوزي قلت هذا من طي الزمان. انتهى كلام السيوطي ]. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين * الواعظ * ثقة مأمون حافظ مكثر واعظ مصنف ، لكن جميع ما خرجه وصنفه من حديثه لم يعارضه بالأصول ثقةً بنفسه فيما ينقله لذا لم يستكثر منه البرقاني زهداً فيه ، وأيضا ما كان يعرف من الفقه شيئا ، وما كان بالبارع في غوامض صنعة الحديث ، ولم يكن له علم بالرجال لذا فهو يعد من المتساهلين في التوثيق. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الأنساب للسمعاني (الشاهيني ) ، المنتظم: 7 / 182 - 183، دول الاسلام: 1 / 234، مرآة الجنان: 2 / 426، البداية والنهاية: 11 / 316 - 317، غاية النهاية: 1 / 588، لسان الميزان: 4 / 283 - 285، النجوم الزاهرة: 4 / 172، طبقات الحفاظ: 392، طبقات المفسرين للداوودي: 2 / 2، هدية العارفين: 1 / 781، الرسالة المستطرفة: 38.





أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن شاهين * الشاهيني * الفارسي

قال السمعاني في "الأنساب" : { الشاهيني : بفتح الشين المعجمة ، والهاء المكسورة ، بينهما الالف ، ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى "شاهين" ، وهو اسم لجد المنتسب إليه ، منهم : .........
وأبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن الحسن بن شاهين الفارسي الشاهيني ثم السمرقندي ، أصله من فارس ، ولد بسمرقند ونشأ بها ، سمع أبا بكر محمد بن جعفر بن محمد بن جابر الرزمازي ، وأبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد الكشاني وأبا بحر الكاغذي ، وأبا سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي ، وروى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ ، وجماعة من أهل سمرقند ، وكانت له بسمرقند خيرات كثيرة من الاوقاف على الفقراء في أيام عاشوراء وغيرها ، ومات في العشر الآخر من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن شاهين الفارسي ، أخو الحافظ عمر ، يروي عنه أخوه. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن شاهين الشيخ المسند ، الكبير ، أبو حفص ، عمر بن أحمد بن محمد بن حسن بن شاهين الفارسي ، الشاهيني ، السمرقندي.
سمع في سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة من : أبي بكر محمد بن جعفر ابن جابر بسماعه من محمد بن الفضل البلخي الواعظ ، صاحب قتيبة بن سعيد.
وسمع من أبي علي إسماعيل بن حاجب ، صاحب الفربري ، ومن الحافظ أبي سعد الادريسي ، وطائفة.
ذكره أبو سعد السمعاني ، فقال : روى عنه أهل سمرقند ، وله أوقاف كثيرة ، ومعروف. وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مئة.
قلت : عاش نيفا وتسعين سنة.
حدث عنه : علي بن أحمد الصيرفي ، وجماعة كانوا أحياء بعد الخمس مئة ، لا أكاد أعرفهم. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { سنة أربع وخمسين وأربعمائة : عمر بن أحمد بن محمد بن حسن بن شاهين. أبو حفص الشاهيني الفارسي. مسنِد تلك الديار. وعاش نيّفاً وتسعين سنة.
وعنده حديث عُتيبة بعُلُوّ سمعه في سنة 372 من ابن جابر بسماعه من محمد بن الفضل البلخي.
سمع بسمرقند : أبا بكر محمد بن جعفر بن جابر ، وأبا علي إسماعيل بن حاجب الكُشاني ، وأبا سعد الإدريسي الحافظ.
قال الحافظ أبو سعد : روى عنه أهل سمرقند ، وله أوقاف كثيرة ومعروف. مات في ذي القعدة.
قلت: روى علي بن أحمد الصيرفي عنه ، وغيره. }





أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري *


( من شيوخ الخطيب البغدادي )

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { الحسين بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن ثابت بن جعفر بن عبد الكريم ، أبو الفرج الطناجيري.
سمع علي بن عبد الرحمن البَكَّاء ، ومحمد بن زيد بن مروان الكوفيين ، ومحمد بن المظفر ، وأبا حفص بن شاهين ، ومحمد بن النَّضْر النَّخَّاس ، وأبا بكر بن شاذان ، وخَلْقاً من هذه الطبقة.
كتبنا عنه وكان دَيِّناً مستوراً ، ثقةً صدوقاً ، وسمعتُهُ يقول : كتبتُ عن ابن مالك القَطِيعي أمالي ثم ضاعت ، فليسَ عندي عنه شيءٌ.
وسُئِل وأنا أسمع عن مَولِدِهِ ، فقال : ولدت لاثنتي عشرة ليلة خَلَت من ذي الحجة سنة خمسين وثلاث مئة.
ومات في ليلة الثلاثاء ودُفن يوم الثلاثاء سَلْخ ذي القَعدة من سنة تسع وثلاثين وأربع مئة في مَقبرة باب حَرْب ، وكان يسكنُ في آخر دَرب الدَّنانير قريباً من نهر طابق. }
قال السمعاني في "الأنساب" : { الطناجيري : بفتح الطاء المهملة ، والنون ، والالف ، وكسر الجيم ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طناجير " وهي جمع طنجير (1) ، ولعل واحدا من أجداده يعمل هذا ، والمشهور بهذه النسبة : أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيدالله بن أحمد بن ثابت بن جعفر بن عبد الكريم الطناجيري ، من أهل بغداد ، كان من أهل الخير والدين ، سمع أبا الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد مروان الكوفيين ، ومحمد بن المظفر الحافظ ، وأبا حفص بن شاهين، ومحمد بن النضر النخاس، وأبا بكر بن شاذان، وخلقا من هذه الطبقة، ذكره أبو بكر الخطيب في "التاريخ" وقال : كتبنا عنه ، وكان دينا مستورا ثقة صدوقا ، وسمعته يقول : كتبت عن ابن مالك القطيعي " أمالي " ثم ضاعت ، فليس عندي عنه شئ ، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمسين وثلاثمائة ، ومات سلخ ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ، ودفن بمقبرة باب حرب. }
_______________
(1) وهي هذا الاناء الذي يطبخ به. وهي كلمة معربة.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة تسع وثلاثين وأربعمائة : الحسين بن علي بن عبيد الله بن أحمد أبو الفرج الطناجيري ولد سنة خمسين وثلثمائة وكان يسكن درب الدنانير قريباً من نهر طابق سمع محمد بن المظفر وأبا بكر بن شاذان وخلقاً كثيراً وكان ثقة صدوقاً وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ودفن بمقبرة باب حرب. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { الطناجيري المحدث الحجة ، أبو الفرج ، الحسين بن علي بن عبيد الله ، البغدادي ، الطناجيري. ولد سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة. وكتب عن القطيعي مجالس ، وضاعت منه. وسمع من علي بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن مروان، وأبي بكر بن شاذان، وخلق كثير.
قال الخطيب : كتبنا عنه ، وكان ثقة دينا ، توفي في سلخ ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربع مئة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة : الحسين بن عليّ بن عبيد الله. أبو الفرج الطناجيري. بغدادي مشهور. سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد ابن المظفر، وأبا بكر بن شاذان، وخلقاً سواهم.
قال الخطيب : كتبنا عنه ، وكان ثقة ديناً. سمعته يقول : كتبت عن القطيعي أمالي وضاعت.
توفي في سلخ ذي العقدة ، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. }
قال ابن الجزري في "طبقات القراء" : { " س " الحسين بن علي أبو الفرج الطناجيري البغدادي شيخ ، روى القراءة عن " س " عمر بن شاهين و " س " أحمد بن الحسن بن شاذان، روى القراءة عنه " س " أبو طاهر بن سوار من رواية الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري * البغدادي وثقه الخطيب فقال: "كتبنا عنه وكان ديناً مستوراً ثقة صدوقاً" ، ووثقه الذهبي فقال: "المحدث الحجة". والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
اللباب 2 / 285.





أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء *


( من شيوخ ابن عساكر )

قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { محمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد أبو عبد الله بن أبي القاسم بن أبي العلاء المعدل. سمع أباه وأبا بكر الخطيب وأبا القاسم السمسياطي وعبد الدائم بن الحسن وعبد العزيز الكتاني وأبا الحسين بن مكي المصري وأبا القاسم الحنائي وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة وأبا نصر بن طلاب وعبد الجليل بن عبد الجبار المروزي ونصر بن إبراهيم المقدسي. وحدث بقطعة من كتب الخطيب. سمعت منه شيئا يسيرا وكان ثقة.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء قراءة عليه في سنة خمس وخمسمائة ثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه.
قال : وحدثنا الخطيب أنبأنا محمد بن الحسين القطان أنبأنا أحمد بن كامل القاضي حدثني أبو سعد الهروي عن أبي بكر بن خلاد قال قلت ليحيى بن سعيد القطان أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله قال لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم حدثت عني حديثا يرى أنه كذب.
سئل أبو عبد الله عن مولده فقال : ليلة الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وأربعمائة وتوفي يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر رمضان من سنة ست عشرة وخمسمائة قبل صلاة الظهر ودفن من يوميه بعد صلاة العصر بباب الفراديس وحضرت دفنه والصلاة. }
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة ست عشرة وخمسمائة : محمد بن علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء. أبو عبد الله ابن الفقيه أبي القاسم المصيصي ، ثم الدمشقي المعدل. سمع : أباه ، وأبا القاسم السميساطي ، وأبا القاسم الحنائي ، وعبد الدائم الدلال ، وأبا بكر الخطيب ، وجماعة. وكان ثقة صحيح السماع.
روى عنه : أبو طاهر السلفي ، وأبو القاسم بن عساكر ، وعبد الرزاق التجار.
وتوفي في رمضان ، وله إحدى وسبعون سنة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء * المصيصي ثم الدمشقي سمع منه ابن عساكر شيئا يسيرا ووثقه ، ووثقه الذهبي فقال: "ثقة صحيح السماع". والله تعالى أعلى وأعلم.





أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة * الاسماعيلي

قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة سبع وسبعين وأربعمائة : إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم ، أبو القاسم الجرجاني الاسماعيلي ولد سنة سبع وأربعمائة ، وسمع الكثير ، وكان ديناً فاضلاً متواضعاً ، وافر العقل ، تام المروءة ، صدوقاً ، يفتي ويدرس ، وكان بيته جامعاً لعلم الحديث والفقه ، ودخل بغداد سنة اثنتين وسبعين فحدث بها ، فسمع منه جماعة من شيوخنا وحدثونا عنه ، وتوفي بجرجان في هذه السنة. }
قال ابن نقطة في "التقييد" ترجمة رقم 238 : { إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبو القاسم الإسماعيلي الجرجاني.
حدث عن حمزة بن يوسف السهمي وغيره ، وحدث عنه أبو القاسم إسماعيل بن احمد ابن السمرقندي وأبو البدر إبراهيم بن منصور الكرخي وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وأبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري وإسماعيل بن أبي سعد الصوفي وغيرهم من شيوخ بغداد ومن أهل نيسابور أبو عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وبهمذان نصر بن المظفر البرمكي وجماعة من أهل أصبهان ، وحدث عنه محمد بن طاهر المقدسي الحافظ.
قال أبو سعد السمعاني : هو من الكبار المحتشمين والأفاضل المتقدمين ، تام المروءة ، حسن الأخلاق ، يعظ ويملي على دراية وفهم ، سافر البلاد وروى بها الحديث ، مولده في سنة سبع وأربعمائة ، وتوفي بجرجان سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وقال شيرويه بن شهردار الهمذاني (1) : إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبو القاسم ، قدم علينا حاجا في رجب من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ، روى عن أبيه وعمه المفضل بن إسماعيل وأبي اليمن محمد بن علي بن محمد الديباجي وحمزة السهمي وأبي نصر عبيد الله بن أحمد بن عبدان ، وذكر جماعة ، ثم قال : سمعت منه بأصبهان وكان صدوقا فاضلا من أكابر جرجان من أولاد الإمام أبي بكر الإسماعيلي ، توفي بجرجان سنة سبع وسبعين سمعته من أبي عبد الله محمد بن الهادي الدقوقي يقول ذلك.
أخبرنا منصور بن عبد المنعم الفراوي بنيسابور أنبأ أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي قال أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي إملاء قال أنبأ المفضل بن إسماعيل قال ثنا جدي قال ثنا أبو جعفر بن زازية والحسن بن سفيان قالا ثنا علي بن حجر ثنا يوسف بن زياد عن همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليلة تطوعا " وذكر الحديث بطوله. }
_________________
(1) قلت ( أبو شاكر السلفي ) : أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه * الديلمي * الهمذاني صاحب "مسند الفردوس" و "طبقات الهمذانيين ومن دخل همذان من الغرباء" ، قال يحيى بن منده : "شاب كيس حسن الخلق والخلق ذكي القلب صلب في السنة قليل الكلام ، قدم أصبهان ، وسمع من والدي كتاب "التوحيد" لجدي وصنف كتاب طبقات الهمذانيين" ، وقال الذهبي : "المحدث العالم الحافظ المؤرخ ، وهو متوسط ( حسن ) المعرفة ، وغيره أبرع منه وأتقن"
ومن ثم فهو لا بأس به في الجرح والتعديل ما لم يخالف من هو مثله أو فوقه ، وإذا انفرد بتوثيق أو جرح شخص فإننا لا نعتمد قوله منفردا إلا إن كان هذا الشخص بلدياته من همذان فإننا حينئذ نعتمد قوله لأنه أدرى به من غيره ممن ليسوا بهمذانيين.

قال أبو إسحاق الصيرفيني في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" : { أبو القاسم الإسماعيلي : إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس بن مرداس الإمام أبو القاسم الإسماعيلي الجرجاني ، قدم نيسابور مرات ، وهو من بيت الإمامة والعلم والحديث قديما ، وجده أبو بكر الاسماعيلي أحد أئمة الدنيا ،
وهذا أكمل من رأيناهم من الطارين أصلا ونسبا وفضلا وحسبا وله التجمل والأسباب الدالة على وفور حشمته والمروءة الظاهرة من الثياب والدواب ثم الفضل الوافر في الفنون ، وقد عقد له مجلس الإملاء بنيسابور في المدرسة النظامية ، فأملى وروى على ثقة ودراية ، وعقب مجلس الإملاء مجلس الوعظ على وقار وتؤدة وأناة وحسن إيراد الكلام الواقع في القلوب البالغ في تطييب النفوس الحاوي على الفوائد المستطابة والتبكية والحكايات ، بحيث وقع من الأئمة والحاضرين موقع الرضا واستدعوا منه النوبة الأخرى متضرعين فأجاب إلى ذلك وقعد نوبا كلها على نسق واحد في الحسن والأخذ بمجامع القلوب حتى ظهر له بذلك النوع من الكلام على الأحاديث والتذكير القبول التام بحيث كان يحسده بعض أصحاب القبول من تطابق أحواله وانتظام كلامه.
وقرأنا عليه من أحاديثه وكتبنا الأمالي واستفدنا منه ، وخرج من نيسابور عائدا إلى وطنه في أتم عز وجاه ، ولد سنة ست وأربع مائة ، ونعي إلينا سنة سبع وسبعين وأربع مائة.
حدث عن حمزة السهمي وعن جماعة من أهل بيته وأعمامه وأخواله وعن القاضي أبي بكر محمد بن يوسف وغيرهم .
أخبرنا الإمام أبو القاسم الإسماعيلي أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي الجرجاني أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني بقراءة أبي بكر الإسماعيلي عليه في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة حدثنا أبو جعفر محمد بن مندة الأصبهاني حدثنا الحسين بن حفص حدثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة
عن أبي عطية قال قيل لعائشة رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الصلاة ويعجل الإفطار والآخر يؤخر الصلاة ويؤخر الافطار قالت أيهما الذي يعجل الصلاة ويعجل الإفطار قالوا ابن مسعود قالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
وأخبرنا الإمام أبو القاسم أنبأنا أبي أخبرني أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد حدثنا جعفر بن شاكر حدثنا أحمد بن أبي الطيب أنبأنا بقية حدثني حبيب بن عمر الأنصاري قال : سألت واثلة بن الأسقع قلت : أصلي خلف القدرية ؟ قال : لا تصل خلف قدري ثم قال : أما أن فلو صليت خلفه لأعدت صلاتي. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : {نافلة الاسماعيلي الامام المفتي ، الرئيس ، أبو القاسم ، إسماعيل بن مَسْعَدَة بن إسماعيل ابن الامام الكبير أبي بكر ، الاسماعيلي ، الجرجاني. سمع أباه ، وعمه المفضل ، وحمزة بن يوسف الحافظ ، والقاضي محمد بن يوسف الشالنجي (1) ، وأحمد بن إسماعيل الرباطي.
وعنه : زاهر الشحامي ، وأخوه وجيه ، وأبو نصر الغازي ، وأبو سعد بن البغدادي ، وإسماعيل بن السمرقندي ، وأبو منصور بن خيرون ، وأبو الكرم الشهرزوري ، وأبو البدر الكرخي. ولد سنة سبع وأربع مئة. ومات بجرجان وله سبعون سنة.
وكان صدرا ، معظما ، إماما ، واعظا ، بليغا ، له النظم والنشر وسعة العلم.
روى ابن السمرقندي عنه كتاب "الكامل" لابن عدي. }
________________
(1) قال ابن الاثير: الشالنجي ، بفتح الشين واللام بينهما ألف ساكنة وسكون النون وفي آخرها جيم: هذه النسبة إلى بيع الاشياء من الشعر كالمخلاة والمقود والحبل.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة سبع وسبعين وأربعمائة : إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل. المفتي أبو القاسم الإسماعيليّ الجرجانيّ. صدر محتشم ، نبيل القدر ، تامّ المروءة ، واسع العلم ، صدوق. كان يعظ ويملي على فهمٍ ودراية. وحدَّث ببلاد كثيرة. وكان عارفاً بالفقه ، مليح الوعظ ، له يدٌ في النَّظم والنَّثر والتَّرسُّل. حدَّث بكتاب "الكامل" و "بالمعجم" لابن عديّ ، و "بتاريخ جرجان".
سمع : أباه ، وعمّه المفضّل ، وحمزة السَّهميّ ، والقاضي أبا بكر محمد بن يوسف الشّالنجيّ ، وأحمد بن إسماعيل الرَّباطيّ ، وجماعة.
روى عنه : زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ ، وإسماعيل بن السَّمرقندي ، وأبو منصور بن خيرون ، وأبو الكرم الشهرزوريّ ، وأبو البدر الكرخيّ ، وآخرون.
ولد في سنة سبعٍ وأربعمائة.
قال إسماعيل السَّمرقنديّ : سمعت ابن مسعدة : سمعت حمزة بن يوسف : سمعت أبا بكر الإسماعيليّ يقول : كتبة الحديث رِقّ الأبد. توفّي ابن مسعدة بجرجان. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة سبع وسبعين وأربعمئة : وفيها توفي إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد ابن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني ، أبو القاسم ، صدر عالم نبيل وافر الحشمة ، له يدٌ في النظم والنثر. روى عن حمزة السهمي وجماعة ، وعاش سبعين سنة ، روى "الكامل" لابن عديّ. }
قال ابن الدمياطي في "المستفاد من ذيل تاريخ بغداد" : { إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن مرداس أبو العباس - وليس بالسلمي - أبو القاسم بن أبي الفضل الإسماعيلي : من أهل جرجان ، حفيد الإمام أبي بكر صاحب الصحيح.
كان من الأئمة الكبار في الفقه والحديث والوعظ والتقدم عند الملوك.
وكان يعظ ويملي ، سمع أباه وعمه أبا المعمر المفضل بن إسماعيل وأبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأبا بكر محمد بن يوسف بن الفضل الخطيب وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن موسى البكر اباذي ، وحدث بجرجان وأصبهان والري ، وقدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. مولده سنة سبع وأربعمائة ، توفي بجرجان سنة سبع وسبعين وأربعمائة ، وكان إماما عالما ثقة. }
قال الصفدي في "الوافي بالوفيات" : { إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس ابن مرداس وليس بالسلمي أبو القاسم ابن أبي الفضل الإسماعيلي الجرجاني حفيد الإمام أبي بكر صاحب الصحيح ، كان من الأئمة الكبار في الفقه والحديث والوعظ والتقدم عند الملوك مع حسن الأخلاق وكمال المروءة والصدق والثقة وجميل الطريقة ، وكان يعظ ويُملي ، سمع أباه وعمه أبا المعمر المفضل بن إسماعيل وأبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأبا بكر محمد بن يوسف بن الفضل الخطيب وغيرهم خلقاً كثيراً، وحدث بالكثير بجرجان ونيسابور والري وإصبهان وهمذان ومكة وبغداد ، حدث ببغداد بكتاب الكامل لابن عدي وتاريخ جرجان ومعجم شيوخ أبي أحمد ابن عدي وغير ذلك من الأجزاء ، روى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وأبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وآخرون. ولد سنة سبع وأربعمائة وتوفي بجرجان سنة سبع وسبعين وأربعمائة. وكان له يد في النظم والنثر. }
قال تاج الدين السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" : { إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم ابن إسماعيل الإسماعيلي الإمام أبو القاسم
من أهل جرجان من بيت العلم والفضل والرياسة.
كان صدرا رئيسا وعالما كبيرا يعظ ويملي على فهم ودراية وديانة جيد الفقه مليح الوعظ والنظم والنثر. ولد سنة سبع وأربعمائة وقيل سنة ست بجرجان. قال ابن السمعاني والأول أشبه.
سمع أباه وعمه المفضل وحمزة السهمي والقاضي أبا بكر محمد بن يوسف الشالنجي وأحمد بن إسماعيل الرباطي وجماعة والقاضي أبا عمر البسطامي وخلقا.
وروى عنه زاهر ووجيه ابنا الشحامي وإسماعيل بن السمرقندي وأبو منصور ابن حمدون وأبو البدر الكرخي وآخرون.
قال أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني فيه : أوحد عصره وفريد وقته في الفقه والأدب والورع والزهد ، سمع جواد ، مراع لحقوق الفضلاء والغرباء والواردين ،
أخذ الفقه عن عمه أبي العلاء وأبي نصر الشعيري ، وله شعر وترسل ، وحسن خط ،
وإليه اليوم الدرس والفتوى والإملاء ، انتهى.
وقال ابن السمعاني : سافر البلاد ودخلها وروى الحديث بها مثل نيسابور والري وأصبهان ودخل بغداد حاجا وحدث بالكامل لابن عدي وتاريخ جرجان وغيرهما
انتهى.
ولما دخل أبو القاسم هذا بغداد ، دخل عليه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي مسلما فقام إليه واستقبله وقال : لا أدري بأيهما أنا أشد فرحا بدخولي مدينة السلام أو رؤية الشيخ الإمام ، فاستحسن أهل بغداد قوله. توفي بجرجان سنة سبع وسبعين وأربعمائة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة * الإسماعيلي الجرجاني حفيد الإمام أبي بكر الإسماعيلي كان من الكبار المحتشمين والأفاضل المتقدمين ، تام المروءة ، حسن الأخلاق ، واسع العلم ، يعظ ويملي على دراية وفهم ، صدقه أبو شجاع الديلمي وابن الجوزي والذهبي ووثقه عبد الغافر وابن الدمياطي وأطنب السمعاني في الثناء عليه وهذا يجعل حديثه لا ينزل عن الحسن. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الكامل 10 / 141.





أبو القاسم إسماعيل بن السمرقندي *

قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : { إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم بن أبي بكر السمرقندي. ولد بدمشق وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وعبد العزيز الكتاني وعبد الدائم القطان وأبا العباس بن قبيس وغيرهم ثم خرج إلى بغداد فاستوطنها إلى أن مات بهاوأدرك بها إسنادا حسناوسمع بها أبا الحسين بن النقور وأبا منصور بن غالب العطار وأبا القاسم بن البسري وجماعة سواهم من أصحاب المخلص فمن دونهم ، وكان مكثرا ثقة ، صاحب نسخ وأصول ، وكان دلالا في الكتب.
وسمعته غير مرة يقول : أنا أبو هريرة في ابن النَّقُور ، يعني لكثرة ملازمته له وسماعه منه ، فقلَّ جزءٌ قُرئ على ابن النقور إلا وقد سمعه منه مرارا.
وبقي إلى أن خلت بغداد وصار محدثها كثرة وإسنادا ، حتى صار يطلب العوض على التسميع بعد رغبته - كانت - إلى أصحاب الحديث في السماع وحرصه على إسماع ما عنده ، وأملى في جامع المنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس في الجمعات بعد الصلاة في البقعة المنسوبة إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل.
وكان مبخوتا في بيع الكتب ، باع مرة صحيح البخاري وصحيح مسلم في مجلدة لطيفة بخط أبي عبد الله الصوري الحافظ بعشرين دينارا ؛ وقال لي : وقعت على هذه المجلدة بقيراط لأني اشتريتها وكتابا آخر معها بدينار وقيراط فبعتُ ذلك الكتاب بدينار وبقيت هذه المجلدة بقيراط.
وكان قد قدم دمشق سنة نيف وثمانين زائرا لبيت المقدس فزارها وسمع بها من جماعة وسمع بدمشق نصر بن إبراهيم المقدسي وحدث بدمشق في دار أبي الحسن بن أبي الحديد فسمع منه أبو الحسين بن أبي الحديد وأبو محمد بن صابر ثم رجع إلى بغداد.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد أنا أبو بكر الخطيب بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل إملاء في ربيع الأول سنة ثلاثين وثلاثمائة نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة قال : كنا حجاجا فوجدت سوطا فأخذته فقال لي القوم : ألقه فلعله لرجل مسلم قال : قلت : أو ليس آخذه فأمسكه خير من أن يأكله ذيب فلقيت أبي بن كعب فذكرت له ذلك فقال : قد أحسنت ثم قال : التقطت صرة فيها مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال : " عرفها حولا " ثم أتيته فقلت : قد عرفتها حولا فقال لي : " عرفها سنة " فقلت : قد عرفتها سنة قال : " فعرفها سنة أخرى " ثم أتيته صلى الله عليه وسلم فقلت : قد عرفتها فقال : " انتفع بها ثم احفظ وكاءها وخرقتها واحصر عددها فإن جاء صاحبها " قال جرير : قال شيئا لا أحفظه.
حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن السمعاني الفقيه قال : سألت أبا القاسم بن السمرقندي عن ولاده فقال : يوم الجمعة وقت الصلاة الرابع من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة بدمشق - وأظن أني قد سمعت منه ذكر مولده -.
كتب إليَّ أبو سعد بن السمعاني يذكر أن أبا القاسم بن السمرقندي توفي ليلة الثلاثاء ودفن ضحوة يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة الشهداء من غربي بغداد. }
قال ابن الجوزي في "المنتظم" : { سنة ست وثلاثين و خمسمائة : إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث ، أبو القاسم السمرقندي ولد بدمشق في رمضان سنة أربع وخمسين وسمع شيوخ دمشق ثم بغداد فسمع ابن النقور ، وكان يلازمه حتى قال : سمعت منه جزء يحيى بن معين اثني عشرة مرة ، وسمع الصريفيني ، وابن المسلمة ، وابن البسري وغيرهم. ثم انفرد بأشياخ لم يبق من يروي عنهم غيره.
وكان مكثراً فيه ، وكان دلالاً في بيع الكتب ، فدار على يده حديث بغداد بأشياخ فادخر الاصول وسمع منه الشيوخ والحفاظ ، وكان له يقظة ومعرفة بالحديث ، وأملى بجامع المنصور زيادة على ثلثمائة مجلس ، وسمعت منه الكثير بقراءة شيخنا أيي الفضل بن ناصر ، وأبي العلاء الهمذاني وغيرهما ، وبقراءتي ، وكان أبو العلاء يقول : ما أعدل به أحداً من شيوخ خراسان ولا العراق ، وكان شيخنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن يقول : أبو القاسم السمرقندي أستاذ خراسان والعراق.
أنبأنا أبو القاسم السمرقندي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه مريض وقد مد رجله فدخلت فجعلت أقبل أخمص رجليه وأمر وجهي عليهما ، فحكيت هذا المنام لآبي بكر ابن الخاضبة فقال : أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء وبانتشار الرواية عنك الأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن تقبيل رجليه اتباع أثره ، وأما مرض النبي صلى الله عليه وسلم فوهن يحدث في الاسلام فما أتى علي هذا إِلا قليل حتى وصل الخبر أن الافرنج استولت على بيت المقدس.
وتوفي شيخنا إسماعيل ليلة الثلاثاء سادس عشرين ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة وثلاثة أشهر، ودفن بباب حرب في المقابر المنسوبة إلى الشهداء. وهذه المقبرة قريبة من قبر أحمد، ولا نعرف لهذا الذي يقال لها أصلاً، وقد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: لم أزل اسمع العامة تذكر أنها قبور من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كانوا شهدوا معه قتل الخوارج بالنهروان وارتثوا في الوقعة ثم لما رجعوا أدركهم الموت في ذلك الموضع فدفنهم علي عليه السلام هنالك، وقيل: ان فيهم من له صحبة، قال: وقد كان حمزة بن محمد بن طاهر وكان من أهل الفهم وله قدم في العلم ينكر ما قد استمر عند العامة من ذلك ويقول لا أصل له.
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، عن أبي محمد ابن السراج ، قال : رأيت منذ خمسين سنة مقابر الشهداء عند الوهلة ، وقد انقلبت الجبانة وبرزت جمجمة عند طاقة ريحان طرية. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { ابن السمرقندي الشيخ الامام المحدث المفيد المسند ، أبو القاسم ، إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث ، السمرقندي ، الدمشقي المولد ، البغدادي الوطن ، صاحب المجالس الكثيرة.
ولد بدمشق في رمضان سنة أربع وخمسين وأربع مئة ، فهو أصغر من أخيه ، الحافظ عبد الله.
سمعا أبا بكر الخطيب ، وعبد الدائم بن الحسن ، وأبا نصر بن طلاب ، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، وعبد العزيز الكتاني ، ثم انتقل بهما الوالد إلى بغداد ، فسمعا من أبي جعفر بن المسلمة ، وأبي محمد ابن هزارمرد ، وعبد العزيز بن علي السكري ، وأبي الحسين بن النقور ، وأحمد بن علي بن منتاب ، ومالك البانياسي ، وطاهر بن الحسين القواس ، وإبراهيم بن عبد الواحد القطان ، وعاصم بن الحسن ، وابن الاخضر الانباري ، وجعفر بن يحيى الحكاك ، ومحمد بن هبة الله اللالكائي ، وابن خيرون ، ورزق الله التميمي ، وأحمد بن علي بن أبي عثمان ، ومحمد بن أحمد بن أبي الصقر ، ويوسف بن الحسن التفكري ، وإسماعيل بن مسعدة ، وطراد الزينبي ، والنعالي ، وعبد الكريم بن رزمة ، وأبي علي ابن البناء ، وأحمد بن الحسين العطار ، وعبد الله بن الحسن الخلال ، ويوسف المهرواني ، وعبد السيد بن محمد الصباغ ، وأبي نصر الزينبي ووالده ، وأبي إسحاق الشيرازي ، وعبد الباقي بن محمد العطار ، وابن البسري ، وعدد كثير.
ثم قدم إسماعيل الشام ، وسمع بالقدس من مكي الرميلي ، عمر ، وروى الكثير.
حدث عنه : السلفي ، وابن عساكر ، والسمعاني ، وأعز بن علي الظهيري ، وإسماعيل بن أحمد الكاتب ، وسعيد بن عطاف ، ويحيى بن ياقوت ، وعمر بن طبرزد ، وزيد بن الحسن الكندي ، ومحمد بن أبي تمام ابن لزوا ، وعلي بن هبل الطبيب ، وسليمان بن محمد الموصلي ، وعبد العزيز بن الاخضر ، وموسى بن سعيد بن الصيقل ، وآخرون.
قال السمعاني : قرأت عليه الكتب الكبار والاجزاء ، وسمعت أبا العلاء العطار بهمذان يقول : ما أعدل بأبي القاسم بن السمرقندي أحدا من شيوخ العراق وخراسان (1).
وقال عمر البسطامي : أبو القاسم إسناد خراسان والعراق (2).
قال ابن السمرقندي : ما بقي أحد يروي "معجم" ابن جميع غيري ولا عن عبد الدائم الهلالي ، وأنشد :
وأعجب ما في الامر أن عشت بعدهم * على أنهم ما خلفوا في من بطش
قال ابن عساكر : كان ثقة مكثرا ، صاحب أصول ، دلالا في الكتب ، سمعته يقول : أنا أبو هريرة في ابن النقور (3).
قال ابن عساكر : وعاش إلى أن خلت بغداد ، وصار محدثها كثرة وإسنادا ، حتى صار يطلب على التسميع بعد حرصه على التحديث ، أملى بجامع المنصور أزيد من ثلاث مئة مجلس ، وكان له بخت في بيع الكتب ، باع مرة "صحيحي" (4) البخاري ومسلم في مجلدة لطيفة بخط الصوري بعشرين دينارا ، وقال: وقعت علي بقيراط ، لاني اشتريتها وكتابا آخر بدينار وقيراط ، فبعت الكتاب بدينار (5).
قال السلفي : هو ثقة ، له أنس بمعرفة الرجال ، وقال : كان ثقة يعرف الحديث ، وسمع الكتب ، وكان أخوه أبو محمد عالما ثقة فاضلا ، ذا لسن.
وقال ابن ناصر : كان دلالا ، وكان سيئ المعاملة ، يخاف من لسانه ، يخالط الاكابر بسبب الكتب.
توفي في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمس مئة.
وقد رأى أنه يقبل قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمر عليها وجهه ، فقال له ابن الخاضبة : أبشر بطول البقاء ، وبانتشار حديثك ، فتقبيل رجليه اتباع أثره (6). }
________________
(1) انظر " المنتظم " 10 / 98.
(2) انظر " طبقات " السبكي 7 / 46، وشرح كلمة إسناد بقوله: يعني مسنده.
(3) يعني لكثرة ملازمته له، وسماعه منه، تشبيها بأبي هريرة رضي الله عنه الذي كان شديد الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وابن النقور هو أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي البزاز، المتوفي سنة 470 هـ ، مرت ترجمته في الجزء الثامن عشر برقم (180).
(4) في الاصل: " صحيح "، والمثبت من " تهذيب تاريخ دمشق ".
(5) انظر " تهذيب ابن عساكر " 3 / 13، 14.
(6) انظر خبر هذه الرؤيا بأطول مما هنا في "المنتظم" 10 / 98، و " مرآة الزمان 8 / 109، 110، و "المستفاد من ذيل تاريخ بغداد" 85، 86.

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : { وفيات سنة ست وثلاثين وخمسمائة : إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث. الحافظ أبو القاسم ابن السمرقندي.
ولد بدمشق سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة في رمضان.
وسمع من : أبي بكر الخطيب، وعبد الدائم بن الحسن، وأبي نصر بن طلاب، وعبد العزيز الكتاني، وأبي الحسن بن أبي الحديد، وغيرهم.
ثم رحل به وبأخيه عبد الله ، أبوهما المقريء أبو بكر إلى بغداد في حدود سنة تسعٍ وستين وأربعمائة ، وسكنوها. وسمع بها من : ابن هزارمرد الصريفيني، وابن النقور، وعبد العزيز بن علي السكري، وعبد الباقي بن محمد العطار، وأبي نصر الزينبي، وابن البسري، ورزق الله، وخلق كثير.
وعني بالرواية ، وقدم دمشق زائراً بيت المقدس ، وسمع من مكي الرميلي ، وطال عمره ، وروى الكثير.
حدث عنه : أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر، والأعز بن علي العبدي، وإسماعيل بن أحمد الكاتب، وسعيد بن محمد بن محمد بن عطاف، ويحيى بن ياقوت الفراش، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وأبو الرضا محمد بن أبي تمام بن الزوا الهاشمي، وأبا الحسن بن علي بن أحمد بن هبل، وعبد العزيز بن الأخضر، وسليمان بن محمد الموصلي، وموسى بن سعيد ابن الصيقل الهاشمي، وخلق سواهم.
قال ابن السمعاني : قرأت عليه الكتب الكبار والأجزاء، وسمعت الحافظ أبا العلاء العطار بهمذان يقول: ما أعدل بأبي القاسم الفقيه ابن السمرقندي أحداً من شيوخ العراق، وخراسان.
وقال أبو شجاع عمر البسطامي : أبو القاسم إسناد خراسان ، والعراق.
وقال أبو القاسم : ما بقي أحدٌ يروي "معجم ابن جميع" غيري ولا بدمشق ، ولا عن عبد الدائم بن الحسن غيري.
ثم قال:
وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا في من بطش
وقال ابن عساكر : كان ثقة ، مكثراً ، صاحب أصول ، وكان دلالاً في الكتب. وسمعته يقول : أنا أبو هريرة في ابن النقور ، فإنه قل جزءٌ عندي قريء عليه إلا وقد سمعته مراراً.
قال ابن عساكر : وعاش إلى أن خلت بغداد ، وصار محدثها كثرةً وإسناداً ، حتى صار يطلب العوض على التسميع بعد حرصه على التحديث.
وقد أملى في جامع المنصور الجمع زيادةً على ثلاثمائة مجلس. وكان له بخت في بيع الكتب. باع مرة "صحيحي البخاري" و "مسلم" في مجلدة لطيفة. بخط الحافظ أبي عبد الله الصوري بعشرين ديناراً. وقال لي : وقعت علي هذه المجلدة بقيراط ، لأني اشتريتها وكتاباً آخر معها بدينار وقيراط ، فبعت ذلك الكتاب بدينار.
قال السلفي : وأبو القاسم ابن السمرقندي ثقة ، له أنس بمعرفة الرجال ، دون معرفة أخيه الحافظ أبي محمد.
وقال ابن ناصر : كان دلالاً ، وكان سيء المعاملة ، يخاف من لسانه وكان ذا مخالطةٍ لأكابر البلدة وسلاطينها بسب الكتب.
وقد قدم دمشق بعد الثمانين ، وسمع من الفقيه نصر ، وأخذ عنه أبو محمد بن صابر ، وغيره.
وقال ابن السمرقندي : ورواه عنه ابن الجوزي بالإجازة ، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، كأنه مريض وقد مد رجليه : فدخلت وجعلت أقبل أخمص قدميه ، وأمرغ وجهي عليها. فذكرته لأبي بكر ابن الخاضبة فقال : أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء وبانتشار الرواية عنك ، فإن تقبيل رجليه اتباع أثره ، وأما مرضه فوهنٌ في الإسلام. فما أتى على هذا إلا قليل حتى وصل الخبر أن الفرنج استولت على بيت المقدس. توفي في السادس والعشرين من ذي القعدة، ودفن بباب حرب. }
قال ابن الدمياطي في "المستفاد من ذيل تاريخ بغداد" : { إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، أبو القاسم بن أبي بكر المقرئ : ولد بدمشق ونشأ بها ، وأسمعه والده في صباه من أبي الحسن أحمد بن عبد الواحد ابن محمد بن أبي الحديد وأبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبي الحسين عبد الدائم بن الحسن الهلالي، ثم قدم بغداد في سنة تسع وستين وأربعمائة واستوطنها إلى حين وفاته. وسمع بها الكثير من أبي الحسين أحمد بن النقور وأبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبوي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعبد الله بن الحسن الخلال، وأبي منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار ، وقرأ الكثير بنفسه ، وكتب بخطه ، وحصل الأصول الحسان ، وحدث بالكثير ، وكان ثقة صدوقا فاضلا ، روى عنه ابن ناصر وابن الجوزي وجماعة من الأئمة.
أخبرني محمد بن محمود العدل بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه مريض، وقد مد رجليه، فدخلت وكنت أقبل أخمص رجليه وأمر وجهي عليهما، فحكيت هذا المنام لأبي بكر بن الخاضبة، فقال لي: أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء وبانتشار الرواية عنك لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن تقبيل رجله اتباع أثره، وأما مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فيحدث وهن في الإسلام، فما أتى على هذا الحديث إلا قليل حتى وصل الخبر أن الأفرنج استولت على بيت المقدس.
قال الحافظ أبو طاهر السلفي: أبو القاسم ثقة ، وله أنس بمعرفة الرجال ، دون معرفة أخيه الحافظ أبي محمد.
مولده يوم الجمعة رابع رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، وتوفي ليلة الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء ثامن عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة بباب حرب في مقابر الشهداء ، وصلى عليه بجامع القصر وبالنظامية. }
قال ابن العماد في "الشذرات" : { وفيها أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم بن السمرقندي الحافظ ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وسمع بها من الخطيب وعبد الدائم الهلالي وابن طلاب والكبار وببغداد من الصريفيني فمن بعده.
قال أبو العلاء الهمذاني : ما أعدل به أحدا من شيوخ العراق. وهو من شيوخ ابن الجوزي توفي في ذي القعدة. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) : الخلاصة : أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي * ثقة مكثر ، صاحب نسخ وأصول ، وله أنس بمعرفة الرجال دون معرفة أخيه أبي محمد ، وهو ثبتٌ في أبي الحسين ابن النَّقُور لكثرة ملازمته له وسماعه منه. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
الكامل لابن الاثير 11 / 90، مرآة الزمان 8 / 109، 4 / 99، الوافي بالوفيات 9 / 88، طبقات السبكي 7 / 46 البداية والنهاية 12 / 218، النجوم الزاهرة 5 / 269، ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد المكي: 72.





أبو مسعود * إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي


أبو مسعود الدمشقي *

قال الخطيب في "تاريخ بغداد" : { إبراهيم بن محمد بن عبيد أبو مسعود الدمشقي الحافظ.
سافر الكثير ، وسمع ، وكتبَ ببغداد والكوفة والبصرة وواسط والأهواز وأصبهان وبلاد خُراسان ، فسمع ببغداد من أصحاب أبي شعيب الحراني ومحمد بن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي وجعفر الفريابي وبالكوفة من أصحاب أبي جعفر المطين وأبي الحصين الوادعي وبالبصرة من أصحاب أبي خليفة الجمحي وبواسط من أبي محمد بن السقا وبالأهواز من أحمد بن عبدان الشيرازي وأقرانه وباصبهان من أبي بكر بن المقرئ ونحوه وبخراسان من أصحاب الحسن بن سفيان وأبي بكر بن خزيمة ومحمد بن إسحاق السراج وأمثالهم. ثم استوطن بغداد بأخَرَةٍ.
وكان له عنايةٌ بصحيحى البخاري ومسلم ، وعَمِلَ تعليقة أطرف الكتابين ، ولم يرو من الحديث إلا شيئاً يسيراً على سبيل التذكرة. حدثنا عنه أبو القاسم الطبري. وكان صدوقاً دَيِّناً ، وَرِعاً ، فَهماً.
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ أبو مسعود ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الواسطي بها ، قال : حدثنا أبو العباس الوليد بن بُنان بن مَسْلَمة المقرئ الواسطي. وأخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ بواسط ، قال : حدثنا الوليد بن بنان الواسطي ، قال : حدثنا النضر بن سلمة ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر - وقال أبو العلاء : ابن عمرو ، ثم اتفقا - الفهري ، عن عبد الله بن عمر ، عن أخيه يحيى بن عمر قال : حدثني أخي عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى وادي مُحَسِّر حرك راحلتَهُ وقال : " عليكم بحصى الخَذْف " .
حدثني أحمد بن محمد العتيقي ، قال : مات أبو مسعود الدمشقي في سنة إحدى وأربع مئة.
قلت : وببغداد تُوفِّي ، وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني وكان وصيه ، ودُفن في مقبرة جامع المنصور قريباً من السِّكَك. }
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة هبة الله اللالكائي : { حدثني البرقاني ، قال : جاءني هِبةُ الله الطبري يوماً نصف النهار ، فقال لي : ذَكَر أبو مسعود الدمشقي في تعليقه أنَّ مسلماً أخرجَ في "الصحيح" حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " آيةُ المنافقِ ثلاثٌ " من طريق إسماعيل بن جعفر ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، فأريد أن تُخرجه لي من كتابك. قال البرقاني : فنَظَرتُ في صحيحي فرأيتُ مكان الحديث مُبَيضاً ، فقلت له : ليس الحديث عندي. فقال هبة الله : قد غَلِط أبو مسعود في ترجمته ، وإنما هذا الحديث عن إسماعيل بن جعفر ، عن أبي سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وأبو سهيل هو نافع بن مالك. قال البرقاني : فنَظَرتُ فإذا الأمرُ على ما قال (1). قال البرقاني : وقد غَلِطَ خَلَف الواسطي أيضاً في تعليقه ، ذكرَ حديثاً آخر بهذا الإسناد وجَعَله في ترجمة إسماعيل بن جعفر عن سُهَيل ، وإنما هو عن أبي سُهَيل. }
________________
(1) قال الدكتور بشار عواد : هذا صحيح ، وذكر المزي مثله في تحفة الأشراف 9/154 حديث (12586)

قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" باختصار : { إبراهيم بن محمد بن عبيد أبو مسعود الدمشقي الحافظ أحد الجوالين المكثرين. خرج من دمشق قديما وطاف البلاد وسمع أبا الحسين عبد الله بن إبراهيم الزبيبي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي الحافظ وأبا بكر بن عبدان الشيرازي وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وجماعة سواهم.
روى عنه أبو ذر الهروي وحمزة بن يوسف السهمي وابو الحسن العتيقي وأبو القاسم اللالكائي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب ..........
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : وجاءنا يعني أبا مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي في هذا الأسبوع يعني في شهر رمضان من سنة أربعمائة من مدينة السلام مات في رجب. }
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" : { أبو مسعود الحافظ المجود البارع ، أبو مسعود ، إبراهيم بن محمد بن عبيد ، الدمشقي ، مصنف كتاب "أطراف الصحيحين" (1) ، وأحد من برز في هذا الشأن.
سمع أبا الحسن بن لؤلؤ الوراق ، وعبد الله بن محمد بن السقا الواسطي ، وأبا بكر عبد الله بن فورك القباب الاصبهاني ، وعلي بن عبد الرحمن البكائي ، وأبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي ، وأصحاب مطين ، و [ أصحاب ] أبي خليفة الجمحي ، والفريابي. وجمع فأوعى ، ولكنه مات في الكهولة قبل أن ينفق ما عنده.
حدث عنه : أبو ذر الهروي ، وحمزة بن يوسف السهمي ، وأحمد بن محمد العتيقي ، وهبة الله بن الحسن اللالكائي ، وآخرون.
قال أبو بكر الخطيب : سافر الكثير ، وكتب ببغداد والبصرة والاهواز وواسط وخراسان وأصبهان ، وكان له عناية " بالصحيحين "، روى القليل على سبيل المذاكرة. قال : وكان صدوقا دينا ، ورعا فهما ، صلى عليه الامام أبو حامد الاسفراييني ببغداد وكان وصيه ، حدثني العتيقي أنه مات سنة إحدى وأربع مئة.
قلت : ذكر غيره أنه مات في شهر رجب سنة أربع مئة.
وقفت على جزء فيه أحاديث معللة لابي مسعود يقضي بإمامته.
كتب إلي المسلم بن محمد القيسي، ومؤمل بن محمد، ويوسف بن يعقوب قالوا: أخبرنا الكندي، أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا إبراهيم بن محمد الحافظ، أخبرنا عبدالله بن محمد المزني، حدثنا الوليد بن أبان الواسطي، حدثنا النضر بن سلمة، أخبرنا عبدالله بن عمر الفهري، عن عبدالله بن عمر، عن أخيه يحيى قال: حدثني أخي عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى وادي محسر، حرك راحلته ، وقال : " عليكم بحصى الخذف " (2).
وبه : قال الخطيب : وحدثنا أبو العلاء الواسطي قال : حدثنا به المزني ، وقال فيه : عبدالله بن عمرو الفهري.
أنبأني أحمد بن سلامة: عن يحيى بن أسعد، عن أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قال: كتب إلي أحمد بن محمد العتيقي: حدثنا أبو مسعود الحافظ، حدثني أبو بكر أحمد بن عبدالله بن القاسم بنهر الدير، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم [ بن ] حمويه بالبصرة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي، حدثنا إياس بن سلمة قال: قال أبي: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، وليس للحيطان فئ نستظل به.
رواه مسلم ، عن إسحاق بن راهويه، عن أبي الوليد، وتابعه وكيع ابن الجراح. }
_______________
(1) كتب الاطراف تذكر أحاديث كل صحابي على حدة كما يفعل أصحاب المسانيد ، إلا أنه يقتصر على ذكر طرف منه ، وهو بمثابة فهرس للاحاديث تسهل على الباحث معرفة مكان وجود الحديث الذي يبحث عنه في الكتب والدواوين وقد صنف بعضهم في " أطراف الصحيحين " كأبي مسعود صاحب الترجمة ، وخلف بن محمد الواسطي الذي سترد ترجمته برقم (156).
قال حاجي خليفة : ذكرهما الحافظ أبو القاسم بن عساكر في أول " الاشراف " وقال : وكان كتاب خلف أحسنهما ترتيبا ورسما ، وأقلهما خطأ ووهما ، كفيا فيه من أراد تعلمه.
وبعضهم صنف في " أطراف الكتب الستة " كابن طاهر المقدسي المتوفى 507، وابن عساكر المتوفى 571، والحافظ المزي المتوفى 742 واسم كتابه " تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف " وهو من أعظم الكتب المؤلفة في الاطراف ، وأوعبها وأدقها ، وأقلها وهما وقد انتفع به العلماء ، وتنافسوا في تحصيله وقد تم طبعه في الهند مع النكت الظراف للحافظ ابن حجر بتحقيق الاستاذ الفاضل عبد الصمد شرف الدين.
(2) هو في " تاريخ بغداد " 6 / 173، وأخرج ابن عدي في " الكامل " من طريق عبد الرحمن بن عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن عبيدالله، وعبد الله
ابن عمر، عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة، والمزدلفة كلها موقف وارفعوا عن بطن محسر " وعبد الرحمن بن عبدالله ضعيف، لكن في الباب ما يشهد له عن ابن عباس عند الطبراني (11231) والحاكم 1 / 462، والبيهقي 5 / 115، وعن جبير بن مطعم عند أحمد 4 / 82، وابن حبان (1008) والطبراني (1583) والبزار (1126) وفي سنده انقطاع وفي " الموطأ " 1 / 388 بإسناد صحيح عن عبدالله بن الزبير قال: تعلمون أن عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، وأن المزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر وقوله " عليكم بحصى الخذف " له شاهد من حديث الفضل بن عباس عند أحمد 1 / 210، ومسلم (1282) والنسائي 5 / 269 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا: عليكم بالسكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل من حين هبط محسرا، قال: عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة.
والخذف بسكون الذال: رميك بحصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك، أو تجعل مخذفة من خشب ترمي بها بين الابهام والسبابة، والمراد بحصى الخذف: الحصى الصغار، وبطن محسر سمي بذلك، لان فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي: أعيا وكل.

قال الذهبي في "التذكرة" : { أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي الحافظ : مصنف كتاب الأطراف , وأحد من برز في هذا العلم : سمع من محمد بن عبد الله بن محمد بن السقاء وغيره بواسط ، ومن أصحاب مطين بالكوفة ، ومن أبي بكر القباب وطبقته بأصبهان ، ومن أصحاب أبي خليفة الجمحي بالبصرة ، ومن أصحاب ابن خزيمة بنيسابور ، ومن أبي بكر أحمد بن عبدان الشيرازي.
قال الخطيب : سافر الكثير وكتب ببغداد عن أصحاب أبي سعيد الحراني وبالبصرة والأهواز وواسط وخراسان وأصبهان ، وكان له عناية بالصحيحينروى قليلا على سبيل المذاكرة. قال: وكان صدوقًا دينًا ورعًا فهمًا صلى عليه أبو حامد الأسفراييني وكان وصيه ، حدثني العتيقي أنه مات في سنة إحدى وأربعمائة.
قلت: حدث عنه : أبو ذر الهروي وحمزة السهمي وأحمد بن محمد العتيقي وأبو القاسم اللالكائي وآخرون ، وقلما روى لأنه مات في الكهولة ، مات في رجب سنة أربعمائة , وقيل : في سنة إحدى وأربعمائة ، رحمه الله تعالى.
وقد وقفت على جزء له في أحاديث معللة تنبئ بحفظه ونقده. }
قال الذهبي في "العبر" واقتبسه ابن العماد في "الشذرات" : { سنة أربعمئة : وأبو مسعود الدمشقي ، إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ ، مؤلف "أطراف الصحيحين" روى عن عبد الله بن محمد بن السقّا ، وأبي بكر المقرئ وطبقتهما ، وكان عارفاً بهذا الشأن ، ومات كهلاً ، فلم ينتشر حديثه ، توفي في رجب. }

قلت ( أبو شاكر السلفي ) :الخلاصة : أبو مسعود * إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي * هو مصنف كتاب "أطراف الصحيحين" وهو حافظ ، متقن ، ناقد ، دَيِّن ، لا ينزل حديثه عن الحسن ، وكتابه "أطراف الصحيحين" به بعض الأخطاء والأوهام. والله تعالى أعلى وأعلم.

للمزيد من ترجمته :
المنتظم 7 / 252، الكامل لابن الاثير 9 / 226، البداية والنهاية 11 / 344، طبقات الحفاظ 416، 417، كشف الظنون 1 / 116، هدية العارفين 1 / 7، الرسالة المستطرفة 167.