المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة والدة الشيخ الفاضل فيصل الحيدري



أهــل الحـديث
02-03-2013, 11:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


توفيت أمس أثر مرض: والدةُ فضيلة الشيخ فيصل الحيدري المدني، وهو معروف من كبار أصحاب الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وصُلّي عليها بعد الجمعة في المسجد النبوي، ودُفنت في البقيع.
رحمها الله رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته.

وهذا مقال مفيد لأحد من حضر الجنازة، أوصي بقراءته لما فيه من الفوائد عن شيخنا الشنقيطي:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ..

هذا ماجرى اليوم بعد صلاة الجمعة 4/19 بالمسجد النبوي في جنازة والدة الشيخ/ فيصل الحيدري أحد كبار طلاب الشيخ مع شيخه الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظهم الله جميعا :-

كنت حاملا نعش والدة الشيخ فيصل -رحمها الله-
فإذا بالشيخ محمد يأتي لكي يتناول النعش مني ،
وظل ممسكا بيسار النعش فترة ليست بالقليلة إلى أن دخلنا البقيع والإخوان يقولون : الشيخ الشيخ !
وهو يقول : اتركهم إنما أنا واحد منكم.

ومع شدة الزحام ترك الشيخ النعش ، فظللت بجانبه وقبلت يده ورأسه وعزيته، وكان بعض الإخوة يعزون الشيخ ونحن متجهون للقبر ، وكان الإخوة يأتون ليسألوا الشيخ عن بعض الفتاوى ، ويقول لهم: بعدين بعدين.

وطيلة هذه الفترة - من بداية دخول البقيع إلى أن تم الدفن - والشيخ ساكت ومتأثر .
وكان الشيخ يمشي بحذائه على الممر، فلما أراد النزول للتراب خلع حذاءه، وظل الشيخ قريبا من القبر واقفا إلى أن فرغوا من الدفن، ظل الشيخ يدعو دون أن يرفع يديه ودون أن يستقبل القبلة .

وبعد ذلك أحد إخوان الشيخ فيصل أصبح يبكي بصوت عالٍ، فجاءه الشيخ مباشرة وذكّره بالله،
وقال: اصبر واحتسب ، هنا الصبر يكون في هذا المقام، ووالله إن ما هي فيه الآن خير مما نحن فيه، فهي تقدم على الله أكرم الأكرمين ، والوالدة مشهود لها بالصلاح وحسن الخاتمة.

وتركه الشيخ، وأصبح يسأل عن الشيخ فيصل،
فلما رآه ضمه وأصبح يعزيه ويواسيه ، وشبك يده في يد الشيخ فيصل ومشيا سويا، فاعترضهما قبر فقال الشيخ محمد للشيخ فيصل: تقدم. فقال: لا والله لا أتقدم عليك!
فانظرو لم ينسه ما ألمّ به من تأدبه مع الشيخ في أحلك الظروف!!

ثم بدأ في تعزية إخوان الشيخ واحدا واحدا وواساهم. وتقدم الشيخ محمد إلى بوابة البقيع وأخذ يسأل: أين الشيخ فيصل؟
ومكث الشيخ عند البوابة ينتظر- قرابة النصف ساعة- الشيخ فيصل !

وفي هذا الوقت بدأ الشيخ يستقبل الأسئلة .
وسأذكر لكم منها 3 فقط؛ لضبطي لها :-

1- سئل عن رفع اليدين بعد الفراغ من دفن الجنازة،
وعن استقبال القبلة أثناء الدعاء ، فقال الشيخ:
لا أحفظ في ذلك دليلا، فلا ترفع اليدين أثناء الدعاء، ولاينكر على من رفع.
ويدعو على أي جهة ولا يتكلف في استقبال القبلة،
لأنه أصبح ينكر على من لم يستقبل القبلة .

2- جاء أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البقيع وقال : ياشيخ نقع في إشكال مع الزوار في تحديد بعض قبور الصحابة ، فهل هذه القبور الموجودة هي فعلا قبور للصحابة أم أنها غير معروفة ؟
فقال له الشيخ :
التحديد بكتابة الاسم على القبور هذا لا أصل له،
وأما التحديد بحجر أو نحوه فلا إشكال فيه ، وأما بالنسبة لتحديد قبور الصحابة ، فكان الوالد إذا سئل عن ذلك يقول إنها غير معروفة ويشدد في ذلك.
وقال له الشيخ : اكتبو لهيئة كبار العلماء
فقال: كتبنا عدة مرات ولم يردوا
فقال له الشيخ: قد أعذرت إلى الله ، أما أنا فلا أعرف تحديدا لها؛ لأنه بعد الدولة العثمانية تغيرت كثير من المعالم ، بل حتى قبر أبي لا أعلم مكانه الان!

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة " ولم يقل: زوروها وادعو لأصحابها.
إذاً فالعبرة والمقصود هو : تذكر الآخرة من الحديث .

3- وقد سألت الشيخ -بنفسي- :
هل قول البعض - أثناء حمل الجنازة - :
(السكينة السكينة ) خلاف السنة ؟ فقال الشيخ :

السنة : الإسراع بالجنازة بحيث لا يكون الإسراع مفضيا إلى تحرك النعش واهتزازه بشدة، بمعنى: أن يكون الإسراع على صفة الهرولة ليس مشيا ولا جريا .

وقد كنت مع الشيخ في جنازة ما ، وكان أحدهم يقول : السكينة السكينة!
فأنكر عليه الشيخ وقال له : اتركهم بل السنة الإسراع .

وبعد ذلك التقى الشيخ محمد بالشيخ عبدالمحسن العسكر ، ورحب به وبالغ في الترحيب ودعاه الى بيته، والشيخ عبد المحسن يعتذر والشيخ يصر ، وظل ممسكا بيده قرابة 10دقائق .. هذا كله ونحن ننتظر الشيخ فيصل يأتي إلى باب البقيع .

وبعد ذلك حضر الشيخ فيصل وتعانقا وقبل الشيخ فيصل رأس الشيخ محمد ويده عدة مرات ، وهو يقول : ياشيخ محمد أثابك الله ، الله لايحرمني منك.
والشيخ محمد يصبره ويواسيه، فكان مشهدا مؤثرا !

وبعد ذلك أخذ الشيخ بيد الشيخ عبد المحسن العسكر وخرجا سويا من البقيع، والشيخ محمد يلح عليه أن يقبل دعوته.
وفي أثناء مشينا مع الشيخ محمد تجمع الناس على الشيخ محمد فقال : يا إخوان انصرفوا لا تتجمعوا حتى لا يتجمع العوام.
فقلت له في هذه اللحظة : هذه محبة قذفها الله في قلوب العباد لك!
فالتفت الشيخ إلي متأثرا وقال :
الله المستعان ..
ليتني من العوام ولم أكن معروفا!
قدَمُ الرفعة مصيبة!
الله لا يفتنّي بذلك!

هذا كله وهو مازال ممسكا بيد الشيخ عبدالمحسن يلح عليه أن يقبل دعوته .
وبعد ذلك اعتذر الشيخ عبدالمحسن وقبل رأس الشيخ محمد وانصرف .


هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .

كتبه : مشعل التركي
كاتب عدل بمحافظة خيبر .
http://twitmail.com/email/485131952/...AF%D8%B1%D9%8A (http://twitmail.com/email/485131952/1/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%B7%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%81%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D9%8A)