المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : @@@@@... نجوم في الأرض ...@@@@@



المرأة الحديدية
26-06-2006, 03:12 AM
نجوم في الأرض

أنوارٌ تتلألأ ، إشعاع يضيء ويتوهج ، معجزة إلهية ، كلما أمعنت النظر ازددت تأملاً وتعجباً من خلقه سبحانه وتعالى جل وعلا ؛ أن جعل للنجم شأن ، رغم صِغر حجمه كائن في السماء يُدل الضال في الأرض ، لله ما اعظم قدره
فنجمة تشير إلى الحصاد وصلاح زرعه و(سُهيلٌ) ينبئ باشتداد الرياح والعواصف وهطول الأمطار ، و(شِهابٌ ) يثبت طول النهار وقِصرُ الليل ، هدوئه وسكونه ، وهناك ( السمّاك) نجمٌ مضيء أزهر يقال له الأعزل ، مطره غزير وتقول عنه العرب :إذا طلع السمّاك ذهاب العكاك (الحر) وكَلَّ على الماء الّكاك ، يُزرع فيه الكمون ويقطع الشجر والنخل لئلا يسوس ، و كذلك نجما( الزراعين والمقدم ) ينعقد فيهما اللوز والتفاح وأول زرع الأُرز وابتداء حصاد الحنطة ونهاية فصل الربيع ، أما ( الشبط ) نجمان هما (البلدة والنعايم ) حيث تبيض البهائم من الصقيع الدائم ويقصر النهار للصائم ، وفي حلول هذا النجم لا يغرس شيء لبرودة الطقس إلا بعض الحبوب كالبرسيم ويستحب تسميد النبات المستديم ، ثم تأتي عشرٌ منه ، يظهر فيه الهدهد ويجري الماء في عود التين .
أما سعد السعود فهو نجم يذوب فيه كل جمود ويخضر العود وترَ فيه دودة القز ويثمر التوت ، تكثر فيه العواصف ويعتدل الربيع .
كل تلك نجومٌ وغيرها كثير لا تحصى عدداً ، منها ما هو للحظ والطالع ، واشتداد الرطوبة والحر وهبوب العواصف والرياح ، ومعرفة الاتجاهات شرقاً وغرباً… الخ .
إن كل نجمة من نجوم السماء لها صفات وخصائص تميزها .
وكذا هي الليالي تسير فيها نفوس بالمدينة ، تلف الحِراك وتلقي على الأرض الظلال ، فاللذين يحبون بصمت يعجزون عن الفوز بحب من اختاروا ويكتفون بتعقيدات حب مؤقت يضحون وهم يتألمون ، واللذين يتعذبون بالوحدة تغمرهم الذكريات ، تسعدهم ترضيهم تؤلمهم وتشقيهم ، واللذين يمتلكون السعادة بين أيديهم وأمام أعينهم ولا يجرؤن أن يعيشوها لمجرد التردد والخوف ، واللذين يكرهون حاقدين شتاّمين صخّابين ، فهم وحيدون ويتجاهلون زهرة الحب ، واللذين يراقبون الناس ويكتبون عن خصوصيات الغير ، فهم لا يملكون أن يعيشون حياتهم كما ينبغي أن يعيشوها ويموتون هماً ( فمن راقب الناس مات هماً ) ، كل هؤلاء وحكاياتهم الخاصة بهم مجرد صورٌ ، أمثولة جوفاء !
أعود لنجوم تعلو في السماء ،كائن ما يكون.. يُرى ، وقد لا يُرى عند البعض لصِغَرِ حجمه ، له بريق فضّاح .. يلمع يشع ويعلن عن وجوده ، هذا الكائن النوراني العجيب بعظمته وعلو شأنه لن يكون أفضل من الإنسان الذي كرمه الله على باقي المخلوقات ، فلما لا نكون نحن نجومٌ تتلألأ على هذه الأرض ، نعطي الحب وننشر السلام لنضيء بريق الأمل والرضى من جديد في تلك النفوس الحـائرة ، تلمع أعماقنا بصفـاء الإيمان ، ويفيض نـور اليقين من
وجوهنا ، لماذا نركن داخل قواقع صدفية في قاع البحر ، أو في بروج مشيدة من العاج ، كلٌ يلوذ إلى نفسه يصرخ عالي الصوت في هوة من فراغ ، أو داخل أسوار منيعة ، يرمي بطموحاته في كل اتجاه لتعود إليه بقوة وتهدم كل حماس كان . فما بداخلنا الكثير الكثير من الآمال والأماني والطموح .
لقد مللت الاجتماعات والعمل ، والناس الذين يتقربون إليك لأنك مميز ، فلما لا نحقق ما نريده بعيداً عن هواتف وأجراس لا يهمها إلا الغثاء من الأمور ؟
لما لا نخترق تلك الصدفات ونغوص ..نعوم ونجاهد لنصل إلى الشاطئ ونحقق الآمال ؟ قد يعترضنا الحوت وقرش البحر ..! ولكن لا ضير فلم نخترق الصدفات إلا ونحن على أهبة الاستعداد لأي هجوم مفاجئ ، و لكل ما يعترض طريقنا من صعاب ، فيدٌ فيها الطموح وسيف الأمل الكبير بالله ، ويدٌ تلبس درع الحماية بها القوة والثبات والإرادة ، لبلوغ كل الأماني التي لا تفتأ تداهمنا كحلم دائم لا كواقع بين أيدينا ( فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا )
لما لا ننزل من تلك الأبراج المشيدة العالية ونرتقي القمم .
تكفي نظرة واحدة للنجوم لتضفي على النفس إشراقة الأمل الذي فقدناه بهدمنا لأمانينا وطموحاتنا ، فنحن الإنسان المفكر آنفاً ،المبدع المبتكر سابقاً ، فلما لا نعود…… ؟ !
قال بعض العلماء :

أنوار السماء أقمارٌ وسموشٌ
وأنوار القلوب علومٌ ومعارفٌ
رأيٌ حكيم :
في قول أمير الشعراء : أحمد شوقي
دقــات قـلب المرء قــائلة له
إن الحيـاة دقـائق وثـواني
فـأرفع لنفسـك في حياتك ذكرها
فـالذكر للإنسان عمر ثـان


نشر قبلاً
أ/ سلوى دمنهوري

المرأة الحديدية

S..A..D

سماهيير
26-06-2006, 09:08 AM
هلا فيك اختي
مشكوره على الموضوع

نور الإيمان
26-06-2006, 10:53 AM
هلا فيك اختي
مشكوره على الموضوع


جهد تشكرى عليه ننتظر جديد ابداعك

بـنـت الـشـيـوخ
26-06-2006, 02:14 PM
موضوووووووووووووووع رائع وتسلمين.

المرأة الحديدية
26-06-2006, 03:27 PM
أخواتي الحبيبات

سماهيير... ختمة...محتاجة لك

سعدت بمروركن.. ووددت لو أسمع آراءكن في ذات الموضوع

أشكركن..

دمتن بكل الود والمحبة