المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَيْف تُدوّنِين/تُفرّغِين المُحاضَرات؟



أهــل الحـديث
28-02-2013, 01:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حيّا الله أخيّات المنتدى، عساكنّ بفضل من الله وإنعام.
لا شكّ أنّ لكلّ طالب علم طريقة معيّنة إعتاد عليها في تفريغ المحاضرات أو تدوين أهمّ مافيها، فمنّا من يكتب خلف الشيخ مباشرة ومنّا من يسجّل المحاضرة ثم يعود للتّفريغ في وقت لاحق ومنّا من يدوّن في كراريس ومنّا من يرقن تفريغه ومنّا من..
فأردت في هذا الرّكن أن نتشارك في عرض طرقنا ومسالكنا في هذا الأمر لفوائد ـ كما أحسب ـ من بينها:
تبادل الخبارات في هذا المجال وعرض الأفكار الجديدة التي قد تساعدنا في تطوير طرقنا في التّفريغ والتّدوين وتيسيره علينا.
واسمحن لي أن أكون أوّل من تبدأ :



هل أكتب خلف الشّيخ مباشرة أم أستمع فحسب، ثم أعود للتّسجيل وأدوّن؟
أكتب خلف الشّيخ مباشرة إنما دون الجري لإدراك كل فائدة، فذلك يشتّت الذّهن ويضيع التّركيز، بل أكتفي ـ إن سبقني الشيخ ـ بوضع علامات كـ:(****) مكان السّقط أو الفراغ لأعود فيما بعد للتّسجيل وأتمّها.



هل أكتب على ورق أم على الحاسوب؟
حين الإستماع للمحاضرة أكتب على الحاسوب (سواء عند الإستماع الأوّل أو عند العودة للتّسجيل لأستدرك مافاتني)،
لأن ذلك أسرع ـ بالنسبة لي ـ ثم أنتقل للتدوين على الورق.



هل أفرغّ أم أدون الأهمّ فقط؟
بين بين فلا أفرغ كلّ كلمة ولا أترك الفوائد تضيع، مع الإختصار في الكلام والجمل.



محاسن هذه الطريقة:

الإستماع للمحاضرة مرّتين: (تقريبا.. ففي المرّة الثانية قد لا أستمع لها كاملة بل غالبا المقاطع التي لم أدرك فيها الكتابة مع الشيخ فقط) وذلك يفيد في زيادة تثبيت المعلومة في الذّاكرة السّمعية.
التّدوين مرّتين: (مرّة رقنا وأخرى على ورق) مما يزيد عدد مرّات تكرار المعلومة على الذّهن فيساهم في رسوخها.
التّنظيم والتّرتيب: إذ تكون المحاضرة مدوّنة أمامي في الحاسوب، فأتمكن عند نقلها للورق من ترتيب عناصرها جيّدا وضمّ المعلومات المترابطة لبعضها واستخراج الإستطرادات أو الفوائد الخارجيّة عن صلب الدرس وتدوينها في مكان مستقلّ عنه. (إحدى أخواتي ورفيقاتي في الطّلب تدوّن خلف الشيخ على دفترها وهو يعجّ بالأسهم المتشابكة المتداخلة التي تنقل هذه المجملة إلى هنا وتلك إلى هناك ومليئ بالكتابات مابين السطور التي تّفسر هذا اللفظ أو تتدارك ذلك السّقط ممّا يشعرني أنّها استمعت إلى محاضرة مختلفة تماما عن تلك التّي استعمت لها ،ابتسامة، لكن للأمانة مستوى تحصيلها جيّد فعلا خصوصا إذا ما قورن بدفترها!)
العزو والتّخريج والإختصار: إن لم يذكر الشّيخ درجة حديث أو راويه ومن خرّجه، أو لم يذكر من أي الكتب نقل قول العالم الفلاني، أو إن ذكره بالمعنى دون اللّفظ، فيمكن البحث عن ذلك وتدوينه في مكانه الملائم في الدرس. كما يمكن إعادة صياغة بعض الجمل أو الفقرات لتكون أقصر دون الإخلال بالمعنى.


معايبها:

الوقت: فهي تتطلّب وقتا طويلا نسبيّا خاصّة لمن تحتاج تدوينَ أكثر من محاضرة في اليوم.
الجهد: فهي متعبة نسبيّا لأن التّدوين فيها يمرّ بثلاث مراحل.

مسألة العزو والتخريج: فالبحث فيها يجعلني أغرق في مطالعات أخرى، فأجدني أقرأ كتابا أو دراسة أو موضوعا يخرج عمّا أبحث عنه في الأصل، ممّا يزيد في طول الوقت الذي يتطلّبه التّدوين.

لمحة: عند إعادتي للمحاضرة لاستدراك ما فاتني تدوينه أستعمل برنامج "جُرأة" أو audacity وذلك لثلاثة أسباب:
1. أنه يمكّنني من تحديد الثانية أو الجزء من الثانية الذي أودّ أن أبدأ منه الإستماع.

2. أن فيه خاصية "حذف الصمت" وهي تحذف السّكتات التي يسكتها الشيخ بين الجمل أو الكلمات ممّا يجعل الدّقيقة الواحدة من المحاضرة تحوي كلمات أكثر من الدّقيقة الواحدة دون تلك الخاصيّة أي تصبح المحاضرة أقصر دون نقصان كلمة أو حرف منها (تعمل كالسّحر!) قد ينقص هذا من طول المحاضرة حوالي ربع ساعة (تختلف باختلاف الشّيخ وطريقته في الكلام) وهي مدة لا يستهان بها لمن تعاني من ضيق الوقت.

3. خاصيّة "تسريع الكلام" والهدف منها نفس الهدف من سابقتها: تقليص مدة المحاضرة دون أن يفوت منها حرف، لكن هذه الخاصيّة تجعل الشيخ يبدو وكأنه يسرع في الكلام، إنّما يُمكن التّحكم في درجة السّرعة التي تلائمك، عن نفسي أجعلها سرعة عالية وينقص هذا من زمن المحاضرة أحيانا نصف ساعة! لكن ربّما لا يلائم هذا من تجرب الخاصيّة لأول مرة لكن مع التّعود ستجدين نفسك تزيدين السرعة أكثر في كلّ مرّة.



وفي الختام؛
إن كنتنّ ترين في هذا الموضوع فائدة، فلا تبخلن بذكر طرائقكنّ ومسالككنّ في التّدوين والتّفريغ،
وإن كنتنّ ترينه غير ذي فائدة فجُدْنَ بنُصحي ـ جاد الله عليكنّ بنعمه ـ لأصرف عنه النّظر.
جزاكن ربّي خيرا وأجزل لكنّ الثّواب.