المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على قدر خوفك من الله..يخافك الناس



عميد اتحادي
28-02-2013, 12:20 PM
• قلم نكتب به، لسان ننطق به، قلب مضغة بين أضلعنا تنبض لتتحرك به حياتنا وسائر أعضائنا، عقل نفكر من خلاله، وقدم تقودنا إلى حيث نريد، شرايين وخلايا وأعضاء توزعت بقدرته سبحانه في أجسادنا لتشكل في مجموعها كيان إنسان، له ما للآخرين.

إلا إن الله عز وجل ميز كل إنسان منا بمزايا وخلايا وبصمات وملامح وصفات وعيوب، لا تتكرر ولا تكون إلا للإنسان ذاته من مولده لمماته.

• هذا الإنسان بكل هذه الملكات والمزايا، والحواس، وكم العيوب التي يتحرك بها، بهذا العقل والقلب يوجه ذلك لطرق شر وذنوب ومعاص، يخطط، ويفكر لها، ويخصص الأموال ويرتب الميزانية، ويبحث عن طريق تحقيقها وعن أشرار العصاة من البشر من هنا، ومن خبراء الشر من هناك، أو أولئك الخفافيش المختبئين في أوكارهم!! يبحثون عنهم لضمهم وجمعهم على طاولة الاجتماع، لفعل المعاصي وإيقاع غيرهم من البشر في شركهم وحبالهم!!

• ينسى كثير من الناس في زحمة انشغالهم، وسرعة الأيام، وسرعة انتهاء أجندة عام من أعمارهم، ينسى الإنسان في زحمة الوجوه، وكثرة المتاعب، مع اختلاف الظروف وتعدد المصاعب، ينسى مع كثرة مشاغله، وخططه وأهدافه، ينسى في انغماسه، وأحيانا غرقه في كثرة ذنوبه ومعاصيه، ينسى ذاته ومن حوله، وربما يغرق ولا يسمع له صوت، ولا يجد من ينقذه، ينسى ذلك الإنسان الهدف من خلقه على هذه الأرض.

• ينسى إن لخلقه هدفا اسمى، واكبر للعبادة وذكر الله، وتقوى الله، والعمل والإخلاص لله.

ينسى أن الموت يأتي على غفلة، ولم يعد له العدة، لربما كان في لهو هنا، أو هناك، لربما كان على ذنب ومعصية، لربما كان في غفلة عن خلقه، ووجوده، لربما نسي الله، لربما تمادى في المعاصي والذنوب، ليغرق فيها، ظن أن له رب يغفر.

يتكبر على الخالق ويتمادى، في معاصيه ليسقط من عين الله.

• وينسى العاصون ما للعقوبة التي تكون لهم في الدنيا قبل الآخرة، من وهن، وذل، وسواد وجه، ووحشة بينهم وبين الله سبحانه، ينسى إن ذنوبهم ومعاصيهم تختم على قلوبهم لتعميها وتصدأ. ينسى أن الذنوب، والاستمرار عليها، موجبة للعنة والطرد من رحمة الله.

تذهب المعاصي الغيرة من القلب على الدين، وعلى المحارم.

تذهب المعصية، الحياء وتعدمه من القلب.

• ينسى العاصي إن الحياء شعبة من شعاب الإيمان، وان الحياء والإيمان مقترنان معا، إذا ارتفع الحياء ارتفع الإيمان.

ينسى العصاة والمستمرون على الذنوب والمعاصي، إن ذلك يضعف في القلب تعظيم الله جل شأنه، فالخالق يحذف من قلب العاصي تعظيمه، لان من عظم الله حماه الله من شر المعاصي. يكفي العاصي، عقوبة أن يضعف ويعدم من قلبه تعظيم الله، أن يرفع الله عز وجل مهابة من قلوب الخلق.

• آخر جرة قلم:على قدر محبة الله للعبد، يحبه الناس.

على قدر خوفه من الله، يخافه الخلق.

على قدر تقدير وتعظيم الله، وحرمات الله، يعظم الناس حرماته.

خلقنا الله وأحسن خلقنا، حملنا الأمانة، ما عجزت عن حمله السموات والأرض، تعددت الطرق والدروب والغايات، تعددت الصور، وألوان الوجوه والأشكال.

مهما زين وجه وملامحه، ذلك الإنسان المستمر على الذنوب، وسعى لتحسين وتجميل سمعته، وحاول تعديل صورته، وصوته، وتسريحته، وهندامه.

إلا إن آثار الذنوب والمعاصي والاستمرار عليها، يطغى ويسود ويصبغ بألوان الذنوب والران على القلب ليعميه، وسواد على الوجوه ليطفئ بريقه، ونوره، ويذهب حياؤه، ليوجد نفره من الخلق حوله يكون.