المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعتذار على تكرار الموضوع .. و لكن لعله الان واضح



أهــل الحـديث
27-02-2013, 01:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



تجارب الأعيان في استغلال الزمان


بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي أنار بعلمه الأكوان، وتعالى وصفه أن يلحقه النسيان، فكل شيء أقامه على البرهان، و كل صنف وضع له المكان و الزمان، وأكد على اغتنامهما في كل أوان، ليكون الإنسان منهما على بال، وأن لا يهدرهما على أي حال. و الصلاة والسلام على الرسول الأمين ، و على الصحابة الطاهرين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن أعظم ما يتفكر فيه الإنسان هو : أن ينخلع عن كل الأفكار الداهية، والخواطر الخالية ، و ينشغل بالأمور العالية ، والأوقات الباقية ، فإن الساعات دقائق ، والدقائق تحمل في طياتها جمع الحقائق ، والثواني نبضات ، تُغفل صاحبها عن أداء الطاعات ، فثورته طول الحسرات ، و لا ينفع مع ذلك الآهات ...
" فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور و الأيام و الساعات ، و تقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات ... "
فإياك و أن تنام مع أهل البطالة ، فتصبح من أهل الخسارة ، فتقول : ياليتني .. وحينها لا تنفع الندامة . يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر : " رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا ، إن طال الليل فبحديث لا ينفع ، أو بقراءة كتاب فيه غزاة و سمر ، و إن طال النهار فبالنوم ، و هم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق ... " فما أكثر الأوقات التي تضيع ، و ما أكثر الدعاوي التي تشيع... إننا محتاجون – ورب الكعبة – إلى حفظ أوقاتنا ، فلا تدع الأيام تسير مسير القافلة التي تمشي في وضح النهار و الرُّحال نائمون ،فلا تنم، وإياك أن تقول إني لا أفهم . . .
أخي : أدعوك دعاء صدق، فهلا أجبت و انتفعت .. لا تكن ممن خاب سعيه ، وانقضى عمره ، و لم يؤد في حق الله شيئا فضلا عن أمته ، فكن حريصا ، فإن كنت كذلك فزد ، و إن غبت عن هذا فجٍدَّ .. ف"يا من سوّد كتابه بالسيئات . قد آن لك بالتوبة أن تمحوا، يا سكران القلب بالشهوات. أما آن لفؤادك أن يصحوا
يا نَدَامَايَ صَحَا القلب صحَا فَاطْرُدُوا عني الصِبا و المَرَحَا
زجر الوعظ فؤادي فارْعَوَى و أفاق القلب مني و صحا
هزم العزم جنودا للهـــــوى فاسدي لا تعجبوا إن صحا
بادروا التوبة من قبل الردى فمناديه يناديـــنا الـــــــوَحا "
" يقول الوليد الباجي :
إذا كنت أعلم علما يقينا بأن جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ضنينا بها و أجعلها في صلاح و طاعه "
فها أنا أسطر لك صفحات من حياة أهل العلم الذين كانوا حريصين على دقائق أوقاتهم - التي بحفظها - أخرجوا لنا الكنوز.. و أخص منهم في هذه الرسالة المعاصرين و ذلك لسببين :
أولا : أنهم من أهل عصرنا و عاشوا في الفتن التي تعم بلداننا ، و مع ذلك غنموا و سعدوا و فازوا و أفلحوا
ثانيا : أن جل من ألف في الوقت جاء بكلام السلف فيكون هذا جديدا و إغناء لمن سبقني ، و لكن لا يمكن أن نحيذ عنهم فهم الأصل
و من هنا أستعين بالله أن يوفقني لهذا العمل قصد إحياء النفوس من جديد في المبادرة إلى الخيرات ، و الناظر في هذه الرسالة سيعلم أنها مستفادة من كتب معاصرة و بعض كلام أهل العلم من الشرائط أو نقل مستفاد من بعض طلبة العلم لأنها مظان هذا البحث و لا غنى عنه . و الله المستعان