المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الحاوي الصغير ( باب السير )



أهــل الحـديث
26-02-2013, 09:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين

أما بعد : فيقولُ الفقيرُ إلى رحمة ربِّه الصَّمَد أبو زكريَّا عَديُّ بنُ محمَّد :
إن كتابَ الحاوي الصَّغير لمصنفهِ الشيخ الإمامِ عبد الغَفَّارِ القَزوينيِّ رحمه اللهُ تعالى كتابٌ صغُرَ حجمُه ،
وغزُرَ علمُه ، وعسُرَ فهمُه ، فأهملَ الطلابُ أمرَه ، وقصَدوا غيرَه ، طلَبًا للسُّهولةِ والدَّعَة ، وظنًّا بأنَّ في غيره سَعَة ،
حتى خلَت البلادُ منه ، وأحجَم العلماءُ عنه ، وليسَ لذلك سببٌ إلا عَدمُ الهَمِّ ، وأفولُ نجمِ العِلم ،
ولقد وُضعَت عليه شروحٌ كثيرة ، فأظهَرَت ما فيه من العلوم الغزيرة ، ولكنْ هذه الشروحُ منها ما قد ضاع ،
ومنها ما هو محفوظٌ في مراكز المخطوطاتِ والحصولُ عليها غيرُ مستطاع ،
فاستخرتُ الله تعالى في شرحٍ حَلَلتُ بوضعه عُقدةَ الألفاظ ، وزيَّنتُه بجواهرَ مختارةٍ تحلو لطلابِ العلمِ الأيقاظ ،
ثم أعملتُ الذهنَ في عباراتِه ، وبددتُ الفكرَ في إشاراتِه ،
ولم يكن في ظني أن أتعرَّضَ لذلِك ، لعلمِي بالعجزِ عن الخوضِ في تلكَ المسالِك ،
وإنما عَلَّقتُه لنفسي ، عسَى أن يكونَ تذكرةً في الحياة ، وذخيرةً بعد الممات ،
وليسَ لي فيه فضيلةٌ أعتمدُ عليها ، ولا وسيلةٌ أرجو وأرنو إليها ، سوى أن جمعتُ الشرحَ من كتب المذهَب ،
وطرَّزتُه بالمعتمَد المهذَّب ، وربما اخترتُ ما إليه النوويُّ يذهَب ، وعليه فليَعتدَّ من ينظرُ فيه ، وليعتمِد أقوالَه وكذا فتاويه ،
وما كان فيه من صوابٍ فمِن اللهِ وحدَه ، وما كان فيه من خَطأ فمني ، فأسأله سُبحانه المغفرةَ والعَفوَ عني ،
وسميتُه : فيضَ الباري القدير في شرح الحاوي الصَّغير ،
وأرجو من كرَمِ اللهِ تعالى أن يرفعَ قدرَ هذا الكتاب ، وأن ينفعَ به أهلَ العلمِ والطُّلاب ،
وأن يحشُرَني في زُمرةِ الشافِعيَّةِ الأصحاب ، إنه كريمٌ وهَّاب .
وقد استخرتُ اللهَ تعالى في الشروع في شرحِ باب السِّيَر لحاجَتنا إليه في هذه الأزمان ،
وأرجَأتُ الأبوابَ الأولى لطَرقها في كلِّ لحظةٍ وأوان ،
فنقولُ وبالله التوفيقُ وعليه التُّكلان :

بَابُ السِّيَرِ