تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذه حكايتي...... (الحلقة الثالثة )



أسواق
25-02-2013, 03:51 AM
السلام عليكم



وفي اليوم الموالي استفاق أفراد العائلة على صباح حزين فالبنت التي كانت تملأ البيت جيئة وذهابا بابتسامتها الجميلة واستجابتها السريعة لطلبات الأبوين والإخوان لم تكن معهم ....

ومرت الأيام ... وانتقلت الى الصف السادس الابتدائي كان من أصعب الصفوف علي لأن نهاية السنة ينتظرنا امتحان وطني ينتهي بتسليم شهادات للناجحين اجتهدت واجتهدت كنت أقوم قبل آذان الفجر لألتحق بالمدرسة لأن المدير كان يدرسنا بنفسه كل المواد وهذا الحماس يعود ان الحكومة تعطي تكرم المدارس التي فيها نسبة نجاح أكبر من غيرها
تعبت أمي معي كانت توصلني الى المدرسة والوقت ظلام وأبي في عمله يسوق الباصات في الطرقات الطويلة ليلا ونهارا

لم يكن لدي الوقت الكافي لمساعدة أمي في شؤون البيت لكن أعين قدر المستطاع ...في إجازة منتصف السنة ذهبت صحبة والدي لزيارة أختي في العاصمة وقضينا عندها أياما ...كانت على ما يرام ...

مضت السنة الدراسية وتكللت جهودي بالنجاح وانتقلت إلى المرحلة المتوسطة في عطلة الصيف زرت أختي للمرة الثانية وكانت قد أنجبت بنتا قضيت عندها نصف الاجازة بين البيت والبحر وأخذت دروسا خاصة في الرياضيات لأني كنت أعلم أن مناهج المتوسط تختلف عن الابتدائي

التحقت بالمدرسة مع بداية العام وبعد حوالي شهر أو يزيد سمعت أن أختي وابنتها ستحلان ضيفتين علينا طرت من الفرح رغم أني رأيت حزنا يبدو في ملامح والدتي وشرودا لم أفقه سببه ...جاءت أختي وكانت نحيلة الجسم إلى حد الهزال عظامها تكاد تعد ووجهها ضاعت ملامحه في خضم هم دفين ...

سألت أمي عما يجري فلم تجبني خوفا من الفضيحة وكلام الناس كنت ينهى إلى سمعي بعض الكلمات المتقطعة ...وفي يوم ما قالت لي أمي يا بنيتي أنت لم تعودي صغيرة وسأحكي لك ما حصل ...
كان أبي بحكم سفره المتواصل يتردد على أختي بين الحين والآخر وكان يلحظ عليها ضعفا وتغيرا فسألها مرارا عن السبب فتعزو ذلك إلى أن السبب يكمن في الرضاعة ... وبعد إلحاح منه اعترفت المسكينة ان زوجها أصبح يهملها ويغيب طوال اليوم ولا يعود الا في ساعة متأخرة من الليل وأنها وجدت بين أوراقه تذكرتي سفر واحدة باسمه والأخرى باسم امرأة ( ل ) وهو نفس اسم بنتها

غير أن أختي كانت مغلوبة على أمرها ولم تستطع فعل أي شيء ولكن والدي كان شهما وواجه صهره بالحقائق وهدده وقال له "زوجتك عندي ولم يعد لنا حاجة فيك " ولم ينبس الزوج ببنت شفة وانتهت المسألة بمكوثها بيننا ورفع والدي قضية طلاق
[SIZE=4]
آآآآه لوتعلمون ماذا حدث!!! أختي كانت متعلقة بزوجها لأنه كان يعاملها معاملة حسنة .. وكانت تأمل ان يتغير الحال ويعود أليها زوجها الذي تعرف على إمرأة أخرى أنسته زوجته وابنته ...ونتيجة لذلك كانت صدمتها كبيرة فأصيبت بانهيار عصبي ..كنت أذكر أنه لا يمر يوما إلا ويأتي طبيب الى بيتنا...كانت تتخيل أشياء وتشرع في الصراخ والبكاء ولا تهدأ الا بعد الحقنة أو الحبة
[COLOR=Black]
أمي كذلك أصبحت لا تنام الا بالمهدئات كيف لا وفلذة كبدها بنت العشرين طلقها زوجها ماذا ستقول للأقارب والأهل والجيران ؟؟؟

والدي كان متماسكا ويبدو عليه الصبر وهذا طبع الرجال انا وإخوتي كنا متأثرين ولكن لا حول لنا ولا
قوة ..وماذا عسانا نفعل أمام قضاء الله وقدره... كنا نسلي أنفسنا بتلك البنية الجميلة كان عمرها آنذاك سنة واحدة

بدأت أختي تتعافى تدريجيا بعد أن أنفق عليها والدي أموالا طائلة ..كلما سمع أن هناك طبيبا نفسيا هرع إليه يشكوه حال أختي المسكينة


وللحديث بقية ... تابعونا