المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش ..



عميد اتحادي
25-02-2013, 02:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوف أتحدث في موضوعي هذا عن عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش


خالد بن الوليد ذلك القائد الشجاع المغوار صاحب الخطط المحكمة والذي أعيا خصومه في كل مواجهاته ، سيف الله المسلول كما سماه المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي قاد جيوش المسلمين من نصر لنصر أعظم ، يجد نفسه معزولا بأمر الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه دون أن يذكر له أسباب عزله ، فلا يجد إلا السمع والطاعة والإذعان لأمر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

فما أعظم المعزول وما أعظم العازل ، وقضية العزل هذه أسالت الكثير من الحبر وكل رأى ذلك من منظوره الخاص بمحاكاة بعض المرويات من هنا وهناك ، وفي كثير من الأحيان نلامس من خلال قراءتنا أو سماعنا لقضية العزل هذه عاطفة الكاتب أو المحاضر مواسيا خالد بن الوليد وكأن ظلما وقع عليه من جراء عزله بدون أسباب ظاهرة، و يسترسل في ذكر بطولاته وبسالته مركزا على القضية من منظور واحد فقط .

وفي حقيقة الأمر يجب أن ينظر الى القضية بطريقة أخرى وفي سياقها الصحيح ، فالواجب للباحث في هذا الأمر أن يركز على أمر العزل ومن أصدره ؟؟..فإذا كان خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد جيوش المسلمين ، فمن أمر بعزله هو الخليفة الراشد الذي اختاره الله تعالى لقيادة الأمة وجعله خليفة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، إنه الفاروق عمر ابن الخطاب ، وبما أن الأمر صدر عنه فليس هو بالصدفة ولا بالظلم ولا يمكن أن تكون أسبابه شخصية أبدا كما تحاول بعض أبواق الفتن تصوير الأمر وتهويله..

إن الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بعزله لأعظم قادة جيشه ، فلا بد أن تكون الحكمة من ذلك أعظم من أمر العزل نفسه وتتعدى ذلك بكثير ، الخليفة عمر رضي الله عنه يفعلته تلك أزاح كل الأسباب الوهمية للنصر ، تلك الأسباب التي تولد التواكل والتكلان على أشخاص بعينهم ، فما معنى أن يقال * جيش فيه خالد لا يهزم *؟؟وما معنى أن يقال * إذا كان خالد قائد الجيش فالنصر مضمون * ؟؟ ، فمثل هذه الشعارات هي الضعف بعينه ، والأمة أعظم من أن تحصر بطولاتها في رجال معينين فقط…

الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه علمنا جميعا بفضل ما قام به ، أن الإسلام من صنع خالد بن الوليد لا العكس ، وأن سبب النصر الحقيقي هو التوكل على الله وحده والاحلاص له وما عدا ذلك فكلها أسباب وهمية لا تقدم ولاتؤخر . فإن كان خالد بن الوليد عزل من قيادة الجيش فلا شك أن الإسلام يصنع ملايين القادة أيضا وأن سبب النصر الحقيقي لا يتغير .
ولكن للأسف الشديد فالكثير لم يفهم أمر العزل ذلك وما أخذ منه العبرة والدرس ، والبعض استرسل في محاولة كشف الخلافات الشخصية بين عمر وخالد من خلال الأمر بعزله ، متناسيين أن الآمر بالعزل هو الخليفة الراشد الذي اختاره الله ليكون خليفة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولآن الأمة لم تأخذ العبرة من درس عمر الرائع ، كانت في كل عصر تعلق آمالها وأحلامها على شخص معين يحقق لها النصر . وما إن يتحقق نصر ما إلا وخلدت القائد وتباكت على الأطلال بفقدانه ، ولا زلنا نسمع المتواكلين على الأشخاص يصرخون * أين أنت يا صلاح الدين ؟؟* أو أين أنت يا بيبرس ؟؟*

والحق أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كسر أسباب النصر الوهمي والتواكل عليه بعزله لأعظم قادته ، ليقول للجميع *كلكم خالد بن الوليد * فكفاكم تخاذلا ، كل ما عليكم أن تكونوا لله ليكون لكم ، وبالفعل فهم الصحابة رضي الله عنهم ذلك وكانوا عظماء في كل موقعة ، وصدق فيهم قول الله تعالى * مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * الأحزاب


فعمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بعزله لخالد بن الوليد قد شهد له أنه اتقى الله حق تقاته وأن كل نصر حققه كان نتيجة لتقواه وثباته ، فقدمه مثلا للأخرين وأعطاهم فرصة ليكونوا كلهم خالد بن الوليد فالاسلام من يصنع الرجال وليس العكس فكانوا كما أراد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم الله كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ملاحظه
(1) كنت بكتب هذا الموضوع من فتره بسبب
قول جمهور الأتحاد ( أتحاد كانيدا لايخسر)وتناسى الجمهور
أن النصر والتوفيق من عند الله
(2) نفس تصرف عمربن الخطاب رضي الله عنه حدث من البراء أبن مالك عندما
خاف أن يتعلق به المسلمين في المعركه وينسوا أن النصر من عند الله
ويطلبوا منه الدعاء لهم بالنصر في كل معركه وهذا ماحدث عندما دعا لنصر المسلمين
وكذلك دعا أن يتوفاه الله في هذه المعركه