المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وردني سؤال من الأخت أم البراء عن سبب اهتمامي بالرد على الأشاعرة ..



أهــل الحـديث
24-02-2013, 08:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



وردني سؤال من الأخت أم البراء وفقها الله تقول فيه :

1- إنني أري أن معظم مواضيعك تكون في الرد علي الأشاعرة فلماذا هذا التركيز علي الأشاعرة خاصة؟

فكان الجواب :
أما السؤال الأول عن اهتمامي بالرد على الأشاعرة ،فليس الأشاعرة فقط من أهتم بالرد عليهم ، فقد خضت معركة كبيرة مع أهل الإرجاء وأنا في المملكة انتهت بفضل الله بإصدار فتاوى من اللجنة الدائمة والبحوث العلمية في علي الحلبي وخالد العنبري وقد كان لي معهم مداولات وردود ومناقشات خاصة المدعو خالد العنبري صاحب كتاب الحكم بغير ما أنزل الله واصول التكفير فقد كتبت عليه عدة ردود اطلع عليها الشيخ عبد الرحمن المحمود وقرأها الشيخ سلطان العويد رحمه الله على الشيخ البراك حفظه الله ، وسافرت إليه في الرياض وناقشته في بيت الشيخ " باسم الجوابرة " ونصحته كثيراً ولكنه كان يتفاخر علي ويقول يكفيني أني على رأي الشيخ ابن باز ! وكنت وبعض الإخوان والشيخ محمد سالم الدوسري فرج الله الله عنه وعبد الرحمن الهرفي والشيخ محمود آل خضير في مقدمة من يواجه هذا الرجل حتى يسر الله لنا بعض المشايخ الذين سعوا في إصدار فتوى من اللجنة الدائمة بتحريم طبع كتابه وأنه يدعو إلى منهج الإرجاء ،والفتوى مشهورة ، وكذلك علي الحلبي وغيره ممن يستعلنون بالارجاء....
أما الأشاعرة فهم أخطر من هؤلاء جميعاً !!!
فهم فرقة كبيرة ولها مدارس ومعاقل واعظم معاقلها الأزهر في مصر والزيتونة في تونس ورؤس منتشرة في بعض البلاد كالبوطي في سوريا وسعيد فودة والسقاف في الاردن ، وغيرهم لا نعرفه ،فهؤلاء يسيرون في هجمة منتظمة مرتبة ضد أهل السنة بدأت بالتشنيع على أهل السنة ووصفهم بالوهابية والمجسمة التيمية ثم قاموا بتأليف الكثير من الكتب تحت شعار نبذ التجسيم والمجسمة وفي صورة أبحاث علمية تتضمن الطعن على شيخ الاسلام ابن تيمية وتلاميذه ومن ينقل عنهم من الأئمة وسلف الأمة ، فلك أن تعرفي أن رجلاً مثل فودة له أكثر من ستة عشر كتاباً للطعن في شيخ الاسلام وغيره من الأئمة كالإمام أحمد وابن خزيمة والدارمي وابن قتيبة والسجزي والهروي وغيرهم بل يسمي بعضهم بالمجسم صراحة ، وله في الرد على كتب ابن تيمية كتاب الكاشف الصغير في بيان عقائد ابن تيمية مملوء بالاكاذيب والافتراءات والتدليس وكتاب نقض التدمرية ، والرد على بيان تلبيس الجهمية إلى غير ذلك ،ولك أن تعرفي أن كتبه تترجم إلى كل اللغات وقد اتصل بي أحد الإخوان من الشيشان وأخبرني أن دروسه ومحاضراته تترجم لهم وأنهم يحتاجون من يرد عليها ،ولهم الكثير من المنتديات باللغة الانجليزية والفرنسية يكذبون فيها صراحة ،ووقفت على ذلك بنفسي فقد دخلتها وترجمت بعض المواضيع التي يضعونها ،فوجدتهم يخوفون الغرب من عقيدة أهل السنة السلفيين، ويصفونهم بأنهم اتباع بلادن والطالبان ! وأن هؤلاء إرهابيون متطرفون يفجرون الناس !!!
انظري كيف الجبن ؟!
وهذا مع ما يطلقون على هذا مثل فودة والسقاف وعلي جمعه من القاب التفخيم والتعظيم كقولهم العلامة المحقق المتكلم ...

- كل هذا على حين غفلة من أهل العلم ،فلا يكفي في مواجهة هذا الجهد الذي يبذلونه بعض طلاب العلم أمثالي من المقصرين ،بل لابد أن يقوم لهم العلماء المحققون ويظهرون لهم منهج السنة ويبينوا للناس أنهم لا يخرجون عن مقتضى نصوص الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته من غير تمثيل ولا تكييف ومن غير تعطيل ولا تحريف ،وأن هذا هو منهج السلف ،ومن يخرج عن ذلك هو المخالف لما كان عليه سلف الأمة ، وإلى أن يقوم بذلك من هم أهله فأظن أني وغيري من طلاب العلم مطالبون بالتركيز على الرد على هؤلاء ومعارضة أقوالهم ونصر منهج السنة بكل ما نملك .......

- وهؤلاء الأشاعرة مرجئة جهمية في الإيمان يقصرونه على التصديق دون العمل ، بل إن النطق بالشهادتين عند كثير منهم شرط لإجراء الأحكام لا لصحة الإيمان !، ومع ذلك فهم يكفرون من يخالفهم ويتهمونه بالتجسيم والتشبيه - وتكفير السقاف لابن تيمية على الفضائيات مشهور ....
أما الأسماء والصفات فهم فيها جهمية معطلة ،يقدمون العقل على النقل وقانونهم الكلي في هذا مشهور قال به الباقلاني والجويني والرازي ،ويعارضون نصوص الكتاب والسنة بأصول الفلاسفة والمعتزلة ،فينكرون أن يقوم بالله سبحانه صفات الفعل لزعمهم أنها حوادث وزعمهم أنه لا تقوم به الحوادث ،وأعظم بدعهم التي انكرها السلف والأئمة القول بخلق القرآن ،فيزعمون أن القرآن الذي بين أيدينا عبارة عن كلام الله أي تعبير عن الكلام النفسي القديم القائم بذات الله سبحانه ، يعني أن جبريل عليه السلام قد علم معاني كلام الله النفسي وعبّر عنه بهذا القرآن الذي بين أيدينا فهو من كلامه المخلوق لا من كلام الله ،وكفىبهذا الإفك من دليل على ضلالهم ، مع انكارهم علو الله على عرشه وتأويلهم له بعلو المكانة والرتبة ، وإنكارهم فوقية الرب على خلقه وقولهم بأن هذا لازم للتجسيم والقول بالتحيز والحد والجهة ..إلخ ، فهم لا يرفعون رأساً لأدلة الكتاب والسنة فضلاً عن أقوال السلف بل أقصى ما عندهم في الصحاح من الأدلة أن تؤول أو تفوض : ( فكل ما أوهم التشبيه ...أوله أو فوضه ورم تنزيها ) هكذا يزعمون !!!
- ومن آثار منهجهم الإرجائي الجهمي أنهم لا يرون أن ما يقوم به البعض عند قبور الأولياء من سجود لها ودعاء واستغاثة وطواف ونذر لأصحابها من الشرك ،بل يسمون كل هذا تبركاً وتوسلاً مشروعاً ، ولقد رأينا كيف حرف سعيد فودة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية عن شرك قوم إبراهيم وزعم أن ما يقومون به تبركاً وتوسلاً والفيديو على الصفحة موجود ! فهم من أعظم أسباب انتشار الصوفية الخرافية والمظاهر الشركية في بلاد المسلمين ، وكذلك لا يرون في تبديل الشرائع بالقوانين كفراً ولذا فمواقف هؤلاء من الطواغيت مشهودة معروفة وليس موقف الشيخ البوطي من بشار وعلي جمعة من طاغية مصر والثورة ببعيد ، ففتاواهم في نصرة الطواغيت وتثبيت عروشهم وقتال من خرج عليهم مشهودة معروفة ،فأهل السنة ،والعلمانيون والنصيريون والشيعة عندهم واحد لا فرق بينهم ،بل إنهم قد يعظمون بعض فرق الشيعة ويفضلونهم على السلفيين بدعوى أنهم على التنزيه بزعمهم، أما السلفيون فهم وهابية مجسمة كفرة أتباع اليهود !...
- فهؤلاء إن قاموا أقعدوك وإن ظهرت عليهم نافقوك وإن استقوا عليك أبادوك وأهلكوك ،ولا يرضون بأقل من التسليم لهم وترك ما أنت عليه ، والتاريخ يشهد بذلك ، فالصراع معهم ليس صراعاً فكرياً عقائدياً فحسب ، بل هو صراع سياسي عسكري يتعدى إلى القتل والاعتداء باليد وما فتنة ابن القشيري منا ببعيد ....
- فالأشاعرة فرقة من فرق الإسلام نمت وانتشرت لأسباب ذكرها أهل العلم في مظانها ، وقد نشأت في القرن الرابع الهجري بعد عهد السلف والأئمة والقرون المفضلة ،وقد انتسب مؤسسها إلى الإمام أحمد وارتضى عقيدته وقال أنه على عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل هذا بعد ما قضى ثلثي عمره على غير منهج السنة وبعد ما تاب من بدعة الاعتزال فقد ولد رحمه الله عام 260 وتوفي 324 وقد تاب من بدعة الاعتزال على رأس الثلاثمائة أي وعمره أربعين سنة وأياً كان الأمر فقد تاب رحمه الله وجاء من بعده بعض العلماء على مذهبه كأبي الحسين البصري وابن فورك والقاضي أبو بكر الباقلاني رحمهم الله جميعا وكانوا ينتسبون إلى المذهب الحنبلي وبينهم وبين الحنابلة ود ووصال رغم اختلافهم في مسائل وكانوا يسمونهم متكلمي أهل السنة في مقابلة المعتزلة والإمامية حيث كان الخلاف مغموراً ،ولم يسع أحد في تأجيجه وإثارته اللهم إلا هنات هنا وهناك سريعاً ما تطفؤها قوة المودة والحرص على الوفاق وإبراز الأصول العامة المتفق عليها مع التأكيد على الانتساب إلى المذهب الحنبلي في الجملة ،وبقي هذا الود حتى إن القاضي أبو بكر كان يكتب في جواباته أبو بكر الحنبلي ،إلى أن حدثت فتنة ابن القشيري أو الفتنة التي بين الأشاعرة والحنابلة ،قال ابن رجب : (: أنّ أبا نصر القشيـري ورد بغـداد سنة تسـع وستيـن وأربعمـائة ، وجلـس في النظامية ، وأخذ يذم الحنابلة ، وينسبهم إلى التجسيم ، وكان المتعصب له أبو سعد الصوفي ، ومال إلى نصره أبو إسحاق الشيرازي ، وكتب إلى نظام الملك الوزير يشكو الحنابلة ، ويسأله المعونة ، فاتفق جماعة من أتباعه الهجوم على الشريف أبي جعفر في مسجده والإيقاع به ، فرتب الشريف جماعة أعدهم لرد خصومة إنْ وقعت ، فلما وصل أولئك باب المسجد رماهم هؤلاء بالآجر ، فوقت الفتنة ، وقتل من أولئك رجل من العامة ، وجرح آخرون ، وأخذت الثياب ، وأغلق أتباع ابن القشيري أبواب مدرسة النظام ، وصاحوا المستنصر بالله ، يا منصور ، يعنون العبيدي صاحب مصر ، وقصدوا بذلك التشنيع على الخليفة العباسي ، وأنه مماليء للحنابلة لاسيما والشريف أبو جعفر ابن عمه ، وغضب أبو إسحاق ، وأظهر التأهب للسفر ، وكاتب فقهاء الشافعية نظام الملك بما جرى ، فورد كتابه بالامتعاض من ذلك والغضب لتسلط الحنابلة على الطائفة الأخرى وكان الخليفة يخاف من السلطان ووزيره نظام الملك ويداريهما .) وقال السبكي في طبقاته : "فإن الأستاذ أبا نصر قام في نصرة مذهب الأشعري وباح بأشد النكير على مخالفيه وغبر في وجوه المجسمة في كائنه لا يخلو هذا الكتاب عن شرحها" ا.ه..
- ومنذ هذا الوقت وقع العداء بين الفريقين وجعل كل منهم يتربص بالآخر وتكررت الفتنة نفسها بعد عام وحصلت مقتلة عظيمة مات فيها أكثر من عشرين نفساً وجرح كثيرون ثم خمدت بعد ذلك ،ولكن ظل كل طرف في تربص ، وذهب هذا الود الذي كان بينهما وتعمق الخلاف وازداد بالتزام المتأخرين منهم ببعض أصول المعتزلة التي أبعدتهم عما كان عليه متقدموهم من التمسك بنصوص الكتاب والسنة وتعظيمها ،واجترءوا على مخالفة شيخهم الأشعري رحمه الله في المسائل التي كان يتفق فيها مع أهل السنة من الحنابلة فقد كان رحمه الله يثبت العلو والاستواء ولا يؤوله بل ينكر التأويل ويقول بأنه قول المعتزلة، فجاء من يؤوله من الأشاعرة ولا يبالي ،وكان رحمه الله يثبت الصفات الخبرية من العين واليد والوجه والقدم ويدلل عليها بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة ،وينكر تأويلها ،فجاء من بعده من ينتسب إليه وينكر هذه الصفات ويصف من يثبتها بالتجسيم والتشبيه ،فلم تكن هذه الفتنة نتاج هذه الحادثة فحسب بل حملت معها تراكمات من المخالفات لم يكن لحبل الود أن يتحملها ،فقطع ذلك الحبل وشق الصف وانقلب الحب بغضاً والمودة عداوة ، وتتباعت الفتن بين الفريقين وأخذ كل منهما يتحين الفرص للوقيعة بالآخر وبعضهم كان يتقوى بالدولة فمن كانت الدولة معه قام بالبغى على أصحابه والحط عليهم ووصفهم بالبدعة والخروج ومخالفة الشريعة ،فحدثت فتنة ابن البكري مع آل الفراء ،والبربهاري والمروزي والعز بن عبد السلام وغيرها من الفتن، وهذه الحوادث كثيراً ما كان ترتب عليها سفك للدماء وإزهاق لللأرواح وإبعاد وتشريد ...
- وأخيراً فنحن نرتضي منهم أن يقفوا على ما جاء عن سلف الأمة ، ونلتزم نحن وهم بعموم أقوالهم دون الخوض في تفاصيل ذلك ، فنمرر هذه الآيات على ظاهرها من غير تشبيه ولا تكييف ومن غير تحريف ولا تعطيل ، ويعلنوا هم برائتهم من علم الكلام والفلسفة ،ونسكت ويسكتوا عن إثارة النزاعات والخلافات والاتهامات، فإن فعلوا ذلك أمكن كل منا أن يسير في طريقه من غير معارضة ..
والله أعلم