أهــل الحـديث
23-02-2013, 02:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
السلام عليكم
وبعد فهذا مقال لأحد افخوة طلب منّي وضعه في الملتقى, وصدره مفتوح لأيّ انتقاد وشكرا لكم مسبقا :
بسم الله الرحمان الرحيم
مقال في الرد على من استحلّ الاختلاط في المدارس والعمل
قبل أن يهرم الشر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: قد يتوهم كثير من الناس أن الدعوة إلى احترام حقائق الإسلام وآدابه إنما هو من شأن العلماء وربما ذهب الوهم في عالما ما أنه يدرس حقائق الإسلام وآدابه قد يشعر بوجه من الحق لكن الأمر خلاف ذلك لأنه ما بلغ في الاستدلال ما يفيد اليقين بل قد يهتك الستر فيألف الناس على ذلك، ومادام أن الإسلام أعط لكل إنسان الحق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أذن لأدنى الناس منزلة أن يصعد إلى مقام الأمير ويجاهره بالنصيحة وطلب الصلاح كما جاء عند البخاري في الجامع عن طارق بن شهاب قال أول من بدأ الخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة فقال: قد ترك ما هنالك قال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
ومن المعلوم أن كل إنسان أعلم بمحيطه الذي يعيش فيه ولكن بعض الناس عندهم غفلة أو مع علمه ساكتا عن الحق وهذا بتقصيره آثم بل يجب أن توجه المسائل بصراحة دون التواء ولا مدارة مهما يكن من تبعات فلا أثر لهذه التبعات لمن قال كلمة الحق كما جاء عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه"
وقال أبو عبد الرحمان العمري: أن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر فيه ولا تنهى خوفا ممن لا يملك لك ضرا ولا نفعا.
قد ثار الجدل حول مسألة الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس والعمل وهو جدل غريب تأباه الفطرة والخلق القويم والأمر معلوم من الدين الإسلامي بالضرورة على تحريم الاختلاط بين الجنسين.
نحن لا نعلم من تاريخ أمتنا ابتلو بالاختلاط بين الجنسين في المدارس والعمل إلا في عهود هو أسوء عهود الظلم والظلام الذي قام به أعداء الدين حين تهيئوا من الوسائل الدعاية من نواب تفتح وصحف تنشر وجمعيات تعقد وأموال تنفق وجاه يبذل وسلطات تمالي الاختلاط بين الجنسين وهذا أمر منكر لا يجوز السكوت عليه فإنه لا دين ولا شرف إلا بصون العرض.
فإنه إذا تعارضت المصلحة الأدبية والمصلحة المادية عند القوم فالأولى عندهم أن تقدم المصلحة الأدبية فالإسلام يحتاط لحضانة الأعراض وصدق الأنساب ما يحتاطه تشريع في الدنيا فمجرد خلو امرأة بغير محرم مما يثير الشبهة هو ممنوع ولو جر على المجتمع الإسلامي مائة ألف دينار فالمائة ألف دينار لا تساوي في نظر الإسلام صيانة عرض واحد وذلك أن الفضائل لا تقوم بثمن.
قال عثام الكلابي مر محمد بن المنكدر بشاب يحدث امرأة في الطريق فقال له: يا فتى ما هذا أجر نعمة الله عندك.
إن الاختلاط بين الجنسين لم يكثر في مجتمعات المسلمين إلا لما تهيأت أسبابه من ذلك القوانين الوضعية وساعد على ذلك رقة الدين وضعف الوازع من تقليد الكفار حتى صار المجتمع لا صلة له بالإسلام كما قال الشاعر.
متى أرى الشرق في أدناه وأبعده عن مطمع الغرب فيه غير وسان
تجري المودة في أعراقه طلقا كجرية الماء في أفنان أفنان
لا فرق ما بين بوذي يعيش به ومسلم يهودي ونصراني
فالواجب العمل على منع الأسباب المفضية إلى الاختلاط بين الجنسين في المدارس والعمل فنحن مأمورون بتيسير الواقع وتكييفه على مقتضى الشرع لا مسايرته وموافقته كما روى النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا أمة تقول أن أحسن الناس أحسن وأن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم أن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا"
نحن لا نرضى أن تجري علينا أحكام المخلوقين التي بينت على الظلم والجور حتى صرنا نعيش في زمن أشبه بزمن الفترات لعل من باح الإختلاط بين الجنسين في العمل والمدارس أراد التخفيف حتى يتلاءم مع هذا الوضع المشين فهذا عارض طارئ مصادم للفطرة والنصوص تقتضي التحريم بل وأسبابه لأن المحارمات يحتلط لاتيانها أمكن لحديث "دع ما لا ير..........."
إن نصوص القرار والحجاب وغض البصر والتحذير من الفتنة تدل على التحريم والإصار الكلام عبث لا فائدة فيه.
قال تعالى: "وقرن في بيوتكن" والحكمة في ذلك متعددة منها التباعد عن الرجال ويدل عليه أن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان أي زينها للناظرين. فإذا أقرت قللت الفتنة والألم يعد للقرار معنى.
لكن صار القرار في عصرنا حال ما يموت الزوج فتعتد في بيت زوجها وأما الحجاب فلقوله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين بدنين عليهن من جلابيبهن"
وهذا لتحتجب عن الرجال حتى لا تبدي مفاتنها.
أما غض البصر لقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك لأزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.
فغض البصر واجب وهو متعذر في الاختلاط لطول المكث فكيف يأمر بغض البصر ثم يبيح الاختلاط.
وأما فتنة النساء فلحديث "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء لأنها تغري بالرجال فهذا حكم يدل على التحريم بين الجنسين لأن الفتنة حاصلة.
بل وصل الحد إلى منع الإختلاط بين الرجال والنساء حتى في القبر، فعند الشافعية أنهم منعوا الإختلاط في القبر.
أشبه منه قوله صلى الله عليه وسلم، علموا أبناءكم الصلاة لسبع واضربهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع"
فالنصوص كثيرة فلا سبيل لعذر القوم فإنه لا مروءة لمن آثر ماله على عرضه من ذلك إضعاف العلوم الشرعية فجعلوها غير أساسية فلا يترتب عليها نجاح ولا رسوب قال الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولكن أضف إلى ذلك ما حصل في مناهج التعليم من التغير والتبديل وإضعاف العلوم الدينية والعربية حتى أصبحت قسمة ضيري لسائر الفنون المحدثة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله، إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة وأضعفتها فإنها تحرم.
ولما من الله تعالى الإسلام بفتح الإسكندرية في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدوا فيها كتب من كتب الروم فكتبوا إليه فمر بها أن تحرق وقال: "حسبنا كتاب الله"
ومن تلك المناهج الوقوف للعلم وهذا منكر لا يجوز قال شيخ الإسلام "وبالجملة فالقيام والقعود والركوع والسجود حتى للواحد المعبود خالق السماوات والأرض وما كان حقا خالصا لله لم يكن لغيره مثل الحلف بغير الله"
ومنها أن تقوم وزارة التربية والتعليم في كثير من الدول بمحاولة حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنص على الولاء والبراء ومنها العناية بالتاريخ الغربي وإهمال التاريخ الإسلامي كما توسعوا في دراسة الثورات الأوروبية في زمن نابليون وويلسون وفريزز ونوبار وغيرهم من الملاحدة واهتموا بالحركات الانفصالية عن الإسلام كحركة ابن طاولون والأخشيديين والقرامطة وثورة الزنج وغير ذلك من النقاط الساقطة والمقصود من ذلك كله القضاء على عزة الإسلامي حتى يشعر المسلم بالذل وهذا المنهج مذكور في بروتوكولات حكماء الصهيون.
ومنها أنهم وضعوا مادة التربية البدنية واشترطوا فيها لباس مخل للحياء ومنها الموسيقى التي أجمعت الأمة على تحريمها وغير ذلك، فقبل أن نجادل حول مسألة الاختلاط في المدارس كيف يكون الخطاب أمام هذه المناهج التي لا تخدم الإسلام.
قال المجرم "أتنى الفرنسي" "إن مقاومة الإسلام بالقوة لا يزداد إلا انتشارا فالوسطية الفاعلة لهدمه وتفويض بنياته هي تربية بنية في المدارس بإلغاء بذور الشك في نفوسهم من عند النشأة لتفسد عقائدهم من حيث لا يشعرون.
وفي الختام ذكر شاهد عيان الأستاذ رابح الخدوسي في كتابه، مذكرات شاهد، بعض الندوات التي ألقيت في نادي الصنوبر وما جرى من الخيانة والنفاق قال: في الدورة الثالثة التي عقدت يومي العشر جويلية سنة (200 بنادي الصنوبر سقطت الأقنعة مع موضوع ضروري جاء فيها زيادة الحجم الساعي المخصص لتدريس اللغات الأجنبية ليصل في ثمانية ساعات أسبوعيا قصد تحسين المردود وهذا عندهم ويزعمهم استيعاب الطالب بشكل أحسن للغة وجاء إدماج التربية المدنية والتربية الإسلامية ضمن مادة واحدة حيث جاء قرارا من عمر الإسكندر وهو صاحب اقتراح تدريس اللغة الفرنسية في السنة الثانية ابتدائي والمصيبة في اليوم الخامس عشر والسادس والثاني وعشرين نوفمبر سنة (2000) بنادي الصنوبر انتهت أشغال اللجنة إلى محاكمة اللغة العربية على أساس أنها مقصرة ينبغي وقفها وفتح المجال للفرنسية ثم كان النقاش بين اللغة الفرنسية والإنجليزية في أيهما تكون اللغة الأولى، كانت هذه المحاولة من طرف الأجانب حكام التدريس في الجزائر منهم، شرفي محمد الوزير التونسي السابق للتربية وايديتن كريسون الوزيرة الأولى السابقة بفرنسا ومنهم أعضاء من اليونسكو والاسكو مثل: برشيش ورمزي سلامة اللبناني وهنري عويس اللبناني الذي هجم على اللغة العربية، هؤلاء معرفون بدعم التيار الفرنكفوني الذي يدعم النظام الحالي ويدعم الفرنسية ويرفضون كل تغير لا يسير في خدمة اللغة الفرنسية:
وجاء قرار اللجنة:
1) ادماج التربية الإسلامية والتربية المدنية تحت عنوان التربية الخلقية.
2) اقتصار محتوى ما يدرس عن الإسلام في الأركان الخمسة وبعض الآيات القرآنية.
3) دراسة الديانات الأخرى حتى اليهودية ابتداءا من التعليم الثانوي.
4) أحداث سياسة جديدة للغات الأجنبية
5) وضع المخطط للتكنولوجيات الحديثة والإعلام والإتصال في المدرسة.
6) إدخال اللغة الفرنسية للسنة الثانية ابتدائي
7) تدريس المواد العلمية في الثانوية والمتوسط باللغة الفرنسية.
8) تضخيم المواد.
9) إدراج الأمازيغية بداية من التمدرس الإجباري السنة الأولى في المناطق الأمازيغية أما في غيرها فإنها تدرج كما حصل طلب تدريسها.
10) إدراج اللغة الإنجليزية ابتداءا من السنة الثالثة ابتدائي.
ناهيك عن منهج حرية الطفل الذي يدعمه العلمانيين رمزي سلامة وبرشيش وهنري وعمر اسكندر فهل يجوز لمسلم عاقل يعتنق هذا الدين الجديد فلا تزال المناهج خاضعة تحت المدارس الحرة التي كانت أيام الاستثمار.
قال الله تعالى: "افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن م الله حكما لقوم يوقنون
فرحم الله من قال: "لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف"
والذي يظهر من هؤلاء الذين اجازوا الاختلاط في المدارس والعمل أرادوا تجديد الفكر الإسلامي يراد بها تطويع الدين وجعله مسالما للجاهلية ويقوم على إلغاء دلالة الشرع وكان يقود هذا الفكر المجرم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وخير الدين التونسي ومحمود شلتوت ومالك بن نبي وحسن الترابي وجودت سعيد ومحمد الغزالي والقرضاوي وغيرهم كثير ممن قدسوا أفكارهم.
إن الغزو الثقافي والفكري هو أخطر من الغزو العسكري فالشعوب بعد غزوها العسكري قد يكون انبعاثها من جديد متحديا لكن بعد غزوها الفكري يذهب أهلها لأنه نوع من البناء الاستيطاني النفسي فيحمل علامات العقل الذي ينتجه حسب تعبير ......... وهكذا وضعت الخطة ونفذت في الأمة التي قد أصابها من القوارع ما أصابها أصحاب الكهف فصارت لا تمثل شيئا والإسلام عندها عبارة عن ممارسة فردية "الإسلام يدافع عن نفسه".
قال الله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حربا مما قضيت ويسلموا تسليما.
ذهب الرجال المقتدي بفعالهم والمنكرون لكل منكر
وبقيت في خلق يزكى بعضهم بعضا مغرور عن معرور
نسأل الله تعالى العافية والثبات والحمد لله رب العالمين.
كتبه: الزبير بن عمر أبو عبد الله
السلام عليكم
وبعد فهذا مقال لأحد افخوة طلب منّي وضعه في الملتقى, وصدره مفتوح لأيّ انتقاد وشكرا لكم مسبقا :
بسم الله الرحمان الرحيم
مقال في الرد على من استحلّ الاختلاط في المدارس والعمل
قبل أن يهرم الشر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: قد يتوهم كثير من الناس أن الدعوة إلى احترام حقائق الإسلام وآدابه إنما هو من شأن العلماء وربما ذهب الوهم في عالما ما أنه يدرس حقائق الإسلام وآدابه قد يشعر بوجه من الحق لكن الأمر خلاف ذلك لأنه ما بلغ في الاستدلال ما يفيد اليقين بل قد يهتك الستر فيألف الناس على ذلك، ومادام أن الإسلام أعط لكل إنسان الحق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أذن لأدنى الناس منزلة أن يصعد إلى مقام الأمير ويجاهره بالنصيحة وطلب الصلاح كما جاء عند البخاري في الجامع عن طارق بن شهاب قال أول من بدأ الخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة فقال: قد ترك ما هنالك قال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
ومن المعلوم أن كل إنسان أعلم بمحيطه الذي يعيش فيه ولكن بعض الناس عندهم غفلة أو مع علمه ساكتا عن الحق وهذا بتقصيره آثم بل يجب أن توجه المسائل بصراحة دون التواء ولا مدارة مهما يكن من تبعات فلا أثر لهذه التبعات لمن قال كلمة الحق كما جاء عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه"
وقال أبو عبد الرحمان العمري: أن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر فيه ولا تنهى خوفا ممن لا يملك لك ضرا ولا نفعا.
قد ثار الجدل حول مسألة الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس والعمل وهو جدل غريب تأباه الفطرة والخلق القويم والأمر معلوم من الدين الإسلامي بالضرورة على تحريم الاختلاط بين الجنسين.
نحن لا نعلم من تاريخ أمتنا ابتلو بالاختلاط بين الجنسين في المدارس والعمل إلا في عهود هو أسوء عهود الظلم والظلام الذي قام به أعداء الدين حين تهيئوا من الوسائل الدعاية من نواب تفتح وصحف تنشر وجمعيات تعقد وأموال تنفق وجاه يبذل وسلطات تمالي الاختلاط بين الجنسين وهذا أمر منكر لا يجوز السكوت عليه فإنه لا دين ولا شرف إلا بصون العرض.
فإنه إذا تعارضت المصلحة الأدبية والمصلحة المادية عند القوم فالأولى عندهم أن تقدم المصلحة الأدبية فالإسلام يحتاط لحضانة الأعراض وصدق الأنساب ما يحتاطه تشريع في الدنيا فمجرد خلو امرأة بغير محرم مما يثير الشبهة هو ممنوع ولو جر على المجتمع الإسلامي مائة ألف دينار فالمائة ألف دينار لا تساوي في نظر الإسلام صيانة عرض واحد وذلك أن الفضائل لا تقوم بثمن.
قال عثام الكلابي مر محمد بن المنكدر بشاب يحدث امرأة في الطريق فقال له: يا فتى ما هذا أجر نعمة الله عندك.
إن الاختلاط بين الجنسين لم يكثر في مجتمعات المسلمين إلا لما تهيأت أسبابه من ذلك القوانين الوضعية وساعد على ذلك رقة الدين وضعف الوازع من تقليد الكفار حتى صار المجتمع لا صلة له بالإسلام كما قال الشاعر.
متى أرى الشرق في أدناه وأبعده عن مطمع الغرب فيه غير وسان
تجري المودة في أعراقه طلقا كجرية الماء في أفنان أفنان
لا فرق ما بين بوذي يعيش به ومسلم يهودي ونصراني
فالواجب العمل على منع الأسباب المفضية إلى الاختلاط بين الجنسين في المدارس والعمل فنحن مأمورون بتيسير الواقع وتكييفه على مقتضى الشرع لا مسايرته وموافقته كما روى النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا أمة تقول أن أحسن الناس أحسن وأن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم أن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا"
نحن لا نرضى أن تجري علينا أحكام المخلوقين التي بينت على الظلم والجور حتى صرنا نعيش في زمن أشبه بزمن الفترات لعل من باح الإختلاط بين الجنسين في العمل والمدارس أراد التخفيف حتى يتلاءم مع هذا الوضع المشين فهذا عارض طارئ مصادم للفطرة والنصوص تقتضي التحريم بل وأسبابه لأن المحارمات يحتلط لاتيانها أمكن لحديث "دع ما لا ير..........."
إن نصوص القرار والحجاب وغض البصر والتحذير من الفتنة تدل على التحريم والإصار الكلام عبث لا فائدة فيه.
قال تعالى: "وقرن في بيوتكن" والحكمة في ذلك متعددة منها التباعد عن الرجال ويدل عليه أن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان أي زينها للناظرين. فإذا أقرت قللت الفتنة والألم يعد للقرار معنى.
لكن صار القرار في عصرنا حال ما يموت الزوج فتعتد في بيت زوجها وأما الحجاب فلقوله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين بدنين عليهن من جلابيبهن"
وهذا لتحتجب عن الرجال حتى لا تبدي مفاتنها.
أما غض البصر لقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك لأزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.
فغض البصر واجب وهو متعذر في الاختلاط لطول المكث فكيف يأمر بغض البصر ثم يبيح الاختلاط.
وأما فتنة النساء فلحديث "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء لأنها تغري بالرجال فهذا حكم يدل على التحريم بين الجنسين لأن الفتنة حاصلة.
بل وصل الحد إلى منع الإختلاط بين الرجال والنساء حتى في القبر، فعند الشافعية أنهم منعوا الإختلاط في القبر.
أشبه منه قوله صلى الله عليه وسلم، علموا أبناءكم الصلاة لسبع واضربهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع"
فالنصوص كثيرة فلا سبيل لعذر القوم فإنه لا مروءة لمن آثر ماله على عرضه من ذلك إضعاف العلوم الشرعية فجعلوها غير أساسية فلا يترتب عليها نجاح ولا رسوب قال الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولكن أضف إلى ذلك ما حصل في مناهج التعليم من التغير والتبديل وإضعاف العلوم الدينية والعربية حتى أصبحت قسمة ضيري لسائر الفنون المحدثة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله، إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة وأضعفتها فإنها تحرم.
ولما من الله تعالى الإسلام بفتح الإسكندرية في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدوا فيها كتب من كتب الروم فكتبوا إليه فمر بها أن تحرق وقال: "حسبنا كتاب الله"
ومن تلك المناهج الوقوف للعلم وهذا منكر لا يجوز قال شيخ الإسلام "وبالجملة فالقيام والقعود والركوع والسجود حتى للواحد المعبود خالق السماوات والأرض وما كان حقا خالصا لله لم يكن لغيره مثل الحلف بغير الله"
ومنها أن تقوم وزارة التربية والتعليم في كثير من الدول بمحاولة حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنص على الولاء والبراء ومنها العناية بالتاريخ الغربي وإهمال التاريخ الإسلامي كما توسعوا في دراسة الثورات الأوروبية في زمن نابليون وويلسون وفريزز ونوبار وغيرهم من الملاحدة واهتموا بالحركات الانفصالية عن الإسلام كحركة ابن طاولون والأخشيديين والقرامطة وثورة الزنج وغير ذلك من النقاط الساقطة والمقصود من ذلك كله القضاء على عزة الإسلامي حتى يشعر المسلم بالذل وهذا المنهج مذكور في بروتوكولات حكماء الصهيون.
ومنها أنهم وضعوا مادة التربية البدنية واشترطوا فيها لباس مخل للحياء ومنها الموسيقى التي أجمعت الأمة على تحريمها وغير ذلك، فقبل أن نجادل حول مسألة الاختلاط في المدارس كيف يكون الخطاب أمام هذه المناهج التي لا تخدم الإسلام.
قال المجرم "أتنى الفرنسي" "إن مقاومة الإسلام بالقوة لا يزداد إلا انتشارا فالوسطية الفاعلة لهدمه وتفويض بنياته هي تربية بنية في المدارس بإلغاء بذور الشك في نفوسهم من عند النشأة لتفسد عقائدهم من حيث لا يشعرون.
وفي الختام ذكر شاهد عيان الأستاذ رابح الخدوسي في كتابه، مذكرات شاهد، بعض الندوات التي ألقيت في نادي الصنوبر وما جرى من الخيانة والنفاق قال: في الدورة الثالثة التي عقدت يومي العشر جويلية سنة (200 بنادي الصنوبر سقطت الأقنعة مع موضوع ضروري جاء فيها زيادة الحجم الساعي المخصص لتدريس اللغات الأجنبية ليصل في ثمانية ساعات أسبوعيا قصد تحسين المردود وهذا عندهم ويزعمهم استيعاب الطالب بشكل أحسن للغة وجاء إدماج التربية المدنية والتربية الإسلامية ضمن مادة واحدة حيث جاء قرارا من عمر الإسكندر وهو صاحب اقتراح تدريس اللغة الفرنسية في السنة الثانية ابتدائي والمصيبة في اليوم الخامس عشر والسادس والثاني وعشرين نوفمبر سنة (2000) بنادي الصنوبر انتهت أشغال اللجنة إلى محاكمة اللغة العربية على أساس أنها مقصرة ينبغي وقفها وفتح المجال للفرنسية ثم كان النقاش بين اللغة الفرنسية والإنجليزية في أيهما تكون اللغة الأولى، كانت هذه المحاولة من طرف الأجانب حكام التدريس في الجزائر منهم، شرفي محمد الوزير التونسي السابق للتربية وايديتن كريسون الوزيرة الأولى السابقة بفرنسا ومنهم أعضاء من اليونسكو والاسكو مثل: برشيش ورمزي سلامة اللبناني وهنري عويس اللبناني الذي هجم على اللغة العربية، هؤلاء معرفون بدعم التيار الفرنكفوني الذي يدعم النظام الحالي ويدعم الفرنسية ويرفضون كل تغير لا يسير في خدمة اللغة الفرنسية:
وجاء قرار اللجنة:
1) ادماج التربية الإسلامية والتربية المدنية تحت عنوان التربية الخلقية.
2) اقتصار محتوى ما يدرس عن الإسلام في الأركان الخمسة وبعض الآيات القرآنية.
3) دراسة الديانات الأخرى حتى اليهودية ابتداءا من التعليم الثانوي.
4) أحداث سياسة جديدة للغات الأجنبية
5) وضع المخطط للتكنولوجيات الحديثة والإعلام والإتصال في المدرسة.
6) إدخال اللغة الفرنسية للسنة الثانية ابتدائي
7) تدريس المواد العلمية في الثانوية والمتوسط باللغة الفرنسية.
8) تضخيم المواد.
9) إدراج الأمازيغية بداية من التمدرس الإجباري السنة الأولى في المناطق الأمازيغية أما في غيرها فإنها تدرج كما حصل طلب تدريسها.
10) إدراج اللغة الإنجليزية ابتداءا من السنة الثالثة ابتدائي.
ناهيك عن منهج حرية الطفل الذي يدعمه العلمانيين رمزي سلامة وبرشيش وهنري وعمر اسكندر فهل يجوز لمسلم عاقل يعتنق هذا الدين الجديد فلا تزال المناهج خاضعة تحت المدارس الحرة التي كانت أيام الاستثمار.
قال الله تعالى: "افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن م الله حكما لقوم يوقنون
فرحم الله من قال: "لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف"
والذي يظهر من هؤلاء الذين اجازوا الاختلاط في المدارس والعمل أرادوا تجديد الفكر الإسلامي يراد بها تطويع الدين وجعله مسالما للجاهلية ويقوم على إلغاء دلالة الشرع وكان يقود هذا الفكر المجرم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وخير الدين التونسي ومحمود شلتوت ومالك بن نبي وحسن الترابي وجودت سعيد ومحمد الغزالي والقرضاوي وغيرهم كثير ممن قدسوا أفكارهم.
إن الغزو الثقافي والفكري هو أخطر من الغزو العسكري فالشعوب بعد غزوها العسكري قد يكون انبعاثها من جديد متحديا لكن بعد غزوها الفكري يذهب أهلها لأنه نوع من البناء الاستيطاني النفسي فيحمل علامات العقل الذي ينتجه حسب تعبير ......... وهكذا وضعت الخطة ونفذت في الأمة التي قد أصابها من القوارع ما أصابها أصحاب الكهف فصارت لا تمثل شيئا والإسلام عندها عبارة عن ممارسة فردية "الإسلام يدافع عن نفسه".
قال الله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حربا مما قضيت ويسلموا تسليما.
ذهب الرجال المقتدي بفعالهم والمنكرون لكل منكر
وبقيت في خلق يزكى بعضهم بعضا مغرور عن معرور
نسأل الله تعالى العافية والثبات والحمد لله رب العالمين.
كتبه: الزبير بن عمر أبو عبد الله