المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل شيئ له ثمن إلا الأخلاق فلا تقدر بثمن..



عميد اتحادي
22-02-2013, 12:40 AM
http://forums.graaam.com/images/images_thumbs/a1d801a554d22d0fa22ac421f2ce02f4.jpg (http://forums.graaam.com/images/images_thumbs/a1d801a554d22d0fa22ac421f2ce02f4.jpg)


ليت ( الاخلاق) تُبــاع لاشتريها واعطيها صدقه لفقرائها ..




ولما للأخلاق من أهمية نجدها في جانب العقيدة
حيث يربط الله سبحانه وتعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم -
بين الإيمان وحسن الخلق ،
ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم :
أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
"أحسنهم أخلاقاً "
[رواه الطبراني في الأوسط ] .


ثم إن الإسلام عدّ الإيمان برًّا،
فقال تعالى :
( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" البر حسن الخلق "
[ رواه مسلم ].
والبر صفة للعمل الأخلاقي
أو هو اسم جامع لأنواع الخير.

وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان ،
نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة
إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها؛
لأنها أداء للواجبات الإلهية.
ونجدها في المعاملات -
وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحاً .


وهكذا نرى أن الإسلام قد ارتبطت جوانبه برباط أخلاقي ،
لتحقيق غاية أخلاقية،
الأمر الذي يؤكد أن الأخلاق هي روح الإسلام ،
وأن النظام التشريعي الإسلامي
هو كيان مجسد لهذه الروح الأخلاقية .


الخلق نوعان
1- خلق حسن :
وهو الأدب والفضيلة،
وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعاً .
2- خلق سيئ :
وهو سوء الأدب والرذيلة،
وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعاً.

وحسن الخلق
من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالاً للمرء
للفوز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والظفر بقربه يوم القيامة
حيث يقول :
" إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً"
[ رواه الترمذي ] .

الأخلاق والممارسة الإيمانية
إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية ،
ولا مصالح فردية ،
ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها ،
وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان
يشع نورها داخل النفس وخارجها ،
فليست الأخلاق فضائل منفصلة ،
وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة ،
عقيدته أخلاق ،
وشريعته أخلاق ،
لا يخرق المسلم إحداها إلا أحدث خرقا في إيمانه ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
ولا يسرق السارق وهو مؤمن "
[ رواه البخاري].
وسئل صلى الله عليه وسلم :
أيكذب المؤمن ؟
قال: (لا)
ثم تلا قوله تعالى :
(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) .

فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية ،
وكلما كان الإيمان قوياً أثمر خلقا قوياً.

-
دوام الأخلاق وثباتها
كما أن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف
يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة ،
وليست ثوبًا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء
، بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات
التي تتحرك فيها الكواكب
لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة
(فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )