المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرح المقارن على منهاج الطالبين / المقدمات



أهــل الحـديث
21-02-2013, 03:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ؛ وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد : فهذه تعليقات على ( منهاج الطالبين وعمدة المفتين ) في فقه الشافعية للإمام النووي رحمه الله تعالى ؛ سأجعلها - إن شاء الله تعالى - مقارنة بالمذاهب الأخرى تذكرة لي ؛ ولكل قاري ء . أسأل الله العظيم أن يعينني على الإنتهاء كما أعانني على الإبتداء . آمين .

تنبيهات :
1 - لن أعين وقتا محددا للشرح ؛ لأن لدي مشاريع أخرى في أماكن كثيرة ؛ وسأرى المجال عندي متوكلا على الله تعالى .
2 - لن أمانع من تعليقات الأعضاء الكرام بشرط أن يكون من صلب الموضوع .
3 - سأحاول قدر الإمكان تبسيط العبارة .
4 - كنت قد بدأت بشرح كتاب الحج من هذا المتن القيم في ملتقى ( بداية المجتهد ) وإنما بدأت بكتاب الحج ؛ طلبا من بعض الأخوة بسبب قرب موسم الحج آنذاك ؛ وأنا على وشك إنهاء الكتاب - كتاب الحج - ولله الحمد .
والحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

عن الكتاب
كتاب انعقدت الخناصر على تقديمه على ما سواه من المتون ؛لأن فيه من المسائل الفقهية والتحقيقوالتدقيق ما يسر به الموفقون ، لذا : كان واسطة عقد المتون.
أجمع العلماء على تقدمه وسبقه ، فانتشر انتشارالضياء ،وتتابعت همم العلماء على شرحه ونظمه ،واختصاره وتهذيبه ، والعناية به من سائر الوجوه ،وحسبك أن شراحه فقط نافوا على المئة ، وهذا فيالحقيقةعائد إلى أمور :
الأول : مكانة مؤلفه بين العلماء ، وتبحره في فقهالدين الذي أشاد به النبلاء .
الثاني : صلاح مؤلفه وإخلاصه ، وما قيدته كتبالتراجمات من بركاته وزهده وورعه فما من طالب شافعي إلاوقرأه ، وسامره وذاكر فيه ، فألبسه الله حللالقبول والذيوع ، ولبس حلة الشيوع ، وما قرأه قط طالب قراءة واعية إلا أنجح وارتفع في سلم الفقه شأواً قصياً ،حتى شاع قولهم : « من قرأ المنهاج .. هاج» .
الثالث : إن الإمام النووي ـ وهو المحقق البارع ـاختصره من« المحرر » للإمام الرافعي رحمه اللهوأضاف إليه مسائل مستجادات .
وكتاب تضافر على تحبيره شيخا المذهب .. حريٌّ بأنيلقى هذاالإقبال ، ومن قرأه .. فكأنماقرأ من خلالهأصول كتب الشافعية من « المحرر » إلى « الأم » .
الرابع : إن الإمام النووي سلك في تأليفه وعرض أقوالالمذهب والمعتمد فيه طريقة شائقة فريدة موجزة ،لخص فيها طرق الخلاف في كلمات ، وأبان في خطبة« المنهاج» عن مصطلحاته ، فرفد الطالب بالمعارفالفقهية ،والمصطلحات التي انتقاها في سهولةوإيضاح تامَّين ، فكان « المنهاج» زبدة الفقه الشافعي، وخلاصة المذهب دون منازع، لا يعتوره التعقيد ولايعيبهالإيجاز المخل ؛ لذلك تلقفه أولو الفقه باستحسانواعتناءكبيرين .
......................... ......................... ......................... ....

ترجمة المؤلف :
(631 - 676 هـ = 1233 - 1277 م)
هو الشيخ يَحْيَى بن شرف بْنِ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ جُمُعَةَ بْنِ حزام الحازمي الْعَالِمِ، مُحْيِي الدِّينِ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِي ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْمَذْهَبِ، وَكَبِيرُ الْفُقَهَاءِ فِي زَمَانِهِ، وُلِدَبِنَوَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَنَوَى قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى حَوْرَانَ، وَقَدْ قَدِمَ دِمَشْقَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقَدْ حَفِظَ ا لْقُرْآنَ فَشَرَعَ فِي قِرَاءَةِ التَّنْبِيهِ، فَيُقَالُ إِنَّهُ قَرَأَهُ في أرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ، وَقَرَأَ رُبْعَ العبادات من المذهب فِي بَقِيَّةِالسَّنَةِ، ثُمَّ لَزِمَ الْمَشَايِخَ تَصْحِيحًا وشرحا، فكان يقرأ في كل يوم اثناعَشَرَ دَرْسًا عَلَى الْمَشَايِخِ .


فضائله
:
قال الإمام تاج الدين عبد الوهاب بن تقيالدين السبكي في كتابه ( طبقات الشافعية الكبرى ) : كَانَ يحيى رَحمَه الله سيدا وَحَصُورًا وليثا على النَّفس وزاهدا لم يبال بخراب الدُّنْيَا إِذا صير دينه ربعا معمورا لَه الزّهْد والقناعة ومتابعة السالفين من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة والمصابرة على أَنْوَاع الْخَيْر لَا يصرف سَاعَة فِي غير طَاعَة هَذَا مَعَ التفنن فِي أَصْنَاف الْعُلُوم فقها ومتون أَحَادِيث وَأَسْمَاء رجال ولغة وتصوفا وَغير ذَلِك .
وَأَنا إِذا أردْت أَن أجمل تفاصيل فَضله وأدل الْخلق على مبلغ مِقْدَاره بمختصر القَوْل وفصله لم أَزْد على بَيْتَيْن أنشدنيهما من لَفظه لنَفسِهِ الشَّيْخ الإِمَام وَكَانَ من حَدِيثهمَا
أَنه أَعنِي الْوَالِد رَحمَه الله لما سكن فِي قاعة دَار الحَدِيث الأشرفية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائةكَانَ يخرج فِي اللَّيْل إِلَى إيوانها ليتهجد تجاه الْأَثر الشريف ويمرغ وَجههعلى الْبسَاط وَهَذَا الْبسَاط من زمَان الْأَشْرَف الْوَاقِف وَعَلِيهِ اسْمه وَكَانَ النَّوَوِيّ يجلس عَلَيْهِ وَقت الدَّرْس فأنشدني الْوَالِد لنَفسِهِ :
( وَفِي دَار الحَدِيث لطيف معنى ... على بسط لَهَا أصبو وآوي )
( عَسى أَنِّي أمس بَحر وَجْهي ... مَكَانا مَسّه قدم النواوي )
وَذكر أَبوهُ أَن الشَّيْخ كَانَ نَائِماإِلَى جنبه وَقد بلغ من الْعُمر سبع سِنِين لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهررَمَضَان فانتبه نَحْو نصف اللَّيْل وَقَالَ : يَا أَبَت مَا هَذَا الضَّوْء الَّذِي مَلأ الدَّار ؛ فَاسْتَيْقَظَ الْأَهْل جَمِيعًا قَالَ : فَلم نر كلنا شَيْئا ! قَال وَالِده : فَعرفت أَنَّهَا لَيْلَة الْقدر .
وَقَالَ شَيْخه فِي الطَّرِيقَة - الشَّيْخ ياسين بن يُوسُف الزَّرْكَشِيّ - : رَأَيْت الشَّيْخ محيي الدّين وَهُوَ ابْن عشرسِنِين بنوى وَالصبيان يكرهونه على اللّعب مَعَهم ؛ وَهُوَ يهرب مِنْهُم ؛ ويبكي لإكراههم وَيقْرَأ الْقُرْآن فِي تِلْكَ الْحَال فَوَقع فِي قلبِي حبه وَجعلهأَبوهُ فِي دكان فَجعل لَا يشْتَغل بِالْبيعِ وَالشِّرَاء عَن الْقُرْآن قَال فَأتيت الَّذِي يقرئه الْقُرْآن فوصيته بِهِ وَقلت لَهُ : هَذَا الصَّبِي يُرْجَى أَن يكون أعلم أهل زَمَانه وأزهدهم وَينْتَفع النَّاس بِهِ فَقَالَ لي : منجمأَ نْت ؟ فَقلت : لَا وَإِنَّمَا أنطقني الله بذلك فَذكر ذَلِك لوالده فحرص عَلَيْهِ إِلَى أَن ختم الْقُرْآن وَقد ناهز الِاحْتِلَام .

مؤلفاته :
من مؤلفاته رحمه الله تعالى :
1 - تهذيب الأسماء واللغات .
2 - منهاج الطالبين .
3 – الدقائق .
4 - تصحيح التنبيه .
5 - المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج .
6 - التقريب والتيسير في مصطلح الحديث .
7 - حلية الأبرار . يعرف بالأذكار النووية .
8 - رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
9 - بستان العارفين .
10 – الإيضاح – في المناسك –
11 - شرح المهذب للشيرازي ( المجموع )
12 - روضة الطالبين .
13 - التبيان في آداب حملة القرآن .
14 - الأربعون حديثا النووية .
وغير ذلك كثير .

البداية والنهاية ؛ وطبقات الشافعية الكبرى ؛ وتحقيق : عوض قاسم أحمد عوض على منهاج الطالبين .

والله تعالى أعلم .