المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينتي جيجل بالشرق الجزائري في كتاب الروض المعطار للحميري ت 900



أهــل الحـديث
20-02-2013, 10:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله أما بعد :
الروض المعطار في خبر الأقطار
جيجل :
مدينة قديمة بينها وبين ميلة من أرض المغرب مرحلة وبين جيجل وبجاية خمسون ميلاً، وهي مدينة صغيرة على ضفة البحر، والبحر يحيط بها ويضرب سورها، وهي على نظر كبير وهي كثيرة التفاح والفواكه، وعنها تحمل إلى بجاية، والعنب والرب، وعلى نحو ميل منها جبل بني زلدوي وهو كثير الخصب وفيه قبائل كثيرة من البربر وفيه كانت دعوة أبي عبد الله الشيعي (نسأل الله السلامة والعافية)، وهو جبل كتامة، ولما طرق طاغية صقلية جيجل بنى أهلها في هذا الجبل مدينة حصينة، فهم يسكنون المرسى والساحل في زمن الشتاء فإذا كان زمن الصيف ووقت سفر البحر ارتفعوا إلى حصنهم الأعلى البعيد من البحر، وبقي في الأسفل جمع منهم بأمتعتهم متحرزين من العدو. وبجيجل الألبان والسمن والعسل والزروع الكثيرة والحوت المتناهي طيباً، ولها مرسيان: مرسى في جنوبها وعر الدخول صعب لا يدخل إلا بدليل حاذق، ومرسى في جهة الشمال ساكن الحركة كالحوض لكنه صغير لا يحتمل الكثير من المراكب.
وعند جيجل جبل الرحمن، وهي مدينة قديمة على البحر ولها سور قديم يضرب البحر فيه، وهي على نظر كبير كثير العنب والتفاح والفواكه، وفيما بين جيجل وبجاية على ساحل البحر موضع يسمى بالمنصورية عليه جبل عظيم مما يلي البر، فيه حافة مثل الحائط، فيها نقب ينبعث منه ماء في غلظ حجر الربع الموزون به في كل وقت من الأوقات المعهودة للصلوات الخمس، يسمع قبل انبعاثه دوي كدوي الرحى الفارغة ثم ينبعث الماء هكذا ليلاً ونهاراً في أوقات الصلوات خاصة، أخبر بذلك من شاهده وسمر عليه الليل كله.

وترجمه في الأعلام الزركلي
(000 - 900 هـ (؟) -..- 1495 م)
محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم بن عبد النور، أبو عبد الله الحميري: عالم بالبلدان والسير والأخبار. أندلسي، من أهل سبتة. له (الروض المعطار في أخبار الأقطار - خ) مجلدان، أنجز تأليفه في (جدة) ثغر الحجاز، سنة 866 هـ واختير منه ما يختص بالاندلس في كتاب سمي (صفة جزيرة الأندلس - ط) مع ترجمة إلى الفرنسية (1) قال في الحاشية : الروض المعطار - خ. وصفة جزيرة الأندلس: مقدمتاه العربية والفرنسية. وكشف الظنون 920 وعنه تأريخ وفاته. وفي مجلة العرب 1: 176 أن القلقشندي المتوفى سنة 821 نقل كثيرا عن الروض المعطار، وأن للمقريزى مختصرا للروض. قلت: وفى هذا ما يدعو إلى إعادة النظر في رواية كشف الظنون أن وفاة ابن عبد المنعم سنة 900 وما ورد في بعض نسخ الروض من أن الكتاب نجز في جدة سنة 866 وقد يكون هذا من عمل الناسخ. وليحقق