المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقه التعامل بين المسلمين



أهــل الحـديث
19-02-2013, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



فقه التعامل بين المسلمين (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=125659#125659)
للشيخ : (مصطفى العدوي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=773) )

ما من شك أن كل مسلم لابد له من مخالطة إخوانه المسلمين، والاحتكاك بهم، وعليه فلابد من وجود ضوابط تحكم علاقة المسلم بأخيه المسلم في حدود الشرع يأخذ كل ذي حق حقه، وتسود أخوة الإيمان عموم المؤمنين.
فلا شك أن كلاً منا يريد أن تكون له وجاهة في الدنيا بين الناس، ووجاهة في الآخرة يوم يقوم الأشهاد، وهذا وذاك يتأتى باتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والفقه فيهما، فكم من حامل علم وليس بفقيه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رب حامل فقه ليس بفقيه ، رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) . الراوي: زيد بن ثابت المحدث:الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: فقه السيرة (http://www.dorar.net/book/13575&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 39
خلاصة حكم المحدث: صحيح
)، فنقف وقفات مع بعض الآيات من كتاب الله، الأحاديث من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقتبس منها بعض الأخلاق التي تصلحنا بإذن الله في تعاملاتنا مع إخواننا.

الوقفة الأولى:مراقبة الله والإخلاص له

أن علينا أن نبني تعاملاتنا مع الناس كلهم على أساس أصيل وثابت أُشير إليه في جملة من الآيات والأحاديث ألا وهو: تقوى الله سبحانه.
فإذا أقبلنا نقبل لله، وإذا أدبرنا ندبر لله، وإذا أعطينا نعطي لله، وإذا منعنا نمنع لله، وإذا خاصمنا نخاصم لله، وإذا حاكمنا نحاكم لله.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان )
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح أبي داود (http://www.dorar.net/book/13559&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4681
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال صلوات الله وسلامه عليه: ( من التمس رضا الله بسخط الناس ، كفاه الله مؤنة الناس ، و من التمس رضا الناس بسخط الله ، وكله الله إلى الناس). الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الجامع (http://www.dorar.net/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 6097
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فجدير بنا أن تكون كل تعاملاتنا مبنية على هذا الأصل الأصيل: مراقبة الله وتقواه، والإخلاص، وترك ما سواه، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: ( قال اللهُ تباركَ وتعالَى : أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ . مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي ، تركتُه وشركُه)
الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261) - المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2985
خلاصة حكم المحدث: صحيح
، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

الوقفة الثانية:الأخوة في الله

أن نبني تعاملاتنا مع المسلمين على أساس الأخوة في الله.
فالمسلم أخو المسلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (..... . المسلم أخو المسلم . لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره . التقوى ههنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات . بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام . دمه وماله وعرضه ......... ).

الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261) - المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2564
خلاصة حكم المحدث: صحيح
، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى)

الراوي: النعمان بن بشير المحدث:مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261) - المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2586
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الجامع (http://www.dorar.net/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 6654
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقد ثبت هذا الأصل بجملة نصوص في كتاب الله: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحجرات:10]، وقال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[آل عمران:103]، وقال سبحانه في شأن رجل قتل رجلاً: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:178].
وقال عليه الصلاة والسلام: ( لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لاعبا و لا جادا ، وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه )،
الراوي: السائب بن يزيد المحدث:الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الجامع (http://www.dorar.net/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 7578
خلاصة حكم المحدث: حسن
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ يخطبُ أحدُكم على خطبةِ أخيهِ ولاَ يبيعُ على بيعِ أخيهِ إلاَّ بإذنِهِ).
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح أبي داود (http://www.dorar.net/book/13559&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2081
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال الله سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحجرات:11] فجُعل المسلمون كلهم كالنفس الواحدة.
أي: ولا يلمز بعضكم بعضاً.
وقال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:61] أي: ليسلم بعضكم على بعض، وقال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:12] أي: بإخوانهم.
فكل هذه النصوص تعزز هذا الأصل -الأخوة في الإسلام- فيجب علينا أن نبني تعاملاتنا مع المسلمين على هذا الأصل.
وإخواننا الملتحون جزاهم الله خيراً وعفا عنهم قصروا الأخوة على الملتحين فقط، وهذا خلل في المسيرة التي أطلقوا عليها اسم الصحوة، فيقولون: فلان أخ.
أو ليس بأخ ويجعلون الميزان هو اللحية فقط، أو هذه أخت أو ليست بأخت ويجعلون الميزان هو النقاب والخمار فقط.
صحيح أن إعفاء اللحية واجب، وأن النقاب على رأي كثير من أهل العلم واجب، لكن ليس معنى كون الشخص حلق لحيته وعصا ربه فيها أنه خرج من عداد المسلمين كلا.
فالمسلم أخو المسلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمقصود من هذا: أننا عند تعاملاتنا مع المسلمين ينبغي أن نبني تعاملاتنا معهم على هذا الأصل: وأن أهل الإسلام بعضهم من بعض.