المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخلص من المنظور الضيق والجمود الفكري.



الاهلي الراقي
16-02-2013, 04:10 PM
المصدر مدونة الكاتب » أحمد الرفاعي (http://www.a-alrefai.com/?author=1)


http://www.a-alrefai.com/wp-content/uploads/2884_108577812629288_1237949577_n.jpgإن طبيعة الحياة التي نعيشها تشبه الى حد كبير طبيعة تضاريس الارض ففيها المرتفعات
الشاهقة التي تحتاج عند صعودها الى جهد كبير وصبر وعزيمة وفيها المنحدرات
العميقة التي لا تحتاج للوصول الى قاعها إلا أن تغفل عن أهدافك وسوف تسقط وبدون
جهد وبدون تعب ولكن ألم السقوط سوف يحرمك النوم وقد يقضي على حياتك وفيها
المحيطات العملاقه و البحار المالحة والأنهار والمياه العذبة فيها الاراضي الخصبة
والأرضي السبخة تنوع عجيب متناقض متناسق هذا التنوع في التضاريس بات الجميع يدركه
بحكم الاعلام والتعليم والسفر …..

قبل هذا التطور كان الناس لا يخرجون من قراهم فسكان القرى النائية يعتقدون أن
جميع القرى تشبه قريتهم في الطقس والتضاريس وعندما يسمعون عن تضاريس مختلفة
يتعجبون كيف يعيش الناس في مثل هذه الاماكن هل يعقل أن يسكن أناس في كهوف في قمم
الجبال او في كهوف من ثلج لبساطة المعرفة وندرة المعلومات تعتبر هذا المعلومات غير
مقبولة في بعض المجتمعات

العلماء المطلعين يخرجون من هذا التصور الضيق و الرحالة الذين يسافرون لأنهم
يشاهدون مدن وقرى مختلفة تماما عن تلك القرية التي عاشوا فيها ولذلك اشتهرت كتب
الرحالة في فترة قبل الاعلام والبرامج الوثائقية

هذا المنظور الضيق ينطبق على كل تصوراتهم فلا تختلف التصورات الاجتماعية
والعادات عن ذلك المنظور الضيق وقد وجدت تلك العادات لتحسن الحياة في تلك البيئة
في تلك الظروف ومع تغيير الظروف تبقى العادات ثابتة لا تتغير و تعتقد كل قرية
وقبيلة أن عاداتهم هي الافضل وغيرها أقل وهذا يرجع الى عدة أسباب الاول الانتماء
والشعور بأفضلية هذا الانتماء والثاني هو انهم لا يعرفون العادات الاخرى ولا
يدركون الحكمة ورائها وهذا كله بسبب ضيق التصور ..

مع التقدم الهائل في الاتصالات والتواصل ومع أننا في عصر الانترنت والفضائيات مازال
الكثير من مستخدمي هذه التقنيات ضيق الافق في مجال التفكير فهو لا يرى إلا في حدود
قريته وأفكاره القديمة ولا يستطيع الخروج من سجن أفكاره ومشاعره وهذا الضيق والجمود
يقتل الابداع ويقتل التقدم ويضيع الفرص ويجعلنا حبيسين للأوهام ويجعل قراراتنا
تنحاز لمخاوفنا ونفشل في تحقيق أي نتيجة يجعل تفكيرنا عشوائي وسلوكنا يبنى على ردة
الفعل ويملئ قلوبنا الخوف من التغيير والتطور ونتمسك بالقرية وتقاليدها ولا نستطيع
تمحيص هذه التقاليد فكلها في نظرنا مميزة لان الحكم على الشيء فرع عن التصور وبما
أن التصور ضيف فالحكم يبتعد كثيرا عن الصواب ولكي نوسع إدراكنا وتصورنا نحتاج الى
أن نمارس العديد من العادات الجديدة التي تساعد في تكسير الحدود الوهمية لعقولنا
وتجعلنا نرى ما خلف الاشياء وتجعلنا نُحيد المشاعر في قراراتنا ونبحث عن الافضل حتى
لو خالف مشاعرنا لأننا غالبا ما نقع فريسة للمشاعر بدون تأني وغالبا ما يكون
قرارنا ردة فعل ونختار أقرب الافكار الى عقولنا فنحن لا نرى أبعد من أقدامنا وسوف
اعرض عليكم مجموعة من الاساليب من خلالها تستطيع أن تفكر بعمق وتنظم تفكيرك وتحيّد
مشاعرك الضاغطة