تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث ابن عمر في الكلاب تدبر وتقبل في المسجد



أهــل الحـديث
14-02-2013, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



عن عبد الله بن عمر قال:«كُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ فَتًى شَابًّا عَزَبًا، وَكَانَتِ الْكِلَابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ».

أخرجه أبو داود (382)،قال:حدثنا أحمد بن صالح.

وابن حبان (1656)،قال:أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حرملة بن يحيى.

كلاهما [ أحمد بن صالح، وحرملة بن يحيى ] عن عبد الله بن وهب.

وأخرجه ابن خزيمة (300)، قال: نا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني، حدثنا أيوب بن سويد.

وعلقه البخاري([1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)) في «الصحيح» (174)، فقال:وقال أحمد بن شبِيبٍ، حدثنا أبي.
ووصله البيهقي في «الكبرى» ( 1/243)، (2/429).
ثلاثتهم [ عبد الله بن وهب، وأيوب بن سويد، وشبيب بن سعيد ] عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال ابن عمر فذكره.
ويونس بن يزيد ، ثقة ، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما .
لكن تكلموا في بعض حديثه عن الزهري ، حيث يخالف أو يحدث من حفظه فقال أحمد بن حنبل: يونس يروى أحاديث من رأى الزهرى يجعلها عن سعيد . وقال أيضا: يونس كثير الخطأ عن الزهرى .
وقال أيضا : فى حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهرى ، منها : عن سالم عن أبيه ، عن النبى صلى الله عليه وسلم : «فيما سقت السماء العشر».
وقال الميمونى : سئل أحمد بن حنبل : من أثبت فى الزهرى ؟ قال : معمر . قيل له : فيونس ؟ قال:روى أحاديث منكرة.
وقال أحمد بن حنبل : قال وكيع : رأيت يونس بن يزيد الأيلى و كان سيىء الحفظ . قال أحمد : سمع منه وكيع ثلاثة أحاديث.
وقال ابن سعد: ربما جاء بالشىء المنكر. وانظ «تهذيب الكمال» (32/551).
وقال أبو حاتم الرازي: سمعت مقاتل بن محمد، قال: سمعت وكيعا يقول: لقيت يونس بن يزيد الايلي وذاكرته بأحاديث الزهري المعروفة وجهدت أن يقيم لي حديثا فما أقامه «الجرح والتعديل» (9/247).
وقال أبو زرعة الرازي: كان صاحب كتاب فإذا أخذ من حفظه لم يكن عنده شيء.«سؤالات البرذعي» (2/285).
وهذا الحديث بهذا اللفظ مما تفرد به يونس عن الزهري ، وقد خالفه صالح بن أبي الأخضر في إسناده ومتنه، فجعله صالح عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر ، بينما يونس يرويه عن الزهري عن حمزة بن عبدالله بن عمر.
ولم يذكر صالح بن أبي الأخضر في متنه «بول الكلاب» أخرجه أحمد في «المسند» (2/70) قال: حدثنا سكن بن نافع الباهلي أبو الحسين، حدثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: « كُنْتُ أَعْزَبَ شَابًّا أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتِ الْكِلَابُ تُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ».
وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (8/289)من طريق المعافى بن عمران، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري , عن سالم عن أبيه، قال: «كنت شابا أعزب أبيت في المسجد وأحتلم فتقبل الكلاب فيه وتدبر، لا ينضح ولا يرش». وقال أبو نعيم: غريب من حديث الزهري لفظ النضح والرش لا أعلم رواه عنه إلا صالح.
وصالح بن أبي الأخضر ضعفه غير واحد. وقال البخاري: ليس بشىء عن الزهرى . وانظر « تهذيب الكمال» (13/8).
وخالف يونسَ أيضاً معمرٌ ، وسليمان بن موسى، فروياه عن الزهري عن سالم عن ابن عمر وذكروا مبيته في المسجد، ولم يذكروا إقبال الكلاب ولا إدبارها وبولها في المسجد.
فحديث معمر عن الزهري أخرجه البخاري (1121)، وحديث سليمان بن موسى عن الزهري أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (329).
فهذا يدل على عدم ضبط يونس بن يزيد لهذا الحديث، وأنه حدث به من حفظه فأخطأ، وأتى بهذا اللفظ الذي لم يأتي به غيره، وقد سبق كلام الأئمة في رواية يونس عن الزهري إذا انفر وخالف .
وهذا الخلاف أشار إليه ابن عبد البر في التمهيد فقال: روى عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر مبيته في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يذكر إقبال الكلاب ولا إدبارها وبولها في المسجد ولم يذكر إلا مبيته خاصة. «التمهيد» (13/111).
ولأجل هذا الذي ذكرته من تفرد يونس ومخالفته أعرض البخاري عن إخراجه وعلقه ،ولم يخرجه مسلم، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، ولم يجد أبو داود غيره فأخرجه.
ثم أين مالك بن أنس من هذا الحديث المدني الذى هو أصل في هذا الباب.

والحديث صححه ابن خزيمة، وابن حبان ،و البغوي في «شرح السنة» (2/82).

واستشكل معنى هذا الحديث على البيهقي في قوله تقبل وتدبر وتبول فظن أن الكلاب تبول داخل المسجد ولذلك قال : أنه منسوخ كما في «السنن الكبرى» (2/429).
وإن صح هذا الحديث فليس معناه أنها تبول داخل المسجد بل معناه أنها تبول خارج المسجد ثم تدبر وتقبل فلذلك كانوا لا يرشون على ما وطئته شيئا وهذا هو تأويل ابن حبان، والخطابي لهذا الحديث.

فقال ابن حبان: قول ابن عمر : وكانت الكلاب تبول يريد به خارجا من المسجد وتقبل وتدبر في المسجد فلم يكن يرشون بمرورها.
وقال الخطابي: قوله كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد يتأول على أنها كانت تبول خارج المسجد في مواطنها وتقبل وتدبر في المسجد عابرة إذ لا يجوز أن تترك الكلاب وانتياب المسجد حتى تمتهنه وتبول فيه وإنما كان إقبالها وإدبارها في أوقات نادرة ولم يكن على المسجد أبواب فتمنع من عبورها فيه .
وقد اختلف الناس في هذه المسألة فروي عن أبي قلابة أنه قال : جفوف الأرض طهورها وقال أبو حنيفة ومحمد بن الحسن : الشمس تزيل النجاسة عن الأرض إذا ذهب الأثر ، وقال الشافعي وأحمد الأرض إذا أصابتها النجاسة لا يطهرها إلاّ الماء. «معالم السنن» (1/117).



([1]) قال ابن حجر: وهذه اللفظة الزائدة - أي تبول- ليست في شيء من نسخ الصحيح لكن ذكر الأصيلي أن في رواية إبراهيم بن معقل النسفي «تبول وتقبل وتدبر».«تغليق التعليق» (2/109).