المؤمن بالله
04-06-2006, 05:46 AM
حدثت غزوة مؤتة في شهر جمادي الاولى من السنة الثامنة للهجرة
في المساء وقبل الغروب بوقت قصير جلست بجانب طريق صحراوي مؤدي الى مدينة مؤتة ،،،
يعتقد ان جيش المسلمين الذي قاتل في غزوة مؤتة قد عسكر هناك،،، جلست افكر فوصل بي الامعّان في مجريات ما قبل الغزوة وكأنني جالس أنظر الى صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم يتداولون الأمر
،،، كأنهم جلوس هناك أمامي ،، أسمع أصواتهم،،، بين رأي يقول بالكتابة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام ورأي يقول بالتقدم الى مواجهة العدو ،،، استمر التداول يومين لهول الموقف
،،، عدد جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف وعدد جيش الروم مئتي ألف،، مناصفة بين روم وعرب موالين الى الروم ،،، وخالجتني فكرة ،، (أن العرب كانوا نواطير فالغساسنة في بلاد الشام يقاتلون عن الروم والمناذرة في بلاد الرافدين يقاتلون عن الفرس ما أشبههم بعرب اليوم )،،،
هذا ما يدمي القلب ويهزّ الوجدان ،،، وأخيرا استقر الرأي على التقدم لمواجهة العدو ،، هي احدى الحسنيين اما النصر وإما الشهادة ((( وقسما وأنا في هذه الذكريات قد تفجر الدمع من عيني )))
كيف كانوا وكيف أصبحنا ،،، يتقدمون ،،، يلتقي الجمعان ويشتد القتال ويصعد القادة الثلاثة الذين
عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى معراج الشهادة ،، كان القائد الاول هو زيد بن حارثة ،،،
قاتل حتى شاط في رماح العدو ،،، وكان القائد الثاني هو جعفر بن ابي طالب أخذ الراية بيمينه
فقطعت ثم أخذها بشمالة فقطعت ثم إحتضنها بعضديه إنها راية الله يجب أن تبقى مرفوعة عالية خفاقة في سماء المؤمنين ،،، استشهد جعفر رضي الله عنه وكان قبل ان يتسلم الراية قد عقر فرسة فكان اول من عقر في الإسلام ،،،لقد وجد المسلمون بين منكبيه وصدره وبطنه تسعين جرحا ،،
لا بل تسعين وسام تضحية وفداء لراية الاسلام ،،، أما القائد الثالث فكان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ،،، أخذ الرّاية وتقدم بها ودم جعفر ما زال حارا عليها ،،، إنها راية الاسلام لا تتهاوى بين ظهرانيهم ((( وكم تهاوت الرّايات بيننا ))) قاتل ببسالة ،،، طعن فأستقبل الدم بيديه ،،، فدلك به وجهه ،،، لله درك يا حبيبي يا ابن رواحة إن القلب ليتفطر كيف كنتم وكيف أصبحنا ،،، دلك بالدم وجهه وجعل ينادي يا ايها المسلمون ذبوا عن لحم أخيكم ،،، فذبوا عنه حتى استشهد ،،، أما القائد الذي يليهم فقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيار للمسلمين ،،، تناول الرّاية بعد عبد الله رضي الله عنه ثابت بن اقرم البلوي رضي الله عنه ،،، فنادى في المسلمين بصوت يدوي أيها الملسلمون اصطلحوا على رجل ،،، فقالوا انت ،،، لكنه ينظر الى خالد بن الوليد ويقول ،،، أبا
سليمان خذ مني الراية ،،، أنت أعلم مني بفنون القتال ،،، لله درك يا ابن الاقرم وانت البدري تقدم اللواء الى خالد الذي اسلم قبل شهور ،،، رفض خالد رضي الله عنه ،، الا أن إبن الاقرم أصرّ على خالد أن يأخذ الراية ،،، أخذ الراية خالد ،،، وما ادراك ما خالد ،،، لله درك يا سيدي يا خالد إنني وبعد أن اشكو إلى الله أقدم شكواي إليك ،،، إنهم يعرفون عن الغانيات والماجنات وخضراوات الدمن أكثر مما يعرفون عنك وعن البواسل الشرفاء أمثالك ،،، يا سيدي يا ابن الوليد إنني كتبت كلماتي هذه وأقسم بالله بين يدي روحك العطرة والعبرة تخنقني يا سيدي ،،، إلتمس لي عذرا لا تتهمني بالجنون لا تتهمني بالسذاجة لأنني أقدم شكواي اليك وأنت في العالم الآخر ،،
أتعلم يا سيدي لماذا أبث شكواي اليك ؟؟ لأن تاريخكم حيّ فينا باسل بيننا ،،، والأحياء فينا أموات لا حياة بهم ،،، يا سيدي يشرفني أن أكون الخادم الذي يناولك نعلك الذي تنتعل ولا يشرفني أن أكون من علية القوم فيهم ،،، أخذ الراية خالد وبرزت حنكته القتالية استمرت المعركة سبعة ايام ،،،
دقت في يد خالد رضي الله عنه سبعة سيوف ،،، لله درك كم قتلت بها من اولئك الاوغاد ،،، تجابهون مئتي ألف ((( جائتني شطحة لو أن كل واحد من المئتي الف رشّكم كل يوم بعشرة اكواب من الماء في ظرف سبعة ايام سيكون عدد أكواب الماء اربعة عشرة مليون كوب اذن لأصبحت الأرض تحت اقدامكم وحلا ولتعثرت سنابك خيلكم في الوحل ولحاصروكم من كل الجهات هذا كأبسط قتال ))) إذن كيف وهم يرمونكم بسهامهم ويطعنوكم بأسنة رماحهم ويضربونكم بسيوفهم ،،، أتخيل الموقف إنه عصيب رهيب ،،، ولكنكم عرفتم من خرج لنصرة الله فقد نصره ،،، بإذن الله ثم بحنكتك الحربية سلمّ الله تعالى الجيش ،،، فلم يستشهد منهم سوى اربعة عشرة شهيدا ومقابر الروم ومن والاهم حاضرة بيننا تثبت ما حل بهم من كارثه نعم هذا خالد الذي قال عنه احد جنرالات الحرب الالمانيين وهو من المقاتلين في الحرب العالمية الاولى ان خالد استاذ السرعة في الحرب لا بل انه استاذي في المدرسة الحربية ،،، وعدت في الجيش الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصلت على وسام شرف من رسول الله عليه السلام سيبقى ما بقيت الدنيا ،،،
أخوكمـ
المؤمن بالله
في المساء وقبل الغروب بوقت قصير جلست بجانب طريق صحراوي مؤدي الى مدينة مؤتة ،،،
يعتقد ان جيش المسلمين الذي قاتل في غزوة مؤتة قد عسكر هناك،،، جلست افكر فوصل بي الامعّان في مجريات ما قبل الغزوة وكأنني جالس أنظر الى صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم يتداولون الأمر
،،، كأنهم جلوس هناك أمامي ،، أسمع أصواتهم،،، بين رأي يقول بالكتابة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام ورأي يقول بالتقدم الى مواجهة العدو ،،، استمر التداول يومين لهول الموقف
،،، عدد جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف وعدد جيش الروم مئتي ألف،، مناصفة بين روم وعرب موالين الى الروم ،،، وخالجتني فكرة ،، (أن العرب كانوا نواطير فالغساسنة في بلاد الشام يقاتلون عن الروم والمناذرة في بلاد الرافدين يقاتلون عن الفرس ما أشبههم بعرب اليوم )،،،
هذا ما يدمي القلب ويهزّ الوجدان ،،، وأخيرا استقر الرأي على التقدم لمواجهة العدو ،، هي احدى الحسنيين اما النصر وإما الشهادة ((( وقسما وأنا في هذه الذكريات قد تفجر الدمع من عيني )))
كيف كانوا وكيف أصبحنا ،،، يتقدمون ،،، يلتقي الجمعان ويشتد القتال ويصعد القادة الثلاثة الذين
عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى معراج الشهادة ،، كان القائد الاول هو زيد بن حارثة ،،،
قاتل حتى شاط في رماح العدو ،،، وكان القائد الثاني هو جعفر بن ابي طالب أخذ الراية بيمينه
فقطعت ثم أخذها بشمالة فقطعت ثم إحتضنها بعضديه إنها راية الله يجب أن تبقى مرفوعة عالية خفاقة في سماء المؤمنين ،،، استشهد جعفر رضي الله عنه وكان قبل ان يتسلم الراية قد عقر فرسة فكان اول من عقر في الإسلام ،،،لقد وجد المسلمون بين منكبيه وصدره وبطنه تسعين جرحا ،،
لا بل تسعين وسام تضحية وفداء لراية الاسلام ،،، أما القائد الثالث فكان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ،،، أخذ الرّاية وتقدم بها ودم جعفر ما زال حارا عليها ،،، إنها راية الاسلام لا تتهاوى بين ظهرانيهم ((( وكم تهاوت الرّايات بيننا ))) قاتل ببسالة ،،، طعن فأستقبل الدم بيديه ،،، فدلك به وجهه ،،، لله درك يا حبيبي يا ابن رواحة إن القلب ليتفطر كيف كنتم وكيف أصبحنا ،،، دلك بالدم وجهه وجعل ينادي يا ايها المسلمون ذبوا عن لحم أخيكم ،،، فذبوا عنه حتى استشهد ،،، أما القائد الذي يليهم فقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيار للمسلمين ،،، تناول الرّاية بعد عبد الله رضي الله عنه ثابت بن اقرم البلوي رضي الله عنه ،،، فنادى في المسلمين بصوت يدوي أيها الملسلمون اصطلحوا على رجل ،،، فقالوا انت ،،، لكنه ينظر الى خالد بن الوليد ويقول ،،، أبا
سليمان خذ مني الراية ،،، أنت أعلم مني بفنون القتال ،،، لله درك يا ابن الاقرم وانت البدري تقدم اللواء الى خالد الذي اسلم قبل شهور ،،، رفض خالد رضي الله عنه ،، الا أن إبن الاقرم أصرّ على خالد أن يأخذ الراية ،،، أخذ الراية خالد ،،، وما ادراك ما خالد ،،، لله درك يا سيدي يا خالد إنني وبعد أن اشكو إلى الله أقدم شكواي إليك ،،، إنهم يعرفون عن الغانيات والماجنات وخضراوات الدمن أكثر مما يعرفون عنك وعن البواسل الشرفاء أمثالك ،،، يا سيدي يا ابن الوليد إنني كتبت كلماتي هذه وأقسم بالله بين يدي روحك العطرة والعبرة تخنقني يا سيدي ،،، إلتمس لي عذرا لا تتهمني بالجنون لا تتهمني بالسذاجة لأنني أقدم شكواي اليك وأنت في العالم الآخر ،،
أتعلم يا سيدي لماذا أبث شكواي اليك ؟؟ لأن تاريخكم حيّ فينا باسل بيننا ،،، والأحياء فينا أموات لا حياة بهم ،،، يا سيدي يشرفني أن أكون الخادم الذي يناولك نعلك الذي تنتعل ولا يشرفني أن أكون من علية القوم فيهم ،،، أخذ الراية خالد وبرزت حنكته القتالية استمرت المعركة سبعة ايام ،،،
دقت في يد خالد رضي الله عنه سبعة سيوف ،،، لله درك كم قتلت بها من اولئك الاوغاد ،،، تجابهون مئتي ألف ((( جائتني شطحة لو أن كل واحد من المئتي الف رشّكم كل يوم بعشرة اكواب من الماء في ظرف سبعة ايام سيكون عدد أكواب الماء اربعة عشرة مليون كوب اذن لأصبحت الأرض تحت اقدامكم وحلا ولتعثرت سنابك خيلكم في الوحل ولحاصروكم من كل الجهات هذا كأبسط قتال ))) إذن كيف وهم يرمونكم بسهامهم ويطعنوكم بأسنة رماحهم ويضربونكم بسيوفهم ،،، أتخيل الموقف إنه عصيب رهيب ،،، ولكنكم عرفتم من خرج لنصرة الله فقد نصره ،،، بإذن الله ثم بحنكتك الحربية سلمّ الله تعالى الجيش ،،، فلم يستشهد منهم سوى اربعة عشرة شهيدا ومقابر الروم ومن والاهم حاضرة بيننا تثبت ما حل بهم من كارثه نعم هذا خالد الذي قال عنه احد جنرالات الحرب الالمانيين وهو من المقاتلين في الحرب العالمية الاولى ان خالد استاذ السرعة في الحرب لا بل انه استاذي في المدرسة الحربية ،،، وعدت في الجيش الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصلت على وسام شرف من رسول الله عليه السلام سيبقى ما بقيت الدنيا ،،،
أخوكمـ
المؤمن بالله