تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ



هادي2006
03-06-2006, 06:44 PM
بســــــــم الله الرحمـــــــن الرحيـــــــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي أختي الغالية
إن الدنيا دار ابتلاء ولكل شخص في هذه الدنيا ابتلاء
لا تقول أنا ليس لدي ابتلاء.. لا والله حتى حين تنعم بالنعم فيما حولك
فهذا ابتلاء.. هل تشكرون الله عليها أم لا ...
((اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطان))
لكن
اخترت لك هذه الكلمات الجميلة من شيخ الإسلام ابن تيمية
فأوصيك بقراءتها
والتمعن في معانيها
وتذكريها حين تصاب بابتلاء
فلنبدأ ....

وبعد، فإن الصبر من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه العظيم،وأمر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع، على تنوع في مواردها وأسباب ذكرها.

فقد أمر الله نبيه بخلق الصبر فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [النحل 127] وقال تعالى : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف 35].

وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران 200].

وأثنى على أهله، فقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177].

وأخبر بمحبته للصابرين، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران 146]، ومعيته لهم، فقال تعالى : {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46].

ووعدهم أن يجزيهم أعلى وأوفى وأحسن مما عملوه، فقال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل 96]
وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10].
وبشرهم فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة 155]
وأخبر أن جزاءهم الجنة فقال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} [الإنسان 12].

وقرنه بالصلاة في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} [البقرة 153]

وقوله تعالى في سورة يوسف: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف 90]

وقرن الله - تبارك وتعالى - الصبر بالعمل، فقال: {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود 11]

وقرنه بالاستغفار: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ}
وقرنه بالتسبيح،في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور 48]
وفي قوله تعالى في سورة طه: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه 130]

وقرنه بالشكر في عدة آيات، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم 5].

وحديث القرآن عن الصبر متنوع وممتع مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة، وكذا الشأن في السنة النبوية، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على هذا الخلق الكريم، وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم أنموذجاً يحتذى في التخلق بخلق الصبر بشتى أنواعه وأعلى درجاته، ومن قرأ في سيرته العملية وسنته القولية سيجد أن للصبر شأناً عظيماً.

قال صلـى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

فهذا الحديث يعم كل أمور العبده المؤمن وأنها خيرله إذا صبر على مكروهها وشكر لمحبوبها، بل هذا داخل في مسمى الإيمان كما قال بعض السلف: "الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" لقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}

وإذا اعتبر العبد الدين كله رآه يرجع بجملته إلى الصبر والشكر،

وذلك لأن الصبر ثلاثة أقسام:

** صبر على الطاعة حتى يفعلها، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلا بعد صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر ، فبحسب هذا الصبر يكون أداؤه للمأمورات وفعله للمستحبات.

** النوع الثاني: صبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله، فإن النفس ودواعيها، وتزيين الشيطان، وقرناء السوء،تأمره بالمعصية وتجرئه عليها،فبحسب قوة صبره يكون تركه لها، قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البر والفاجر ولا يقدر على ترك المعاصي إلا صديق .

*** النوع الثالث: الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب وهي نوعان:

* نوع لا اختيار للخلق فيه، كالأمراض وغيرها من المصائب ، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يشهد فيها قضاء الله وقدره، وإنه لا مدخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا،وإما اختيارا، فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة في فوائدها وما في حشوها من النعم والألطاف انتقل من الصبر عليها إلى الشكر لها والرضا بها، فانقلبت حينئذ في حقه نعمة، فلا يزال حال قلبه ولسانه يردد :" رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" ، وهذا يقوى ويضعف بحسب [قوة] محبة العبد لله وضعفها، بل هذا يجده أحدنا في الشاهد كما قال الشاعر يخاطب محبوبا له [ناله ببعض ما يكره] :

* النوع الثاني : أن يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه.
فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها ، وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه [فجعل يقول مثل ذلك] ، فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم، والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون، وهذا النوع من الصبر عاقبته النصر والعز والسرور والأمن والقوة في ذات الله، وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم،ولهذا قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين،فإذا أضيف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادة بفضل الله ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

*^*^*^*^*^*^*^*^*

احبابي
ربما أكثرت عليكم .. لكن كلامه جميل جدا
أسأل الله أن أستفيد وإياكم منه
أسأل الله أن يفتح على قلبي وقلوبكم
كلنا لنا ابتلاء
والله ينظر إلى قلوبنا
ونصبر
((ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))

إيلاف
03-06-2006, 11:56 PM
أخي الكريم بارك الله فيك ودائما أكرر هذه الآية حتى تعينني على نفسي ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).....وأشعر بعدها براحة نفسية ولله الحمد ......

دمعة غريب
04-06-2006, 02:15 AM
جزاك الله جزيل الخير واعاننا بالصبر واياكم

al3nood
04-06-2006, 02:25 AM
::::::::: هادي :::::::::

جــزاك الله خيــر

والحمدلله على كل حال



أجمل تحيه

ارين
04-06-2006, 02:27 AM
اخي الفاضل ..هادي ..
كم استمتعت بقراءه درر شيخنا ابن تيميه ..
كم هو رائع ماخطته اناملك ..
وكم اشكرك بوضعك لمثل هذا الموضوع الرائع ...


فعلا الصبر شي عظيم ومايزيده عظمه قوله تعالى ((انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ))
فحينما قال بغير حساب لعظمته ...

فالصبر جميل وكثيرا مانقرا عنه ونعرفه جيدا ..والله امرنا بالصبر على البلاء تكفيرا لذنوبا التى لاتعد ولا تحصى ...


نقرءوه ونعرفه جيدا ..

ولكن من منا يطبقه عند نزول البلاء ..؟؟!!

فما اجملنا حينما نتخذ لصبر رفيق لنا في حين البلاء ..

فاللهم ثبتنا ...


اكرر شكري وامتنانى لروعه الموضوع ...

اللهم الهمنا الصبر عن نزول المصائب علينا وكفر بها ذنوبنا يارب العالمين ..

المؤمن بالله
04-06-2006, 08:22 AM
رحم الله إبن تيميّة

اخي العزيز الهادي

من لا يصبر يفقد الكثير

ولربّما فقد ايمانه

جزاك الله خير

تحيتي

هادي2006
04-06-2006, 09:06 AM
الاخوة الافاضل
ايلاف
دمعة غريب
مشرفة منتدى التصاميم
ارين
المؤمن بالله
جزاكم الله خيرا على الاطلاع والتعقيب
واكثر الله من امثالكم

أبو محمد 19
04-06-2006, 09:38 AM
شكراً لك اخي هادي
فعلاً الصبر مفتاح الفرج جعلنا الله وإياكم من الصابرين

خــــالـــــد
04-06-2006, 11:05 AM
هادي
.
.

بارك الله فيك أخوي الغالي

وأسعد الله قلبك ..

جزيت خيراً على ماخطّته لنا يمينك

أشكرك .. وأدعو الله أن يكتب أجرك في كل حرف

دمت , وبانتظار القادم منك




أخوكـ/خالد

هادي2006
04-06-2006, 01:51 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل أبو محمد والاخ خالد
على المرور